
إلى الدين الخالص :
قصيدة لداعية الإصلاح وخطيب المصلحين الشيخ : الطيب العقبي الجزائري ـ رحمه الله :
أحد رجالات جمعية العلماء المسلمين الجزائريين
ماتت السنّة في هذي البلاد*** قُبِر العلم وساد الجهل ساد
     وفشا داء اعتقادٍ باطل ***في سهول القطر طُرًّا والنِّجاد
      عبد الكلُّ هواء شيخه ***جدّه ، ضلّوا وضلّ الاعتقاد
      حكّموا عاداتِهم في دينهم *** دون شرع الله إذْ عمَّ الفساد
      لستُ منهم لا ولا منيّ همُ *** ويْلهم يا ويلهم يومَ المعاد
      يوم يأتي الخلقُ في الحشر وقد *** نُشِروا نشر فراش وجراد
      يوم لا تنفعهم معذرة *** ولظى مأواهم بئس المهاد
      يصهر الساكن في أطباقها *** كلما أحرق منه الجلد عاد
      وكّل الله بمن حل بها *** جمع أملاك غلاظ وشداد
      أكلهم فيها ضريع شربهم *** من حميم لبسهم فيها سواد
      كلّما فكرت في أمرهم *** طال حزني وتغشاني السهاد
      أيها الأقوام إن تبغوا الهدى *** مالكم والله غير العلم هاد
      إنني أنصحكم نصح امرئ *** ماله غير التقى والخوف زاد
      كلما ينقص يوما عمره *** خوفه من هول يمو الحشر زاد
      مازرعتم في غد تلقونه ** ليس يجدي ندما يوم الحصاد
      أيها السائل عن معتقدي *** يبتغي مني ما يحوي الفؤاد
      إنني لست ببدعي ولا *** خارجي دأبه طول العناد    
      يحدث البدعة في أقوامه *** فتعم الأرض نجدا ووهاد
      ليس يرض الله من ذي بدعة *** عملا إلا تاب وهاد
      لست ممن يرتضي في دبنه *** ما يقول الناس زيد أو زياد
      بل أنا متبع نهج الألى *** صدعوا بالحق في طرق الرشاد
      حجتي القرآن فيما قلته *** ليس لي إلا على ذاك استناد
      وكغا ما سنه خير الورى *** عدتي وهو سلاحي والعتاد
      وبذا أدعو إلى الله ولي  *** أجر مشكور على ذاك الجهاد
      منكم لا أسأل الأجر ولا *** أبتغي شكركم بله الوداد
      مذهبي شرع النبي المصطفى *** واعتقادي سلفي ذو سداد
      خطتي علم وفكر نظر *** في شؤون الكون بحثا واجتهاد
      وطريق الحق عندي واحد *** مشربي مشرب قرب لا ابتعاد
      لا أرى الأشياخ في قبضتهم *** كلّ شيئ بل هم مثل العباد
      وعلى من يدعي غير الذي *** قلته إثبات دعوى الاتحاد
      قال قوم : سلم الأمر لهم *** تكن السابق في يوم الطراد
      تنل المقصود تحظى بالمنى *** وترى خيلك في الخيل الجياد
      قلت إني مسلم يا ويحكم *** ليس لي إلا إلى الشرع انقياد
      قولكم هذا هراء أصله *** ماروت هند وماقالت سعاد
      أنا لا أسلم نفسي لهم *** لا ولا ألقي إليهم بالقياد
      لست أدعوهم كما قلتم وقد *** عجزوا عن طرد بقّ أو قراد
      لست من قوم على أصنامهم *** عكفوا يدعونها في كل واد
      كلم أنشد شاد فيهم *** قول شرك ذهبوا في كل واد
      كم بنوا قبرا وشادوا هيكلا *** وصروح الغي بالجهل تشاد
      غرهم من داهنوا في دينهم *** وارتضوا في سيرهم ذر الرماد
      إنني ألعنهم مما بدا ***حاضرٌ في إفكه منهم وباد
      وأنا خصم لهم أنكرهم *** كيف ما كانوا جميعا أو فراد
      علمونا طرق العجز وما *** منهم من لسوى الشر أفاد
      طالما جد الورى في سيرهم *** وهم كم صهم طول الرقاد
      إن سادات الورى قادتهم  *** بعلوم ما حدا بالركب حاد
      وهم ردئي وعوني نصرتي *** ووقائي ما اعتدت تلك العواد
      تلكم السادة ما صدهم *** عن هوى دينهم في الحق صاد
      لست أدعو غير ربي أحدا *** وهوسؤلي وملاذي والعماد
      وله الحمد فقد صيرنا *** بالهدى فوق نزار وإياد
      فاعبدوا ما شئتم من دونه *** ما عناني منكم ذاك العناد
      لست منقادا إلى طاغوتكم *** بظبي البيض ولا السمر الصعاد
      لم أطف قط بقبر لا ولا *** أرتجي ما كان من نوع الجماد
      لست أكسو بحرير جدثا *** نُخرت أعظمه من عهد عاد
      لا أشد الرحل أبغي حجه *** قربة تنفعني يوم التناد
      حالفا كل يمين إنه *** سوف يقضي حاجتي ذاك الجواد
      لا أسوق الهدي قربانا له *** " زردة " يدعونها أهل البلاد
      وفراري كلما أفضعني *** حادث يلبسني ثوب الحداد
      للذي اطلب رزقي دائما *** منه إدذ ليس لما يعطي نفاذ
      وإذا زرت أزر معتبرا *** بقبور مات من فيها وباد
      داعيا ربي لهم مستغفرا *** راجيا لكل في الخير ازدياد
      والذي مات هو المحتاج لي *** هكذا أقضي ولا أخشى انتقاد
      لا أنادي صاحب القبر أغث *** أنت قطب أنت غوث وسناد
      قائما أو قاعدا أدعو به *** إن غا عندي شرك وارتداد
      لا أناديه ولا أدعو سوى *** خالق الخلق رؤوف بالعباد
      من له أسماؤه الحسنى وهل *** أحد يدفع ما الله أراد
      مخلصا ديني له ممتثلا *** أمره لا أمر من زاغ وحاد
      حسبي الله وحسبي قربه *** علمه رحمته فهو المراد
المصدر :
رسالة الشرك ومظاهره للشيخ مبارك الميلي ـ رحمه الله .
 
وإليكها صوتية في المرفقات :
		
							
						المصدر :
رسالة الشرك ومظاهره للشيخ مبارك الميلي ـ رحمه الله .
وإليكها صوتية في المرفقات :
