إتحاف أهل الإيمان بمجالس شهر رمضان
تقديم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين نبينا محمد بن عبد الله خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه وسلم وبعد : في كل عام تستقبل الأمة الإسلامية شهر رمضان الكريم بالغبطة والسرور فهو شهر العبادة والقرآن شهر التوبة والغفران شهر فيه ليلة خير من ألف شهر ، ولذا كان لزامًا على أهل العلم ومؤسساته استثمار هذا الموسم الكريم بالإكثار من الدعوة إلى الله والنصح والإرشاد بشتى الوسائل الممكنة .
وكعادة فضيلة الدكتور الشيخ صالح بن فوزان الفوزان في اغتنام الفرص الطيبة والمشاركة فيها بما وهبه الله من بسطة في العلم وإخلاص وتفان في الدعوة إلى الله بالكلمة والموعظة الحسنة . فقد أوجز لنا في كلمات يسيرة الكثير من أحكام الصيام ونبهنا على الكثير من فضائله وشمائله وذكّرنا بما كان يفعله الرسول الكريم وخلفاؤه الراشدون وصحابته الكرام من الأعمال الخيرة طوال أيام الشهر ولياليه .
وسيجد القارئ والمستمع بإذن الله في هذه الرسالة [ إتحاف أهل الإيمان - بدروس شهر رمضان ] الكثير من الفوائد وستعينه على الإكثار من أعمال الخير في شهر الخير وستجيب على الكثير من الاستفسارات عن الأحكام الفقهية المتعلقة بالصوم والأمور التي تدور حوله . فجزاه الله خيرًا وأكثر من أمثاله ونفع به الإسلام والمسلمين في كل مكان والله ولي التوفيق وهو الهادي إلى سواء السبيل .
د . عبد الله بن عبد المحسن التركي
مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

كالذي يقول إنه يجب العمل بالحساب في دخول شهر رمضان ، هذا مع أن الحساب عرضة للخطأ وهو أمر خفي لا يعرفه كل أحد ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : إني رأيت الناس في شهر صومهم وفي غيره أيضا منهم من يصغي إلى ما يقوله بعض جهال أهل الحساب من أن الهلال يرى أو لا يرى ويبني على ذلك إما في باطنه وظاهره حتى بلغني أن من القضاة من كان يرد شهادة العدد من العدول لقول الحاسب الجاهل الكاذب بالاضطرار من دين الإسلام أن العمل في رؤية هلال الصوم أو الحج أو العدة أو الإيلاء أو غير ذلك من الأحكام المعلقة بالهلال بخبر الحاسب إنه يرى أو لا يرى . والنصوص المستفيضة عن النبي صلى الله عليه وسلم بذلك كثيرة ، وقد أجمع المسلمون عليه ولا يعرف فيه خلاف قديم أصلا ولا خلاف حديث - انتهى
تعليق