من الصعب أن تجد كتابا في التراث اللغوي غفل عنه الدارسون المحدثون ؛ وذلك لسهولة الحصول عليها، وكثرة الدراسات اللغوية بمستوياتها المختلفة التي أنتجت طفرة لغوية في البحث العلمي سواء في التراث اللغوي أم في النظريات الحديثة، غير أن الباحث الجادَّ الذي مرّس نفسه على القراءة المتعمقة في التراث اللغوي لن يعدم استنباط بحث يستحق الدراسة ولو ظنَّ أن بعض الكتب قد أُشبِعت بحثًا، فكتاب سيبويه - على سبيل المثال - لا يزال ينبوعًا لكثير من الدراسات اللغوية على الرغم من الحظوة التي لم ينلْها غيرُه في البحث اللغوي؛ فليس النظرُ فيما لم يُشبَعْ بحثًا ودراسةً بقدر ما هو فيما يستحق البحث والدراسة، ومع ذلك تجد بعض كتب التراث اللغوي لم تنل حظّها من البحث...، يزاد على ذلك النظرُ في كتب التراث اللغوي المحققة حديثًا؛ فإنّها غالبًا تكون بكْرًا في دراستها والبحث فيها.
وبالله التوفيقُ.


أ.د. أحمد البحبح
أستاذ اللغويات المشارك بقسم اللغة
العربية وآدابها بكلية الآداب جامعة عدن