إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

حال السلف مع القرآن للشيخ عبدالله البخاري حفظه الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حال السلف مع القرآن للشيخ عبدالله البخاري حفظه الله

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،
    أمابعد..
    فهذه محاضرة ألقاها الشيخ عبدالله البخاري في مسجد القبلتين بالمدينة النبوية بعنوان حال السلف مع القرآن:بتاريخ24/2/1431هـ
    الرابط: حال السلف مع القرآن



    تحميل التفريغ بصيغة doc


    تحميل التفريغ بصيغة pdf

    للقراءة المباشرة



    التعديل الأخير تم بواسطة أبو محمد فريد القبائلي; الساعة 25-Apr-2013, 08:33 PM.

  • #2
    حمل المحاضرة أو استمع لها من المرفقات .
    الملفات المرفقة

    تعليق


    • #3
      رد: حال السلف مع القرآن للشيخ عبدالله البخاري حفظه الله

      للتذكير في هذه الأيام الفاضلة (أيام العشر من ذي الحجة) فإن تلاوة كتاب الله وتدبره من أجلِّ الأعمال الصالحة

      *عناصر المحاضرة*
      1_في ذكر جملة من النصوص الواردة في فضل القرآن
      2_بيان معنى النصيحة لكتاب الله والإشارة إلى جملة من خصائص القرآن وأسراره
      3_هجر القرآن
      4_نماذج عن السلف في بيان حالهم مع القرآن
      5_الخاتمة

      تعليق


      • #4
        تفريغ محاضرة (حال السلف مع القرآن) للشيخ عبد الله البخاري وفقه الله

        بسم الله الرحمن الرحيم

        تفريغ محاضرة ( حال السلف مع القرآن )

        لفضيلة الشيخ عبد الله بن عبد الرحيم البخاري
        غفر الله له ولجميع المسلمين

        إن الحمد لله نحمده تعالى ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وبعد :
        (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)
        (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)
        (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)
        أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ، وبعد أيها الأحبة الكرام أحمد الله الذي لا إله غيره ولا رب سواه الذي هيأ لنا هذا اللقاء في هذا البلد المبارك في هذا البيت المبارك من بيوت الله عز وجل وهي عبارة عن محاضرة عُنون لها بحال السلف مع القرآن ولا أظن أن المقام يكفي للإتيان عليها من كل جوانبها ولكن حسبنا أن نشير إلى جملة مهمة تعين على بقية الأمور المتعلقة بهذه المحاضرة وإلا فالكلام عن القرآن عظيم كيف لا وهو الكلام عن رب العالمين جل في علاه . معلوم أيها الأحبة أن نعم الله جل وعلا ومننه على عباده كثيرة جدا لا تُحصى أنزل علينا خير كتبه وأنزله على خير رسله صلى الله عليه وآله وسلم وجعلنا الله عز وجل خير أمة أخرجت للناس وأنزل علينا هذا الكتاب الذي جمع الخير كله وهذه الشريعة السمحة شريعة تامة كاملة فاضلة قال الله جل وعلا (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ) هذا الكتاب العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد نور لا تُطفأ مصابيحه وسراج لا يخبو توقده ومنهاج لا يضل نهجه وعز لا يُهزم أنصاره وهو معدن الإيمان وينبوع الحكمة والعلم ، جعله الله ريّا لعطش العلماء وربيعا لقلوب الفقهاء ودواء ليس بعده دواء ، هذا الكتاب هو حبل الله المتين والذكر الحكيم والصراط المستقيم فيه نبأ من قبلنا وخبر ما بعدنا وحكم وفصل ما بيننا ، هو الحق ليس بالهزل ، بالحق أنزله الله وبالحق نزَل ، من عمل به أجِر ومن حكم به عدل من دعا به هُدي إلى صراط مستقيم قال الله جل في علاه (وَمَن يَعْتَصِم بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) ، من طلب الهدى منه أعزه الله ومن ابتغى الهدى من غيره أذله الله يرفع الله بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين ، نعم الله كثيرة ومننه جليلة يقول الإمام ابن القيّم رحمه الله في الفوائد : من الآفات الخفية العامة أن يكون العبد في نعمة أنعم الله بها عليه واختارها له فيملَها العبد ويطلب الإنتقال منها إلى ما يزعُم لجهله أنه خير له منها وربه برحمته لا يخرجه من تلك النعمة ويعذره بجهله وسوء اختياره لنفسه حتى إذا ضاق ذرعا بتلك النعمة وسخطها وتضرّب منها واستحكم ملكه لها سلبه الله إياها فإذا انتقل إلى ما طلبه ورأى التفاوت بين ما كان فيه وما صار إليه إشتد قلقه وندمه وطلب العودة إلى ما كان فيه فإذا أراد الله بعبده خيرا ورشدا أشهده أن ما هو فيه نعمة من نعمه عليه ورضاه به وأوزعه شكره عليه فإذا حدثته نفسه بالإنتقال عنه استخار ربه استخارة جاهل بمصلحته عاجز عنها مفوض إلى الله طالب منه حسن اختياره له وليس على العبد أضر من ملله النعم أو من ملله من نعم الله عز وجل فإنه لا يراها نعمة ولا يشكره عليها ولا يفرح بها بل يسخطها ويشكوها ويعدها مصيبة هذا وهي من أعظم نعم الله عليه فأكثر الناس أعداء نعم الله عليهم ولا يشعرون بفتح الله عليهم نعمه وهم مجتهدون في دفعها وردها جهلا وظلما فأحدهم يسعى إلى دفع تلك النعم بجهله والله عز وجل يستره ويعينه والله جل في علاه يقول (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ) فليس للنعم أعدى من نفس العبد فهو مع عدوه ظهير على نفسه فعدوه يطرحه النار في نعمه التي يظن أنها نعم وهو ينفخ فيها فهو الذي مكنه من طرح النار ثم أعانه بالنفخ فإذا اشتد ضرامها استغاث من الحريق وكان غايته معاتبة الأقدار
        وعاجز الرأي مذياع لفرصته *** حتى إذا فات أمر عاتب القدر
        انتهى كلامه رحمه الله وغفر له .

        والكلام أيها الأحبة عن هذه المحاضرة في جوانب متعددة نلخصها :
        أولا في ذكر جملة من النصوص الواردة في فضل القرآن
        ثانيا بيان معنى النصيحة لكتاب الله والإشارة إلى جملة من خصائص القرآن وأسراره
        ثالثا هجر القرآن
        رابعا نماذج عن السلف في بيان حالهم مع القرآن
        والخامسة الخاتمة ختم الله لنا ولكم بخير.

        فأول تلك النقاط ذكر جملة من النصوص الدالة على فضل كتاب الله جل وعز وأهله
        النصوص أيها الأحبة في هذا الباب كثيرة جدا وأشهر من أن تورد نورد بعضا منها من ذلك قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ) ويقول جل وعلا (لَيْسُوا سَوَاءً مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ * يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَٰئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ) ويقول الله جل وعلا (كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) . فمن فضائل القرآن أيها الأحبة وفضائله كثيرة وقد ألف في ذلك الأئمة إما في كتاب مجموع فضمنوا الكلام على فضائل القرآن أو في رسائل مفردة وكتب مفردة فمن تلك الفضائل أنه شفاء ورحمة يقول الله جل في علاه (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ) يقول الإمام قتادة بن دعامة السدوسي رحمه الله فيما أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن بإسناد لا بأس به وذكره الباجي في سنن الصالحين قال لم يجالس أحد هذا القرآن إلا قام بزيادة أو نقصان ثم تلا قول الله جل وعز (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا) وأخرج الإمام ابن ماجة في سننه والحاكم في مستدركه وصححه البوصيري في الزوائد أن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنهم قال عليكم بالشفاءين القرآن والعسل . هذا الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه يقول فيه الإمام ابن القيّم شفاء ودواء لجُمّاع أمراض القلب أمراض الشبهات والشهوات إذ فيه البراهين القاطعة ما يبيّن الحق من الباطل فتزول أمراض الشبه المفسدة للعلم والتصوّر والإدراك بحيث إذا أدرك ذلك يرى الأشياء على ما هي عليه ففيه إثبات المعاد والنبوات والصفات وردّ المحن الباطلة والآراء الفاسدة فهو الشفاء على الحقيقة من أدواء الشبه والشكوك ولكن ذلك موقوف على فهمه ومعرفة المراد منه إلى أن قال وأما شفاؤه من الشهوات فذلك لما فيه من الحكمة والموعظة الحسنة بالترغيب والترهيب والتزهيد في الدنيا والترغيب في الآخرة والأمثال والقصص التي فيها أنواع العبر والإستبصار فيرغب القلب السليم إذا أبصر ذلك فيما ينفعه في معاشه ومعاده ويرغب عما يضره فيصير القلب محبا للرشد مبغضا للغيّ فيصلح القلب فتصلح إرادته ، إذا صلُح القلب صلحت إرادته فيصير بحيث لا يقبل إلا الحق فيتغذى القلب من الإيمان والقرآن بما يزكيه ويقويه ويؤيده ويفرحه ويسره وينشطه كما يتغذى البدن مما ينميه ويقويه وكل أيها الأحبة ، كل من القلب والبدن محتاج إلى أن يُربى بالأغذية المصلحة له والحمية يعني الإمتناع عما يضره فلا ينمو إلا بإعطاءه ما ينفعه ومنع ما يضره فكذلك القلب لا يزكو ولا ينمو ولا يتم صلاحه إلا بذلك ولا سبيل للوصول إلى ذلك إلا بالقرآن وإن وصل إليه شيء من غيره فهو نذر يسير لا يحصل به تمام المقصود انتهى كلامه رحمه الله من إغاثة اللهفان . فمن فضائله أنه شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا .
        من فضائل القرآن أيها الأحبة أنه يشفع يوم القيامة لمن قرأه وعمل به في الدنيا أخرج الإمام مسلم في الصحيح عن أبي أمامة الباهلي رضي الله تعالى عنه أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول
        (اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه اقرؤوا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صوّاف تحاجان عن أصحابهما اقرؤوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة) ، وأخرج الإمام مسلم في الصحيح عن النواف بن سمعان رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال (يُؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران تحاجّان عن صاحبهما) ، فإذا من فضائله أنه شفيع لأصحابه وأهله العاملين به .
        من فضائل القرآن أيها الأحبة فضل هذا القرآن على سائر الكلام بوّب في هذا الإمام البخاري في الصحيح وذكر تحت هذا الباب حديث أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه وفيه قوله صلى الله عليه وسلم
        (مثل الذي يقرأ القرآن مثل الأترجّة طعمها طيب وريحها طيب ، والذي لا يقرأ القرآن كالتمرة طعمها طيب ولا ريح فيها ، ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مرّ ، ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة طعمها مرّ ولا ريح لها) . قال الحافظ بن حجر رحمه الله في الفتح مطابقة الحديث للترجمة من جهة ثبوت فضل قارئ القرآن على غيره فيستلزم فضل القرآن على سائر الكلام كما فضّل الأترجّة على سائر الفواكه . وقال صلى الله عليه وآله وسلم فيما أخرجه الستة إلا مسلم (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) قال أبو عبد الرحمن السلمي راوي هذا الحديث عن عثمان رضي الله تعالى عنه قال فذلك الذي أقعدني مقعدي هذا . قال أبو عبيد قال الإمام الآجريّ رحمه الله في أخلاق حملة القرآن فكان يعني أبو عبد الرحمن يعلم يعني القرآن من خلافة عثمان إلى إمرة الحجاج هذا الحديث أيها الأحبة ظاهر في فضل القرآن وتعلمه لأن الخيرية في التعلم والتعليم تقتضي خيرية وأفضلية المتعلَم وهو القرآن كيف لا وهو كلام ربي جل في علاه وأخرج بن سريد في فضائل القرآن بإسناد صحيح عن أبي الأحوط أن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه كان يُقرئ الرجل الآية ثم يقول له وهو يُقرئه إنها لخير مما طلعت عليه الشمس وما على الأرض من شيء يعني يساويها يقول الراوي أبو الأحوط حتى يقول عبد الله ذلك بالقرآن كله كلما يعلم يقول للطالب هذه الكلمة حتى يأتي على القرآن كله ، وأخرج أبو عبيد بسند صحيح في الفضائل كان يقول وهو يُقرئ قال كان يقرئ القرآن فيمر بالآية فيقول للرجل خذها فوالله لهي خير مما على الأرض من شيء.. خيركم من تعلم القرآن وعلمه .
        الفضيلة التالية أن أهل القرآن هم أهل الله وخاصته يغلط بعض الناس فيظن أن أهل القرآن هم من يتلونه فقط دون إقامة حروفه وحدوده وهذا فهم غلط بيّن ، بيّنَ ذلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما تكلم عن صفة الخوارج وبيّن لنا أمرهم فقال كما أخرج الشيخان في الصحيحين من حديث أبي سعيد رضي الله تعالى عنه
        (يخرج قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وصيامكم مع صيامهم وعملكم مع عملهم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية) ، قال الحافظ المستغفري في كتابه فضائل القرآن مبوّبا على هذا الحديث باب ما جاء في ذكر النبي صلى الله عليه وسلم قوما يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين وهم الخوارج والحرورية ، أهل القرآن على الحقيقة أيها الأحبة هم من يؤمنون بكتاب الله وأنه منزل منه جل وعز وأنه كلامه على الحقيقة ليس بمخلوق وهو صفة من صفاته منه بدأ وإليه يعود يحلّون حلاله يحرمون حرامه يقومون به حق القيام يعملون بما دلّ عليه ، هؤلاء هم أهل القرآن وهم أهل الله وهم خاصته وإن لم يحفظوه عن ظهر قلب ، قال الإمام الحسن البصري رحمه الله فيما أخرجه أبو عبيد بسند لا بأس به في الفضائل وذكره الباجي في سنن الصالحين قال قرأ القرآن ثلاثة نفر رجل قرأ القرآن فأعدّه بضاعة يطلب به ما عند الناس من مصر إلى مصر هذا قسم يتأكّل به ، وقوم قرؤوا القرآن تثقفوه كما تُثُقِّفَ القِدَح فأقاموا حروفه وأضاعوا حدوده واستدرّوا به ما عند الولاة واستطالوا به على أهل البلاد وما أكثر هذا الصنف من حملة القرآن لا كثرهم الله عز وجل ، هذا الصنف متقنون للقراءة لكنهم لا يقومون به حق القيام ، قال ورجل قرأ القرآن فبدأ بدوام ما تعلم من القرآن ، بدأ بنفسه ، بدوام يعالج نفسه ، فجعله على داء قلبه فهملت عيناه وسهر ليله وتثربل الحب وارتدى الخشوع فبهم يسقي الله الغيث ويُتقى العدو ويُدفع البلاء فوالله لهان الضرب من حملة القرآن أقل في الناس من الكبريت الأحمر يعني ندرة أهل القرآن . أيها الأحبة الذين تقدّم وصفهم والذين جاء فيهم فضل تلاوة كتاب الله جل وعز جاء في فضلهم حديث شريف نبيل أخرجه الإمام أحمد وابن ماجة والآجريّ في أخلاق حملة القرآن بإسناد حسن أن النبي عليه الصلاة والسلام قال (لله من الناس أهلون) قيل من هم يا رسول الله ؟ قال (أهل القرآن هم أهل الله وخاصته) عكفوا على هذا القرآن دراسة وحفظا وتدبرا وعملا وعبادة ولهَجوا به ذكرا قاموا به علما وعملا ودعوة فاستحقوا أيها الأحبة أن يكونوا من أهل الله وخاصته .
        من فضائل القرآن أيها الأحبة أن صاحبه مغبوط أخرج الشيان في الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال (لا حسد إلا في اثنتين رجل أتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق ورجل أتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها) وعند البخاري من حديث عبد الله بن عمر (ورجل أتاه الله الكتاب وقام به أناء الليل) وعند البخاري من حديث أبي هريرة أيضا أن النبي عليه الصلاة والسلام قال
        (لا حسد إلا في اثنتين رجل علمه الله القرآن فهو يتلوه أناء الليل وأناء النهار فسمعه جار له فقال يا ليتني أوتيت مثلما أوتي فلان فعملت مثل ما يعمل ورجل أتاه الله مالا فهو ينفقه في الحق فقال رجل يا ليت لي مثل ما أوتي فلان فعملت مثل ما يعمل) ، قال الإمام بن رجب رحمه الله في جامع العلوم والحكم متكلما عن أنواع الحسد والحسدة قال وصنف آخر إذا حسد لم يتمنى زوال نعمة المحسود بل يسعى في اكتساب مثل فضائله ويتمنى أن يكون مثله فإن كانت الفضائل دنيوية فلا خير في ذلك يعني في التمني كما قال الذين يريدون الحياة الدنيا يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون ، وإن كانت فضائل دينية فهو حسن وقد تمنى النبي عليه الصلاة والسلام الشهادة في سبيل الله إلى أن قال بعد أن ذكر حديث الباب قال وهذه هي الغبطة وسماها النبي عليه الصلاة والسلام حسدا من باب الإستعارة ، وقال الإمام ابن القيّم في الفوائد لما تكلم عن حدود الأخلاق ، الأخلاق لها حدود ، قال وللحسد حدود وهو المنافسة في طلب الكمال والأنفة أن يتقدم عليه نظيره ، فمن تعدّى ذلك صار بغيا وظلما يتمنى معه زوال النعمة عن المحسود ويحرص على إيذائه ومتى نقَص عن ذلك كان دناءة وضعف همة وصغر نفس ، ثم ذكر حديث الباب لا حسد إلا في اثنتين ثم قال فهذا حسد منافسة يطالب الحاسد به نفسه أن يكون مثل المحسود لا حسد مهانة يتمنى به زوال النعمة عن المحسود إذا من فضائل القرآن أن صاحبه مغبوط أو محسود على ما أتاه الله عز وجل .
        أيها الأحبة لماذا نحن نعدّد بعضا من الفضائل ؟ لأن حال السلف مرتبط باستشعار مثل هذه الفضائل ، من فضائل القرآن أيها الأحبة الأجر الجزيل لمن قرأ حرفا واحدا منه فكيف بمن قرأه بأكمله أخرج الترمذي في جامعه وقال حسن صحيح أن النبي عليه الصلاة والسلام قال
        (من قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول ألف لام ميم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف) ، وأخرج الإمام أبو عبيد في فضائل القرآن وابن أبي شيبة في المصنف واللفظ له بإسناد صحيح عن عبد الله بن مسعود قال رضي الله تعالى عنه (تعلموا القرآن فإنه يُؤجر بكل حرف منه عشر حسنات ويُكفّر به عشر سيئات أما إني لا أقول ألف لام ميم حرف ولكن أقول ألف عشر ولام عشر وميم عشر) يعني بألف لام ميم ثلاثون حسنة والله يضاعف لمن يشاء وهذا الأثر له حكم الرفع .
        هذه أيها الأحبة جمل من فضائل القرآن وإلا وفضائله كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه الإمام أحمد وأصحاب السنن وهو حديث حسن أنه
        (يقال لقارئ القرآن يوم القيامة اقرأ وارقى ورتّل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها) .

        وثانيا أيها الأحبة الكلام على النصيحة لكتاب الله والإشارة إلى جملة من خصائص هذا الكتاب العزيز وأسراره
        أخرج الإمام مسلم في الصحيح من حديث تميم الداري رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال (الدين النصحة) قالها ثلاثا قلنا لمن يا رسول الله ؟ قال (لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم) والشاهد منه قوله عليه الصلاة والسلام (ولكتابه) ، قال الإمام بن رجب أما النصيحة لكتاب الله كيف تكون النصيحة لكتاب الله ؟ قال فشدة حبه وتعظيم قدره إذ هو كلام الخالق وشدة الرغبة في فهمه وشدة العناية بتدبره والوقوف عند تلاوته في فهم المعاني ما أحب مولاه أن يفهمه عنه وأن يقوم به له بعدما يفهمه إلى أن قال ثم ينشر ما فهم في العباد ويُديم دراسته بالمحبة له والتخلّق بأخلاقه والتأدب بآدابه ، ثم نقل نقلا نفيسا عن الحافظ ابن الصلاح رحمه الله في قوله والنصيحة لكتابه الإيمان به وتعظيمه وتنزيهه وتلاوته حق تلاوته والوقوف مع أوامره ونواهيه وتفهّم علومه وأمثاله وتدبر آياته والدعاء إليه وذبّ تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين عنه هذا معنى النصيحة لكتاب الله .
        وأما أسراره أيها الأحبة وخصائصه كثيرة وأكثر من أن تُحصر ، يقول العلامة الشاطبي رحمه الله في الموافقات إن الكتاب يعني الكتاب العزيز قد تقرّر أنه كلية الشريعة وعمدة الملة وينبوع الحكمة وآية الرسالة ونور البصائر وأنه لا طريق إلى الله سواه ولا نجاة بغيره ولا تمسُّكَ بشيء يخالفه وهذا كله لا يحتاج إلى تقرير واستدلال عليه لأنه معلوم من دين الأمة وإذا كان كذلك لزم ضرورة لمن رام الإطلاع على كليات الشريعة وطمع في إدراك مقاصدها واللحاق بأهلها أن يتخذه سميره وأنيسه وأن يجعله جليسه على مرّ الأيام والليالي نظرا وعملا لا اقتصارا على أحدهما فيوشك -من فعل ذلك- أن يفوز بالبُغية وأن يظفر بالطُلبة ويجد نفسه من السابقين وبالرعيل الأول فإن كان قادرا على ذلك ولا يقدر عليه إلا من زاول ما يفيده على ذلك من السنة المبينة للكتاب وإلا فكلام أئمة السابقين والسلف المتقدمين آخذ بيده في هذا المقصد الشريف والرتبة المُنيفة انتهى كلامه رحمه الله .
        قال الإمام الآجري رحمه الله في أخلاق حملة القرآن أنزل الله عز وجل القرآن على نبيه عليه الصلاة والسلام وأعلمه فضل ما أنزل عليه وأعلَمَ خلقه بكتابه وعلى كتاب رسوله أن القرآن عصمة لمن اعتصم به وهدى لمن اهتدى به وغنى لمن استغنى به وحرز من النار لمن اتبعه ونور لمن استنار به وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين ثم أمر الله خلقه أن يؤمنوا به ويعملوا بمحكمه ويحلوا حلاله ويحرموا حرامه ويؤمنوا بمتشابهه ويعتبروا بأمثاله ويقولوا آمنا به كل من عند ربنا ثم وعدهم سبحانه على تلاوته والعمل به النجاة من النار والدخول إلى الجنة ثم ندب خلقه جل وعلا إذا هم تلوا كتابه أن يتدبروه ويتفكروا فيه بقلوبهم ، وإذا سمعوه من غيرهم أحسنوا استماعه ثم وعدهم على ذلك الثواب الجزيل فله الحمد ، ثم أعلم خلقه أن من تلا القرآن وأراد به متاجرة مولاه الكريم فإنه يربحه الربح الذي لا بعده ربح ويُعرّفه بركة المتاجرة في الدنيا والآخرة انتهى كلامه رحمه الله وغفر له .
        فمن تأمل هذا علِم أسرار وخصائص القرآن وأسراره كما قلنا عظيمة وجليلة ، جليلة أن تدركها العقول قال الإمام ابن القيّم في البدائع وأسرار كلام الله أجلّ وأعظم من أن تدركها عقول البشر وإنما غاية أولو العلم الإستدلال بما ظهر منها على ما وراءها وإن باديه إلى الخافي يسير -ما بدا منه بالنسبة للخافي يسير- انتهى كلامه رحمه الله . فمن عظيم خصائصه وأسراره أن هذا الكتاب حوى كل أمر ينفع العباد والبلاد ويُصلح المعاش والمعاد من عقيدة وشريعة وسلوك وأخلاق وردّ باطل وتقرير حق وتذكرة ونِذارة ، لذا قال بعضهم حاويا وجامعا بعض علوم القرآن :
        حلال حرام محكم متشابه *** نذير بشير قصة عظة
        مثل هذه بعض أنواع العلوم في القرآن لذا نجد أهل العلم أيها الأحبة يطلقون على بعض الآيات أو بعض السور أنها حوَت خيرا كثيرا وكلية عظيمة فمن ذلك مثلا سورة الواقعة قال فيها الإمام مسروق بن الأجدع رحمه الله تعالى فيما أخرجه أبو عبيد في الفضائل وابن أبي شيبة بإسناد لا بأس به قال من سرّه أن يعلم علم الأولين والآخرين وعلم الدنيا والآخرة فليقرأ سورة الواقعة ، فليتأمل هذه السورة العظيمة ، ولهذا جاء عنه رضي الله عنه ورحمه كما في مصنف ابن أبي شيبة كان يقوم الليل رضي الله تعالى عنه ورحمه حتى إن امرأته تقف خلفه تبكي حزنا عليه وشفقة من طول قيامه رحمه الله .
        وتأمل في قوله تعالى
        (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ) قال في هذه الآية الإمام ابن القيّم في المدارج قد جمع الله لرسوله عليه الصلاة والسلام مكارم الأخلاق في قوله (خذ العفو وامر بالعرف وأعرض عن الجاهلين) ، قال جعفر بن محمد أمر الله نبيه عليه الصلاة والسلام بمكارم الأخلاق وليس في القرآن آية أجمع لمكارم الأخلاق من هذه الآية .
        وتأمل أيضا في قوله تعالى
        (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) من سورة الصافات انظر إلى السر البديع فيها فيما قاله الإمام ابن القيّم في البدائع ، قال وفي اقتران السلام عليهم (وسلام على المرسلين) في تفتيحه لنفسه سر عظيم من أسرار القرآن يتفطن ماهو هذا السر؟ الرد على كل [] ومبتدع فإنه نزّه نفسه تنزيها مطلقا كما نزّه نفسه عما يقول خلقه فيه ثم سّلم على المرسلين وهذا يقتضي سلامته من كل ما يقوله المكذبون له المخالفون له وإذا سلِموا من كل ما رماه به أعداؤه لزِم سلامة كل ما جاؤوا به من الكذب والفساد يعني ما رماه به المكذبون قال وهذا المعنى بعينه في قوله (قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَىٰ عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَىٰ آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ) إلى أن قال فتأمل هذا السر في اقتران السلام على رسله بحمده وتسبيحه .
        وتأمل أيها المحب أيضا في سورة الزلزلة وفي قوله جل وعز
        (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) جاء في معالم التنزيل للإمام البغوي في تفسيره أن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال أحكم آية نزلت في القرآن (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) ، قال الإمام البغوي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسميها الجامعة الفاذّة حين سُئل عن زكاة الحمر فقال (ما أنزل الله علي فيها شيء إلا هذه الآية الجامعة الفاذة (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ)) ، ثم ذكر رحمه الله أن الربيع بن حسين قال مر رجل بالحسن وهو يقرأ هذه الآية يعني الحسن قال الرجل حسبي قد انتهت الموعظة آية محكمة انتهى كلامه رحمه الله . والحديث الذي أشار إليه البغوي في زكاة الحمر حديث في الصحيحين خرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال ابن حجر في الفتح شارحا معنى قوله عليه الصلاة والسلام الفاذّة قال بالفاء وتشديد المعجمة سماها جامعة لشمولها لجميع أنواع من طاعة ومن معصية وسمّاها فاذة لانفرادها في معناها قال ابن التين والمراد أن الآية دلّت على أن من عمل باقتناء الحمير طاعة رأى ثواب ذلك وإن عمل معصية رأى عقاب ذلك أقول وهذا من دقيق الفقه .
        وتأمل أيها المحب وقلت الأسرار عظيمة والخصائص كثيرة تأمل آية النحل
        (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) قال ابن مسعود رضي الله تعالى عنه إن أجمع آية في القرآن لخير أو لشر آية في سورة النحل ثم تلاها أخرجه الإمام ابن جرير في تفسيره بسند رجاله ثقات وهكذا آيات وأمثلة عديدة لمن تدبّر هذا الكتاب ولمن تأمله وتذكّره والذكرى تنفع المؤمنين . قال الإمام ابن القيّم في البدائع إذا تأملت القرآن وتدبرته وأعرته فِكرا وافيا اطلعت فيه من أسرار المناظرات وتفريغ الحجج الصحيحة وإبطال الشبه الفاسدة وذكر النقض والفِرَق والمعارضة والمنع ما يكفيك ويكفيك لمن بصّره الله وأنعم عليه بفهم كتابه ولكن الناس في هذا بين مُقلّ ومستكثر ومحروم ولا حول ولا قوة إلا بالله .

        تعليق


        • #5
          رد: حال السلف مع القرآن للشيخ عبدالله البخاري حفظه الله

          النقطة الثالثة هجر القرآن
          لا يُعرف مظلوم تواطأ كثير من الناس على ظلمه [] في إنصافه كالقرآن الكريم فلله ما أقل عارفيه وإن أحدنا لو ذهب يبحث عن العالمين بما فيه بحق وصدق في أغلب ما يرى ويسمع لأعياه غِلابه أيها الإخوة . اتخذ كثير من الناس القرآن مهجورا استبدل به الأدنى بالذي هو خير صحف ومجلات حكايات وثقافات تموج بها الدنيا صباحا مساء (وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ) وقال جل وعلا (وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا) ، والعجب ولا يكاد ينقضي العجب من كثير من الناس أن كتاب ربهم بينهم ومعهم وقد أحاط بهم الظلام من كل جانب فيتخبطون فيه خبط عشواء والنور كما قلت بين أيديهم ولا يهتدون إليه سبيلا (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) ، كما قال قائلهم :
          كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ *** والماء فوق ظهورها محمول
          والواقع أيها الأحبة أن كثيرا من أهل الإسلام شُغِلوا فاشتغلوا وشغلوا أنفسهم بما يضرهم ولا ينفعهم وابتعدوا عن نورهم وأبعِدوا ، اشتغلوا بالسياسة والرياسة وحب الزعامة والجمهرة وعلوم دنيوية لا خير في كثير منها ومال يُجمع ولهف وراء اللذات والمهلكات نشروا -أعداء الدين والمبغضين عبر وسائل متعددة- نشروا الغزو الأخلاقي والعقديّ شبهات وشهوات ، والمصيبة كل المصيبة أن الكثير يستقبل ولا يرد ، فما هذا التقصير أيها الأحبة عن الرجوع إلى المعين الصافي والمنهج العذب الذي لا ينضب
          (يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ) تقصير يُنذر بخطر عظيم والسعيد من رجع وآب إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد .
          قال الإمام ابن القيّم رحمه الله مبيّنا أنواع هجر القرآن قال هجر القرآن أنواع أحدها هجر سماعه والإيمان به والإصغاء إليه والثاني هجر العمل به والوقوف عند حلاله وحرامه وإن قرأه وآمن به والثالث هجر تحكيمه والتحاكم إليه في أصول الدين وفروعه واعتقاد أنه لا يُفيد اليقين وأن أدلته لفظية لا تُحَصّل العلم والرابع هجر تدبّره وتفهمه ومعرفة ما أراد المتكلم به منه والخامسة هجر الاستشفاء والتداوي به في جميع أمراض القلوب وأدوائها فيُطلب شفاء دائه من غيره ويُهجر التداوي به ، وكل هذا داخل في قوله
          (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا) قال وإن كان بعض الهجر أهون من بعض ، ثم تكلم عن أنواع الحرج وبعض صوره -الحرج من القرآن- ثم قال فكل هؤلاء في صدورهم حرج من القرآن وهم يعلمون ذلك من نفوسهم ويجدونه في صدورهم ولا تجد تبِعا في دينه قط إلا وفي قلبه حرج من الآيات التي تخاطب بدعته كما أنك لا تجد ظالما كافرا إلا وفي صدره حرج من الآيات التي تحول بينه وبين إرادته فتدبّر هذا المعنى ثم ارضى لنفسك بما تشاء .

          الأمر الرابع أيها الأحبة نماذج عن السلف في بيان حالهم مع القرآن
          ليُعلم أيها الأحبة أن السلف الماضين من الصحب والأئمة رضي الله تعالى عنهم فرحوا جدا بهذا القرآن العظيم أشدّ الفرح لذكرهم أن الهداية والسعادة والفوز والنجاح والفلاح والخير في الأولى والآخرة بالاعتصام به وبسنة رسوله عليه الصلاة والسلام وأنه العلم النافع المثمر للعمل الصالح دونما سواه أدرك السلف رضي الله تعالى عنهم هذه المعاني وتلك الفضائل التي مرّت وتأملوا قول الله (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ) تأملوا في قوله تعالى (إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُون) وبقوله (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) وبقوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ) إلى قوله شكور تأملوا وتدبروا في قوله تعالى (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) وتأملوا قوله تعالى (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) تدبروا في قوله تعالى (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) قال الإمام الحسن عند هذه الآية وما تدبّر آياته إلا إتباعه بعلمه تأملوا وتدبروا قول الله تعالى (يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ) قال عكرمة يتبعونه حق اتباعه وقال النخعي يتبعونه حق اتباعه ويعملون به حق عمله استجابوا لله وللرسول إذا دعاهم لما يحييهم وقفوا عند قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) فالحياة النافعة في تحصيل الاستجابة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ففيه العصمة والحياة والنجاة في الأولى والآخرة .
          ثم نعزف أيها الأحبة إلى ذكر بعض الأمثلة والأمثلة كثيرة هذه الأمثلة لا تقتصر على القراءة فقط في الصلاة أو في خارج الصلاة لا تقتصر في رمضان أو في خارج رمضان فهي شاملة لذلك كله فأولهم وإمامهم وسيدهم وقائدهم محمد صلى الله عليه وآله وسلم فداه أبي وأمي أخرج الشيخان في الصحيحين
          أن النبي عليه الصلاة والسلام قال لابن مسعود (اقرأ عليّ القرآن) قلت يا رسول الله أقرأ عليك وعليك أنزل قال( إني أحب أن أسمعه من غيري) قال فقرأت عليه من سورة النساء حتى جئت إلى الآية فإذا جئنا من كل أمة بشهيد قال (حسبك الآن) فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان صلى الله عليه وآله وسلم . وفي المسند بسند صحيح وغيره أن عبد الله بن الشخير رضي الله تعالى عنه أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل من البكاء كغليان القدر . وهذا الصدّيق الأكبر أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه ففي البخاري في الصحيح أن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت لم أعط أبويَا إلا وهما يدينان الدِين إلى أن قالت ثم بدا لأبي بكر فابتنى مسجدا بفناء داره فكان يصلي فيه ويقرأ القرآن فيقف عليه نساء المشركين وأبناؤهم يعجبون منه وينظرون إليه وكان أبو بكر رجلا بكاءا لا يملك عينيه إذا قرأ القرآن . وقالت رضي الله تعالى عنها كما في البخاري لما أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يأمروا أبا بكر رضي الله تعالى عنه أن يصلي بالناس قالت عائشة رضي الله عنها وأرضاها يا رسول الله إن أبا بكر إذا قام مقامك لم يُسمع الناس من البكاء . أدرك هؤلاء الصحب رضي الله تعالى عنهم وهذا الصحابي الجليل وهو معهم من أصحاب رسول الله عظم هذه الآيات التي يتلونها ويتدبرونها فرضي الله عنهم وأرضاهم . وأخرج أبو عبيد في فضائل القرآن أن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت إني لأقرأ جزئي أو سُبعي وأنا جالسة على فراشي أو على سريري . وأخرج أبو عبيد أيضا في الفضائل والبيهقي في الكبرى عن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه أنه كان يختم القرآن في غير رمضان من الجمعة إلى الجمعة . وقال الحافظ بن حجر رحمه الله أخرج ابن أبي داود عن عثمان وابن مسعود وتميم الداريّ أنهم كانوا يختمون في سُبُع بأسانيد صحيحة يعني في سبع ليال . ومن التابعين ومن سلف الأمة المهديين ما جاء عند ابن أبي شيبة رحمه الله في المصنف وأبي عبيد في الفضائل عن هشام بن أبي عروة رحمه الله قال كان عروة بن الزبير يقرأ القرآن في كل سبع . وأخرج أيضا عن أبي مجلز أنه كان يؤمّ الحي في رمضان وكان يختم في سبع وأخرج ابن أبي شيبة أيضا عن ابراهيم النخعي قال كان عبد الرحمن بن يزيد يقرأ القرآن في كل سبع وكان علقمة النخعي والأسود بن يزيد يقرؤون القرآن كذلك في خمس والآخر في ست وكان ابراهيم يقرؤه في سبع . ذكر ابن قدامة رحمه الله في المغني أن عبد الله بن أحمد قال كان أبي يختم القرآن في النهار في كل سبعة يقرأ كل يوم سُبُعا لا يكاد يتركه نظرا وقال حنبل كان أبو عبد الله يختم من الجمعة إلى الجمعة وفي مسائل [] أن الإمام أحمد لمّا سُئل في كم يُقرأ القرآن قال أقل ما يُقرأ في سبع وفي مسائل أبي داود أنه كره أن يٌقرأ في أكثر من أربعين وجاء عن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه أنه قال (اقرؤوا القرآن في سبع ولا تقرؤوه في أقل من ثلاث) أخرجه الإمام سعيد بن منصور بإسناد صحيح وقد يقول قائل وقد وُجد أن من بعض الصحابة رضي الله تعالى عنهم من كان يختم في يوم وليلة كعثمان رضي الله تعالى عنه وجاء عن بعض السلف منهم من كان يختم في ليلتين وجاء عن الإمام الشافعي رحمه الله أنه كانت له ستون ختمة في رمضان سوى التي يقرأ بها في صلاته بإسناد صحيح في مناقب الرازي مناقب الإمام الشافعي الحافظ بن أبي حاتم وغيرها وهذا يدلّ على الإجتهاد ، هذا يدل على الإجتهاد في تلاوة كتاب الله وتأمله ولكن السنة أولى بالإتباع كما سيأتي ولهذا علّق الذهبي رحمه الله في ترجمة أبي بكر بن شعبة بن الحجاج أنه مكث نحوا من أربعين سنة يختم القرآن في كل يوم وليلة مرة علّق الذهبي رحمه الله قال هذه عبادة يُخضع لها ولكن متابعة السنة أولى فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عبد الله بن عمر أن يقرأ القرآن في أقل من ثلاث وقال عليه الصلاة والسلام (لم يفقهه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث) انتهى كلامه رحمه الله . وقال الذهبي أيضا في ترجمة الإمام وكيع بن الجراح الرؤاسي من السير وقد رُوي عنه يعني وكيعا أنه كان يصوم الدهر ويختم القرآن في كل ليلة قال رحمه الله معلقا قلت هذه عبادة يُخضَع لها ولكنها من مثل إمام من الأئمة الأثرية مفضولة فقد صح نهيه عليه الصلاة والسلام أن يصوم المرء الدهر وصح أنه نهى أن يقرأ القرآن في أقل من ثلاث والدين يسر ومتابعة السنة أولى فرضي الله عن وكيع وأين مثل وكيع ثم قال فكل يؤخذ من قوله ويترك فلا قدوة في خطأ العالم نعم ولا يوبّخ بما فعله باجتهاد نسأل الله المسامحة للجميع . ولهذا قال الإمام أبو عبيد في الفضائل معلقا على أثر عثمان رضي الله تعالى عنه الذي أشرنا إليه أنه كان يختم في يوم وليلة قال إلا أن الذي يختار [] أن لا نقرأ القرآن في أقل من ثلاث للأحاديث التي ذكرناها عن النبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه من الكراهة لذلك فهذه جمل من نماذج السلف رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم في كتاب الله عز وجل تدبرا وعلما وعملا رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم .

          ثم الخاتمة ختم الله لنا ولكم بخير
          مما تقدم أيها الأحبة يُعلم عظم هذا الكتاب العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد والواجب على العباد جميعا أن يتلوه حق تلاوته ويقرؤوه حق قراءته فيعملون به ويعلمونه ويقومون به حلالا وحراما تعظيما للأمر والنهي . قال الإمام ابن رجب رحمه الله من عامل الله بالتقوى والطاعة في حال رخاءه عامله الله باللطف والإعانة في حال شدته . ويُعلم أن التدبر في كتاب الله عز وجل والتفهم له عظيم جدا بل هو أعظم كما قلنا أعظم من إقامة حروفه حفظا قال الإمام يحيى بن أبي كثير اليماني فيما أخرجه أبو نعيم في الحلية تعلم الفقه صلاة ودراسة القرآن صلاة . قال الصحابي الجليل الحبر البحر عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه فيما أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه إن هذه القلوب أوعية اشغِلوها بالقرآن ولا تشغلوها بغيره . وقال رحمه الله فيما أخرجه أبو نعيم في الحلية ينبغي لحامل القرآن أن يُعرف بليله إذ الناس نائمون وبنهاره إذ الناس مُفطرون وبحزنه إذ الناس يفرحون وببكائه إذ الناس يضحكون وبصمته إذ الناس يخوضون وبخشوعه إذ الناس يختالون . أدرك الأئمة أن من راعى وأقام كتاب الله علما وعملا كان الله له في حال شدته وختم له بخير فهذا الإمام الهُمَام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحرّاني شيخ الإسلام الهُمام قد ذُكر في ترجمته رضي الله تعالى عنه وأرضاه أنه في السجنة الأخيرة التي سُجنها ومات على إثرها ومعلوم كم تعرّض له هذا الإمام من إيذاء وتعدٍّ نسأل الله أن يعلي درجته في الجنان إنه جواد كريم هذا الإمام يقول أخوه ختمت أنا وأخي شيخ الإسلام ابن تيمية القرآن في السجنة الأخيرة ثمانين ختمة حتى شرع في الواحدة والثمانين إلى أن بلغ عند قوله تعالى (إن المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر) قال فخرجت روحه عندها ، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول كما جاء في الصحيح للإمام البخاري (الأعمال بالخواتيم) ويقول صلى الله عليه وآله وسلم (من مات على شيء بُعث عليه) .
          أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يمن علينا وعليكم بالفقه في كتابه والثبات عليه وأن يتوفانا وإياكم على الكتاب والسنة إنه جواد كريم وصلى الله وسلم وبارك على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه وسلم .

          [] : كلمة غير واضحة أرجو من الإخوة الكرام التحقق منها بارك الله فيكم.

          تعليق


          • #6
            رد: حال السلف مع القرآن للشيخ عبدالله البخاري حفظه الله

            أرجو أن ترسلي لنا ملف الوورد على بريد الإدارة الرسمي : ajurryadmin@gmail.com لنرفعه بإذن الله...

            تعليق


            • #7
              رد: حال السلف مع القرآن للشيخ عبدالله البخاري حفظه الله

              بارك الله فيك أختي

              تعليق


              • #8
                رد: حال السلف مع القرآن للشيخ عبدالله البخاري حفظه الله

                التفريغ بصيغة doc بصيغة pdf
                الملفات المرفقة

                تعليق

                يعمل...
                X