إعـــــــلان

تقليص
1 من 4 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 4 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 4 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
4 من 4 < >

تم مراقبة منبر المسائل المنهجية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-

تعلم إدارة شبكة الإمام الآجري جميع الأعضاء الكرام أنه قد تمت مراقبة منبر المسائل المنهجية - أي أن المواضيع الخاصة بهذا المنبر لن تظهر إلا بعد موافقة الإدارة عليها - بخلاف بقية المنابر ، وهذا حتى إشعار آخر .

وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه .

عن إدارة شبكة الإمام الآجري
15 رمضان 1432 هـ
شاهد أكثر
شاهد أقل

[ شريط ] الحد الفاصل بين معاملة أهل السنة وأهل الباطل :: للشيخ العلامة عبيد بن عبد الله الجابري حفظه الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [ شريط ] الحد الفاصل بين معاملة أهل السنة وأهل الباطل :: للشيخ العلامة عبيد بن عبد الله الجابري حفظه الله

    بسم الله الرحمن الرحيم


    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن ولاه ، وبعد :


    أضع بين أيديكم هذا الشريط المنهجي الذي أعتبره غاية في الأهمية


    ضوابط لمعاملة أهل السنة و أهل الباطل
    للشيخ العلامة عبيد بن عبد الله بن سليمان الجابري
    المدرس في الجامعة الإسلامية سابقا ًً .


    نبذة عن الدرس :
    لقاء أجاب فيه فضيلة الشيخ عن أسئلة منهجية للإخوة في المغرب العربي فنفع الله بتلك الأجوبة ، و رأيت أن إعادة نشرها ينفع العديد من المسلمين وحديثوا العهد بالإستقامة .


    سئل فيه الشيخ أسئلة منها


    - هل إذا أخطأ عالم من العلماء الكبار يجوز أو يسع لأحد الشباب أن يردَّ عليه خطأه ، أم يرد عليه عالم مثله ؟ حيث إن بعض الشباب يتجرأ على رد فتوى بعض العلماء التي تكون الفتوى أحيانا محظورة شرعًا ، وأفتى بها العالم نظراً لضرورة ، أو حكمة يراها هو ؟


    - كيفية التعامل مع أهل البدع والأهواء في الجانب الديني والدنيوي ؟


    - متى يكون الهجر صحيحاً شرعيَّا لأهل البدع وأهل المعاصي ؟ متى يكون ذلك حتى يتحقق الغرض الشرعي من هذا الأصل العظيم ؟


    - كثر في الآونة الأخيرة الاشتغال بأشرطة وكتب الردود ، مع إهمال لطلب العلم وإذا قام أحد بتوجيه الشباب وحثهم على طلب العلم ، يمكن أن يصنف من أتباع فلان وعلان فما هو الضابط في ذلك ؟ وما توجيهكم في التعامل مع هؤلاء الشباب في هذه المسألة ؟ مع نصيحة للشباب في طلب العلم .


    - متى يكون الأنسان مؤهلا لأن ينكر المنكر ؟


    - نود التفصيل في مسألة امتحان الناس ، هل هي على إطلاقها ، أم أن هناك ضابط معين في هذه المسألة ؟


    - ما الواجب على عوام السلفيين في دعاةٍ اختلف العلماء في تعديلهم وتجريحهم سواءً علموا أخطاءهم أم لم يعلموها ؟


    - متى ينسب الشخص إلى طائفة معينة كالإخوان والتبليغ وغيرهما ؟


    - يكثر في بلادنا أهل المعاصي الذين يجهرون بالمعاصي كشرب الدخان وسماع الأغاني وغيرها من المعاصي فكيف نتعامل معهم حال كونهم لهم حقوق المسلمين إذ لم يخرجوا من دائرة الإسلام ؟


    - ما الفرق بين العقيدة والمنهج ؟ وهل بينهما خصوص وعموم أم لا ؟


    - إذا حصل تقصير من الحاكم فيما يظهر في أمر الرعية وتسبب هذا التقصير في ردة فعل الرعية بأمور لا يرضاها الحاكم كالاعتصامات والمظاهرات وغيرها . هل يعتبر من الخروج عليه ؟ وهل هناك فرق من جهة الدين أو الدنيا ؟


    - كيف يتم التفريق بين الغلو في الجرح ، والحزم والشدة على أهل البدع التي تعتبر منقبة ؟


    وغير ذلك من الأسئلة المهمة والأجوبة المفيدة في هذا اللقاء

    لتحميل الدرس
    الملفات المرفقة
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو حفص عبد الرحمن السلفي; الساعة 19-Mar-2010, 09:47 AM.

  • #2
    هذا التسجيل مهم جدا أدعوا الإخوة إلى تحميله بارك الله فيكم

    تعليق


    • #3
      بارك الله فيك الشريط الثاني لا يعمل فأرجوا إعادة رفعه وجزاك الله خيرًا

      تعليق


      • #4
        تم التعديل و رفع رابط جديد

        تعليق


        • #5
          هذا الشريط من أجمل أنفع ما سمعت

          تعليق


          • #6
            تفريغ المادة

            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
            هذا تفريغ لمحاضرة الشيخ عبيد الجابري حفظه الله <الحد الفاصل> قمت بتفريغها منذ أكثر من خمس سنوات وهي من تسجيلات مكتبة بن رجب الصوتية ولعل هناك اختلاف في بعض الأسئلة أو نقص في المادة التي قمت بتفريغها ،وإن كان ذلك هو الحاصل فلعل أحد الأخوة الكرام يستدرك ذلك علينا.والحق أني لم استمع لهذه المادة الموجودة في هذا المنتدي لأقارن بينهما.ولكن اترك ذلك للأخوة بمقارنة المحاضرة مع التفريغ والتعديل أو الإضافة إن كان هناك نقص أو خطأ وبارك الله في الجميع .




            فضيلة الشيخ / عبيد بن عبدالله الجابري " حفظه الله "

            تاريخ المحاضرة / يوم الأحد الموافق 30 شعبان سنة 1424 و.ر

            بعض الأسئلة من شباب المغرب العربي

            الحد الفاصل بين معاملة أهل السنة وأهل الباطل


            س / هل إذا أخطأ عالم من العلماء الكبار يجوز أو يسع لأحد من الشباب أن يرد عليه خطأه أو أن يرد عليه عالم مثله ؟ حيث إن بعض الشباب يتجرأ على رد فتوى بعض العلماء التي تكون الفتوى أحياناً محظورة شرعاً وأفتى بها العالم نضراً لضرورة أو حكمة يراها هو ؟

            ج / أن ما سألتم عنه ينظر إليه من وجهين كما ينظر إلي من صدرت عنه تلك المقولة الخاطئة من جهتين أيضا , وهكذا أهل السنة فإنهم ينظرون إلي المخالفة وإلي المخالف .

            فالمخالفة لا تخلو من حالين . إما أن تكون مخالفة في أمر لا يسوغ فيه الاجتهاد . سواء إن كان في أصول الدين أو في فروعه .

            لأنه تضافرت عليه النصوص في القرآن والسنة وأجمع عليها الأئمة أو كانت في حكم الإجماع وكان المخالف ليس عنده من النصوص ما يقوى مذهبه .

            وإما أن تكون المخالفة حدثت في أمر يسوغ به الاجتهاد أو أمر النصوص تحتمل وتحتمل .

            فالصنف الأول وهو الذي لا يسوغ فيه الاجتهاد فإن الخلاف فيه غير سائغ غير سائغ أبداً ويرد الخطأ على قائلة كائناً من كان ثم هذا المخالف لا يخلو عن رجل من رجلين إما إن يكون صاحب سنة عرف الناس منه الاستقامة عليها والذب عنها وعن أهلها كما عرفوا منه النصح للأمة فهذا لا يتابع على زلته . وتحفظ كرامته وإن كنا رددنا مخالفته فإنا نتأدب معه ونحفظ كرامته ولا نشنع عليه كما نشنع على المبتدعة الضلال وذلك رعاية لما منَّ الله به عليه من السابقة في الفضل والجلالة في القدر والإمامة في الدين . فنحن نرعى هذا كلــه .

            وإذا نظرت في كثير من الأئمة الذين هم على السنة يشهد لهم الناس في محياهم وكذلك نرجوا أن يكونون بعد مماتهم إن شاء الله تعالى حدثت منهم أخطاء زلت بهم القدم فرد عليهم المعاصرون لهم واللاحقون لهم مع حفظ كرامتهم وصيانة أعراضهم وعدم التطاول عليهم بنابيات العبارات .

            وإما أن يكون هذا المخالف الذي خالف في أمراً لا يسوغ فيه الاجتهاد ولكنه خالف قد يكون هذا خالف عناداً واستكبارا وترفعاً عن الحق وانسياقا وراء الهوى فهذا لا كرامة له عند أهل السنة يردون عليه قوله، ويشنعون عليه ويصفونه بالبدعة والضلال ويحذرون منه ويغلظون فيه القول إلا ترتبت مفسدة أكبر من المصلحة المرجوة فإنهم يكتفون برد خطائه ويحذرونه في أنفسهم .

            وهذا إذا كان ذالكم المبتدع الضال له في البلد وأهله الصولة والجولة والكفة الراجحة والشوكة القوية كأن يكون مفتي البلد أو وزيراً من الوزراء مثل وزير الأوقاف أو وزير العدل أو من المقربين في الدولة أو من العلماء الموثوقين بهم عند الدولة ونحن المستضعفون فإنا لا نصفهم بشئ من هذا نقول هذا خطأ . أخطأ الشيخ فلان في كذا و لا نقبله منه والعبرة بالدليل ، الدليل عندنا على خلافـه .



            ويجب أن يكون الرد علمياً يستند على الكتاب والسنة وفق فهم السلف الصالح بعيداً عن المهاترات والعبارات النابيات التي تجعل السامعين يتقززون منها وينفرون منها ويزهدون في الحق الذي عندنا أو الحق الذي عندكم لما يسمعونه من عبارات في غير محلها , لا تليق بطلاب العلم فإن الرد الذي يستند على الكتاب والسنة وفهم السلف الصالح وتجلي فيه الحق ويفند فيها الباطل فإن المنصفين يقبلونه ولا ينازعون فيه وإن كانوا يحبون ذلك المخالف ( وهذا مجرب بارك الله فيكم فتفطنوا إليه ) .

            النوع الثاني من المخالفات أمراً يسوغ فيه الاجتهاد , فأنت تبين قولك حسب ما ترجح عندك ولا تشنع على الطرف الأخر ولا تحذر منه ولا تصفه بالمبتدع الضال ولا الزائغ ولكن تقول الصواب عندنا كذلك وعلى سبيل المثال : الترتيب في الوضوء فالجمهور على وجوبه ومن ذلك الإمام أحمد وأصحابه رحم الله الجميع , والأحناف ومن وافقهم على انه لا يجب فنحن نرد على الأحناف من غير تفريق من غير إغلاظ في القول نقول الراجع عندنا أو أرجح القولين الوجوب .

            ومثال أخر : تارك الصلاة متهاوناً , فالجمهور على انه فاسق فيستتاب فإن تاب وإلا قتل حداً حكمه حكم غيره من الفساق يغسل ويكفن ويصلى عليه ويدعى له ويدفن في مقابر المسلمين ويرثه المسلمون من أهله وهذا هو قول الزهري ومالك ورواية عن الإمام أحمد وكذلك قال به غير هؤلاء .

            والرواية الثانية عن الإمام احمد وعليها محققون أئمة ومنهم الشيخ عبدا لعزيز الإمام الأثري المجتهد رحم الله والشيخ محمد بن عثيمين الإمام الفقيه المحقق المدقق المجتهد رحمه الله على انه كافـــر .

            يستتاب فإن تاب وإلا قتل ردة،وعلي فإنه لايصلي عليه ولا يغسل ولا يكفن ولا يدعى له ولا يرثه المسلمون من أهل ماله فيء يصرفه الحاكم في المصالح العامة للمسلمين .

            فإذا نظرت في حال هاتين الطائفتين من الأئمة رحمة الله عليهم لم تجد أن المفسقين يصفون المكفرين بأنهم خوارج , كذلك لم تجد إن المكفرين يصفون المفسقين بأنهم مرجئة, لماذا ؟
            لان الكل عنده أدلة قوية يرجع إليها في هذا الأصل الذي ذهب إليه .

            بقى أن أقول هذا العالم الجليل الذي أخطأ في أمراً ترونه راجحاً هذا أري أن يناصح وأن يبين له خطأه فإن لم يقبل منكم فارفعوا الأمر إلي علماء أكبر منكم ومنه فإنهم يناصحونه ويبينون له وسوف ترده السنة إن شاء الله تعالى .

            هذا الألباني رحمه الله ....... المسلمين أهل السنة والهدى رحمهم الله " يرى أن كشف المرأة وجهها أو يرى أن وجه المرأة ليس بعورة يجوز لها كشفه .

            والشيخ عبدا لعزيز ( رحمه الله ) والشيخ العثيمين ( رحمه الله ) والشيخ محمد بن إبراهيم ( رحمه الله ) يرون خلاف ذلك , لكن لم يشنعوا عليه , وأهل العلم يردون على الشيخ ناصر من غير التشنيع عليه .

            كذلك يرى رحمه الله تحريم الذهب المحلق ويستدل له، ومن ذكرت من علمائنا وغيرهم لا يتربون عليه يقولون أخطأ الشيخ الألباني في هذا أو الصواب كذلك .

            وهكذا بارك الله فيك أهل العلم يوقر بعضهم بعضاً وقد بينت لكم من قبل الميزان الذي عرفته من كلام أئمة وعلمائنا في المخالفة والمخالف فتفطنوا إلي ذلك فليس الأمر على حد سواء .
            التعديل الأخير تم بواسطة أبو حفص عبد الرحمن السلفي; الساعة 09-May-2012, 01:28 AM.

            تعليق


            • #7
              يتبع

              س / كيفية التعامل مع أهل البدع والأهواء من الجانب الديني والدنيوي ؟.

              ج / أولاً : أهل السنة عندهم ميزان مستقيم ومنهج سليم فهم يبغضون البدع ويستنكرونها وكذلك يبغضون المبتدعة الذين يدعون إلي بدعهم ويدافعون عنها وينشرونها بما أوتوا من قوة وما استطاعوا من وسيلة ويحذرون منهم ومن مجالستهم ومن مجادلتهم ومن ذلك مارواه ابن بطه في الإبانة الكبرى عن أيوب السختياني قال : قال لي أبو قلابة : يا أيوب أحفظ عني أربع " لا تقل في القرآن برأيك . وإياك والقدر , وإذا ذكر أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فأمسك ولا تمكن أهل الأهواء من سمعك فينبذ فيه ما شاءوا أو يقروا فيه ما شاءوا .

              وروى عن مصعب بن سعد رحمه الله قال: لا تجالس مفتوناً فإنه لن يخطئك منه إحدى اثنين إما إن يفتنك فتتابعهُ أو قال فتتبعهُ أو يؤذيك قبل أن تفارقه .

              والنقل عن هؤلاء الأئمة بدءً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم من التابعين يحذرون هذا التحذير وينكرون هذا النكير الشديد لأن المقصود تصفية السنة من البدع والمحدثات في الدين .

              ووقاية أهل السنة في خطر المبتدعة ولهذا هم يفرقون بين المبتدع الداعية وبين الساكت لان الساكت لا يضر أحداً " يضر نفسه " .

              وكان أهل السنة على هذه الشدة وهذه القوة على اهل البدع والضلالة حينما تكون لهم الشوكة والكفة الراجحة فإنهم يتصدون للبدع وأهلها بكل قوة .

              كما أنهم إذا كانوا ضعفاء لا حول لهم ولا قوة والشوكة للمبتدعة والصولة لهم والكفة الراجحة لهم فإنهم ينتهجون الحكمة ويكتفون بالتحذير من البدع والمحدثات في دين الله.. فالله الله يا أبناءنا في المغرب العربي في جميع أنحاء المسلمين إياكم ثم إياكم أن تخالفوا هذا المنهج ( عليكم بالحكمة فإن سلفكم يستعملون الشدة حين لاتنفع إلا الشدة ويستعملون الرفق حيث لا ينفع إلا الرفق وعلى هذا يُخرج قول بن سيرين وغيره من الأئمة ( رحمة الله عليهم ) . ( يأهل السنة ترفقوا فإنكم أقل الناس ) هذا أول ما أوصيكم بـــه .

              ثانيا ً: أوصيكم يا أبناءنا في المغرب العربي ويا أبناءنا من المسلمين الذي تصل إليهم هذه الرسالة المسجلة أوصيكم بالإقبال على العلم الشرعي والعلم الشرعي ما هو ( هو فقه الكتاب والسنة وفق سيرة السلف الصالح ) .

              ومن ما أوصيكم به كتب العقائد التي ألفها أئمة السلف مثل ( السنة لعبدالله بن أحمد ) و ( السنة لابن أبي عاصم ) و ( السنة للخلال ) و التوحيد لابن منده و ( الإيمان له ) و ( التوحيد لابن خزيمة و ( الإبانة الكبرى لابن بطة العكبري ( و شروح أصول السنة للالكائي و ( كتب شيخ الإسلام ابن تيميه و مكتبة شيخ الإسلام ابن القيم ) .

              و مكتبة شيخ الإسلام المجدد الثالث في هذه الجزيرة حسب ما علمناه الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله وما شاكلها من الكتب التي نقلت لنا أصول الدين وفروعه نقلاً مأموناً موثوقاً .

              ومن كتب الحديث السنة المعروفة ومسند الإمام احمد وسنن الدرامي وموطأ الإمام مالك وسنن الدارقطني ومستدرك الحاكم وصحيح بن حبان وما شابهها من كتب الحديث التي تلقاها الأئمة بالقبول .

              ومن كتب التفسير تفسير بن جرير وتفسير بن كثير وتفسير بن أبي حاتم الموجود منه وتفسير البغوي وتفسير القرطبي هو جيد في اللغة والفقه أما في العقيدة فله تأويلات ينبغي التفطن لها وكذلك تفسير بن سعدي وهو علامة معاصر رحمه الله .

              ومن كتب الفقه المختصرات عندنا عمدة الفقه ( لابن قدامه ) ومنهاج السالكين لبني السعدي ومنار السبيل لابن الطويان والمطولات منها المغني لابن قدامة والمجموع للنووي والمدونة لسحنون في المذهب المالكي ( رحم الله الجميع ) وغيرها كتب كثيرة .

              وكذلك أحذركم من الكتب الفكرية وعلى رأس ما نحذر منه كتب الغزالي المصري السقا وكتب القرضاوي المقيم في قطر وكتب سيد قطب لا سيما معالم في الطريق فإنه ينضح بالتكفير وتفسيره فإنه ملئ بالضلالات وكتبه كلها ضلال وكتب الندوي وكتب المودودي وكتب جميع الإخوان فإنها انحراف بالمسلم من السنة إلي البدع والمحدثات إذا تُتلمذا عليها وجعل ما فيها دين يدين لله به .

              وثالثاً : عليكم ملازمة أهل العلم الذين عرفتم وعرف الناس غير كم منهم الاستقامة على السنة ومنا صرتها ومناصرة أهلها والذب عنها والذب عن أهلها . من كان حياً فلازموه بالجلوس عليه وبالأخذ من كتبه إن لم تستطيعوا أو أشرطته , ومن كان ميتاً فممن ما خلفه من كتب المفيدة التي تركها وهو على السنة إن شاء الله تعالى .

              الشق الثاني من السؤال شيخنا سائل آخر يريد تأكيداً على السؤال الأول وبقول :

              س / هل يجوز التعامل مع الحزبيين في أمور الدنيا كالتجارة حيث أن بعض الشباب يفعل ذلك ويقول أنا لا أتعامل معهم إلا في الأمور الدنيوية ؟

              ج / إن استطعتم أن تباعدوا عن المبتدعة فلا تشاركوهم في أي نشاط ديني أو دنيوي فافعلوا . فأما النشاط الديني ويسمونه الدعوة .

              فلا تمكنوهم، فلا تعينوهم على بناء مساجد تنشر فيها البدع ولا على مدارس تنشر خلالها البدعة ولا على طبع كتب تنشر فيها البدعة ابدأ لأنه من أعانهم وهو يعلم حالهم فإنه مثلهم شاء أم آبى .

              أما الأمور الدنيوية فهذه عندما تحتاجون إلي ذلك ويكون الرجل منكم محصناً تحصيناً قوياً في العقيدة الصحيحة وتحصيناً قوياً في السنة وتحصيناً قوياً في الحذر من البدع واحتاج للتعامل مع هؤلاء فلا مانع على إن يكون ذلك على قدر الحاجة، و ليحذر إلي المخالطة.
              قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( المرؤ على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل )، فهذا الأمر خطيرا ً , فكم من رجل جرفته الأمور الدنيوية حتى انسلخ وأصبح إما عدواً للسنة وأهلها أو ميت الغيرة ليس فيه ولاء ولا براءة فإذا أردت أن تتعامل معه بأن تريد أن تُشغله عندك وتكون أنت المشرف وأنت الناظر عليه فهذا لا شك انه اسلم وان احتجت أن تعمل معه هناك أمور مريد بها في التجارة فأحتجت إلي العمل معه فلتحذر ولتكن معاملتكم معه دنيويه فقط ( خذ دراهم وأعطيني دراهم ).. بلاش ،عندكم في المغرب يقولون دنانير ( خذ دينار وأعطيني دينار ) فلا تتوسع وتدخل معه حتى يجرك إلي التعامل في الدين أو النشاط الدعوي , وإن استغنيتم ببعضكم يا معشر السلفيين فهذا اسلم لدينكم وعرضكم وهذا الذي نحرضكم عليه وندعوكم إليه أحب ألينا أن تستغنوا عن الحزبيين والحركيين وجميع أهل البدع .

              س / كثير في الآونة الأخيرة الاشتغال بأشرطة وكتب الردود مع إهمال لطلب العلم وإذا قام احد الشباب بحثهم وتوجيههم إلي طلب العلم يمكن أن يصنف بأنه من أتباع فلان أو علان فما هو الضابط في ذلك وما توجهيكم في التعامل مع هؤلاء الشباب في هذه المسألة مع نصيحة عامة للشباب في طلب العلم ؟

              ج / قدمت لكم بارك الله فيكم ما يغني عن بعض ما جاء في هذا السؤال وعرفتم ما نصحتكم به من كتب وما حذرتكم منه , وعرفت لكم في ما قدمت لكم حد العلم الشرعي والذي أزيده هنا أقول : الردود بابٌ من أبواب الدعوة فيها نشرٌ للسنة ودفعاً للبدعة وصيانة لأهل السنة من خطر المبتدعة ولا اعرف عالم من أهل السنة فضلاً عن الأئمة ينهي عن الردود أبداً . لا ينهون عنها نهياً مطلقاً بل ينهون نهياً مقيداً فإذا رأى العالم تلامذته أو أهل بلده تركوا الفقه في العقيدة والعبادة والمعاملة وانصرفوا إلي الردود فإنه يحذرهم ويقول لا تنشغلوا بالردود ( يعني لا تجعلوها شغلكم الشاغل ) فهو يريد أمرين ( أعني هذا العلم السني وكذلك الإمام من باب أولي " يريد من تلاميذه ومحبيه من أهل بلده وغيره والذين جمعت بينه وبينهم السنة والمحبة في ذات الله يريد منهم أمرين :

              الأمر الأول : التحصيل العلمي . فأنت إذا نظرت في الأئمة الذين حذروا من البدع وأهلها وفندوا شبه المبطلين وصانوا هذا الدين عن تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين وجدتهم يتكلمون بعلم لا بعاطفة , وكذلك من ورثهم من أبناءهم وأحفادهم وإخوانهم على نفس النهج وذلك حرصاً على تحقيق ما أشار إليه الرسول صلى الله عليه وسلم بل أخبر به ( من يرد الله به خيراً يفقه في الدين )
              قال أهل العلم ومن لا يرد الله به خيراً لا يفقهه في الدين هذا مفهوم الحديث ...وهذا صحيـــح .

              والأمر الثاني : أن يأخذوا من الردود بقدر فقط بحيث لا تشغلهم عن العلم فأنتم تعلمون أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ما ورثوا ديناراً ولا درهماً بل ورثوا ماذا ؟ العلم .
              فمن أخذ به أخذ بحظ وافر هذه وصية نبينا صلي الله عليه وسلم، وعلى هذا فإن من يتناول الردود ويطالعونها أصناف " صنفاً عنده القدرة على الجمع بينها وبين مسائل العلم فهذا لايرد هذا يؤيد ويبارك له صنيعه ويشد أزره ما دام عنده قدرة على تحصيل المسائل العليمة دقيقها وجليلها وصغيرها وكبيرها فهذا لا يثني ولا يجوز أن يثنى ما دام انه لم يهمل الجانب العلمي ( التحصيل العلمي ) .

              الصنف الثاني : من لا همَّ له في تحصيل المسائل العلمية بل مطالعة ما يجري في الساحة وفلان قال وفلان قال . فهذا الذي يشدد عليه . لا من باب انه ركب بدعه ولكن من باب مصلحته هو فيقال أنت أهملت أمراً اكبر من هذا فإذا ذهب العلماء الذين دفع الله بهم البدع وأهلها وكانوا جبالاً من يرثهم إذا لم يكن لدينا علم هل يرثهم الجُهال ياأبنائي ؟ هل يصح للجهال بعدهم لرئاسة الناس وقيادة الناس .. أبداً هؤلاء يضلون ويضلون .
              فمن هذه الناحية يشدد على أخينا هذا ويقال له اتقى الله أنت جعلت وقتك كله أو جله في هذه الردود وكان يكفيك أن تعلم بأن الإمام فلان أو العالم فلان رد على فلان من الناس وكشف عن حاله وهتك ستره لِمَا هو راكب إياه من البدع والضلال ... يكفيك هذا .... يكفيك..
              وأنا أقول لكن أنا شخصياً والله ما قرأت كل ما كتبه الشيخ ربيع حفظه الله وحفظ جميع علماء الإسلام والسنة في الحياة وبعد الممات, ما كتبه الشيخ ربيع حفظه الله عن سيد قطب والله ما قرأتها كلها أبداً ولكن فهمته .. قرأت بعضه ففهمت البقية ... لأن الشيخ ربيع عندي صاحب راية يرفع بها لواء السنة ويذب عنها وعن أهلها، فما رفعها ولله الحمد في وجه محارب معادياً للسنة إلا عادت هذه الراية منصورة مؤزرة قوية ما لانت ولا هانت . وقد فضح بها ولله الحمد أهل البدع والضلال وأساطين أهل البدع والضلال.

              فكفاني أن الشيخ ربيع رد على فلان أو الشيخ محمد رد على فلان كفاني ...

              الصنف الثالث : من لا يدرى عن ما يجري فهذا نكون معه ونطلعه على ما واجه به علماء السنة أساطين الضلال وأئمة البدع حتى يكون على بصيرة ولا يؤتى من غيره .

              هذا هو المنهج الصحيح . بارك الله فيكم وأعطيكم مثالاً :

              الشيخ محمد بن عثيمين ( رحمه الله ) ومن تعلمونه لما سؤل عن كتب سيد قطب قال أنا لا ادري عنها ما قرأت له كثيراً ... قرأت أول الأمر أن كنت في الشباب . ومرة قال : كفانا فيها أخونا الشيخ ربيع وأخر أمره قال ( رحمه الله ) لولا الورع لقلنا بكفر سيد قطب حدثني بهذا أو انتم قولوا حدثنا عبيد الجابري . عرفتم اسمي ولا لا ؟

              عبيد بن عبدالله بن سليمان الجابري المدرس بالجامعة الإسلامية سابقاً.

              حفظ الله الجامعة الإسلامية وجامعات أهل الإسلام وصانها من كل مكروه ... سمعتم هذا .. قولوا أنا حدثني الدكتور عبدالله بن مسلم من أهل العنيزة بهذا لخبر . فأنتم قولوا حدثنا عبيد بن عبدالله الجابري قال حدثني عبدالله بن زيد بن مسلم . وقد فهمت ما الخبر .

              فما المقصود.. أنا أنهاكم يا أبنائي عن الشطط وأمركم بالرفق فمن نهاني عن الاشتغال بالردود وترك المسائل العلمية أنا لا اشترط عليه إذا عرفت أنه من أهل السنة " اعرف انه يريد نصحي ويريد أن احصل أبوابا من العلم . نعم ... نعم ... أهل البدع هم الذين ينهون عن الردود نهياً مطلقاً .. اتركوا الردود . دعوا عنكم الردود فهيا مضيعة للقوت، وفيها مشغلة عن العلم .... نهياً مطلقاً . ولكن أهل السنة لاينهون نهياً مطلقاً . وأن قال هذه العبارة مطلقاً في وقت لكن جل وقته يريد هذا نعرف هذا من حاله ومقاله فمثلاً الشيخ عثيمين رحمه الله حي يقول لتلامذته وأهل بلده والمسلمين لا تنشغلوا بالردود .. حاله ما هو؟ ... حاله على السنة يقررها ويدعوا إليها ويدفع عن أهلها بقدر ما أوتي وقرينة الحال تدل علي المقال ... فإذا قالوا لك إخواني بنائي أو سروري قطبي أو تبليغي لا تشغلوا أنفسكم بالردود فأن هذه الردود مضيعة للوقت ومشغلة عن العلم . فضع عليه علامة كبيرة ... ما ذا يريد هذا منك ؟
              يريد أن يروج للبدع ويمهد نشرها وتضليل أهل السنة . فبان هذا أن الناهين عن الردود صنفان من الناس ... صنف وهم أهل سنة وهم لا ينهون عنه نهياً مطلقاً وصنف أخرهم أهل البدع وهم الذين يطلقون، وأهل البدع نعرفهم نعرف الإخوان المسلمين .. نعرف التبليغين، نعرف السروريين والقطبية وهكذا نعرفهم ونعرف المتحزبة نعرفهم ... فإن كان الذي نهى عن الردود من هؤلاء هذا ليس عنده لي كرامة ولا مكانه . أنا منته منه ،ولكن من كان من أهل السنة على ما أنا عليه فإن مراده واضح بارك الله فيكـــم .

              س / هناك قصاصون على الساحة الدعوية من أمثال سعيد بن مسفر و الدويش و العريفي والجبيلان وغيرهم كيف يتعامل مع أشرطتهم التي هي مجرد قصص وتشويق وفكاهات هل ينصح بسماعها بارك الله فيكم ؟

              ج / أقول هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهدى خلفائه وسائر أصحابه وأئمة العلم والدين والإيمان من بعده من أهل القرون المفضلة ومن هو على النهج . هديهم هو تقرير قواعد الدين وأصوله الكلية يأمرون بالتوحيد ويقررونه للناس باباً باباً ،وينهون عن الشرك ويحذرون منه ويفصلون فيه تفصيلاً حتى تكون الأمة على حذر منه كما أنهم أيضا لا يدعون الأمر بجميع فرائض الدين العملية ويبنون للناس الحلال والحرام وكذلك هم ينهون عن جميع المعاصي والبدع والمحدثات في الدين وقد يكون في مقالاتهم وخطبهم شيئاً من الوعظ للترغيب والترهيب ومن هنا نقول إن الوعاظ قسمان :

              القسم الأول : على ماسبق من تقرير أصول الدين وقواعده الكلية بالدليل ويكون في مواعظهم وخطبهم شيئاً من الوعظ للترغيب والتذهيب ( تذكرة بالموت )،( الاستعداد إلي الجنة )، الحذر من النار , ولكن هذا إلي جانب تقعيد القواعد وتأصيل الأصول قليل ..

              القسم الثاني : من لا يعتنون بتقرير قواعد الدين وأصوله ولا يهتمون بتوحيد ولا شرك وديدنهم كله أو جله كما ذكرت في سؤالك قصص وفكاهات ومجرد تشويق أو ترغيب خالي فهؤلاء قصاصون وفي أشرطتهم مضيعة للقوت ومشغلة عن طلب العلم الشرعي الذي اخبرنا نبينا صلي الله عليه وسلم انه سبيل الخيرية التامة .

              الخيرية التي تتضمن سعادة الدنيا والآخرة< من يرد الله به خيراً يفققه في الدين> . فهؤلاء يجب على المسلمين أن يحذروا أشرطتهم وكتبهم وأن يُحذروا منها لأن التلمذة عليهم لا تورث إلا الجهل ترقيق قلوب بدون علم والله سبحانه وتعالى ما اثني على الوعظ ثناءً مجرداً بل اثني على العلم وأهله" شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائماً بالقسط لا اله إلا هو العزيز الحكيم" .

              وقال ( يرفع الله الذين ءامنوا منكم والذين ءاتوا العلم درجات ) :

              وقال ( إنما يخشى اللهَ من عباده العلماء )
              وقال صلى الله عليه وسلم من سلك طريقاً يبتغي فيه علماً سهل الله له طريقاً إلي الجنة .

              وان الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بما صنع وان العالم ليستغفر له من في السماء والأرض حتى الحيتان في جوف الماء وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب وان الأنبياء لم يورثوا دينارً ولا درهماً وإنما ورثوا العلم فمن اخذ به اخذ بحظ وافر .
              التحذير من الوعاظ والقصاص وأصحاب الفكاهات والقصص والأساليب المشوقة دون استناد إلي علم شرعي يقرر منه أصول الدين وقواعده الكلية هؤلاء يُحذر منهم ويحذرونهم وليس بأنهم لم يكونوا على هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهدى خلفائه وأصحابه وأئمة التابعين ومن بعدهم .

              س / متى يكون الهجر هجراً صحيحاً شرعياً لأهل البدع وأهل المعاصي ؟ متى يكون ذلك حتى يتحقق الغرض الشرعي من هذا الأصل العظيم ؟

              ج / أولا : الهجر هو الأصل ممن قدر عليه وكان مطاعاً يأتمر الناس بأمره وينتهي بنهيه. هجر أهل البدع وهجر أهل المعاصي هذا هو الأصل حتى يعود إلي رشده ويراجع الحق لكن إذا كان هذا الشخص غير مطاع، و الكفة الراجحة لذلك المبتدع فهنا لا تدعوا إلي الهجر ولا تأمر به لكن كل أنت أن تحذره فلا تزوره ولا تستزيره ولا تحضر مجالسه .

              فإذا سُئلت فقلت أنا لا أأمنه على ديني لا أأمنه على نفسي وقد قدمت لكم أو الكلمة أظن في أول سؤال أو ثاني سؤال ولعله تكرر أن أهل السنة يراعون المصلحة ،ينظرون في المصلحة والمفسدة فإذا كانت المصلحة راجحة في هجر مبتدع وزجره والتحذير منه هجروه وزجروه وحذروا منه وهجروه . وإذا كانت المفسدة أرجع والناس يتألبون على أهل السنة فلا يهجرونه يكتفون بالرد العلمي .

              ولهذا أقول لكم يأيها المستضعفون من أهل السنة اعتصموا انتم بالسنة ولا تجادلوا هؤلاء ولا تخاصموهم اضربوا عنهم صفحاً إذا كان أئمتكم هؤلاء فصلوا معهم ثم اخرجوا ولا تهيجوا عوام الناس ورعاع الناس والذين ليس عندهم فقه في الدين عليكم .


              س / ما قولكم حفظكم الله فمن يقول أجالس صوفياً أخلاقه حسنة أحسن من أجالس سلفياً أخلاقه سيئة ؟

              ج / أولاً : لا أظن أن سلفياَ تشربت عروقه بالسنة وخالطت بشاشتها قلبه أبدا، لا يقولها فالسلفي يبتعد من المبتدعة الصوفية وغيرهم وينحاز إلي أهل السنة ،ولكن ينظر في موجب القول والقائل فإن كان القائل من أهل التحزب والحركيين فليس هذا بغريب عليهم لأنهم ينطلقون شاءوا أم أبوا من قاعدة ( نتعاون فيما اتفقنا عليه ونعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه) .

              وإن كان صاحب سنة ولكن حزَّ في نفسه شيئاً لما يري من جفاء إخوانه عليه وغلظة يري أنها غلطة زادت عن حدها فهذا ما أظنه قالها إلا للزجر ولشدة العتاب فهذا يجب علي إخوانه أن يتعاملوا معه برفق وأن يحسنوا صحبته لا سيما إن كان ذا جاه كبير ومكانه مرموقة في الناس فحسن الصحبة واجبة بين أهل السنة من سعة الصدر والصبر والملاطفة وقد أرد على سني ويرد علي واشتد عليه فيما بينه ويشتد على لكن لا علي سبيل التشهير لا أشهر به ولا اجعله عرضة للحديث في المجالس الخاصة والعامة فلو سئلت عن قول فلان في كذا فقل اخطأ الصواب خلاف ذلك وفلان اعرف عنه انه صاحب سنة لكن ما وفق في هذا .. فتفطنوا بارك الله فيكم إلي الحال وإلى المقال وما يُوجب المقال فإنه كما يقال لكل مقام مقال ...


              س / سائل يسأل عن الفرق بين العقيدة والمنهج ويقول هل بينهم خصوص وعموم أم لا ؟

              ج / العقيدة هي ما تعتقده تديناً لله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره وما يستتبع ذلك من تصديق لخبر الله وخبر رسوله في الماضي والمستقبل ومن ذلك نعيم القبر وعذابه والحوض حوض النبي صلي الله علي وسلم والميزان وغير ذلك .. هذه العقيدة .
              وكذلك يتبع هذا تنزيل الأولياء الصالحين الذين هم أولياء لله متقين لله، أهل سنة وأئمتهم أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم وال البيت منهم خاصة وأئمة التابعين ومن بعدهم فتنزلهم منازلهم من غير غلو . من غير إفراط ولا تفريط وتتولاهم محبة في ذات الله سبحانه وتعالى .

              والمنهج هو الطريق الذي يسلكه المرء في دعوة الناس إلي الله عز وجل، وقاعدته هو الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح واعلموا أن العقيدة والمنهج متلازمان .

              وما أحسن ما قال البربهاري ( رحمه الله ) ( اعلم أن الإسلام هو السنة وأن السنة هي الإسلام ) .

              فالعقيدة والمنهج لا يختل احدهما إلا من خلل في الأخر فالخوارج لما اختل منهجهم كفروا بالكبيرة وحكموا على أن مرتكبها في الدنيا انه كافر حلال الدم والمال وتوصلوا من هذا إلي سبي نساءهم وذراريهم من خللاً في عقيدتهم.
              كذبوا النصوص الصحيحة الثابتة عن النبي صلي الله عليه وسلم في أن المعاصي لا تسلب الإيمان بالكلية وإنما تسلب كماله، ولهذا هم ارتبكوا مع هذا تكذيباً أخر فحكموا على مرتكب الكبيرة إذا مات فإنه خالداً مخلداً في النار .

              والمعتزلة قالوا انه في منزلة بين منزلتين، لا مؤمن ولا كافر بخلاف ما شهدت به النصوص من أية تنزيل وصحيح السنة عن النبي صلي الله عليه وسلم ووافقوا الخوارج فيمن مات علي كبيرة من الكبائر .. وهكذا.
              والمرجئة الغلاة الذين يقولون الإيمان مجرد تصديق أو التصديق مع القول حاصل عقيدتهم بل هم يقررونه لا يضر مع الإيمان ذنب كما لا ينفع مع الكفر طاعة...فأنظر التناقض .

              لا ينفع مع الكفر طاعة صحيح لكن المقيس فاسد لا يضر مع الإيمان ذنب إذا يستوي عندهم السكير العربيد الفاجر مع البر التقي الصائم المصلي، وهذا خلل في العقيدة وخلل في المنهج فهم يوالون ويعادون في هذه العقائد الفاسدة .

              وأهل السنة لايوالون ولا يعادون إلا في الله سبحانه وتعالي فلا تغرنكم شواذ العبادات ولا بنيات الطريق، فالعقيدة والمنهج الذي هو طريق الدعوة إلي الإسلام الخالي من شوب الكفر وشوب البدع ومن المعاصي ...المنهج الصحيح لا يخالف العقيدة الصحيحة أبدا فالإسلام أو الدعوة للإسلام علي منهاج رسول الله صلي الله عليه وسلم يقوم علي عقيدة صحيحة ومنهج سديد صحيح .

              س / متى يكون الإنسان مؤهلاً لان ينكر المنكر ؟

              ج / أولاً: يا بني اعلم أن المنكر علي ثلاث مراتب جاءت في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم انه قال : من رأى منكم منكراً فليغره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الإيمان.

              ولا ادري ماذا تريد بقولك متى يكون مؤهلا لكن أقول لك شيئين.

              أولا : الإنكار بالقلب هذه جميع عباد الله مؤهلون لها لا يعجز عنها احد وأما المرتبتان الأوليان التغير باليد والتغير باللسان فالأولى لمن قدر وامِنَ المفسدة التي هي اكبر من تغير المنكر.
              الثانية هي لأهل العلم الذي يحسنون البيان ويبنون للناس الحق ويحذرونهم من الباطل يأمرونهم بالحلال بالدليل وينهونهم عن الحرام بالدليل يدعونهم إلي السنة بالدليل وينهونهم عن البدع بالدليل , بالحكمة والموعظة الحسنة وإن دعى الأمر جادلوا بالتي هي أحسن .

              والأمر الثاني أو الشيء الثاني : اعلم أنه إذا ترتب علي تغير المنكر مفسدة اكبر منه كان منكراً ( كان تغيره منكراً) ولهذا والله اعلم قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ( من كانت عنده نصيحة لذي سلطان فلا يبديها علانية وليخلوا به وليأخذ بيده فإن قبلها قبلها وإن ردها كان قد أدي ما عليه ) . رواه ابن أبي عاصم و غيره عن عياض بن غلب رضي الله عنه وهو صحيح في مجموع طرقه وقد صححه العلامة الإمام المحدث في هذا العصر بلا منازع الشيخ ناصر رحمه الله .

              فتفطنوا بارك الله فيكم في بعض الأحيان لا تستطيعوا ن تكروا منكراً يبقي عليكم الإنكار بالقلب .

              س / هل يشترط في الرد علي المخالف والتحذير منه على أن يجتمع على التحذير منه وكلامه أهل العلم أم يكفي عالماً واحداً فقط ؟

              ج / هذه قاعدة الجرح والتعديل وملخصها أن(من علم حجة علي من لا يعلم)..فإذا حذر عالم من رجل وقام عليه الدليل بأنه من أهل الأهواء أو من الجهال الذين لا يستحقون الصدارة في العلم والتعلم وكان هذا العالم معروفاً بين الناس بالسنة والاستقامة عليها وتقوي الله سبحانه ومتعالي فإنا نقبل كلامه ونحذر ممن حذرنا منه وإن خالفه مئات ما دام انه أقام الدليل وأقام البينة على ما قاله في ذلكم المحذر منه فهذا هو فرضنا والواجب علينا وإلا ضاعت السنة ... فإن كثير من أهل الأهواء يخفي أمرهم على جمهرة أهل العلم ولا يتمكنون من كشف اعوارهم وهتك أستارهم لأسباب منها البطانة السيئة التي تحول بين هذا العالم السني الجليل القوي وبين وصول ما يهتك به ستر ذلك اللعاب الماكر الغشاش الدساس البطانة السيئة لا يمكن أن يصل إليه الشيخ حتى أنها تحول بينه وبين إخوانه الذين يحبهم في الله فلا يستطيع أن يقرأ كلي شيء .

              ومنها أن يكون ذلك ليس عنده وقت بل وقته كله في العلم والتعلم ومنها أن يكون بعيداً عن هذه الساحة يكون هذا الشخص مثلاً في مصر أو الشام أو المغرب ( عندكم ما تزعلون علينا ) أو مثلا اليمن وهذا العالم الذي في السعودية لا يدري عما يجري في تلك الساحة ما بلغه ثقة بما يري في تلك الساحة أو الساحات . فهو جاهل بحالهم .

              ومنها أن يكون هذا العالم قد نمى إلي علمه وتعلق في فكره أن ذلك الرجل ثقة عنده . فما استطاع أن يصل إلي ما اكتشفه غيره من أهل العلم للأسباب المتقدمة وغيرها . لكن نمى إلي علمه سابقاً انه صاحب سنة أنه يدعوا إلي الله وكان أمامه يظهر السنة وحب أهل السنة والدعوة للسنة ويذكر قصصاً من حياته ومصارعته للأفكار الفاسدة والمناهج الكاسدة ويأتي له بكتب سليمة وما درى عن دسائسه .. فإذا ماذا نصنع ؟ نعمل على كلام ذلك العالم الذي أقام ذلك الدليل وأقام البينة التي توجب الحذر من ذلك الرجل من كتبه وأشرطته وشخصه ... وأما ذلك العالم الجليل فهو علي مكانته عندنا لا نجرحه ولا نحط من قدره ولا نقلل من شأنه بل نعتذر له نقول ما علم هذا لو علم ماعلمنا لكان عليه مثلنا أو اشد منه ...


              والله اعلم نكتفي بهذا ونستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,
              التعديل الأخير تم بواسطة أبو حفص عبد الرحمن السلفي; الساعة 09-May-2012, 01:25 AM.

              تعليق


              • #8
                حفظ الله فضيلة الشيخ الوالد عبيد الجابري وأعلى منزلته
                وكبت الله شانئيه وقصم ظهور مبغضيه وقطع الله لسان من يلمز فيه

                تعليق


                • #9
                  رد: [ شريط ] الحد الفاصل بين معاملة أهل السنة وأهل الباطل :: للشيخ العلامة عبيد بن عبد الله الجابري حفظه الله

                  يرفع للفائدة

                  تعليق

                  يعمل...
                  X