لطيفة نحوية .. فطنة شيخ وتلميذه ..

[أبو إبراهيم رضوان آل إسماعيل]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ..
وبعد ..
قال المقرِّي في نَفحِ الطِّيب من غُصن الأندلسِ الرطِيبِ (4/9) :

وقف أبو أميةَ بنُ حمدون بباب الأستاذ الشلوبِين ، فكتب في ورقةٍ ( أبو أميةَ بالباب ) ودَفع الورقةَ لخادمِ الأستاذِ ، فلما نظرَ إليها الأستاذُ نوَّن تاء أمية ، ولم يزدْ على ذلكَ ، وأمرَ الخادمَ بدفعِ الورقةِ إليه ، فلما نظرَ فيها أبو أميةَ انصرفَ ، عِلـمًا منه أنَّ الأستاذَ صرفَـهُ ، فانظرْ إلى فِطنةِ الشيخِ والتلميذِ !! ا.هـ

وذلك أنَّ ( أميةَ ) ممنوعٌ من الصَّرفِ ـ التنوين ـ للعلميَّـةِ وتاء التأنيثِ ، فلما صرفَه الأستاذُ فنوَّنَـه فجعلَـه ( أميةً ) فَهِم أبو أمية مُرادَ شيخِه فانصرَفَ .

[بشير العماري]

أخانا أبا إبراهيم جزاك الله خيرا على هذا الفائدة .
أخي قلت : "فلما صرفَه الأستاذُ فنوَّنَـه فجعلَـه ( أميةً ) فَهِم أبو أمية مُرادَ شيخِه فانصرَفَ . "
والصحيح فجعله ( أميةٍ ) [تنوين كسر] لأنه الكلمة وقعت مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة بعد أن صرفها شيخه .
لأن الممنوع من الصرف لا ينوّن ولا يجر بالكسرة .
فلما صرف الشيخ كلمة (أمية) فأصبحت منونة وكذلك مجرورة بالكسرة .
بارك الله في الجميع .

[أبو عبد الرحمن محمد العكرمي]

بارك الله فيك أخي بشير إستدراك طيبٌ

لكن لعله يقال إنّما أراد الأستاذ صرف التلميذ لا غير

فليس ثمة كبير فائدةٍ من تنوين التاء بالفتحة أو بالكسرة أو بغيرها

لأنّه لا يجوز تنوينها بحالٍ في ذلك الموضع و يصح قولك

و لا يجوز مجاوزته إذا ما كانت كلمة "أميةَ" كبعض الكلمات التي

يجوز فيها الوجهان كهنْد و شبهها و لا يتأتى ذلك مع كلمتنا

و الله يحفظك و يرعاك .