بسم الله
تفريغ :
الإمام أحمد رحمه الله تعالى رحل رحلات كثيرة، وكان منها للحج خمس مرات، وكان ثلاث منها من الخمس لقصد لقاء أهل العلم في الحج، قال أنفقت في رحلة ما عنده مال بمال قليل، أنفقت في رحلة ثلاثين درهما 30 درهم، الدرهم محدود 30 درهم، يعني ثلاثة دنانير لأن الدينار من عشرة إلى اثني عشر درهما، الدرهم فضة، والدينار ذهب. قال أنفقت ثلاثين درهما، يعني من. من كثرتها، وهذا يدلك على. على شدة الصبر في المأكل وفي فيما يركب وربما كان ماشيا إلى أخره. الإمام أحمد لما انتهى أمره. الى القوة والوقوف بالسنة ونصرة السنة. لما جاءت فتنة خلق القرءان. منع من التحديث. قال له ولي الأمر لا تحدث. فالتزم وصار يذهب الى المسجد ويرجع ولا يلقي العلم. قال بقي بن مخلد. بقي بن مخلد صاحب أكبر مسند من مسانيد الحديث. لا يوجد أكبر مسند من مسانيد. الحديث. مسند بقي بن مخلد بن مخلد أحد علماء الأندلس، رحل من الأندلس إلى بغداد وذهب يسأل ما يدري عن فتنة خلق القران ولا منع الإمام أحمد؟ أين أحمد بن حنبل؟ أين أبو عبد الله؟ فقالوا أخبروه بأنه لا يحدث. قال فطرقت عليه الباب في بيته. وطلبته فأتاني وقلت له أنا طالب علم أتيت من المغرب. قال له الإمام أحمد من أفريقية؟ قال لا أبعد إذا أردنا أفريقية قطعنا لها البحر. أنا من الأندلس. قال مرحبا بك ما تريد؟ قال والله ما أتيت إلا لأخذ العلم عنك. فقال له لعلك سمعت. قال له الإمام أحمد لعلك سمعت ما علي من أني لا أحدث. قال ولكني أريد الحديث وحدي أو أعطني من العلم. فقال بشرط. قال له الإمام أحمد بشرط. قال اشترط ما بدا لك. قال أن لا تجلس في حلقة من حلقات العلم والحديث حتى لا يعرف انه جالس يجلس في حلق العلم. ويأتي الإمام أحمد معناه الإمام أحمد أصبح يعلم في بيته أو يعلم فيه فقال لك ما اشترطت. قال إذن ايتني كل يوم على هيئة سائل وطالب العلم سائل يسأل العلم، ثم اطرق الباب، فإذا خرجت أعطيتك خبزا ومع الخبز حديثا أو أحاديث فأخذ سنين يأتيه قال وتلفعت بعمامة وصفها ولبست يعني ملابس السؤال الفقراء وأخذت كل يوم أتي وأطرق الباب على هيئة سائل وأقول لهم الأجر رعاكم الله. قال بقي. وكانت هذه صفة السؤال. أو صفة السؤال في بغداد الأجر رعاكم الله. يعني. ابتغوا الأجر أو أطلبوا الأجر أو نحو ذلك. فيأتي الإمام أحمد ويعطيني بعض الخبز ومعه حديث أو أحاديث. قال فأخذت كثيرا. قال فلما مات. الخليفة وجاء الذي بعده. وكان صاحب سنة. يعني به المتوكل. صار الإمام أحمد يدرس في المسجد. قال فكان يدنيني ويخصني من بين الطلاب ويقول أقول هذا يصدق عليه أنه طالب علم، كيف يصبر هالسنين الطويلة في هيئة سائل، وكل يوم يأتي فيه فيها هضم للنفس، يأتي بهذه الصفة لأجل أن يأخذ من الإمام أحمد علم حديث أو حديثين كل يوم، قال هذا يصدق عليه أنه طالب علم، وهذه مهمة ليست بالسهلة، وازدراء للنفس ليس بالسهل، والرحلة من الأندلس إلى بغداد لأجل هذا الأمر ليس بالسهل، وكلها تعطيك عظم هذه الهمة حتى مرض.نكمل القصة. يقول حتى مرضت ففقدنا أبو عبد الله فسأل عنه فقالوا إنه مريض فزارني في الخان، وكان يسكن في الخان، يعني الفندق يقول وأنا وأنام. كنت مستلقيا. سمعت جلبة. ثم دخل علي الداخل من أهل الخان وقال. أنت تعرف أبو عبد الله؟ أنت من أصحاب أبي عبد الله؟ فقلت نعم. قال لم لم تخبرنا منذ أول ما نزلت؟ أتى أبو عبد الله أحمد. أتى لزيارته ففتح الباب فدخل أحمد فقال له فقدناك فزرنا. زادك الله ثوابا. أو قال أرجو الثواب من الله. يا بقي إن أيام الصحة لا سقم فيها وأن أيام السقم لا صحة فيها. أعلاك الله إلى العافية. ومسح عنك بيمينه الشافية. قال والطلاب حوله يكتبون ما يقول. أعلاك الله إلى العافية ومسح عنك بيمينه الشافية. الوقفة هنا في القصة أخذتم عبرتها ودرسها. لكن خذ كلمة الإمام أحمد. إن أيام الصحة لا سقم فيها، وأن أيام السقم لا صحة فيها، يريد بذلك أن طالب العلم همته تكون في أيام الصحة، فلما كانت أيام الصحة التي لا سقم فيها فعندك المجال والهمة قوية لطلب العلم لأنه ربما أن يعرض لك عارض، وهذا مأخوذ من قول النبي صلى الله عليه وسلم (وخذ من صحتك لمرضك).*
*أخَذَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بمَنْكِبِي، فَقَالَ: كُنْ في الدُّنْيَا كَأنَّكَ غَرِيبٌ أوْ عَابِرُ سَبِيلٍ. وكانَ ابنُ عُمَرَ يقولُ: إذَا أمْسَيْتَ فلا تَنْتَظِرِ الصَّبَاحَ، وإذَا أصْبَحْتَ فلا تَنْتَظِرِ المَسَاءَ، وخُذْ مِن صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ، ومِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ.
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 6416 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
التخريج : من أفراد البخاري على مسلم
تفريغ :
الإمام أحمد رحمه الله تعالى رحل رحلات كثيرة، وكان منها للحج خمس مرات، وكان ثلاث منها من الخمس لقصد لقاء أهل العلم في الحج، قال أنفقت في رحلة ما عنده مال بمال قليل، أنفقت في رحلة ثلاثين درهما 30 درهم، الدرهم محدود 30 درهم، يعني ثلاثة دنانير لأن الدينار من عشرة إلى اثني عشر درهما، الدرهم فضة، والدينار ذهب. قال أنفقت ثلاثين درهما، يعني من. من كثرتها، وهذا يدلك على. على شدة الصبر في المأكل وفي فيما يركب وربما كان ماشيا إلى أخره. الإمام أحمد لما انتهى أمره. الى القوة والوقوف بالسنة ونصرة السنة. لما جاءت فتنة خلق القرءان. منع من التحديث. قال له ولي الأمر لا تحدث. فالتزم وصار يذهب الى المسجد ويرجع ولا يلقي العلم. قال بقي بن مخلد. بقي بن مخلد صاحب أكبر مسند من مسانيد الحديث. لا يوجد أكبر مسند من مسانيد. الحديث. مسند بقي بن مخلد بن مخلد أحد علماء الأندلس، رحل من الأندلس إلى بغداد وذهب يسأل ما يدري عن فتنة خلق القران ولا منع الإمام أحمد؟ أين أحمد بن حنبل؟ أين أبو عبد الله؟ فقالوا أخبروه بأنه لا يحدث. قال فطرقت عليه الباب في بيته. وطلبته فأتاني وقلت له أنا طالب علم أتيت من المغرب. قال له الإمام أحمد من أفريقية؟ قال لا أبعد إذا أردنا أفريقية قطعنا لها البحر. أنا من الأندلس. قال مرحبا بك ما تريد؟ قال والله ما أتيت إلا لأخذ العلم عنك. فقال له لعلك سمعت. قال له الإمام أحمد لعلك سمعت ما علي من أني لا أحدث. قال ولكني أريد الحديث وحدي أو أعطني من العلم. فقال بشرط. قال له الإمام أحمد بشرط. قال اشترط ما بدا لك. قال أن لا تجلس في حلقة من حلقات العلم والحديث حتى لا يعرف انه جالس يجلس في حلق العلم. ويأتي الإمام أحمد معناه الإمام أحمد أصبح يعلم في بيته أو يعلم فيه فقال لك ما اشترطت. قال إذن ايتني كل يوم على هيئة سائل وطالب العلم سائل يسأل العلم، ثم اطرق الباب، فإذا خرجت أعطيتك خبزا ومع الخبز حديثا أو أحاديث فأخذ سنين يأتيه قال وتلفعت بعمامة وصفها ولبست يعني ملابس السؤال الفقراء وأخذت كل يوم أتي وأطرق الباب على هيئة سائل وأقول لهم الأجر رعاكم الله. قال بقي. وكانت هذه صفة السؤال. أو صفة السؤال في بغداد الأجر رعاكم الله. يعني. ابتغوا الأجر أو أطلبوا الأجر أو نحو ذلك. فيأتي الإمام أحمد ويعطيني بعض الخبز ومعه حديث أو أحاديث. قال فأخذت كثيرا. قال فلما مات. الخليفة وجاء الذي بعده. وكان صاحب سنة. يعني به المتوكل. صار الإمام أحمد يدرس في المسجد. قال فكان يدنيني ويخصني من بين الطلاب ويقول أقول هذا يصدق عليه أنه طالب علم، كيف يصبر هالسنين الطويلة في هيئة سائل، وكل يوم يأتي فيه فيها هضم للنفس، يأتي بهذه الصفة لأجل أن يأخذ من الإمام أحمد علم حديث أو حديثين كل يوم، قال هذا يصدق عليه أنه طالب علم، وهذه مهمة ليست بالسهلة، وازدراء للنفس ليس بالسهل، والرحلة من الأندلس إلى بغداد لأجل هذا الأمر ليس بالسهل، وكلها تعطيك عظم هذه الهمة حتى مرض.نكمل القصة. يقول حتى مرضت ففقدنا أبو عبد الله فسأل عنه فقالوا إنه مريض فزارني في الخان، وكان يسكن في الخان، يعني الفندق يقول وأنا وأنام. كنت مستلقيا. سمعت جلبة. ثم دخل علي الداخل من أهل الخان وقال. أنت تعرف أبو عبد الله؟ أنت من أصحاب أبي عبد الله؟ فقلت نعم. قال لم لم تخبرنا منذ أول ما نزلت؟ أتى أبو عبد الله أحمد. أتى لزيارته ففتح الباب فدخل أحمد فقال له فقدناك فزرنا. زادك الله ثوابا. أو قال أرجو الثواب من الله. يا بقي إن أيام الصحة لا سقم فيها وأن أيام السقم لا صحة فيها. أعلاك الله إلى العافية. ومسح عنك بيمينه الشافية. قال والطلاب حوله يكتبون ما يقول. أعلاك الله إلى العافية ومسح عنك بيمينه الشافية. الوقفة هنا في القصة أخذتم عبرتها ودرسها. لكن خذ كلمة الإمام أحمد. إن أيام الصحة لا سقم فيها، وأن أيام السقم لا صحة فيها، يريد بذلك أن طالب العلم همته تكون في أيام الصحة، فلما كانت أيام الصحة التي لا سقم فيها فعندك المجال والهمة قوية لطلب العلم لأنه ربما أن يعرض لك عارض، وهذا مأخوذ من قول النبي صلى الله عليه وسلم (وخذ من صحتك لمرضك).*
*أخَذَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بمَنْكِبِي، فَقَالَ: كُنْ في الدُّنْيَا كَأنَّكَ غَرِيبٌ أوْ عَابِرُ سَبِيلٍ. وكانَ ابنُ عُمَرَ يقولُ: إذَا أمْسَيْتَ فلا تَنْتَظِرِ الصَّبَاحَ، وإذَا أصْبَحْتَ فلا تَنْتَظِرِ المَسَاءَ، وخُذْ مِن صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ، ومِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ.
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 6416 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
التخريج : من أفراد البخاري على مسلم