إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

دراسة لمعة الاعتقاد على ثلاثة مراحل.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [دراسة متن ] دراسة لمعة الاعتقاد على ثلاثة مراحل.

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد

    فقد عزمت على جمع كلام أهل العلم في شرح لمعة الإعتقاد وقد أوشكت الحمد لله على الانتهاء إلا اني أحببت قبل أن أضع الجمع

    أن أذكر شرحا ميسرا للمعة الاعتقاد [ من كلام أهل العلم ] حتى يتمكن طالب العلم من دراسة المتن على مراحل:

    المرحلة الأولى: بالتعليقات المختصرة التي ستكون فقط في بيان وجه الشاهد من الكلام أو الآية وما شابه ذلك.
    المرحلة الثانية : فهم المتن مع ذكر الخلاف أحيانا وذكر بعض الردود [المختصرة]
    المرحلة الثالثة: جمع شروح اللمعة في موضع واحد [ مع الاختصار وعدم التكرار ] وهذه المرحلة ستكون أوسع من المرحلة الثانية وهي الأخيرة

    ثم إذا يسر الله عز وجل ننتقل للواسطية على نفس المنهج

  • #2
    رد: دراسة لمعة الاعتقاد على ثلاثة مراحل.

    قبل البدء أنبه الأخوة أن المرحلة الأولى سنعتمد على شرح الشيخ العلامة صالح الفوزان ونلخصه ونضع لكم التلخيص

    صاحب المتن

    اسمه ونسبه :

    هو أبو محمد عبدالله بن أحمد بن محمد بن قدامة بن مقدام بن نصر المقدسي الجمَّاعيلي شيخ المذهب الإمام بحر علوم الشريعة المطهرة ـ رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة آمين ـ .
    مولده ونشأته :
    ولد ـ رحمه الله ـ بجمَّاعيل من عمل نابلس في فلسطين سنة 541 هـ ، وقدم دمشق مع أهله .

    وفاته :

    توفي ـ رحمه الله ـ يوم السبت في يوم عيد الفطر عام 620هـ ودفن من الغد في جبل قاسيون خلف الجامع المطفري .


    تعليق


    • #3
      رد: دراسة لمعة الاعتقاد على ثلاثة مراحل.

      بسم الله الرحمن الرحيم
      الحمد لله المحمود بكل لسان في كل زمان ، الذي لا يخلو من علمه مكان ولا يشغله شأن عن شأن جل عن الأشباه والأنداد وتنزه عن الصاحبة والأولاد ونفذ حكمه في جميع العباد لا تمثله العقول بالتفكير ولا تتوهمه القلوب بالتصوير { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } [ الشورى : 11 ] ، له الأسماء الحسنى ، والصفات العلى { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى }{ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى }{ وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى } [ طه : 5 - 7 ] ، أحاط بكل شيء علما ، وقهر كل مخلوق عزة وحكما ، ووسع كل شيء رحمة وعلما { يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا } [ طه : 110 ] ، موصوف بما وصف به نفسه في كتابه العظيم ، وعلى لسان نبيه الكريم .

      اللمعة : من اللمعان وهو الشيء الذي له نور وله لمعان ومناسبة تسمية الكتاب بذلك:
      من أجل الفرق بينها وبين الكتب المظلمة التي تشكك الناس في عقائدهم.
      والاعتقاد مصدر اعتقد : وهو اليقين الجازم الذي يعتقده القلب.
      فلمعة الاعتقاد: معناها بيان الاعتقاد الصحيح الذي يجب الالتزام به وترك ما سواه.


      بسم الله الرحمن الرحيم
      بسم الله : أي بجميع أسماء الله, أستعين بها وأتبرك بها.
      والرحمن والرحيم اسمان من أسماء الله يتضمنان الرحمة , والرحمن أعم من الرحيم لأن
      الرحمن عامة لجميع المخلوقات وأما الرحيم فهو رحمة خاصة بالمؤمنين.


      الحمد لله المحمود بكل لسان في كل زمان
      الحمد لله: أي الثناء الكامل مستحق لله عز وجل وحده لا شريك له
      المحمود بكل..: أي المثنى عليه سبحانه بكل لغة من اللغات التي علمها مخلوقاته.

      الذي لا يخلو من علمه مكان ولا يشغله شأن عن شأن جل عن الأشباه والأنداد وتنزه عن الصاحبة والأولاد
      الذي لا يخلو .. : يعلم ما في السموات وما في الأرض قال تعالى: { إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء }
      وهو يعلم دائما وأبدا فعلمه صفة أزلية أبدية

      ولا يشغله شأن عن شأن: أي لا يشغله فعل عن فعل وذلك لكمال قدرته سبحانه.
      جل عن ..: أي عظم شأنه عن الأشباه فلا يشبه شيء والأنداد جمع ند وهو الشبيه أيضا قال تعالى: { ليس كمثله شيء }
      وتنزه أي تقدس عن الزوجة والأولاد لكماله سبحانه وتعالى.


      ونفذ حكمه في جميع العباد
      أي نفذ قضاؤه وقدره وهو الحكم القدري نافذ في جميع العباد

      لا تمثله العقول بالتفكير ولا تتوهمه القلوب بالتصوير { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } [ الشورى : 11 ]
      فإنه سبحانه لا مثل له ولا شبيه ولا أحد يعلم ذاته سبحانه إلا هو فلا يجوز لأحد أن يتصور أن الله كذا وكذا.
      والآية فيها نفي المماثلة عنه تعالى لأنه أعظم من كل شيء.
      وفيها وصف نفسه بالسمع والبصر فدل على أنه لا تلازم بين إثبات الصفات وبين المشابهة

      له الأسماء الحسنى ، والصفات العلى { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى }
      فيه إثبات الأسماء لله عز وجل كما أثبتها لنفسه { ولله الأسماء الحسنى }
      وأخبر أنها كلها حسنى: يعني تامة لا يعتريها نقص والصفات العلى أي العلية.
      وفي الآية استواءه على العرش استواء حقيقيا يليق بجلاله سبحانه
      واستوى: أي استقر وعلا وارتفع.

      { لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى }{ وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى }
      { لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ} من المخلوقين والملائكة وغيرهم { وَمَا فِي الْأَرْضِ} من آدميين وبهائم وجن وإنس وحيوانات وطيور وغير ذلك { وَمَا بَيْنَهُمَا} ما بين السماوات والأرض { وَمَا تَحْتَ الثَّرَى} وما تحت أديم الأرض وسطح الأرض { وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى } يستوي في علمه سبحانه وتعالى الجهر والسر يسمع الجهر ويسمع السر {وأخفى} أي: أخفى من السر لا يخفى عليه.

      أحاط بكل شيء علما ، وقهر كل مخلوق عزة وحكما
      قهر كل.. : أي أخضعه لسلطانه سبحانه وتعالى , جميع المخلوقات مقهورة لله سبحانه وتعالى تحت تصرفه وقهره وتدبيره.
      عزة : قوة
      وحكما : أي كل شيء تحت حكمه سبحانه وتعالى.

      ووسع كل شيء رحمة وعلما { يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا } [ طه : 110 ]
      قال تعالى: { ورحمتي وسعت كل شيء } حتى الكفار وسعتهم رحمة الله بمعنى أن الله يرزقهم ويعافيهم ويعطيهم هذا في الدنيا , وعلمه أيضا وسع كل شيء

      موصوف بما وصف به نفسه في كتابه العظيم ، وعلى لسان نبيه الكريم .
      فالأسماء والصفات توقيفية لا يجوز لنا أن نحدث له اسما لم يثبته لنفسه ولم يثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم
      ولا أن نحدث له صفة لم يصف بها نفسه ولم يصفه بها رسوله صلى الله عليه وسلم.

      راجع شرح الشيخ صالح الفوزن: ص:20-35

      تعليق


      • #4
        رد: دراسة لمعة الاعتقاد على ثلاثة مراحل.

        وكل ما جاء في القرآن أو صح عن المصطفى عليه السلام من صفات الرحمن وجب الإيمان به ، وتلقيه بالتسليم والقبول ، وترك التعرض له بالرد والتأويل والتشبيه والتمثيل .
        وما أشكل من ذلك وجب إثباته لفظا ، وترك التعرض لمعناه ونرد علمه إلى قائله ، ونجعل عهدته على ناقله اتباعا لطريق الراسخين في العلم الذين أثنى الله عليهم في كتابه المبين بقوله سبحانه وتعالى : { وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا } [ آل عمران : 7 ] ، وقال في ذم مبتغي التأويل لمتشابه تنزيله { فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ } [ آل عمران : 7 ] ، فجعل ابتغاء التأويل علامة على الزيغ ، وقرنه بابتغاء الفتنة في الذم ، ثم حجبهم عما أملوه ، وقطع أطماعهم عما قصدوه ، بقوله سبحانه : { وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ } .


        وكل ما جاء في القرآن أو صح عن المصطفى عليه السلام من صفات الرحمن وجب الإيمان
        كل ما جاء في القران الكريم وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم بما يخبر به عن ربه سبحانه
        وجب الايمان والتسليم ولا فرق بين ما أثبته الله لنفسه في كتابه وبين ما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته.


        وتلقيه بالتسليم والقبول ، وترك التعرض له بالرد والتأويل والتشبيه والتمثيل .
        تلقيه: يعني قبوله وحفظه وروايته والتحدث به
        وترك التعرض..: كاللذين يقولون لا نقبل الاحتجاج بالسنة لا نقبل الاحتجاج بخبر الآحاد
        وبعضهم لا يرد ما جاء في الكتاب والسنة لا يرد لفظه ولكن يرد معناه فيأخذ في التأويل.

        والتأويل...: التأويل مذهب طائفة والتشبيه مذهب طائفة أخرى وهؤلاء يشبهون الله بخلقه.

        وما أشكل من ذلك وجب إثباته لفظا ، وترك التعرض لمعناه ونرد علمه إلى قائله ، ونجعل
        عهدته على ناقله اتباعا لطريق الراسخين في العلم الذين أثنى الله عليهم
        في كتابه المبين بقوله سبحانه وتعالى : { وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا } [ آل عمران : 7 ]

        هذه الجملة غير مسلمة كأنه يقسم نصوص الصفات الى قسمين : قسم يظهر لنا معناه فهذا نؤمن بمعناه
        والقسم الثاني: لا يظهر لنا معناه فهذا نفوضه الى الله وهذا غلط لأن جميع نصوص الأسماء والصفات كلها معلومة المعنى ليس فيها مشتبه

        وقال في ذم مبتغي التأويل لمتشابه تنزيله
        { فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ } [ آل عمران : 7 ]
        فجعل ابتغاء التأويل علامة على الزيغ

        ابتغاء تأويل المتشابه دون إرجاعه إلى المحكم علامة على الزيغ

        وقرنه بابتغاء الفتنة في الذم ، ثم حجبهم عما أملوه ، وقطع أطماعهم عما قصدوه ، بقوله سبحانه : { وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ } .
        بين سبحانه أنهم لن يبلغوا ما أرادوا حيث قال : { وما يعلم تأويله إلا الله } أما هؤلاء فلم يبلغوا هذه المرتبة التي يحاولونها
        من غير مؤهلات ومن غير بصيرة فالمتعالم لا يمكن أن يكون عالما أبدا وكذلك الزائغ الضال المنحرف قإنه لن يكون من العلماء الراسخين في العلم.



        راجع: شرح العلامة صالح الفوزان: 35-46

        تعليق


        • #5
          رد: دراسة لمعة الاعتقاد على ثلاثة مراحل.

          قال الإمام أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل رضي الله عنه في قول النبي صلى الله عليه وسلم : « إن الله ينزل إلى سماء الدنيا » ، أو « إن الله يرى في القيامة » ، وما أشبه هذه الأحاديث نؤمن بها ، ونصدق بها بلا كيف ، ولا معنى ، ولا نرد شيئا منها ، ونعلم أن ما جاء به الرسول حق ، ولا نرد على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا نصف الله بأكثر مما وصف به نفسه بلا حد ولا غاية { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } [ الشورى : 11 ] ، ونقول كما قال ، ونصفه بما وصف به نفسه ، لا نتعدى ذلك ، ولا يبلغه وصف الواصفين ، نؤمن بالقرآن كله محكمه ومتشابهه ، ولا نزيل عنه صفة من صفاته لشناعة شنعت ، ولا نتعدى القرآن والحديث ، ولا نعلم كيف كنه ذلك إلا بتصديق الرسول صلى الله عليه وسلم ، وتثبيت القرآن .
          قال الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه : آمنت بالله وبما جاء عن الله ، على مراد الله ، وآمنت برسول الله ، وبما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله .


          قال الإمام أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل رضي الله عنه

          هو أحد الأئمة الأربعة وإمام أهل السنة الصابر على المحنة , قمع الله به أهل الزيغ من الجهمية فلم يتمكنوا من تنفيذ فكرتهم الخبيثة وهي القول بخلق القرآن.

          قال الإمام أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل رضي الله عنه في قول النبي صلى الله عليه وسلم : « إن الله ينزل إلى سماء الدنيا » ، أو « إن الله يرى في القيامة » ، وما أشبه هذه الأحاديث
          لما ذكر المصنف وجوب الإيمان بنصوص الأسماء والصفات من الكتاب والسنة أراد أن يذكر مذهب السلف فذكر أقوالهم في هذا الباب

          نؤمن بها ، ونصدق بها بلا كيف ، ولا معنى
          نؤمن بها...: خلافا للمبتدعة الذين يقابلونها بالتكذيب أو التأويل والتحريف
          بلا كيف: أي لا نبحث عن كيفيتها , الكيفية لا يعلمها إلا الله
          ولا معنى: أي المعنى الذي يفسره المبتدعة وهو التأويل وليس المراد نفي المعنى الحقيقي

          ولا نرد شيئا منها ، ونعلم أن ما جاء به الرسول حق ، ولا نرد على رسول الله صلى الله عليه وسلم
          ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم حق ليس فيه خطأ وليس فيه تضليل ولا تلبيس فماء جاء به حق على ظاهره على حقيقته

          ولا نصف الله بأكثر مما وصف به نفسه بلا حد ولا غاية { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } [ الشورى : 11 ]
          ولا نصف..: كذلك نتبع ولا نبتدع وهذه قاعدة أن الأسماء والصفات توقيفية
          بلا حد ولا غاية: أي أننا لا نكيف صفات الله فنذكر حدودها وغاياتها وكيفياتها
          {ليس كمثله شيء .. } : هذه الآية الكريمة هي القاعدة في هذا الباب , أن الله ليس كمثله شيء وله أسماء وصفات

          ونقول كما قال ، ونصفه بما وصف به نفسه ، لا نتعدى ذلك
          لا نتعدى الكتاب والسنة

          ولا يبلغه وصف الواصفين
          قال تعالى : { ولا يحيطون به علما } أي بالله عز وجل وعلما أي لا يعلمون عنه إلا ما علمهم إياه

          نؤمن بالقرآن كله محكمه ومتشابهه
          قال العلامة الشيخ صالح الفوزان: قالوا: المحكم: هو الواضح المعنى الذي لا يحتاج إلى تفسيره إلى غيره وأما المتشابه: فهو الذي يحتاج في تفسيره وبيان معناه إلى غيره اهـ (لمعة:38-39)
          وطريقة الراسخين في العلم هو الايمان بالقران كله محكمه ومتشابهه فنرد المتشابه إلى المحكم ونفسره به

          ولا نزيل عنه صفة من صفاته لشناعة شنعت
          نثبت الصفات ولو شنع علينا المعطلة وقالوا: أنتم مشبهة أنتم مجسمة.

          ولا نتعدى القرآن والحديث ، ولا نعلم كيف كنه ذلك إلا بتصديق الرسول صلى الله عليه وسلم ، وتثبيت القرآن .
          ولا نعلم كيف ..: اي لا نعرف الكيفية , نحن نعرف المعنى ونثبته , فنحن نصدق الرسول صلى الله عليه وسلم وإن لم نعلم كيفية ذلك

          قال الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي رضي الله

          وبعد ان انتهى من كلام الإمام أحمد ينقل عن الإمام الشافعي وسمي الشافعي نسبة إلى جده شافع وهو من أهل البيت.

          آمنت بالله وبما جاء عن الله ، على مراد الله
          على مراد الله اي كما جاءت لا نتدخل في شيء من عندنا , بل نثبت له السمع والبصر لأنه هو الذي سمى ووصف نفسه بها

          وآمنت برسول الله ، وبما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله .

          نؤمن برسول الله وبما جاء عن رسول الله من الأحاديث الصحيحة على مراده
          لا نفسرها بشيء يخالف مراد الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا معنى شهادة ان محمدا رسول الله :
          طاعته فيما أمر وتصديقه فيما أخبر واجتناب ما نهى عنه وزجر وأن لا يُعبد الله إلا بما شرع

          وكلام الإمام أحمد وكلام الشافعي هو المنهج الذي تسير عليه أمة محمد صلى الله عليه وسلم

          تعليق


          • #6
            رد: دراسة لمعة الاعتقاد على ثلاثة مراحل.


            كلام السلف وأئمة الخلف في الصفات

            وعلى هذا درج السلف وأئمة الخلف رضي الله عنهم ، كلهم متفقون على الإقرار والإمرار والإثبات ،
            لما ورد من الصفات في كتاب الله وسنة رسوله من غير تعرض لتأويله . وقد أمرنا بالاقتفاء لآثارهم ، والاهتداء بمنارهم

            وحذرنا المحدثات وأخبرنا أنها من الضلالات ، فقال النبي
            صلى الله عليه وسلم
            {عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، عضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة} ([2]) ([3]) .
            كلام عبد الله بن مسعود وعمر بن عبد العزيز رضي الله عنهما في الصفات

            وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم .
            وقال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه كلاما معناه : قف حيث وقف القوم فإنهم عن علم وقفوا
            وببصر نافذ كفوا ، ولهم (
            [4]) على كشفها كانوا أقوى ، وبالفضل لو كان فيها أحرى ،
            فلئن قلتم : حدث بعدهم ، فما أحدثه إلا من خالف هديهم ورغب عن سنتهم ، ولقد وصفوا منه ما يشفي
            وتكلموا منه بما يكفي ، فما فوقهم محسر ، وما دونهم مقصر . لقد قصر عنهم قوم فجفوا وتجاوزهم آخرون فغلوا وإنهم فيما بين ذلك لعلى هدى مستقيم .


            وعلى هذا درج السلف وأئمة الخلف رضي الله عنهم
            على هذا الإيمان بما جاء عن الله على مراد الله والإيمان بما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم
            والسلف : هم صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين وأتباع التابعين.
            وأئمة الخلف: من جاء بعد السلف ممن سار على نهجهم
            كلهم متفقون على الإقرار والإمرار
            من غير تعرض لتأويلها وتحريفها
            والإثبات ، لما ورد من الصفات في كتاب الله وسنة رسوله من غير تعرض لتأويله . وقد أمرنا بالاقتفاء لآثارهم ، والاهتداء بمنارهم
            الاقتفاء لآثارهم في الدين والسير على منارهم والمنار: هو العلامات التي يكون على الطريق يستدل بها السالك
            وحذرنا المحدثات وأخبرنا أنها من الضلالات
            كما في الحديث الذي ذكره المؤلف
            [عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ]
            المراد بسنته صلى الله عليه وسلم: ما ثبت عنه من قول أو فعل أو تقرير ويجب الأخذ بسنته
            وكذلك سنة خلفائه الراشدين وهم الخلفاء الأربعة
            [عضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة]
            عضوا..: هذا يراد به شدة التمسك بالشيء
            وإياكم..: لما حث على التمسك بسنته صلى الله عليه وسلم نهى عن المحدثات
            أي الإحداث في الدين الذي لم يكن منه
            كل محدثة..: هذه كلية عامة كل محدثة في الدين فهي بدعة وليس هناك في الدين بدعة حسنة.
            وقال عبد الله بن مسعود t [ اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم ]
            اتبعوا: هذا مثل قوله تعالى: [ اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ]
            ولا تبتدعوا: وهو مطابق لقوله صلى الله عليه وسلم [ وإياكم ومحدثات الأمور ]
            فقد كفيتم: فلا تحتاجون إلى زيادة وإلى تكلف
            وقال عمر بن عبد العزيز t
            من خلفاء بني أمية خليفة عادل وإمام جليل وعالم رباني رحمه الله
            وقال عمر بن عبد العزيز t كلاما معناه : قف حيث وقف القوم فإنهم عن علم وقفوا
            لا عن جهل بل رأوا أن هذا لا يجوز الدخول فيه
            ، وببصر نافذ كفوا ، ولهم على كشفها كانوا أقوى ، وبالفضل لو كان فيها أحرى
            وببصر.: المراد هنا العلم فرأوا أن هذا الأمر لا خير فيه فتركوه.
            ولهم ..: أي عندهم قدرة علمية لكن وقفوا لأنه لا خير فيه
            وبالفضل...: أي الأشياء التي سكتوا عنها لو كان فيها فضل لكانوا هم أحرى بالفضل فلدخلوا فيها
            فلئن قلتم : حدث بعدهم ، فما أحدثه إلا من خالف هديهم ورغب عن سنتهم
            يعني لو قال أحدهم : إنه حدث بعدهم أشياء فنقول : لا نجاة إلا بإتباعهم .
            ولقد وصفوا منه ما يشفي وتكلموا منه بما يكفي
            هم لم يقصروا في أمور دينهم ولا سيما في أمور العقيدة الأسماء والصفات
            ، فما فوقهم محسر ، وما دونهم مقصر . لقد قصر عنهم قوم فجفوا وتجاوزهم آخرون فغلوا وإنهم فيما بين ذلك لعلى هدى مستقيم .
            ما فوقهم..: يعني ما زاد عن هديهم محسر يعني الغالي المتجاوز
            وما دونهم..: الذي تكاسل عن اتباعهم وعن علمهم مقصِّر وكسلان.
            وإنهم..: يعني فيما بين المحسر والمقصر فالسلف بين المحسر وهو الغالي وبين المقصر وهو الجافي.

            راجع شرح العلامة صالح الفوزان: 57-66



            ([2]) أبو داود السنة (4607) ، الدارمي المقدمة (95).
            ([3]) رواه أبو داود في " سننه " والترمذي في " جامعه " بسند صحيح عن أبي نجيح العرباض بن سارية رضي الله عنه.
            ([4]) الضمير هنا عائد على " القوم ".

            تعليق


            • #7
              رد: دراسة لمعة الاعتقاد على ثلاثة مراحل.

              كلام الإمام أبو عمر الأوزاعي في الصفات ورد الأدرمي على رجل تكلم ببدعة



              وقال الإمام أبو عمر الأوزاعي رضي الله عنه عليك بآثار من سلف وإن رفضك الناس ، وإياك وآراء الرجال ، وإن زخرفوه لك بالقول .


              وقال محمد بن عبد الرحمن الأدرمي لرجل تكلم ببدعة ودعا الناس إليها : هل علمها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي ، أو لم يعلموها ؟ قال لم يعلموها ، قال : فشيء لم يعلمه هؤلاء أعلمته أنت ؟ قال الرجل : فإني أقول :
              قد علموها ، قال : أفوسعهم أن لا يتكلموا به ، ولا يدعوا الناس إليه ، أم لم يسعهم ؟ قال : بلى وسعهم ، قال فشيء وسع رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفاءه لا يسعك أنت ؟ فانقطع الرجل . فقال الخليفة - وكان حاضرا - : لا وسع الله على من لم يسعه ما وسعهم .
              وهكذا من لم يسعه ما وسع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين لهم بإحسان والأئمة من بعدهم والراسخين في العلم من تلاوة آيات الصفات وقراءة أخبارها ولإمرارها كما جاءت ، فلا وسع الله عليه .


              وقال الإمام أبو عمر الأوزاعي رضي الله عنه
              إمام أهل الشام

              عليك بآثار من سلف وإن رفضك الناس ، وإياك وآراء الرجال ، وإن زخرفوه لك بالقول .
              عليك..: التزم بآثار من سلف من الصحابة والتابعين والقرون المفضلة وإن رفضك الناس يعني انتقدك الناس وجفوك لا تلتفت إليهم .
              وإياك..: هذا تحذير من أن تترك هدي السلف وتآخذ بآراء الرجال وإن زخرفوها والزخرفة التزيين يقول الشاعر:
              في زخرف القول تزيين لباطله .. والحق قد يعتريه سوء تعبير

              وقال محمد بن عبد الرحمن الأدرمي لرجل تكلم ببدعة ودعا الناس إليها
              الاسم الصحيح هو: عبد الله بن محمد بن إسحاق الأذرمي. وصاحب البدعة هو أحمد بن أبي دواد والبدعة هي خلق القرآن


              هل علمها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي ، أو لم يعلموها ؟ قال لم يعلموها ، قال : فشيء لم يعلمه هؤلاء أعلمته أنت ؟
              قال له هذا المذهب الذي تقوله هل علمه هؤلاء أو لم يعلموه فإن قال:
              لم يعلموه وصف الرسول وأصحابه بالجهل وإن قال علموه ولكن لم يبينوه للناس وصفهم بالكتمان.
              فقال لم يعلموه : وهذا فيه تجهيل للنبي صلى الله عليه وسلم والصحابة وفيه أنه علم شيء من الدين ما علمه هؤلاء !!!


              قال الرجل : فإني أقول : قد علموها
              رجع وقال قد علموها , قال له: إذا كانوا علموها لماذا لم يبينوها للناس ؟؟

              قال : أفوسعهم أن لا يتكلموا به ، ولا يدعوا الناس إليه ، أم لم يسعهم ؟ قال : بلى وسعهم
              قال فشيء وسع رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفاءه لا يسعك أنت ؟ فانقطع الرجل .

              هذا الشيخ خصم هذا الملحد وأخزاه عند الخليفة بهذه الردود


              فقال الخليفة - وكان حاضرا - : لا وسع الله على من لم يسعه ما وسعهم .
              وهكذا من لم يسعه ما وسع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين لهم بإحسان والأئمة من بعدهم والراسخين في العلم من تلاوة آيات الصفات وقراءة أخبارها ولإمرارها كما جاءت ، فلا وسع الله عليه .
              هذا دعاء بأن يضيق الله عليه في الدنيا والآخرة

              تعليق


              • #8
                رد: دراسة لمعة الاعتقاد على ثلاثة مراحل.

                فمما جاء من آيات الصفاتقول الله عز وجل: ]ويبقى وجه ربك[ [سورة الرحمن: 27] وقوله سبحانه وتعالى: ]بل يداه مبسوطتان[ [سورة المائدة: 64] وقوله تعالى إخبارًا عن عيسى -عليه السلام- أنه قال: ]تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك[ [سورة المائدة: 116] وقوله سبحانه: ]وجاء ربك[ [سورة الفجر: 22] وقوله تعالى: ]هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله[ [سورة البقرة: 210] وقوله تعالى: ]رضي الله عنهم ورضوا عنه[ [سورة المائدة: 119] وقوله تعالى: ]يحبهم ويحبونه[ [سورة المائدة: 54]. وقوله تعالى في الكفار: ]غضب الله عليهم[ [سورة الفتح: 6] وقوله تعالى: ]اتبعوا ما أسخط الله[ [سورة محمد: 28] وقوله تعالى: ]كره الله انبعاثهم[ [التوبة: 46].

                فمما جاء من آيات الصفات قول الله عز وجل: ]ويبقى وجه ربك[ [سورة الرحمن: 27] وقوله سبحانه وتعالى: ]بل يداه مبسوطتان[ [سورة المائدة: 64]
                لما انتهى من بيان منهج السلف في هذا الباب شرع يذكر أمثلة على ذلك.
                الآية الأولى فيها إثبات صفة الوجه لله سبحانه وتعالى
                والآية الثانية: فيها إثبات اليدين لله عز وجل كما في الآية الأخرى { ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي }


                وقوله تعالى إخبارًا عن عيسى -عليه السلام- أنه قال: ]تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك[ [سورة المائدة: 116] وقوله سبحانه: ]وجاء ربك[ [سورة الفجر: 22] وقوله تعالى: ]هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله[ [سورة البقرة: 210]
                الآية الأولى فيها إثبات النفس لله عز وجل , فعيسى عليه السلام قال لا أعلم ما في نفسه ولم يُنكر الله عليه ذلك
                والآية الثانية : فيها إثبات صفة المجيء وهي صفة فعلية والصفات الفعلية هي التي تتعلق بمشيئة الله متى شاء.
                والآية الثالثة: { هل ينظرون } أي ما ينتظر الكفار { إلا أن يأتيهم الله } يجيء لفصل القضاء.


                وقوله تعالى: ]رضي الله عنهم ورضوا عنه[ [سورة المائدة: 119] وقوله تعالى: ]يحبهم ويحبونه[ [سورة المائدة: 54].
                في الآية الأولى وصف نفسه بالرضا وأنه يرضى عن عباده المؤمنين فالرضا من صفاته الفعلية
                والآية الثانية: فيها أن من صفاته سبحانه : المحبة , أنه يحب عباده بمقتضى أعمال يعملونها


                وقوله تعالى في الكفار: ]غضب الله عليهم[ [سورة الفتح: 6] وقوله تعالى: ]اتبعوا ما أسخط الله[ [سورة محمد: 28] وقوله تعالى: ]كره الله انبعاثهم[ [التوبة: 46].
                الآية الأولى: فيها إثبات صفة الغضب وهي من الصفات الفعلية
                والآية الثانية: فيها وصف الله بأنه يسخط والسخط : نوع من الغضب
                والآية الثالثة: فيها وصف الله بأنه يكره , فالله يكره بعض الأعمال ويكره بعض الأشخاص.


                راجع شرح العلامة صالح الفوزان: 72-80

                تعليق


                • #9
                  رد: دراسة لمعة الاعتقاد على ثلاثة مراحل.

                  ومن السنة ، قول النبي صلى الله عليه وسلم { ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا} ([1]) ([2]) وقوله : { يعجب ربك من الشاب ليست له صبوة} ([3]) ([4]) وقوله : { يضحك الله إلى رجلين قتل أحدهما الآخر ثم يدخلان الجنة} ([5]) ([6]) فهذا وما أشبهه مما صح سنده وعدلت رواته ، نؤمن به ، ولا نرده ولا نجحده ولا نتأوله بتأويل يخالف ظاهره ، ولا نشبهه بصفات المخلوقين ، ولا بسمات المحدثين ، ونعلم أن الله سبحانه وتعالى لا شبيه له ولا نظير { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير }، وكل ما تخيل في الذهن أو خطر بالبال فإن الله تعالى بخلافه .

                  ([1]) البخاري الجمعة (1094) ، مسلم صلاة المسافرين وقصرها (75 ، الترمذي الدعوات (349 ، أبو داود الصلاة (1315) ، ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (1366) ، أحمد (2/265) ، مالك النداء للصلاة (496) ، الدارمي الصلاة (1479).

                  ([2]) متفق عليه من حديث أبي هريرةولفظه بتمامه: " ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا ، حين يبقى ثلث الليل الأخير ، فيقول: من يدعوني فأستجيب له ، ومن يسألني فأعطيه ، ومن يستغفرني فأغفر له. " ، شرح شيخ الإسلام ابن تيمية هذا الحديث بكتاب قيم طبعه المكتب الإسلامي مرتين باسم " شرح حديث النزول ".

                  ([3]) أحمد (4/151).

                  ([4]) رواه أحمد في " المسند " وأبو يعلى ، من حديث ابن لهيعة. قال الهيثمي: وإسناده حسن. وقال الحافظ السخاوي في " المقاصد الحسنة " وضعفه شيخنا - أي الحافظ ابن حجر في فتاويه لأجل ابن لهيعة. والصبوة: الميل إلى الهوى.

                  ([5]) البخاري الجهاد والسير (2671) ، مسلم الإمارة (1890) ، النسائي الجهاد (3166) ، ابن ماجه المقدمة (191) ، أحمد (2/244) ، مالك الجهاد (1000).

                  ([6]) متفق عليه من حديث أبي هريرة ولفظه: " يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر ، يدخلان الجنة ، يقاتل هذا في سبيل الله ، فيقتل ، ثم يتوب الله على القاتل فيسلم ، فيقاتل في سبيل الله فيستشهد. ".




                  ومن السنة ، قول النبي صلى الله عليه وسلم { ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا}
                  هذا الحديث الصحيح في النزول , حديث مشهور جاء من عدة طرق عن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم
                  وفيه وصف الله عز وجل بالنزول إلى سماء الدنيا فهو حديث عظيم نثبته كما جاء.


                  وقوله : { يعجب ربك من الشاب ليست له صبوة}
                  الصبوة : الميل الى الشهوات والمستلذات لأن من عادة الشاب بسبب قوة الشباب فيه وقوة الشهوة فيه أنه يميل إلى الشهوات وإلى الغفلة
                  ففي الحديث بأن الله يعجب مع الفرق بين العجبين عجب الخالق وعجب المخلوق.


                  وقوله : { يضحك الله إلى رجلين قتل أحدهما الآخر ثم يدخلان الجنة}
                  فيه وصف الله بأنه يضحك والمخلوق أيضا يضحك لكن مع الفرق بين ضحك الله وبين ضحك المخلوق

                  فهذا وما أشبهه مما صح سنده وعدلت رواته ، نؤمن به ، ولا نرده ولا نجحده ولا نتأوله بتأويل يخالف ظاهره
                  ولا نشبهه بصفات المخلوقين ، ولا بسمات المحدثين ، ونعلم أن الله سبحانه وتعالى لا شبيه له ولا نظير { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير }
                  مما صح سنده.. : فلابد أن يكون سنده صحيحا والحديث الصحيح هو : ما رواه عدل تام الضبط عن مثله من بداية السند إلى نهايته مع السلامة من الشذوذ والعلل.
                  فإذا صح الحديث سواء كان متواترا أو كان آحادا يجب الإيمان به واعتقاده لأنه يفيد العلم واليقين لا كما يقول أهل الضلال إنه لو صح سنده يفيد الظن عندهم.


                  وكل ما تخيل في الذهن أو خطر بالبال فإن الله تعالى بخلافه .
                  الله عز وجل لا يتصور في الذهن ولا في التفكير لأنه هو أعظم من كل شيء فلا يجوز لأحد أن يتخيل ذاته سبحانه أو صفاته قال تعالى: { ولا يحيطون به علما }

                  راجع شرح العلامة صالح الفوزان: 80-90

                  تعليق


                  • #10
                    رد: دراسة لمعة الاعتقاد على ثلاثة مراحل.

                    ومن ذلك قوله تعالى: ]الرحمن على العرش استوى[ [سورة طه: 5]
                    وقوله تعالى: ]أأمنتم من في السماء[ [سورة تبارك: 16]
                    وقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ربنا الله الذي في السماء تقدس اسمك"
                    وقال للجارية: "أين الله؟" قالت: في السماء. قال: "اعتقها فإنها مؤمنة" رواه مالك بن أنس، ومسلم وغيرهما من الأئمة
                    وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- لحصين: "كم إلهًا تعبدُ؟" قال: سبعةً، ستةً في الأرض، وواحدًا في السماء، قال: "من لرغبتك ورهبتك؟" قال: الذي في السماء، قال: "فاترك الستة، واعبد الذي في السماء، وأنا أعلمك دعوتين" فأسلم، وعلمه النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يقول: "اللهم ألهمني رشدي وقني شر نفسي".

                    وفيما نقل من علامات النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه في الكتب المتقدِّمة: أنهم يسجدون بالأرض، ويزعمون أن إلههم في السماء.

                    وروى أبو داود في "سننه" أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن ما بين سماء إلى سماء مسيرة كذا وكذا.." وذكر الخبر إلى قوله: "وفوق ذلك العرش، والله سبحانه فوق ذلك"
                    فهذا وما أشبهه مما أجمع السلف -رحمهم الله- على نقله وقبوله، ولم يتعرَّضوا لرده، ولا تأويله، ولا تشبيهه، ولا تمثيله.
                    سئل الإِمام مالك بن أنس -رحمه الله- فقيل: يا أبا عبد الله ]الرحمن على العرش استوى[ [سورة طه: 5] كيف استوى؟ فقال: الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، ثم أمر بالرجل فأخرج.


                    ومن ذلك قوله تعالى: ]الرحمن على العرش استوى[ [سورة طه: 5]
                    من آيات الدالة على إثبات الصفات هذه الآية والعرش: هو سقف المخلوقات وأعظم المخلوقات. والكرسي غير العرش أما الاستواء فمعناه:
                    العلو والارتفاع والاستقرار والصعود.
                    والاستواء من صفات الأفعال ولذلك عطفه على خلق السماوات والأرض ب (ثم)


                    وقوله تعالى: ]أأمنتم من في السماء[ [سورة تبارك: 16]
                    السماء المراد بها العلو فمن في السماء أي من في العلو وإذا أريد بالسماء المبنية التي هي السبع الطباق
                    فتكون في السماء يعني على السماء لأن في تأتي بمعنى على
                    { فسيروا في الأرض } أي على الأرض



                    وقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ربنا الله الذي في السماء تقدس اسمك"
                    هذا الحديث فيه ضعف والمصنف وغيره قد يذكرون أحاديث ضعيفة في باب العقائد لكنها تدخل تحت الأدلة الصحيحة التي تؤيد معناها
                    فهي من باب الاعتضاد لا الاعتماد عليها بالكلية



                    وقال للجارية: "أين الله؟" قالت: في السماء. قال: "اعتقها فإنها مؤمنة" رواه مالك بن أنس، ومسلم وغيرهما من الأئمة
                    هذا الحديث في الصحيح وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أقرها على ما قالت بأن ربها في السماء
                    وفي الحديث جواز السؤال بأين الله.



                    وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- لحصين: "كم إلهًا تعبدُ؟" قال: سبعةً، ستةً في الأرض، وواحدًا في السماء، قال: "من لرغبتك ورهبتك؟" قال: الذي في السماء، قال: "فاترك الستة، واعبد الذي في السماء، وأنا أعلمك دعوتين" فأسلم، وعلمه النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يقول: "اللهم ألهمني رشدي وقني شر نفسي".
                    وهذا الحديث فيه إثبات العلو وفيه ما كان عليه المشركون من تخبط في العبادة وأنهم لما تركوا التوحيد صاروا يعبدون آلهة كثيرة


                    وفيما نقل من علامات النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه في الكتب المتقدِّمة: أنهم يسجدون بالأرض، ويزعمون أن إلههم في السماء.
                    هذا من الإسرائيليات التي نحن في غنى عنها بكتاب ربنا وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ولعل المؤلف ذكره من باب الاستئناس فقط

                    وروى أبو داود في "سننه" أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن ما بين سماء إلى سماء مسيرة كذا وكذا.." وذكر الخبر إلى قوله: "وفوق ذلك العرش، والله سبحانه فوق ذلك"
                    فهذا فيه إثبات علو الله عز وجل فوق مخلوقاته جميعا

                    فهذا وما أشبهه مما أجمع السلف -رحمهم الله- على نقله وقبوله، ولم يتعرَّضوا لرده، ولا تأويله، ولا تشبيهه، ولا تمثيله.
                    هذا الذي ذكره المؤلف من الآيات والأحاديث النبوية لإثبات الصفات لله عز وجل مما أجمعت الأمة على نقله وقبوله

                    سئل الإِمام مالك بن أنس -رحمه الله- فقيل: يا أبا عبد الله ]الرحمن على العرش استوى[ [سورة طه: 5] كيف استوى؟ فقال: الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، ثم أمر بالرجل فأخرج.
                    الرجل لم يسأل عن المعنى وإنما سأل عن الكيفية فبين الإمام مالك رحمه الله: أنه لا دخل لنا إلا في المعنى وأن المعنى غير مجهول والحمد لله


                    راجع شرح العلامة الفوزان: 90-107


                    التعديل الأخير تم بواسطة أبو الحسين عبد الحميد الصفراوي; الساعة 30-Mar-2016, 01:39 AM.

                    تعليق


                    • #11
                      رد: دراسة لمعة الاعتقاد على ثلاثة مراحل.

                      اقترح أحد الإخوة بارك الله فيه أن نضع الشرح في أيام معينة
                      وبناء على اقتراح الأخ وفقه الله نضع الشرح :
                      الأحد
                      الثلاثاء
                      الخميس
                      هذا هو الأصل وإذا انشغلنا في يوم من الأيام نضع الشرح في يوم آخر لكي لا نجلس في الشرح سنة.

                      تعليق


                      • #12
                        رد: دراسة لمعة الاعتقاد على ثلاثة مراحل.

                        فصل


                        ومن صفات الله تعالى، أنه متكلم بكلام قديم، يسمعه منه من شاء من خلقه، سمعه موسى -عليه السلام- منه من غير واسطة، وسمعه جبريل -عليه السلام-، ومن أذن له من ملائكته ورسله، وأنه -سبحانه- يكلم المؤمنين في الآخرة، ويكلمونه، ويأذن لهم فيزورونه
                        قال الله تعالى: ]وكلم الله موسى تكليمًا[ [سورة النساء: 164] وقال سبحانه: ]يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي[ [سورة الأعراف: 144] وقال سبحانه: ]منهم من كلم الله[ [سورة البقرة: 253]، وقال سبحانه: ]وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيًا أو من وراء حجاب[ [سورة الشورى: 51] وقال سبحانه: ]فلما أتاها نودي يا موسى إني أنا ربك[ [سورة طه: 12و13] وقال سبحانه: ]إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني[ [سورة طه: 14] وغير جائز أن يقول هذا أحد غير الله.
                        وقال عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: إذا تكلَّم الله بالوحي، سمع صوته أهل السماء، روي ذلك عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
                        وروى عبد الله بن أنيس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "يحشر الله الخلائق يوم القيامة عُراة حُفاة غُرلًا بُهمًا فيناديهم بصوت يسمعه من بَعُدَ، كما يسمعه من قَرُبَ: أنا الملك، أنا الديان".
                        رواه الأئمة، واستشهد به البخاري.
                        وفي بعض الآثار: أن موسى -عليه السلام- ليلة رأى النار، فهالته ففزع منها، فناداه ربه: يا موسى، فأجاب سريعًا استئناسًا بالصوت. فقال: لبيك، لبيك، أسمع صوتك، ولا أرى مكانك، فأين أنت؟ فقال: أنا فوقك، وأمامك، وعن يمينك، وعن شمالك، فعلم أن هذه الصفة لا تنبغي إلا لله تعالى، قال: كذلك أنت يا إلهي، أفكلامك أسمع، أم كلام رسولك؟ قال: بل كلامي يا موسى.


                        لما تكلم عن بعض الصفات فيما سبق أفرد صفة الكلام بفصل خاص وذلك :
                        _ لأهمية هذه المسألة
                        _ وكثرة ما وقع فيها من الضلال

                        ومن صفات الله تعالى، أنه متكلم بكلام قديم، يسمعه منه من شاء من خلقه
                        أي قديم النوع ولا يقال القديم مطلقا إنما هو قديم النوع حادث الآحاد يعني جنس الكلام قديم أزلي وأما أنواعه وأفراده فهي تتجدد وتحدث متى شاء الله
                        (فالله عز وجل متصف بصفة الكلام منذ الأزل وهذا هو معنى قديم النوع , ويتكلم مع من شاء متى شاء فهذه أفراد الكلام وآحاده تجدد وجد موسى تكلم الله عز وجل معه وهكذا)

                        سمعه موسى -عليه السلام- منه من غير واسطة، وسمعه جبريل -عليه السلام-، ومن أذن له من ملائكته ورسله
                        وأنه -سبحانه- يكلم المؤمنين في الآخرة، ويكلمونه، ويأذن لهم فيزورونه.
                        يسمعه منه من شاء من خلقه يسمعه جبريل عليه السلام ويبلغه إلى أنبيائه وسمعه موسى عليه السلام ويُسمعه مَنْ أَذِنَ الله له ويكلمه أهل الإيمان في الجنة ويكلمهم من غير واسطة
                        يزورونه: في وقت معين يجتمعون في مكان من الجنة ثم يتجلى لهم سبحانه بذاته


                        قال الله تعالى: ]وكلم الله موسى تكليمًا[ [سورة النساء: 164] وقال سبحانه: ]يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي[ [سورة الأعراف: 144]
                        الآية الأولى: كلمه يعني مباشرة من غير واسطة ثم أكد ذلك فقال: تكليما.
                        الآية الثانية: هذا نداء من الله عز وجل ينادي موسى عليه السلام والشاهد {بكلامي} أي تكليمي لك من غير واسطة.


                        وقال سبحانه: ]منهم من كلم الله[ [سورة البقرة: 253]، وقال سبحانه: ]وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيًا أو من وراء حجاب[ [سورة الشورى: 51]
                        الآية الأولى: وهو موسى عليه السلام كلمه الله مباشرة من غير واسطة.
                        الآية الثانية: وحيا: بأن يلهمه إلهاما كما يحصل لنبينا صلى الله عليه وسلم أحيانا من وحي الإلهام بدون الملك
                        أو من وراء حجاب: كما حصل لموسى عليه الصلاة والسلام فإن الله كلمه بدون واسطة لكن من وراء حجاب
                        والمقصود هنا في الدنيا أما الآخر فيتجلى الله عز وجل للمؤمنين
                        .

                        وقال سبحانه: ]فلما أتاها نودي يا موسى إني أنا ربك[ [سورة طه: 12و13] وقال سبحانه: ]إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني[ [سورة طه: 14] وغير جائز أن يقول هذا أحد غير الله.
                        {نودي يا موسى } من الذي نادى ؟ هو الله جل وعلا قال : {إني أنا ربك } فهذه الآيات صريحة أن الله كلم موسى من غير واسطة وأن هذا الكلام كلام من الله حقيقة بحرف وصوت .
                        وغير جائز والخ: هذا رد على الجهمية

                        وقال عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: إذا تكلَّم الله بالوحي، سمع صوته أهل السماء، روي ذلك عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
                        سمع صوته أهل السماء أي الملائكة الذين في السماء وجاء في حديث النواس مرفوعا [ إذا تكلم الله بالوحي أخذت السماوات منه رعدة أو رجفة شديدة فإذا سمع ذلك أهل السماء صعقوا وخروا لله سجدا ...]


                        وروى عبد الله بن أنيس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "يحشر الله الخلائق يوم القيامة عُراة حُفاة غُرلًا بُهمًا فيناديهم بصوت يسمعه من بَعُدَ، كما يسمعه من قَرُبَ: أنا الملك، أنا الديان".
                        رواه الأئمة، واستشهد به البخاري.
                        هذا فيه أن الكلام من الله متجدد الآحاد وأنه يتكلم إذا شاء فهذا الكلام يحدث منه سبحانه وتعالى يوم القيامة

                        وفي بعض الآثار: أن موسى -عليه السلام- ليلة رأى النار، فهالته ففزع منها، فناداه ربه: يا موسى، فأجاب سريعًا استئناسًا بالصوت. فقال: لبيك، لبيك، أسمع صوتك، ولا أرى مكانك، فأين أنت؟ فقال: أنا فوقك، وأمامك، وعن يمينك، وعن شمالك، فعلم أن هذه الصفة لا تنبغي إلا لله تعالى، قال: كذلك أنت يا إلهي، أفكلامك أسمع، أم كلام رسولك؟ قال: بل كلامي يا موسى.
                        قوله أنا عن يمينك ... : أي أن الله محيط وهو وإن كان في العلو فهو محيط بخلقه لا يخفى عليه شيء مطلع عليهم


                        راجع شرح العلامة صالح الفوزان: 107-118
                        التعديل الأخير تم بواسطة أبو الحسين عبد الحميد الصفراوي; الساعة 31-Mar-2016, 05:17 PM.

                        تعليق


                        • #13
                          رد: دراسة لمعة الاعتقاد على ثلاثة مراحل.


                          فصل



                          ومن كلام الله -سبحانه- القرآن العظيم، وهو كتاب الله المبين، وحبله المتين، وصراطه المستقيم، وتنزيل رب العالمين، نزل به الروح الأمين، على قلب سيد المرسلين بلسان عربي مبين، منزل غير مخلوق، منه بدأ، وإليه يعود، وهو سور محكمات، وآيات بينات، وحروف وكلمات.
                          من قرأه فأعربه فله بكل حرف عشر حسنات، له أول وآخر، وأجزاء وأبعاض، متلو بالألسنة، محفوظ في الصدور، مسموع بالآذان، مكتوب في المصاحف، فيه محكم ومتشابه، وناسخ ومنسوخ، وخاص وعام، وأمر ونهي ]لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد[ [سورة فصلت: 42]، وقوله تعالى: ]قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرًا[ [سورة الإسراء: 88] وهو هذا الكتاب العربي الذي قال فيه الذين كفروا: ]لن نؤمن بهذا القرآن[ [سورة سبأ: 31] وقال بعضهم: ]إن هذا إلا قول البشر[ [سورة المدثر: 25] فقال الله -سبحانه وتعالى-: ]سأصليه سقر[ [سورة المدثر: 26]. وقال بعضهم: هو شعر، فقال الله تعالى: ]وما علمناه الشعر وما ينبغي له إن هو إلا ذكر وقرآن مبين[ [سورة يس: 69]. فلما نفى الله عنه أنه شعر، وأثبته قرآنًا، لم يبق شبهة لذي لب في أن القرآن هو هذا الكتاب العربي الذي هو كلمات، وحروف، وآيات، لأن ما ليس كذلك لا يقول أحد: إنه شعر، وقال -عز وجل-: ]وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله[ [سورة البقرة: 23] ولا يجوز أن يتحداهم بالإتيان بمثل ما لا يدرى ما هو، ولا يعقل، وقال تعالى: ]وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا أو بدِّله قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي[ [سورة يونس: 15]. فأثبت أن القرآن هو الآيات التي تتلى عليهم. وقال تعالى: ]بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم[ [سورة العنكبوت: 49] وقال تعالى: ]إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون[ [سورة الواقعة: 77-79]. بعد أن أقسم على ذلك، وقال تعالى: ]كهعيص[ [سورة مريم: 1]. ]حم عسق[ [سورة الشورى: 1] وافتتح تسعًا وعشرين سورة بالحروف المقطعة. وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من قرأ القرآن فأعربه، فله بكل حرف منه عشر حسنات، ومن قرأه ولحن فيه، فله بكل حرف حسنة" حديث صحيح. وقال -عليه الصلاة والسلام-: "اقرءوا القرآن قبل أن يأتي قوم يقيمون حروفه إقامة السهم لا يجاوز تراقيهم يتعجلون أجره ولا يتأجلونه".
                          وقال أبو بكر وعمر -رضي الله عنهما-: (إعراب القرآن أحب إلينا من حفظ بعض حروفه).
                          وقال علي -رضي الله عنه-: (من كفر بحرف فقد كفر به كله)، واتفق المسلمون على عد سور القرآن، وآياته وكلماته، وحروفه. ولا خلاف بين المسلمين في أن من جحد من القرآن سورةً، أو آيةً، أو كلمةً، أو حرفًا متفقًا عليه أنه كافر، وفي هذا حجة قاطعة على أنه حروف.
                          القول في القرآن
                          القرآن كلام الله منزل غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود كلام الله حروفه ومعانيه
                          قال تعالى: { وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله }
                          وقال تعالى : { ألا له الخلق والأمر } فجعل الأمر غير الخلق والقرآن من الأمر لقوله تعالى: { وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا } وقال تعالى : { ذلك أمر الله أنزله إليكم }

                          القرآن حروف وكلمات
                          القرآن حروف وكلمات وقد ذكر المؤلف لذلك ثمانية أدلة إلا أننا نذكر بعضها:
                          1_ أن الكفار قالوا إنه شعر ولا يمكن أن يوصف بذلك إلا ما هو حروف وكلمات.
                          2_ أن الله تحدى المكذبين به أن يأتوا بمثله ولو لم يكن حروفا وكلمات لكان التحدي غير مقبول إذ لم يكن التحدي إلا بشيء معلوم يدرى ما هو

                          أوصاف القرآن
                          وصف الله القرآن بأوصاف عظيمة منها:
                          1_ أنه كتاب الله المبين أي المفصح عما تضمنه من أحكام وأخبار .
                          2_ إنه حبل الله المتين أي العهد القوي الذي جعله الله سببا للوصول إليه والفوز بكرامته.
                          3_ إنه سور محكمات أي مفصل السور كل سورة منفردة عن الأخرى والمحكمات المتقنات المحفوظات من الخلل


                          شرح العلامة ابن عثيمين باختصار: 62-67

                          تعليق


                          • #14
                            رد: دراسة لمعة الاعتقاد على ثلاثة مراحل.

                            فصل


                            والمؤمنون يرون ربهم بأبصارهم، ويزورونه، ويكلِّمهم، ويكلمونه
                            قال الله تعالى: ]وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة[ [سورة القيامة: 22-23] وقال تعالى: ]كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون[ [سورة المطففين: 15].
                            فلما حجب أولئك في حال السخط، دل على أن المؤمنين يرونه في حال الرضى، وإلا لم يكن بينهما فرق
                            وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته". حديث صحيح متفق عليه.
                            وهذا تشبيه للرؤية، لا للمرئي، فإن الله تعالى لا شبيه له، ولا نظير.

                            تواترت الأدلة في إثبات رؤية الله عز وجل في الآخرة

                            والمؤمنون يرون ربهم بأبصارهم، ويزورونه، ويكلِّمهم، ويكلمونه
                            بأبصارهم : يرد على من يقول ينظرون إليه بقلوبهم أو ينظرون إلى نعمته.
                            ويزورونه: كما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه في أنهم يزورونه جل وعلا يوم الجمعة أو مقدار يوم الجمعة من أيام الدنيا
                            ويكلمهم ..الخ: [ ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه يوم القيامة ليس بينه وبين ترجمان ] متفق عليه.

                            قال الله تعالى: ]وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة[ [سورة القيامة: 22-23] وقال تعالى: ]كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون[ [سورة المطففين: 15].
                            فلما حجب أولئك في حال السخط، دل على أن المؤمنين يرونه في حال الرضى، وإلا لم يكن بينهما فرق
                            الآية الأولى: [ ناضرة ] من النضرة وهي الحسن والبهاء { إلى ربها ناظرة } تنظر إلى ربها عيانا
                            النظر إذا عدي ب إلى فيفيد معنى المعاينة بالأبصار


                            وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته". حديث صحيح متفق عليه.
                            حديث واضح ولله الحمد

                            وهذا تشبيه للرؤية، لا للمرئي، فإن الله تعالى لا شبيه له، ولا نظير.
                            اي ليس المقصود أن الله عز وجل مثل القمر
                            إنما المقصود أن الله يرى واضحا كما أن القمر يرى واضحا من غير مزاحمة


                            تعليق


                            • #15
                              رد: دراسة لمعة الاعتقاد على ثلاثة مراحل.

                              فصل


                              ومن صفات الله تعالى أنه الفَعَّال لما يريد، لا يكون شيء إلا بإرادته، ولا يخرج شيء عن مشيئته، وليس في العالم شيء يخرج عن تقديره، ولا يصدر إلا عن تدبيره، ولا محيد عن القدر المقدور، ولا يتجاوز ما خط في اللوح المسطور، أراد ما العالم فاعلوه، ولو عصمهم لما خالفوه، ولو شاء أن يطيعوه جميعًا لأطاعوه، خلق الخلق وأفعالهم، وقدر أرزاقهم وآجالهم، يهدي من يشاء برحمته، ويضل من يشاء بحكمته، قال الله تعالى: ]لا يسأل عما يفعل وهم يسألون[ [سورة الأنبياء: 23] قال الله تعالى: ]إنا كل شيء خلقناه بقدر[ [سورة القمر: 49] وقال تعالى: ]وخلق كل شيء فقدره تقديرًا[ [سورة الفرقان: 2] وقال تعالى: ]ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها[ [سورة الحديد: 22]. وقال تعالى: ]فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقًا حرجًا[ [سورة الأنعام: 125] روى ابن عمر أن جبريل -عليه السلام- قال للنبي -صلى الله عليه وسلم-: ما الإيمان؟ قال: "أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره". فقال جبريل: صدقت. رواه مسلم.
                              وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "آمنت بالقدر خيره وشره، وحلوه ومره" ومن دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي علمه الحسن بن علي يدعو به في قنوت الوتر: "وقني شر ما قضيت". ولا نجعل قضاء الله وقدره حجة لنا في ترك أوامره واجتناب نواهيه، بل يجب أن نؤمن ونعلم أن لله علينا الحجة بإنزال الكتب، وبعثة الرسل قال الله تعالى: ]لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل[ [سورة النساء: 165]. ونعلم أن الله -سبحانه- ما أمر ونهى إلا المستطيع للفعل والترك، وأنه لم يجبر أحدًا على معصية، ولا اضطره إلى ترك طاعة، قال الله تعالى: ]لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها[ [سورة البقرة: 286] وقال الله تعالى: ]فاتقوا الله ما استطعتم[ [سورة التغابن: 16] وقال تعالى: ]اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم[ [سورة غافر: 17]. فدلَّ على أن للعبد فعلًا وكسبًا، يجزى على حسنه بالثواب، وعلى سيئه بالعقاب، وهو واقع بقضاء الله وقدره.

                              الكلام هنا في القضاء والقدر
                              والقدر هو أحد أركان الإيمان الستة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : [ الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره ]

                              والإيمان بالقدر على أربع مراتب:
                              1_ أن الله علم ما كان وما يكون في علمه الأزلي الذي هو موصوف به أزلا وأبدا
                              2_ أنه كتب ذلك في اللوح المحفوظ الذي كتب فيه كل ما يكون إلى أن تقوم الساعة
                              3_ أنه لا يكون في هذا الكون من إيجاد شيئ أو هلاك شيء الخ إلا بمشيئته سبحانه وتعالى
                              4_ أنه إذا شائ شيئا خلقه وأوجده فلا يكون في هذا الكون إلا ما خلقه الله وأوجده الله

                              أراد ما العالم فاعلوه، ولو عصمهم لما خالفوه، ولو شاء أن يطيعوه جميعًا لأطاعوه، خلق الخلق وأفعالهم، وقدر أرزاقهم وآجالهم، يهدي من يشاء برحمته، ويضل من يشاء بحكمته
                              أراد ما العالم.. : أي لا يخرج شيء عن إرادته هذه في الإرادة الكونية العامة لكل شيء فالإرادة الكونية لابد من وقوعها ولا يلزم من وقوعها أن يحبها الله.
                              أما الإرادة الشرعية : فهي تختص بالطاعات فقط وقد تقع وقد لا تقع ويحبه الله عز وجل.

                              ولو شاء أن .. : قال تعالى: { ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة } فلو شاء أن يؤمن جيع العالم لآمن جميع العالم ولكنه لحكمته سبحانه وتعالى جعل هذا راجعا إلى اختيار الناس مع قضاء الله عز وجل لها.

                              خلق الخلق...: قال تعالى: { الله خالق كل شيء } وأفعال العباد بمشيئتهم وإرادتهم هم يفعلونها وهم يتركونها ولا يمنع أن يكون هذا خلق الله , الله خلقهم وخلق قدرتهم وخلق مشيئتهم وخلق إرادتهم وأفعالهم


                              ولا نجعل قضاء الله وقدره حجة لنا في ترك أوامره واجتناب نواهيه
                              يعني إذا وقع من العبد معصية لا يتوب إنما يقول: هذا بقضاء الله وقدره هذا لا يجوز الواجب عليه أن يرجع ويتوب
                              فالقضاء والقدر لا يحتج به على فعل المعاصي وإنما يحتج به على المصائب التي لا اختيار للإنسان فيها فينسبها إلى القضاء والقدر حتى يصبر عليها.


                              راجع شرح العلامة الفوزان: 154-174

                              تعليق

                              يعمل...
                              X