بيان ما يعين على حفظ القرآن الكريم وفهمه
س: لديَّ أخت تريد تعلم القرآن الكريم ويشق عليها ذلك بسبب عدم استيعابها له، فما السورة القرآنية التي تدل على الفهم، وما كيفيته إذا كان يجوز ذلك ولكم جزيل الشكر والتقدير على إجابتكم؟
ج: لا نعلم سورة خاصة تعين على حفظ القرآن أو على فهم القرآن، وإنما الذي يعين على ذلك تقوى الله سبحانه وتعالى، أن يتقي ربه ويجتهد في طاعته، والحذر من معصيته، هذا من أعظم الأسباب في فهم القرآن وفي حفظه، كذلك سؤال الله -عز وجل- يسأل العبد ربه ويتضرع
إليه ويستغيث به بأن يعينه على فهم القرآن، وعلى حفظ القرآن، سواء كان رجلاً أو امرأة، فتقوى الله سبحانه وطاعته سبحانه، أعظم سبب لحفظ القرآن الكريم، ولفهمه كما ينبغي وهكذا سؤال الله جل وعلا والضراعة إليه أن يوفقك ويعينك، حتى تحفظ كتابه، وحتى تفهم كتابه، وهكذا المدارسة مع بعض إخوانك، والمرأة تدارس أختها في الله، وتستعين بها على فهم كلام الله، كل واحدة تعين الأخرى، بالمدارسة بين النساء والمدارسة بين الرجال والمدارسة بين المرأة وزوجها وبينها وبين أخيها، وبينها وبين عمها أو أبيها، كل هذا يعين على كتاب الله، وعلى الحفظ، وهكذا مراجعة كتب التفسير، المعروفة لفهم الآية، مثل تفسير ابن كثير والبغوي وابن جرير ، والشوكاني ، هذه الكتب إذا طالعها المؤمن أو طالعتها المؤمنة، في تفسير بعض الآيات، فإن هذا مما يعين على فهم القرآن، والاستعانة بهذه التفاسير وأشباهها لفهم مراد الله، هذا حق، وذلك من الأسباب، وبكل حال أهم الأسباب تقوى الله سبحانه وطاعته جل وعلا، والحرص على الفهم وسؤال الله التوفيق والإعانة، ثم تعاطي هذه الأمور كالمدارسة والمذاكرة ومراجعة كتب التفسير، كل هذه أسباب تعين على حفظ كتاب الله وعلى فهم كتاب الله.
س: هل هناك دعاء أو حديث، ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بحيث أقرأ قبل تلاوة القرآن الكريم، حتى يعينني على الحفظ وعدم النسيان؟
ج: نعم، المشروع التعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، قال الله جل وعلا: فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ، فالإنسان إذا أراد أن يقرأ يقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، من همزه ونفخه ونفثه، ثم يقرأ فإن كان في أول السورة، يقول: بسم الله الرحمن الرحيم، يتعوذ ثم يسمي، أمَّا إذا كان في داخل السورة، فإنه يتعوذ بالله ويكفي، وإن سمَّى فلا حرج والتعوذ يكفي، إلاَّ في سورة براءة فإنه يبدؤها بالتعوذ، وهذا كله من أسباب السلامة من الشيطان، ومن أسباب السلامة من النسيان، مع العناية بالتدبر والتعقل، وأن هذا القرآن كلام الله، يستحضر أن هذا الكلام لله، فيه الأوامر والنواهي، وفيه بيان ما شرع الله وما أحب الله وفيه بيان ما نهى الله عنه، وفيه بيان صفات الأخيار وصفات الأشرار، يستعظم هذا القرآن، فإن أمره عظيم حتى يعظه، وحتى يبتعد عن الكسل والنعاس، عند استحضار عظمة هذا الكتاب العظيم، وأنه كلام رب العالمين.
المصدر
اترك تعليق: