إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

توضيح حول مراتب القدر الأربع..!؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • توضيح حول مراتب القدر الأربع..!؟

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    إن أمكن عرض هذا السؤال على أحد المشايخ الفضلاء ليتضح الأمر لدينا:-
    علمنا أن للقدر أربعة مراتب:-
    1. العلم
    2. الكتابة
    3. المشيئة
    4. الخلق والإيجاد

    أريد توضيح يزيل عني التخبط والخوف حول هذه المراتب الأربع وبالتحديد الكتابة والخلق والإيجاد، لأنها أشكلت علي كثيراً [ما هو مذهب أهل السنة والجماعة فيها]..!؟
    بارك الله فيكم ونفع بعلمكم

  • #2
    السلام عليكم يا أبا أسيد لو رجعت لشروح الشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله في العقيدة أظن أن ذلك سيزيل التخبط والخوف الذي ينتابك.والله الموفق.

    تعليق


    • #3
      التقريب بالمثال لمراتب القدر الأربع

      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته...
      حياك الله أخي الكريم!
      لن أطيل في ذكر أدلة كل مرتبة فهذا مسطر في شروح كتب العقيدة لكن سأتطرق لما قد يَرد على ذهن المعترض!
      أولًا : مرتبة العلم
      وهذه جلية بأنَّ الله يعلم منذ الأزل كل ما سيكون وهذا العلم الأزلي ولو تأخر لحظة للزم منه اتصاف الله بالجهل وهو منزهٌ عن هذا سبحانه.
      ولا يلزم من هذا إجبار العبد على فعل شيء ما، ومثال أهل العلم مشهور في تقريب الصورة حيث يمثِّل بعض العلماء، بمدرس يعرف أحوال طلابه فيعرف مَن الذي سينجح من غيره! ولا يعني هذا إجباره للطالب الناجح أو الآخر، وهذا طبعا للتقريب وإلا فالله لا يحتاج إلى القرائن ثم علمه تام ولا يحتمل علمه الخطأ، وقد كنت أمثِّل لبعض الإخوان بأننا لو تخيَّلنا بأنَّك ذهبت بما زعم بعض علماء الغرب في فترة الستينات والسبعينات بعد اكتشاف الثقب الأسود! آلة الزمن إلى الغد مثلًا فرأيت كل ما سيفعله شخصٌ ما، ثم عُدت ليومك السابق فأنت تعرف مثلًا ما سيفعله فلانٌ من الناس جزمًا، ولا يعني هذا تأثير علمك على فعله بسلب أو إيجاب، هذا للتقريب وإلا فلا يعلم الغيب إلا الله ونظرية الثقب الأسود وآلة الزمن مستحيلة وأدلة الشرع تبطلها.

      ثانيا: مرتبة الكتابة:
      وهي أنَّ الله كتب ما علمه في الأزل قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وكذلك هذا لا يعني إجبار العبد.
      ولو رجعت للمثال السابق فسأقول لك ما رأيك لو أنَّك بعد عودك لوقتك كتبت ما رأيته بالتفصيل في كتاب ما، فقلت سيقوم فلان الساعة كذا ويفعل كذا ثم يمضي لعمله..الخ، هل تسطيرك لما كنت تعلمه يؤثر في فعله؟!، الجواب: لا. إنما هو إظهار للعلم الذي كان في نفسك، وهكذا هنا ولله المثل الأعلى.

      وهاتان المرتبتان خالف فيهما قدماء القدرية ثم انتهى أمر الفرق الإسلامية! إلى الإقرار بهما، وإقرارهم هذا يلزم منه الإقرار بمرتبة المشيئة الآتية فلا انفكاك بينها.

      ثالثًا: مرتبة المشيئة:
      هذه المرتبة لبيان أنَّ ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، والمراد المشيئة الكونية لا الشرعية عند من يرى تقسيمها كالإرادة، والأقرب أنَّ المشيئة هي مرادفة للإرادة الكونية فقط، وهو ظاهر كلام ابن تيمية وابن القيم رحمهم الله.

      ومعنى هذه المرتبة أنَّ كل ما يقع بين الخلق إنما يقع بمشيئة الله، فلا شيء يُعجزه سبحانه، فلو لم يُرد أن يسرق السارق لما سرق، لكنه أراد كونا وشاء أن يسرق لحكمة هو يعلمها، هو شاء أن يخرج إبليس عن طاعته ويتربص للخلق في طريقهم إلىه-سبحانه - ليمتحن عباده به، وليأخذ إبليس بذنبه، شاء سبحانه أن يزني الفاسق ويطيع العابد ليأخذ كلا بذنبه، فيحاسبه على ما فعل، وهكذا كل ما وقع من العبيد فهو تحت مشيئته سبحانه، ونفي هذه المرتبة يلزم منه إثبات العجز على الله وأنَّه يقع في ملكه ما لا يشاء، وإثباتها إنما يبيَّن أنَّ ما يقع من الطاعات والمعاصي يقع بإذن الله الكوني لحكمة هو يعلمها وليأخذ كلا بعمله.
      ولا يلزم من هذا التناقض فيقول المعتزلة: إذا شاء المعصية يلزم أن يوصف الله بها والعياذ بالله؟
      قلنا: لا يلزم كما نقول: هو يشاء ويحب الطاعة ولا يوصف بها، فلا يقال: الله يصلي ولا يصوم..الخ والعياذ بالله.



      ويقول المعتزلة أيضًا: كيف يأمر بالطاعة ثم يشاء المعصية فيلزم منه أنه يرضى بها؟
      فنقول : لا تلازم بينهما وانظر لقوله تعالى في حق ابن آدم حين قال لأخيه:
      لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (2إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (29)" [المائدة]
      فما رأيكم في هذا؟! فهو أراد أن يبوء أخوه بالإثم، ومع هذا لم يلزم منه أنه راضٍ بأن يقتله أخوه؟! فكيف يرضى بقتل نفسه!؟ بل على العكس تمامًا فهو يريد عاقبة السوء له فقال: "فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ"


      وأنا أمثِّل لإخواني بمثال للتقريب فأقول:
      تخيَّل أنَّ الشرطة مثًلا تراقب بائعا للمخدرات، فهي تتركه يصنع ....إلى أن يقبضوا عليه متلبسًا ببيعها.
      فالآن هم يبغضون فعله وعمله ومع هذا كان يصنع ما يصنع تحت نظرهم وما فعله إلا بعد مشيئتهم لكنهم تركوه لحكمة وهي أن يأخذوه بجرمه.
      ولله المثل الأعلى!

      وهذه المرتبة حقيقة هي التي يتنزل عليها ابتداء كلام الشافعي "جادلوهم بالعلم" أو "ناظروهم بالعلم" ثم قال: فإن أقروا خصموا وإن جحدوا كفروا"لأنك تقول لمن ينفي هذه المرتبة؟ أنت تقر بأن الله يعلم منذ الأزل أنَّ فلانا من الناس سيزني في الوقت المعيَّن؟
      فإن قال : لا يعلم، كفر وانتهينا فالأدلة متكاثرة على هذا، وإن قال : نعم يعلم.
      قلت له: فإذا كان الله لا يشاء ولا يريد كونا وقوعه فلماذا لم يمنعه من فعله؟، كأن يقبضه أو يخسف به، أو يمنع أسباب وقوع الفعل من تيسر المكان والخفاء..الخ، فما زال الله لم يفعل هذا وهو داخلٌ تحت مشيئته باتفاقنا فإنما تخرجون (المعتزلة) فعل العبد من مشيئته بخلاف غيره من الأسباب، فما زال الله لم يفعل ذلك وهو تحت مشيئته فهو قد شاء وقوع ذلك الذنب من هذا العبد وسمح كونًا بوقوعه ولا مفر لهم من هذا الإلزام.


      المرتبة الرابعة: مرتبة الخلق:
      وهي لبيان أنَّ فعل العبد مخلوق لله، وهذا واضح فالموجودات بين خالق ومخلوق لا ثالث لهما، فهذه الأفعال إما مخلوقة لله وهو الحق والصواب وسار عليه الأشاعرة على تفصيل عندهم، وإما مخلوقة للعبد وهو مذهب الاعتزال، وإما هي خالقة لا مخلوقة وهذا ممتنع لأنه كانت بعد أن لم تكن ووُجدت بعد عدم، وما كان عدمًا لا يمكن أن يُوجد نفسه.

      ولا أريد الإطالة في بيان هذه المرتبة حتى لا أدخل في تفاصيل كلامية وعويصة، ولكن أقول: هذه الأفعال التي للعبد هي ناتجة عن مشيئة وقدرة هي للعبد وهذه المشيئة والقدرة مخلوقة لله فما نتج عن العبد فهو مخلوق بالنهاية لله، لأنه نتيجة لمخلوق له ولا بد، فتضاف لله خلقًا وإيجادًا وللعبد فعلا واختيارًا.

      تعليق


      • #4
        المشاركة الأصلية بواسطة أبوصهيب عاصم الأغبري اليمني مشاهدة المشاركة
        وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته...
        حياك الله أخي الكريم!
        لن أطيل في ذكر أدلة كل مرتبة فهذا مسطر في شروح كتب العقيدة لكن سأتطرق لما قد يَرد على ذهن المعترض!
        أولًا : مرتبة العلم
        وهذه جلية بأنَّ الله يعلم منذ الأزل كل ما سيكون وهذا العلم الأزلي ولو تأخر لحظة للزم منه اتصاف الله بالجهل وهو منزهٌ عن هذا سبحانه.
        ولا يلزم من هذا إجبار العبد على فعل شيء ما، ومثال أهل العلم مشهور في تقريب الصورة حيث يمثِّل بعض العلماء، بمدرس يعرف أحوال طلابه فيعرف مَن الذي سينجح من غيره! ولا يعني هذا إجباره للطالب الناجح أو الآخر، وهذا طبعا للتقريب وإلا فالله لا يحتاج إلى القرائن ثم علمه تام ولا يحتمل علمه الخطأ، وقد كنت أمثِّل لبعض الإخوان بأننا لو تخيَّلنا بأنَّك ذهبت بما زعم بعض علماء الغرب في فترة الستينات والسبعينات بعد اكتشاف الثقب الأسود! آلة الزمن إلى الغد مثلًا فرأيت كل ما سيفعله شخصٌ ما، ثم عُدت ليومك السابق فأنت تعرف مثلًا ما سيفعله فلانٌ من الناس جزمًا، ولا يعني هذا تأثير علمك على فعله بسلب أو إيجاب، هذا للتقريب وإلا فلا يعلم الغيب إلا الله ونظرية الثقب الأسود وآلة الزمن مستحيلة وأدلة الشرع تبطلها.

        ثانيا: مرتبة الكتابة:
        وهي أنَّ الله كتب ما علمه في الأزل قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وكذلك هذا لا يعني إجبار العبد.
        ولو رجعت للمثال السابق فسأقول لك ما رأيك لو أنَّك بعد عودك لوقتك كتبت ما رأيته بالتفصيل في كتاب ما، فقلت سيقوم فلان الساعة كذا ويفعل كذا ثم يمضي لعمله..الخ، هل تسطيرك لما كنت تعلمه يؤثر في فعله؟!، الجواب: لا. إنما هو إظهار للعلم الذي كان في نفسك، وهكذا هنا ولله المثل الأعلى.

        وهاتان المرتبتان خالف فيهما قدماء القدرية ثم انتهى أمر الفرق الإسلامية! إلى الإقرار بهما، وإقرارهم هذا يلزم منه الإقرار بمرتبة المشيئة الآتية فلا انفكاك بينها.

        ثالثًا: مرتبة المشيئة:
        هذه المرتبة لبيان أنَّ ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، والمراد المشيئة الكونية لا الشرعية عند من يرى تقسيمها كالإرادة، والأقرب أنَّ المشيئة هي مرادفة للإرادة الكونية فقط، وهو ظاهر كلام ابن تيمية وابن القيم رحمهم الله.

        ومعنى هذه المرتبة أنَّ كل ما يقع بين الخلق إنما يقع بمشيئة الله، فلا شيء يُعجزه سبحانه، فلو لم يُرد أن يسرق السارق لما سرق، لكنه أراد كونا وشاء أن يسرق لحكمة هو يعلمها، هو شاء أن يخرج إبليس عن طاعته ويتربص للخلق في طريقهم إلىه-سبحانه - ليمتحن عباده به، وليأخذ إبليس بذنبه، شاء سبحانه أن يزني الفاسق ويطيع العابد ليأخذ كلا بذنبه، فيحاسبه على ما فعل، وهكذا كل ما وقع من العبيد فهو تحت مشيئته سبحانه، ونفي هذه المرتبة يلزم منه إثبات العجز على الله وأنَّه يقع في ملكه ما لا يشاء، وإثباتها إنما يبيَّن أنَّ ما يقع من الطاعات والمعاصي يقع بإذن الله الكوني لحكمة هو يعلمها وليأخذ كلا بعمله.
        ولا يلزم من هذا التناقض فيقول المعتزلة: إذا شاء المعصية يلزم أن يوصف الله بها والعياذ بالله؟
        قلنا: لا يلزم كما نقول: هو يشاء ويحب الطاعة ولا يوصف بها، فلا يقال: الله يصلي ولا يصوم..الخ والعياذ بالله.



        ويقول المعتزلة أيضًا: كيف يأمر بالطاعة ثم يشاء المعصية فيلزم منه أنه يرضى بها؟
        فنقول : لا تلازم بينهما وانظر لقوله تعالى في حق ابن آدم حين قال لأخيه:
        لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (2إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (29)" [المائدة]
        فما رأيكم في هذا؟! فهو أراد أن يبوء أخوه بالإثم، ومع هذا لم يلزم منه أنه راضٍ بأن يقتله أخوه؟! فكيف يرضى بقتل نفسه!؟ بل على العكس تمامًا فهو يريد عاقبة السوء له فقال: "فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ"


        وأنا أمثِّل لإخواني بمثال للتقريب فأقول:
        تخيَّل أنَّ الشرطة مثًلا تراقب بائعا للمخدرات، فهي تتركه يصنع ....إلى أن يقبضوا عليه متلبسًا ببيعها.
        فالآن هم يبغضون فعله وعمله ومع هذا كان يصنع ما يصنع تحت نظرهم وما فعله إلا بعد مشيئتهم لكنهم تركوه لحكمة وهي أن يأخذوه بجرمه.
        ولله المثل الأعلى!

        وهذه المرتبة حقيقة هي التي يتنزل عليها ابتداء كلام الشافعي "جادلوهم بالعلم" أو "ناظروهم بالعلم" ثم قال: فإن أقروا خصموا وإن جحدوا كفروا"لأنك تقول لمن ينفي هذه المرتبة؟ أنت تقر بأن الله يعلم منذ الأزل أنَّ فلانا من الناس سيزني في الوقت المعيَّن؟
        فإن قال : لا يعلم، كفر وانتهينا فالأدلة متكاثرة على هذا، وإن قال : نعم يعلم.
        قلت له: فإذا كان الله لا يشاء ولا يريد كونا وقوعه فلماذا لم يمنعه من فعله؟، كأن يقبضه أو يخسف به، أو يمنع أسباب وقوع الفعل من تيسر المكان والخفاء..الخ، فما زال الله لم يفعل هذا وهو داخلٌ تحت مشيئته باتفاقنا فإنما تخرجون (المعتزلة) فعل العبد من مشيئته بخلاف غيره من الأسباب، فما زال الله لم يفعل ذلك وهو تحت مشيئته فهو قد شاء وقوع ذلك الذنب من هذا العبد وسمح كونًا بوقوعه ولا مفر لهم من هذا الإلزام.


        المرتبة الرابعة: مرتبة الخلق:
        وهي لبيان أنَّ فعل العبد مخلوق لله، وهذا واضح فالموجودات بين خالق ومخلوق لا ثالث لهما، فهذه الأفعال إما مخلوقة لله وهو الحق والصواب وسار عليه الأشاعرة على تفصيل عندهم، وإما مخلوقة للعبد وهو مذهب الاعتزال، وإما هي خالقة لا مخلوقة وهذا ممتنع لأنه كانت بعد أن لم تكن ووُجدت بعد عدم، وما كان عدمًا لا يمكن أن يُوجد نفسه.

        ولا أريد الإطالة في بيان هذه المرتبة حتى لا أدخل في تفاصيل كلامية وعويصة، ولكن أقول: هذه الأفعال التي للعبد هي ناتجة عن مشيئة وقدرة هي للعبد وهذه المشيئة والقدرة مخلوقة لله فما نتج عن العبد فهو مخلوق بالنهاية لله، لأنه نتيجة لمخلوق له ولا بد، فتضاف لله خلقًا وإيجادًا وللعبد فعلا واختيارًا.
        بسم الله الرحمن الرحيم
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

        تمنيت لو أنك أطلت..
        ما شاء الله الأمثلة التي ذكرتها تذهب بعض الشبهات أتمنى لو أنك تعطينا أمثلة أخرى [أو يفيدنا الإخوة بما لديهم من الأمثلة ليتضح الأمر أكثر]
        بارك الله فيك وزادك علماً وعملاً نفعاً للأمة

        تعليق


        • #5
          المشاركة الأصلية بواسطة أبو عبد الباري أحمد المناصري مشاهدة المشاركة
          السلام عليكم يا أبا أسيد لو رجعت لشروح الشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله في العقيدة أظن أن ذلك سيزيل التخبط والخوف الذي ينتابك.والله الموفق.
          بسم الله الرحمن الرحيم
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

          شروحات الشيخ كثيرة أخي الفاضل
          ليتك تدلني على شرح معيّن..!!!

          جزاك الله خير ونفع بك الأمة

          تعليق


          • #6
            وتؤمن الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة بالقدر خيره وشره
            القدر له مراتب اربع وسيأتي من كلام أبي العباس ابن تيمية ذكر هذه المراتب :
            1. العلم
            2. ثم الكتابة
            3. ثم المشيئة
            4. ثم الخلق .
            بمعنى أن الله يعلم بأن سيوجد فلان ثم يكتب هذا في اللوح المحفوظ ثم إذا جاء وقت وجوده شاء الله أن يكون ثم بعد ذلك يخلقه جل جلاله وعظم سلطانه .
            والتقديرات أنواع أربعة ذكرها ابن القيم في شفاء العليل:
            1. التقدير الأول: التقدير العام وهو ما ثبت في مسلم من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة .
            2. التقدير الثاني: وهو التقدير العمري ويدل عليه حديث ابن مسعود في الصحيحين ثم يرسل إليه ملك فيكتب رزقه وعمله وأجله وشقي أم سعيد.
            3. التقدير الثالث: السنوي ومنه قوله تعالى في ليلة القدر(فيها يفرق كل أمر حكيم أمرا من عندنا)
            4. التقدير الرابع: اليومي ومنه قوله تعالى في سورة الرحمن (كل يوم هو في شان).
            وما كتبه الله يكون في أم الكتاب وفي الكتب الأخرى عند الملائكة كما قال تعالى(يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب) , ويشكل على كثيرين أن الله قد كتب أعمار العباد وجاء في السنة النبوية أن من فعل بعض الأعمال كصلة الرحم ينسئ له في أثره كما في الصحيحين من قوله صلى الله عليه وسلم :"من أحب أن يبسط له في رزقه وينسئ له في أثره فليصل رحمه " , وجه الإشكال كيف أن الله قد كتب أعمار العباد ثم بعد ذلك تزيد أعمارهم إذا وصلوا أرحامهم ؟ الجواب على هذا أن يقال إن الذي يزاد فيه هي الكتب الأخرى التي عند الملائكة أما في أم الكتاب فلا يزاد فيه , فمثلا الكتب الأخرى يكتب فيها إن عمر فلان ستون سنة ثم إن فلانا قد وصل رحمه فيزاد في عمره إلى أن يكون سبعين سنة , روي هذا عن ابن عباس وعن جمع من التابعين وهو قول ابن جرير وقول ابن تيمية قال الله تعالى(يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب) .
            ومما يتعلق بالقدر أن بعضهم يهاب ويستصعب دراسة باب القدر , وهذا خطأ ولا ينبغي أن يكون لأن بعضهم يورد سؤالا كيف أن الله حكم على فلان بكونه مسلما وأن له الجنة وحكم على فلان آخر بأنه كافر وله النار ؟ , وقد أورد هذا السؤال ابن القيم كما في مختصر الصواعق وأظنه أيضا في شفاء العليل , وجواب ذلك أن يقال إن القدر قدرة الله كما ثبت عن زيد بن أسلم فيما روى الفريابي في كتاب القدر , وهو معنى قول الإمام أحمد القدر فعل الله , وهو معنى ما روي عن علي و بن عمر فيما خرج اللالكائي القدر سر الله وإن كان السند لا يصح إليهما لكم المعنى صحيح , ومعنى هذا أن هداية الله لفلان لأنه يستحق الهداية بفضل الله , وعدم الهداية للآخر لأنه لا يستحق الهداية بعدل الله, فإن قلت لماذا استحق فلان الهداية ولم يستحق فلان الهداية؟ فيقال الذي نقطع به أن الله عدل لكن مثل هذا هو ما لا تدركه عقولنا وهو سر الله وفعله , وتقريب هذا لو جاء رجل إلى طبيب ماهر فأراد الطبيب أن يجري له عملية فسأل الرجل ما سبب ذلك فشرح له الطبيب السبب لكن الرجل لم يدرك شرحه فإنه سيسلم له ؛ لقرارته بأنه ماهر وعارف بالطب ولله المثل الأعلى .
            ومن لطيف ما قرأت رسالة لأبي عبد الرحمن بن عقيل الظاهري هذا المعاصر يذكر فيها أنه قابل القصيمي في مكان مشهور بمصر , فتناظرا في وجود الله فقال القصيمي الملحد كيف تريد أن اقر برب يجعل هذا فقيرا وهذا غنيا وهذا اسود وهذا أبيض وهذا طويلا وهذا قصيرا ؟ فأجاب أبو عبد الرحمن بجواب سديد , قال أنت الآن تشكك في عدله وفي فعله والبحث بيننا في وجوده , فأثبت أولا وجوده ثم بعد ذلك نبحث في عدله , وصدق لأنه إذا اثبت وجوده فلابد له أن يقر أن له أمورا لا ندركها ومقتضى كونه ربا لابد أن يكون عادلا وما لا ندركه نرده إلى ما نتيقنه من عدله .
            ومما يتعلق بالقدر وهو من المهمات أن هناك فرقا بين تعامل الله مع عبده بالفضل أو بالعدل , وضد العدل هو الظلم , أما الفضل فإذا لم يعامل به فلا يعد ظالما, وتقريب هذا من جهة المثال لو أن رجلا استأجر أجيرين على أن يعملوا له ساعة بمائة ريال , فعمل الأجيران فأعطى الأول مائة ريال هل ظلمه ؟ لم يظلمه , هذا تعامل بالعدل, وأعطى الآخر خمسين ومائة , هذا تعامل بالفضل ولا يلزم في التعامل بالفضل المساواة , لذلك الله سبحانه وتعالى إذا ذكر أنبيائه ورسله في الهداية قال (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ) أفاد هذا أبو العباس ابن تيمية وتلميذه ابن القيم .

            تفريغ الشريط الثالث:
            قال المصنف رحمه الله تعالى: والإيمان بالقدر على درجتين كل درجة تتضمن شيئين
            أهل السنة يؤمنون بالقدر خيره وشره كما في حديث ابن عمر عن عمر قال صلى الله عليه وسلم :"أن تؤمن بالقدر خيره وشره خرجه مسلم , والشر لا يضاف إلى الله لما في مسلم من حديث علي قال صلى الله عليه وسلم :"والشر ليس إليك" , وإنما الشر يضاف إلى مفعولاته لا إلى أفعاله , فالله تعالى خلق إبليس فإبليس شر لكن فعل خلق إبليس خير , فعلى هذا الخير نوعان:
            • خير في نفسه
            • وخير بالنظر إلى غيره , قال ابن تيمية في منهاج السنة كالدواء كريه لكنه محبوب من جهة نفعه.
            فعلى هذا قرر أبو العباس ابن تيمية قاعدة وتلميذه ابن القيم أن الله لم يخلق شرا محضا , بل مخلوقاته ما بين خير محض أو ما هو جامع بين الخير والشر , وذكر ابن القيم أن في خلق إبليس منافع ومن ذلك أن يعصي العبد ربه فيتوب , فيتوب الله عليه فيظهر أثر اسم الله التواب إلى آخر ما ذكر في مدارج السالكين .
            وقد أفاد ابن تيمية كما في منهاج السنة وابن القيم كما في شفاء العليل أن إضافة الشر إلى أفعال الله له أحوال ثلاثة:
            1. أن يكون في عموم خلق الله كقوله تعالى (الله خالق كل شيء)
            2. ألا يذكر فاعل الشر بل يكون مبنيا للمجهول كقوله تعالى (وإنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا) فلما ذكر الخير نسبه إلى الله أما الشر لم ينسبه إلى الله .
            3. أن يضاف إلى أسبابه.
            فالدرجة الأولى الإيمان بأن الله تعالى عليم بالخلق وهم عاملون بعلمه القديم الذي هو موصوف به أزلا وأبدا , وعلم جميع أحوالهم من الطاعات والمعاصي والأرزاق والآجال , ثم كتب الله في اللوح المحفوظ مقادير الخلق , فأول ما خلق الله القلم قال له : اكتب قال : ما أكتب ؟ قال: اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة , فما أصاب الإنسان لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه جفت الأقلام وطويت الصحف كما قال تعالى :( ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير)
            ظاهر كلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في الصفدية أن العلماء لما اختلفوا ما أول المخلوقات لم يريدوا أول ما خلق الله على الإطلاق , وإنما أرادوا أن يذكروا أيهما أسبق القلم أم العرش ؟ , والذي اختاره ابن تيمية وتلميذه ابن القيم أن العرش قبل القلم أما ما جاء في الحديث إن أول ما خلق الله القلم قال له اكتب المراد بالأولية يعني أمر القلم بالكتابة في أول خلقه له لا أن القلم أول المخلوقات , وقد ذكر هذه المسالة ابن كثير في البداية والنهاية وابن حجر في فتح الباري.
            وقال :(ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير) وهذا التقدير التابع لعلمه سبحانه يكون في مواضع جملة وتفصيلا , فقد كتب في اللوح المحفوظ ما شاء وإذا خلق جسد الجنين قبل نفخ الروح فيه بعث إليه ملكا فيؤمر بأربع كلمات فيقال له: اكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أم سعيد , ونحو ذلك فهذا التقدير قد كان ينكره غلاة القدرية قديما ومنكروه اليوم قليل.
            إذن رحمه الله تعالى ذكر في المرتبة الأولى مرتبة العلم ومرتبة الكتابة ودلل عليهما , وذكر أيضا نوعين من الكتابة النوع الأول التقدير العام والنوع الثاني التقدير العمري وقد تقدم ذكر أربعة أنواع للتقدير ,وذكر رحمه الله تعالى أن منكري مرتبة العلم والكتابة هم القدرية الأولى وأن هؤلاء اليوم قليلون ,وقد ذكر هذا أيضا في منهاج السنة ومجموع الفتاوى فهم الذين كانوا يقولون في وقت عمر إن الأمر أُنُُف كما هو قول غيلان الدمشقي , وهؤلاء كفار وقد كفرهم عبد الله بن عمر لأنهم مكذبون للقرآن وللسنة في إثبات العلم والكتابة فإن الأنبياء والرسل مجمعون على إثبات العلم لله وكذا مجمعون على إثبات الكتابة لله كما نص على ذلك الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى أي نص على الإجماع كما في شفاء العليل.
            وأما الدرجة الثانية فهي مشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة , وهو الإيمان بأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وأنه ما في السماوات وما في الأرض من حركة ولا سكون إلا بمشيئة الله سبحانه , و لا يكون في ملكه ما لا يريد وأنه سبحانه على كل شيء قدير من الموجودات والمعدومات فما من مخلوق في الأرض ولا في السماء إلا الله خالقه سبحانه لا خالق غيره ولا رب سواه, ومع ذلك فقد أمر العباد بطاعته وطاعة رسله ونهاهم عن معصيته وهو سبحانه يحب المتقين والمحسنين والمقسطين ويرضى عن الذين آمنوا وعملوا الصالحات , و لا يحب الكافرين ولا يرضى عن القوم الفاسقين ولا يأمر بالفحشاء ولا يرضى لعباده الكفر ولا يحب الفساد , والعباد فاعلون حقيقة والله خالق أفعالهم , والعبد هو المؤمن والكافر والبر والفاجر والمصلي والصائم . ( الواسطية عبد العزيز الريس)

            تعليق

            يعمل...
            X