إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

هل ينسحب الخلاف في كيفية قيام الحجة على من وقع في الكفر على الجهم بن صفوان وابن عربي وأمثالهما؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [سؤال] هل ينسحب الخلاف في كيفية قيام الحجة على من وقع في الكفر على الجهم بن صفوان وابن عربي وأمثالهما؟

    الحمد لله؛ لقد وجدت اختلافا بين العلماء في تكفير ابن عربي؛ فمنهم من كفره مثل الإمام الشوكاني، ومنهم من لم يكفره مثل الإمام محمد بن عبد الوهاب، فهل سبب هذا هو الاختلاف قي كيفية قيام الحجة؟

  • #2
    رد: هل ينسحب الخلاف في كيفية قيام الحجة على من وقع في الكفر على الجهم بن صفوان وابن عربي وأمثالهما؟

    أولا أظن في كلامك قلبا فحسب علمي الشوكاني -رحمه الله- هو من توقف في أمره علّه تاب قبل موته، فهو -رحمه الله- لا يشك في كون تلك العبارات مليئة بالزندقة والنفاق والكفر والإلحاد ولكنه ذكر نحوا من هذه الاحتمالات، وقد ذكر بعض علماء نجد هذا في أمثال (صاحب البردة) فالشاهد أنّ سبب توقف الشوكاني لم يكن راجعا لإقامة الحجة فمثل هذه الزندقة لا يتصور معها ذرة إيمان وإقامة الحجة لا تكون في مثل هذه المسائل، وأورد هنا نص عبارة الشوكاني -رحمه الله- ليتضح كلامه:
    وهب أَن المُرَاد بِمَا في كتبهمْ وَمَا نقل عَنْهُم من الْكَلِمَات المستنكرة الْمَعْنى الظَّاهِر والمدلول العربي وَأَنه قَاض على قَائِله بالْكفْر البواح والضلال الصراح فَمن أَيْن لنا أَن قَائِله لم يتب عَنهُ وَنحن لَو كُنَّا فِي عصره بل فِي مصره بل في منزله الذي يعالج فِيهِ سَكَرَات الْمَوْت لم يكن لنا إِلَى الْقطع بِعَدَمِ التَّوْبَة سَبِيل لِأَنَّهَا تقع من العَبْد بِمُجَرَّد عقد الْقلب مالم يُغَرْغر بِالْمَوْتِ فَكيف وبيننا وَبينهمْ من السنين عدَّة مئين
    وَلَا يَصح الِاعْتِرَاض على هَذَا بالكفار فَيُقَال هَذَا التجويز مُمكن في الْكفَّار على اخْتِلَاف أنواعهم لأَنا نقُول فرق بَين من أَصله الْإِسْلَام وَمن أَصله الْكفْر فَإِن الْحمل على الأَصْل مَعَ اللّبْس هُوَ الْوَاجِب لاسيما وَالْخُرُوج من الْكفْر إِلَى الْإِسْلَام لَا يكون إِلَّا بأقوال وأفعال لَا بِمُجَرَّد عقد الْقلب والتوجه بِالنِّيَّةِ المشتملين على النَّدَم والعزم على عدم المعاودة فَإِن ذَلِك يكفي في التَّوْبَة وَلَا يكفي في مصير الْكَافِر مُسلما ا.هـ من البدر الطالع ترجمة القاسم بن أحمد المهدي.

    وأما الشيخ ابن عبد الوهاب- رحمه الله- فظاهر عباراته وما ينقله عن الأئمة إقراره تكفير ابن عربي، وقد كان ابن تيمية قديما يحسن الظن به حتى اتضح له أمره وألف في ذلك رسائل، بل له مجلس امتحان لبعض أهل العلم ممن نُسب إلى مدح ابن عربي فامتحنه بعض العلماء في أمر ابن عربي وكان المجلس بحضور ابن تيمية -رحمه الله تعالى- وهو في المجلد السابع أو الثامن من مجموع الرسائل ت : علي عمران، ولعلي أصور تلك الرسالة وأرفعها فهي غير موجودة على الشابكة.

    وعلى أية حال فليس الأمر راجع إلى قيام الحجة ، أما بالنسبة للجهم بن صفوان فقد كفره علماء السلف وتتابعوا على ذلك ، وقد اشتهرت عدة مناظرات لهذا الفكر الدخيل في عصر الجهم وكان العلماء متوافرون في بلده ولكن أعرض عن الحق، ولذا كفره أئمة السنة وإلا فانظر إلى صنيعهم مع الخليفة المأمون والمعتصم والواثق فهؤلاء كانوا على طريقته بل زادوا على شره من حيث إلزام الناس بمذهبه من القول بخلق القرآن وإنكار الصفات، وحبسوا العلماء وجلدوهم ومنعوهم عن التدريس، ولكن لم يكفرهم علماء السنة وعلى رأسهم الإمام المبجل أحمد بن حنبل -رحمه الله- رغم ما أصابه، وما كان ذلك منهم إلا لاستحكام الشبهة عندهم بسبب علماء الضلال ولو كانت الحجة قائمة عليهم والشبهة زائلة عنهم للزم تكفيرهم فليس ثمت فرق بين سلطان ومولى في باب الإيمان والكفر والأسماء والأحكام فدين الله واحد.

    وأما بالنسبة لكلام صديق حسن خان-رحمه الله- في "التاج المكلل" من احتمال تأويل أمثال تلك العبارات الصريحة في الكفر فهو من أبطل الكلام وأفحش الأقوال وهي زلة من هذا الأمير العالم، وهكذا كلام من سبق في مثل هذا القول كالعز بن عبد السلام والسيوطي وغيرهم غفر الله لهم والله تعالى أعلى وأعلم

    تنبيه: هناك من العلماء من اعتذر عن بعض المتصوفة ممن نُسبت إليهم عبارات كفرية بأنّ هذا قالوه في حال الغيبة والسكر والفناء وحينها يسقط التكليف فتلك الحالة أشبه بغياب الوعي، وهذا فعله ابن تيمية -رحمه الله- مع البسطامي كما يحضرني الآن، فدفع الكفر عن بعض مشاهير الصوفية ولكن لا يُتوسع في هذا إلا مع مَن كان كذلك حقًا فلذا أنكر ابن تيمية -رحمه الله- من أنزل أمثال هذه التأويلات في حق الحلاج وابن عربي فهؤلاء ألفوا كتبا ولهم مقالات وأشعار طويلة فكيف يكون هذا صدر عنهم حال السكر؟! هذا مُحال ، وإنما يمكن أن يُقال هذا لمن صدرت منه عبارة هنا أو هناك أما كتبا كاملة فهذا من أسمج التمحلات، وبهذا تعرف خطأ الإمام الذهبي -رحمه الله- حيث جوز الاعتذار لابن عربي بمثل هذا الكلام فغفر الله له والله المستعان.
    التعديل الأخير تم بواسطة أبوصهيب عاصم الأغبري اليمني; الساعة 02-Aug-2012, 08:03 AM.

    تعليق


    • #3
      رد: هل ينسحب الخلاف في كيفية قيام الحجة على من وقع في الكفر على الجهم بن صفوان وابن عربي وأمثالهما؟

      قال الإمام محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- في رسالته إلى أهل القصيم: "ثم لا يخفى عليكم، أنه بلغني أن رسالة سليمان بن سحيم قد وصلت إليكم، وأنه قبلها وصدقها بعض المنتمين للعلم في جهتكم؛ والله يعلم أن الرجل افترى عليَّ أموراً لم أقلها، ولم يأت أكثرها على بالي.
      فمنها: قوله: إني مبطل كتب المذاهب الأربعة، وإني أقول: إن الناس من ستمائة سنة ليسوا على شيء، وإني أدعي الاجتهاد، وإني خارج عن التقليد، وإني أقول: إن اختلاف العلماء نقمة، وإني أكفّر من توسل بالصالحين، وإني أكفّر البوصيري لقوله: يا أكرم الخلق، وإني أقول: لو أقدر على هدم قبة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لهدمتها، ولو أقدر على الكعبة لأخذت ميزابها وجعلت لها ميزاباً من خشب، وإني أحرم زيارة قبر النبي -صلى الله عليه وسلم-، وإني أنكر زيارة قبر الوالدين وغيرهما، وإني أكفّر من حلف بغير الله، وإني أكفّر ابن الفارض وابن عربي، وإني أحرق دلائل الخيرات وروض الرياحين وأسميه روض الشياطين.
      جوابي عن هذه المسائل، أن أقول: سبحانك هذا بهتان عظيم! وقبله من بهت محمداً -صلى الله عليه وسلم- أنه يسب عيسى بن مريم ويسب الصالحين، فتشابهت قلوبهم بافتراء الكذب وقول الزور.
      قال -تعالى-: {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللَّهِ} الآية، بهتوه -صلى الله عليه وسلم- بأنه يقول: إن الملائكة وعيسى وعزيراً في النار، فأنزل الله في ذلك: {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ}" اهـ.

      تعليق


      • #4
        رد: هل ينسحب الخلاف في كيفية قيام الحجة على من وقع في الكفر على الجهم بن صفوان وابن عربي وأمثالهما؟

        بارك الله في السائل,وفي أخينا أبي صهيب على الجواب,ولعلي أضيف بعض الشيء:
        بالنسبة لموقف الشوكاني-رحمه الله-من ابن عربي والحلاج والتلمساني وغيرهم,فقد كان في بداية الأمر يكفرهم كما في الصوارم الحداد حيث قال:
        إن صح ما نقل الأئمة عنهمو*** فالكفر ضربة لازب لصحابه
        لا كفرفي الدنيا على أحـد*** إن كان هذا الحكم دون نصابه

        ثم في آخر الأمر قال وأنا الآن متوقف في أمرهم أو نحو هذا الكلام.

        وما ذكره أخونا أبو صهيب في أمر إقامة الحجة صواب,فليس توقفهم فيه لأجل عدم قيام الحجة.والله أعلم.

        تعليق


        • #5
          رد: هل ينسحب الخلاف في كيفية قيام الحجة على من وقع في الكفر على الجهم بن صفوان وابن عربي وأمثالهما؟

          وفقكم الله أبا العباس ! طالت غيبتكم!
          بالمناسبة كنت راسلتك برسالة في الخاص فيها استفسار عن مسألة علمية فلعلك تنظر الرسالة أو أعيد إرسالها لك.

          بالنسبة لمشاركة الأخ
          المشاركة الأصلية بواسطة أبو عبد الرحمن صلاح السلفي مشاهدة المشاركة
          قال الإمام محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- في رسالته إلى أهل القصيم: "ثم لا يخفى عليكم، أنه بلغني أن رسالة سليمان بن سحيم قد وصلت إليكم، وأنه قبلها وصدقها بعض المنتمين للعلم في جهتكم؛ والله يعلم أن الرجل افترى عليَّ أموراً لم أقلها، ولم يأت أكثرها على بالي......اهـ.
          فهذا النقل ظاهره عدم تكفير الشيخ لابن عربي حيث قال شيخ الإسلام :
          بلغني أن رسالة سليمان بن سحيم قد وصلت إليكم وأنه قبلها وصدقها بعض المنتمين للعلم في جهتكم والله يعلم أن الرجل افترى علي أموراً لم أقلها ولم يأت أكثرها على بالي....وإني أكفّر ابن الفارض وابن عربي،..جوابي عن هذه المسائل، أن أقول: سبحانك هذا بهتان عظيم!
          ولم يكن هذا النص غائبا عن ذهني ولكن الشيخ قال في نهاية كلامه عن هذه الاتهامات التي رماه بها سليمان بن سحيم:
          وإذا سهل الله تعالى بسطت الجواب عليها في رسالة مستقلة إن شاء الله تعالى.
          وقد فعل الشيخ -رحمه الله- فكتب رسالة فيها بيان الحق والباطل في كلام ابن سحيم، وفيها نقل تكفير ابن عربي كما سيأتي
          وهكذا نقل الشيخ في مواضع عديدة تكفير العلماء لابن عربي ولم يتعقبه ، بل سيأتي تعليق قاضي الدرعية على كلام سليمان بن سحيم هذا وخصوص مسألة تكفير ابن عربي. فـأما كلامه في الرسالة التي خصصها لرد افتراءات ابن سحيم فقال:
          ولا يخفاك أني عثرت على أوراق عند ابن عزاز فيها إجازات له من عند مشايخه، وشيخ مشايخه رجل يقال له عبد الغني، ويثنون عليه أوراقهم، ويسمونه العارف بالله، وهذا اشتهر عنه أنه على دين ابن عربي الذي ذكر العلماء أنه أكفر من فرعون، حتى قال ابن المقري الشافعي: من شك في كفر طائفة ابن عربي فهو كافر ا.هـ من رسالة شيخ الإسلام لعبد الله بن سحيم رحم الله الجميع.

          فلا ينبغي أن يقدم على كلامه هذا شيء فهو في مقام التفصيل ، ثم هي متأخرة عن الموضع الذي أشار إليه الأخ صلاح، ولذا فقد اعتمد الشيخ العالم علي ناصر فقيهي هذه الرسالة عندما وصل شرحه لهذا الموضع من شرحه على "رسالة شيخ الإسلام لأهل القصيم" والتي فيه النص المذكور، ثم أتم الأجوبة من شرح العلامة صالح الفوزان المطبوع، وأما الشيخ الفوزان -وفقه الله- في شرحه فقد قرر بأنّ الشيخ محمد بن عبد الوهاب لا يكفر ابن عربي ولا ابن الفارض والله أعلم.

          أعود فأقول : كلامه في هذه الرسالة هو المعتمد لأنه الرد المبسوط على اتهامات سليمان بن سحيم، ومما يؤكد هذا:
          أن الشيخ في أوّل جوابه عن هذه الاتهامات التي نسبها إليه ابن سحيم بيّن المسائل الباطلة التي نسبها إليه ابن سحيم فقال:

          إذا تبين هذا فالمسائل التي شنع بها منها : ماهو من البهتان الظاهر وهي قوله : إني مبطل كتب المذاهب......وقوله : إني أكفر البوصيري لقوله يا أكرم الخلق -إلى أن قال-...فهذه اثنتا عشرة مسألة جوابي فيها أن أقول : ((سبحانك هذا بهتان عظيم ))ا.هــ

          فحذف من الاتهامات الباطلة مسألة تكفير ابن عربي وابن الفارض وأكتفى بالبوصيري، ولمّا تعرّض في داخل الجواب لـ (ابن الفارض وابن عربي) نقل ما سبق الإشارة إليه من تكفيرهما، مما يبين استقرار الشيخ على تكفير ابن عربي وهذا ظاهر للمتأمل ومريد الحق.

          ومما نقله أيضا في مواضع أخرى:
          - وأما كلام الشافعية ، فقال صاحب الروضة...وقال أيضاً : من شك في كفر طائفة ابن عربي فهو كافر . ا.هـــــــــ مفيد المستفيد

          وقال في رسالته لأهل الرياض:
          فإنا لم نكفر المسلمين بل ما كفرنا إلا المشركين وكذلك أيضآ من أعظم الناس ضلال متصوفة في معكال وغيره مثل ولد موسى بن جوعان وسلامة بن مانع وغيرهما يتبعون مذهب ابن عربي وابن الفارض، وقد ذكر أهل العلم أن ابن عربي من أئمة أهل مذهب الاتحادية وهم أغلظ كفراً من اليهود والنصارى فكل من لم يدخل في دين محمد صلى الله عليه وسلم ويتبرأ من دين الاتحادية فهو كافر برئ من الإسلام ولا تصح الصلاة خلفه، ولا تقبل شهادته ا.هــ رسالة شيخ الإسلام إلى أهل الرياض.

          ثم هذا علّق عبد الله بن عيسى قاضي الدرعية على هذه الرسالة لأهل الرياض فقال:
          وأما الاتحادي ابن عربي صاحب النصوص المخالف للنصوص، وابن الفارض الذي لدين الله محارب وبالباطل للحق معارض، فمن تمذهب بمذهبهما فقد اتخذ مع غير الرسول سبيلا، وانتحل طريق المغضوب عليهم والضالين المخالفين لشريعة سيد المرسلين، فإن ابن عربي، وابن الفارض ينتحلان نحلا تكفرهما وقد كفرهم كثير من العلماء العاملين فهؤلاء يقولون كلاماً أخشى المقت من الله في ذكره فضلا عمن انتحله، فإن لم يتب إلى الله من انتحل مذهبهما وجب هجره وعزله عن الولاية إن كان ذا ولاية من إمامة أو غيرها فإن صلاته غير صحيحة لا لنفسه ولا لغيره ا.هــــ

          وهذا التعليق كان بعلم شيخ الإسلام حيث قال له:
          وشاهد هذا أن عبد الله بن عيسى ما نعرف في علماء جد ولا علماء العارض ولا غيره أجل منه، وهذا كلامه واصل إليكم إن شاء الله ا.هـ

          فلم ينكر عليه كلامه بل أثنى عليه وعلى علمه.

          وعمومًا نحن نقول: عبارات ابن عربي صريحة في الكفر والزندقة لا تحتمل إلا ذلك، وقد كفره علماء عصره فالكفر ثابت في حقه أما إمكانية توبته فهذا لا نعلمه والأصل البقاء على ما علمنا ، ونحن نحكم بالظاهر والله يتولى السرائر ولسنا حكاما على ما في القلوب ولا نحن خزنة للجنة والنار فالله هو الحاكم يوم القيامة، لكن غاية ما هنالك أنّا نُنْفذ ما ظهر لنا من حكم الله في أمثال هؤلاء في الحياة الدنيا.

          ويؤيد هذا ما جاء في ((الدرر السنية)) عن (حسين) و (عبد الله) ابني شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب فقالا:
          (المسألة الثالثة والعشرون): إن صاحب البردة، وغيره مِمّنْ يوجد الشرك في كلامه، والغلو في الدين، وماتوا، لا يحكم بكفرهم، وإنما الواجب إنكار هذا الكلام، وبيان أن من اعتقد هذا على الظاهر فهو مشرك كافر.
          وأما القائل: فيرد أمره إلى الله -سبحانه ، ولا ينبغي التعرض للأموات، لأنه لا يُعلم هل تاب، أم لا.
          وأما شعر ابن الفارض فإنه كفر صريح، لأنه شاعر الاتحادية الذين لا يفرقون بين العابد والمعبود، والرب والمربوب، بل يقول بوحدة الوجود، وهو من طائفة ابن عربي الذين قال فيهم ابن المقري الشافعي: مَنْ شك في كفر طائفة ابن عربي فهو كافر. ا.هـ


          قلت: فظاهر عبارتهما تكفير ابن عربي وابن الفارض بخلاف البوصيري حيث لم يستدركا على كلام ابن المقري، وقد سبق كذلك كلام قاضي الدرعية.

          تنبيه:كنت قد استمعت لشرح الشيخ عبد العزيز الراجحي -وفقه الله- على رسالة شيخ الإسلام إلى أهل القصيم ولكن الشيخ لم يشرح هذه الفقرة وقفز عليها، وأما الشيخ الفوزان فقرر أنّ شيخ الإسلام لا يرى تكفيرهم فقال:
          ابن الفارض صاحب المنظومة التائية في وحدة الوجود، فيها كفر وإلحاد والعياذ بالله، ولكن الشيخ لا يكفر صاحبها؛ لأنه لا يدري ماذا ختم له، ولا يدري هل بلغته الحجة أو لم تبلغه، فهو يقول: إن ما فيها إلحاد وكفر، ولكن صاحبها يتوقف فيه، هذا مذهب أهل السنة والجماعة أنهم لا يشهدون لأحد بجنة أو نار إلا من شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم.
          وابن عربي معروف، هو محيي الدين بن عربي الطائي إمام أهل وحدة الوجود، وابن الفارض من أتباع ابن عربي، ومع هذا فإن الشيخ لا يجزم بكفرهما، وإن كانا قالا كفرا وضلالا وإلحادا، ولكن تكفير المعين يحتاج إلى دليل؛ لأنه ربما تاب، وربما ختم له بالتوبة، فالله أعلم. ا.هـــ ص155 ط2.

          قلت: وكيفما كان الأمر، فلو سلّمنا بتوقف شيخ الإسلام ابن عبد الوهاب وبعض العلماء في تكفير ابن عربي فالحجة بالدليل ، ومن ثم نعتذر لهم فلا يُلزمون بالطعن وتجهيل مَن كفر ابن عربي كما يفعل بعض المتصوفة والجهلة، فكما اعتذر العلماء للذهبي والسيوطي والشوكاني وصديق حسن خان حين تأول بعضهم كلام ابن عربي وتوقف آخرون في تكفيره فكذلك نتعامل مع كلام شيخ الإسلام ابن عبد الوهّاب، فلا نخرجهم بهذا من السنة فضلا عن تكفيرهم لأنهم لم يكفروا الكافر، بل يبين الحق ويرد على الباطل مع حفظ منزلتهم، ما زال قد علمنا اجتهادهم في طلب الحق مع اتخاذهم أصول وقواعد أهل السنة مسلكا في الاستدلال والاستنباط، وإذا تأمل طالب العلم تعامل علماء السنة مع كلام ابن عبد الوهاب-رحمه الله- وكلام غيره فيمن تأوّل كلام ابن عربي الطائي الحلولي الاتحادي ..انكشف له الحق في كثير مما يدور والله المستعان
          التعديل الأخير تم بواسطة أبوصهيب عاصم الأغبري اليمني; الساعة 03-Aug-2012, 08:42 PM.

          تعليق


          • #6
            رد: هل ينسحب الخلاف في كيفية قيام الحجة على من وقع في الكفر على الجهم بن صفوان وابن عربي وأمثالهما؟

            جزاكم الله خيرا ونفع بكم؛ أخي أبا صهيب أريد مزيد توضيح لقولك: "فمثل هذه الزندقة لا يتصور معها ذرة إيمان وإقامة الحجة لا تكون في مثل هذه المسائل"، فبين لي ما هي المسائل التي يلزم فيها إقامة الحجة، والمسائل التي لا يلزم فيها إقامة الحجة.

            تعليق

            يعمل...
            X