الرَّاد على العُلماء وطُلَّاب العلمِ الذين أخطئوا, متى يستحق الإكرام ومتى يقابل بالعقوبة؟


(العقيدة والمنهج)


يجب على الرَّاد أن يتعاهد نيته، فيُبعِدها عن حظوظ النفس، ومقاصد الدنيا، عليه أن ينوي بها وجه الله -تبارك وتعالى-، عليه أن ينوي بها الجهاد الحسن، الإحسان إلى المردود عليه، والإحسان إلى الناس، فالمردود عليه إما برجوعه هو إذا تبين له الحق، أو بعدم اتباع الناس له فتخِف عليه التبِعة، وبالإحسان إلى الناس إلى الخلق، فلا يتَّبِعُ هذا على زلاته فيَهلِكُ كما هلك، فعلى العبد أن يحُاسِب نفسه في نيته: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلى اللهِ وَرَسُوله فَهِجْرَتُهُ إلى اللهِ وَرَسُوله، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيْبُهَا، أَو امْرأَة يَنْكِحُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ»
فمن كانت نيته حسنة انقلب بالأجر، واستحق الإكرام والتعظيم في الدنيا، ومن اعترض عليه فإنه يُزجَر ويُؤدَّب.
ومن كانت نيته الثانية، التنقُّص والذم، وإظهار العيب في المردود عليه، فهذا يجب أن يُقابَل بالعقوبة حتى يرتدِع؛ ولئلا يَتبَعه الناس على حاله، وهذا يكون كما قلنا معرفته إما باعترافه، وإما بالقرائن التي تحُيطُ بفعله.


الشيخ:
محمد بن هادي المدخلي