إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

الشرك بالله لايغفر فاحذروه (متجدد)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشرك بالله لايغفر فاحذروه (متجدد)

    ثبت في صحيح البخاري عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أنه قال: (كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني)، وقد أخبر الله سبحانه وتعالى أن من دعاء إبراهيم الخليل على نبينا وعليه أفضل الصلاة وأتم التسليم أنه قال: وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ * رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ [إبراهيم:35-36]، فإبراهيم الخليل الذي فارق الناس من أجل الله، وسماه الله أمة وحده، ووقف كالجبل الأشم صامداً لا يتزعزع أمام أبيه وقومه، وكسر الأصنام بنفسه، وبقي وحده، وفارق الناس جميعاً، كان يخاف على نفسه وعلى بنيه من عبادة الأصنام! قال الله عنه وهو يدعو الله: وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ [إبراهيم:35]، وهو إبراهيم الخليل الذي بعثه الله أمة وحده، وسماه الله حنيفاً فقال: إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ [النحل:120]، وقوله: (حنيفاً)، أي: مائلاً عن الشرك إلى التوحيد ( ولم يك من المشركين )، وفارق الناس ووقف صامداً كالجبل العظيم أمام عباد الأصنام والأوثان، وكسرها كلها، ووضع الفأس على الصنم الكبير، وصبر حتى ألقوه في النار ليحرقوه، ومع ذلك يقول: وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ * رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ [إبراهيم:35-36]، فإذا كان إبراهيم الخليل يخاف الشرك على نفسه وبنيه الأنبياء فما حالنا؟! وقد رزقه الله إسحاق وإسماعيل، وهما نبيان كريمان، وإسحاق رزقه الله يعقوب، وهو نبي، ويعقوب رزقه الله يوسف، وهو نبي، فهي سلالة أنبياء؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل). فإذا كان إبراهيم الخليل يخاف هذا الأمر، وهو الذي قال الله عنه لنبيه: ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ [النحل:123]، فكيف بالواحد منا لا يخاف؟! ولهذا قال إبراهيم التيمي تعليقاً على هذه الآية: ومن يأمن البلاء بعد إبراهيم عليه الصلاة والسلام؟! إذا كان إبراهيم الخليل يخاف من عبادة الأصنام ويقول: وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ * رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ [إبراهيم:35-36]، فمن يأمن البلاء بعد إبراهيم عليه الصلاة والسلام؟! وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ( إنما تنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية )؛ لأن الصحابة الذين عرفوا الشرك وخبروه، وذاقوا مرارته لا يقعون فيه، بخلاف من نشأ في الإسلام ولم يعرف الشرك، فقد يقع فيه ويظن أنه توحيد، مثل ما حصل لعباد القبور، فتجد أحدهم يطوف بالقبر، ويدعوه من غير الله، وينذر له، فإذا قلت له: إن هذا شرك، قال: ليس هذا شركاً، بل هذه محبة للصالحين، وتوسل بهم. بخلاف الصحابة الذين كانوا على الشرك قبل الإسلام ثم هداهم الله إلى الإسلام، فقد عرفوا الشرك وخبروه وذاقوا مرارته، فلا يقعون فيه، لكن من نشأ في الإسلام وهو لا يعرف الجاهلية ولا الشرك قد يقع فيه وهو لا يشعر. ومن هنا يتبين فضل الصحابة على أبنائهم فمن بعدهم، فهم عرفوا الشر ثم عرفوا الخير، فذاقوا مرارة الشرك وخبروه وعرفوه، فلا يقعون فيه، بخلاف من بعدهم؛ فإن من نشأ في الإسلام ولم يعرف الجاهلية ولا الشرك وأنواعه قد يقع فيه ويظن أنه توحيد. فجدير بالإنسان أن يخاف الشرك على نفسه، وحقيقة الخوف من الشرك توجب للعبد الابتهال إلى الله، والتضرع إليه، وصدق الالتجاء إليه، وسؤاله أن يجنبه الشرك، والبحث عن الشرك ووسائله وذرائعه المفضية إليه حتى يحذرها ولا يقع فيها، هذه حقيقة الخوف من الشرك.

    ( عبد العزيز بن عبد الله الراجحي)

    الشرك هو تسوية غير الله بالله فيما هو من خصائص الله، هذا هو الشرك الأكبر، فمن سوى غير الله بالله في الربوبية أو الأسماء والصفات أو الألوهية فقد أشرك. أما الشرك الأصغر فهو كل ما ورد تسميته من الذنوب شركاً ولم يصل إلى حد الشرك الأكبر. ومن الفروق بين الشرك الأكبر والأصغر ما يأتي: أولاً: الشرك الأكبر لا يغفره الله يوم القيامة، قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ [النساء:48]، ويخرج فاعله من ملة الإسلام، قال الله تعالى: وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [البقرة:217]، ويحبط جميع الأعمال؛ لقوله تعالى: وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [البقرة:217] ولا يغفره الله إلا بالتوبة منه، فمن مات عليه فهو غير مغفور له بنص القرآن إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ [النساء:48]. ويخلد صاحبه في النار إذا مات عليه، قال الله تعالى: إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ [المائدة:72]. أما الشرك الأصغر فإنه لا يغفر في أصح قولي العلماء؛ لدخوله في عموم قول الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ [النساء:48]، وقال بعض العلماء: يكون فاعله تحت المشيئة، كالكبيرة. ثانياً: يحبط العمل الذي فارنه فقط ولا يحبط جميع الأعمال. ثالثاً: لا يخرج من ملة الإسلام. رابعاً: لا يخلد صاحبه في النار، بل يدخل تحت الموازنة بين الحسنات والسيئات، فإن رجحت الحسنات فإنه لا يعذب به، وإن رجحت السيئات عذب به.

    ولخطورة الشرك وإيقاع صاحبه في النار أردت أن أضع هنا كل أنواع الشرك ليكون على علم بها كل المسلمين ليجتنبوها إن شاء الله

  • #2
    1_ شرك المحبة

    الشرك في الألوهية والعبادة هو الشرك الأعظم، وهو شرك أهل الجاهلية، فالشرك يكون في الربوبية، ويكون في الأسماء والصفات، ويكون في الألوهية، فالشرك في الألوهية والعبادة هو الشرك الأعظم، وهو شرك أهل الجاهلية، وهو اعتقاد شريك لله تعالى في الألوهية والعبادة، أو صرف نوع من أنواع العبادة لغير الله عز وجل. أما الشرك الأصغر في العبادة فإنه الشرك الذي لم يصل إلى حد الأكبر، وكل ما ورد تسميته شركاً لكنه لم يصل إلى حد الشرك، فلا يكون شركاً في العبادة ولا يكون ناقضاً من نواقض الإسلام. أما الشرك الأكبر فهو اعتقاد شريك لله في الألوهية والعبادة، أو صرف نوع من أنواع العبادة لغير الله عز وجل، وهذا هو الشرك الأعظم، وهو شرك أهل الجاهلية، وهذا له أمثلة وأنواع كثيرة لابد من أن يكون المؤمن منها على بصيرة، ومن هذه الأنواع: الشرك في المحبة. وهو أن يتخذ نداً من دون الله يحبه كما يحب الله، قال الله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ [البقرة:165]، فالذين آمنوا أشد حباً لله من محبة المشركين لله؛ لأن محبة المؤمنين خالصة ومحبة المشركين مشتركة، أو المعنى وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ [البقرة:165] من محبة المشركين لآلهتهم، والشرك في المحبة هو الشرك الذي تضمن تسوية آلهة المشركين برب العالمين، كما أخبر الله تعالى عن المشركين في النار أنهم قالوا: تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ * إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ [الشعراء:97-98]، فسووا آلهتهم برب العالمين في المحبة والتعظيم لا في الخلق والرزق، فهم لا يقولون: إنها تخلق وترزق. بل سووهم بها في المحبة، ودليل هذا الشرك قول الله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ [البقرة:165]، والمراد بالمحبة محبة العبادة التي يصاحبها خضوع وذل ورجاء وتعظيم وإجلال للمحبوب، وكل محبة مصحوبة بالخوف والرجاء، وعلى قدر تمكنها من قلب المحب يشتد خوفه ورجاؤه، فالعبادة تتضمن غاية الحب لله وغاية الذل لله، فهذان الأمران يدور عليهما فلك العبادة، والذي يديره هو أمر الله ورسوله بالفعل وبالكف، ولا يقوم دين الله إلا بإخلاص العمل لله، وإحسان العمل وإتقانه بأن يكون موافقاً لشرع الله، والله تعالى إنما يرضى منا الإخلاص والإحسان، والعارف هو الذي يعتني بالإحسان والجاهل لا يبالي به، ولهذا يقول العلامة ابن القيم في أبيات عظيمة هي من أحسن ما قيل في بيان محبة العبادة، وأن عبادة الله إنما تكون على غاية الحب وغاية الذل، يقول رحمه الله: وعبادة الرحمن غاية حبه مع ذل عابده هما قطبان وعليهما فلك العبادة دائر ما دار حتى قامت القطبان ومداره بالأمر أمر رسوله لا بالهوى والنفس والشيطان فقيام دين الله بالإخلاص والإحسان إنهما له أصلان لم ينج من غضب الإله وناره إلا الذي قامت به الأصلان والناس بعدك مشرك بإلهه أو بابتداع أو له الوصفان والله لا يرضى بكثرة فعلنا لكن بأحسنه مع الإيمان فالعارفون مرادهم إحسانه والجاهلون عموا عن الإحسان يقول رحمه الله: وعبادة الرحمن غاية حبه مع ذل عابده هما قطبان فقطبا العبادة غاية الحب لله مع غاية الذل والخضوع لله، وعليهما فلك العبادة دائر، ولذا قال: وعليهما فلك العبادة دائر ما دار حتى قامت القطبان وما الذي يدير هذا الفلك؟ قال: ومداره بالأمر أمر رسوله لا بالهوى والنفس والشيطان فالذي يدير فلك العبادة أمر الله ورسوله، افعل، ولا تفعل، افعل الأوامر، ولا تفعل المنهيات، فغاية الحب لله تستلزم فعل الأوامر، وغاية الذل لله تستلزم ترك النواهي، قال: وعبادة الرحمن غاية حبه مع ذل عابده هما قطبان وعليهما فلك العبادة دائر ما دار حتى قامت القطبان فغاية الحب تقتضي فعل الأوامر، وغاية الذل تقتضي ترك المنهيات، وأيضاً لابد من الإخلاص لإحسان العمل، لابد لعملك من إخلاص لله، فهذا أصل من الأصول، فإن كان لغير الله لم يقبل، فلا بد من أن يكون العمل موافقاً لشرع الله، ولهذا قال: فقيام دين الله بالإخلاص والإحسان إنهما أصلان، فإذا وجد هذان الأصلان نجا العبد من غضب الله، وإلا فهو في غضب الله، ولذا قال: لم ينج من غضب الإله وناره إلا الذي قامت به الأصلان فلا ينجو من غضب الله ولا ناره إلا من أخلص العمل لله، وكان عمله موافقاً لشرع الله ولهذا يقول الله تعالى في بيان هذين الأصلين: فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا [الكهف:110]، فقوله تعالى: فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا [الكهف:110]، هذا هو الإحسان وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ [الكهف:110]، هذا هو الإخلاص، وقال سبحانه: وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ [لقمان:22] أي: من يسلم وجهه لله ويخلص، وهو محسن هذا الإحسان، قال سبحانه: بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ [البقرة:112]، فقوله تعالى: (أَسْلَمَ) أي: أخلص العمل لله، (وَهُوَ مُحْسِنٌ) المراد به إحسان العمل وإتمامه، ولهذا قال ابن القيم رحمه الله: فقيام دين الله بالإخلاص والإحسان إنهما له أصلان لم ينج من غضب الإله وناره إلا الذي قامت به الأصلان والناس بعدك فمشرك بإلهه أو بابتداع أو له الوصفان فمن فقد الإخلاص فهو مشرك، وإذا فقد موافقة الشرع فهو مبتدع، فإما هذا وإما هذا، وإما له الأمران، قال: والله لا يرضى بكثرة فعلنا لكن بأحسنه مع الإيمان فليس المراد كثرة العمل، فقد يعمل الإنسان عملاً مبتدعاً لا يرضاه الله، لكن الله تعالى يرضى بأحسنه مع الإيمان، إيمان وإخلاص مع عمل حسن موافق للشرع. قال: فالعارفون مرادهم إحسانه. أي: العارفون مرادهم إحسان العمل وإتقانه، وموافقته للشرع، مع كونه خالصاً لله، والجاهلون عموا عن الإحسان. فالمراد بالمحبة محبة العبادة التي تقتضي كمال الذل وكمال المحبة. والرجاء كذلك لا بد منه؛ لأنه مستوجب للعبادة؛ لأن محبة العبادة مصحوبة بالخوف والرجاء، أما المحبة المنفردة عن الذل والخضوع فلا تكون عبادة، بل تكون محبة طبيعية، كمحبة المال والولد والزوجة؛ هذه تسمى محبة طبيعية ليست محبة عبادة، فمحبة العبادة هي التي تقتضي كمال المحبة وكمال الذل، أما إذا خرجت عن ذلك فلا تكون محبة عبادة، بل تكون محبة طبيعية، والمحبة الطبيعية يقسمها بعض العلماء إلى أربعة أنواع: النوع الأول: محبة طبيعية، كمحبة الجائع للطعام والظمآن للماء. النوع الثاني: محبة رحمة وإشفاق، كمحبة الوالد لولده. النوع الثالث: محبة تقدير واحترام وإجلال، كمحبة الولد لوالده. النوع الرابع: محبة أنس وألف، كمحبة المشتركين في صناعة أو تجارة، والطلبة بعضهم لبعض.

    ( دروس في العقيدة ) للشيخ : ( عبد العزيز بن عبد الله الراجحي )

    تعليق


    • #3
      شرك الخوف
      النوع الثاني من أنواع الشرك في العبادة والألوهية: الشرك في الخوف، وهو: أن يخاف العبد من غير الله تعالى أن يصيبه بمكروه بمشيئته وقدرته، فهذا شرك أكبر؛ لأنه اعتقاد للضر والنفع في غير الله، قال الله تعالى: فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ [المائدة:44]، وقال: فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ [النحل:51]، وقال: فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [آل عمران:175]، والمراد بالخوف خوف العبادة، وهو الخوف الذي يكون معه تعظيم وإجلال وخشية ورجاء للمخوف، هذا هو خوف العبادة، وهو المسمى بخوف السر، وهو الخوف الذي يكون فيما وراء الأسباب، كأن يخاف منه أن يقطع رزقه بسره لا بسبب ظاهر، أو يمرضه، أو يسلط عليه عدواً، أو يحرمه من دخول الجنة، أو يدخله النار، ويكون مع خوفه إجلال وتعظيم وخشية ورجاء له، فهذا الخوف الذي يكون فيما وراء الأسباب، فهو لا يخاف لأن أمامه سبب، بل يخاف لأنه يعتقد أن هناك سر يستطيع به أن يغفر ذنبه، أو يسلط عليه عدوه، أو يقطع رزقه، أو يميت ولده، أو يحرمه دخول الجنة، فهذا شرك أكبر. أما إذا خاف من شيء أسبابه ظاهرة فهذا لا يكون خوف عبادة، كأن يخاف من السباع فيبتعد عنها، أو من الحيات والعقارب، أو من عدو كسلطان ظالم، فهذا أسبابه ظاهرة، وهذا لا يكون شركاً، بل هو خوف طبيعي، قال الله تعالى عن موسى عليه السلام: فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ [القصص:18] أي: خائفاً من فرعون، وهذا سببه ظاهر، فهو ملك ظالم كافر جبار، فيخشى أن يبطش به، ولهذا قال تعالى: َجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ * فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ [القصص:20-21]، فهل هذا شرك؟! لا، بل هذا خوف طبيعي؛ لأن أسبابه ظاهرة أمامه، لكن الشرك أن تخاف من ميت، أو تعتقد أن الولي يمكن أن يقطع رزقك، أو يحرمك من دخول الجنة، أو لا يغفر ذنبك، أو يسلط عليك عدوك. ولهذا كان لابد من الخوف في عبادة الله مع المحبة والإجلال والتعظيم، فمن أحب شيئاً ولم يخضع له لم يكن عابداً له، ومن خضع لشيء ولم يحبه لم يكن عابداً له، فلهذا لا يكون المرء عبداً لله حتى يكون الله أحب إليه من كل شيء، وأعظم عنده من كل شيء، فمن أحب شيئاً ولم يخضع له لم يكن عابداً له، ومن خضع لشيء ولم يحبه لم يكن عابداً له، كالعدو تخضع له لكن لا تحبه.



      شرك الرجاء
      النوع الثالث من أنواع الشرك في العبادة والألوهية: الشرك في الرجاء، وهو: أن يرجو غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله ليحصل له مطلوب من جهته، ومثال ذلك الذين يقصدون الأموات فيدعونهم من دون الله، ويذبحون لهم وينذرون رجاء أن تحصل لهم مطالبهم من نصر أو رزق أو شفاعة، قال الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ [البقرة:218]، قال علي رضي الله عنه: (لا يرجُوَنَّ عبدُ إلا ربه)، والمراد بالرجاء هنا رجاء الشرك الذي يكون فيما وراء الأسباب، كأن يرجو ميتاً أو غائباً بسره أن ينصره على عدوه، أو يدخله الجنة، أو يسلمه من النار، أو لا يحرمه دخول الجنة، فهذا يرجوه بسره لا بسبب ظاهر، فهذا شرك أكبر، والمراد الرجاء الذي يكون معه محبة للمرجو وذل وخضوع، وكل محب فهو خائف راج بالضرورة، فيرجو حصول المطلوب ويخاف من فواته، فهو راج خائف بالضرورة، فهو أرجى ما يكون في أحب ما يكون إليه، فهذا رجاء العبادة، وهو الرجاء الذي يكون فيما وراء الأسباب، فهو ليس ظاهراً، بل يرجوه بسره لا بسبب ظاهر، فيرجوه أن ينصره على عدوه، ويغفر ذنوبه، ويوفقه، فهذا هو رجاء السر، وهو رجاء العبادة. أما من رجا حياً حاضراً فيما يقدر عليه فهذا ليس بشيء؛ لأنه رجاء عادي، كأن ترجو أخاك أن يصلح سيارتك، أو يبني بيتك، أو يقرضك مالاً، فهذا ليس شركاً؛ لأنه رجاء عادي أسبابه ظاهرة، لكن رجاء العبادة هو رجاء السر الذي يكون فيما وراء الأسباب، ولهذا فإن العبادة التي أمر الله بها هي التي تتضمن معنى الحب والخوف والرجاء، ولها ثلاثة أركان: المحبة والخوف والرجاء، ولابد من اجتماعها في العبادة، وهذه الأركان الثلاثة موجودة في فاتحة الكتاب في قوله تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الفاتحة:2]، فهذه هي المحبة، الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ [الفاتحة:3] هذا هو الرجاء، مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ [الفاتحة:4] هذا هو الخوف، فمن عبد الله بالمحبة والخوف والرجاء فهو المؤمن الموحد، ومن عبد الله بواحد منها وتعلق بواحد منها فليس بعابد لله على الحقيقة، فمن عبد الله بالحب وحده فهو صوفي زنديق، يقول أحدهم: ما عبدت الله خوفاً من ناره ولا طمعاً في جنته، ولكن عبدته حباً لذاته وشوقاً إليه، فهذه طريقة الزنادقة، لا يعبدون الله بالخوف والرجاء، والله تعالى قال عن أنبيائه ورسله: إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا [الأنبياء:90]، وقال عن أوليائه: يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا [السجدة:16]، وإذا عبد الله بالخوف وحده فهو حروري، وإذا عبد الله بالرجاء وحده فهو مرجئ، وإذا عبد الله بالحب والخوف والرجاء فهو مؤمن موحد. وفق الله الجميع لطاعته، ورزق الله الجميع العلم النافع والعمل الصالح، وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه.

      ( دروس في العقيدة ) للشيخ : ( عبد العزيز بن عبد الله الراجحي )

      تعليق

      يعمل...
      X