إعـــــــلان

تقليص
1 من 4 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 4 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 4 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
4 من 4 < >

تم مراقبة منبر المسائل المنهجية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-

تعلم إدارة شبكة الإمام الآجري جميع الأعضاء الكرام أنه قد تمت مراقبة منبر المسائل المنهجية - أي أن المواضيع الخاصة بهذا المنبر لن تظهر إلا بعد موافقة الإدارة عليها - بخلاف بقية المنابر ، وهذا حتى إشعار آخر .

وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه .

عن إدارة شبكة الإمام الآجري
15 رمضان 1432 هـ
شاهد أكثر
شاهد أقل

كان العرب يحبون الشرف ويرون أن الكذب من أفحش العيوب المسقطة للرجل أما أهل التشغيب يستخدمونه لإسقاط أهل السنة والجماعة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كان العرب يحبون الشرف ويرون أن الكذب من أفحش العيوب المسقطة للرجل أما أهل التشغيب يستخدمونه لإسقاط أهل السنة والجماعة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله ذي الطول والآلاء وصلى الله على نبينا محمد خاتم الرسل والأنبياء وعلى آله وصحابته الأتقياء
    أما بعد :
    فإن الصراع بين الحق والباطل قديم وليس بالأمس القريب ، فإنه أول ما وقع وقع بين أبونا آدم عليه الصلاة والسلام وبين الإبليس اللعين ثم تعدى الأمر أن وقع هذا الصراع بين ذرية أدم عليه الصلاة والسلام وذلك أول ما حدث الشرك في أرض الله سبحانه وتعالى وعليه انتهكت محارم الله وتعديت حدوده بالباطل والظلم سبحانه وتعالى في علاه وتقدست أسماؤه الحسنة وصفاته العلا ، وتنزه عن الشبيه والنظير والولد والصاحبة الواحد الأحد الصمد الحكيم في أمره العادل في حكمه لا معبود بالحق سواه
    نعم من ثم قام سوق الجهاد بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان والحرب بينهم دول وسجال والغلبة والعاقبة الحسنة لأولياء الرحمن أهل الفرقان والتمييز والتمايز المتقين الصابرين الثابتين ثبوت الجبال الراسية الشامخة العالية لا تزلزلها عواصف وزوابع الشبهات والشهوات المزخرفة المسمومة المعروضة في الطبق من العسل
    ولكن عند التحقيق والتدقيق والتفتيش والتنقيب ما تجدها إلا حيل شيطانية قديمة لكنها بثوبها القشيب الجديد تحت غطاء السلفية ـ كبرت كلمة تخرج من أفواههم ـ والسلفية بريئة من أفعالهم وأقوالهم ، وإن لم نقول أنها بريئة منهم هم على ما عليه بعضهم من المكر والخديعة والدهاء في استعمال أساليب الشر لإسقاط مشايخ أهل السنة والجماعة وتلامذتهم النجباء الأذكياء الأتقياء
    وأيضا مما يتمتعون به من الذكاء ـ غير الزكاء ـ للتشويش والتشغيب والتلبيس للأصول الصحابية السلفية القوية المتينة المبنية على الحكمة والعدل والعلم والرحمة
    والأدهى والأمر والعجب من أساليب القوم المسلوكة ألا وهو ترويجهم للكذب فيما بينهم وأنه بضاعتهم الفريدة لإسقاط مشايخ وطلبة العلم أهل السنة والجماعة
    وإنا لنعجب من القوم تحلوا بخلق كان عرب أهل الجاهلية يتورعون ويتنزهون عنه ويستحيون أن يوصفوا به أو أن يطلع على أحدهم أنه كذب كذبة واحدة لا الاثنين أو ثلاثة أين هم من قصة الصحابي الجليل أبوسفيان بن حرب رضي الله عنه مع هرقل مع إنها متداولة مدونة في كتب الحديث والسلوك والسير والتاريخ والتفسير والعقائد
    وهذا الشيء معروف معلوم متداول أيضا في أشعارهم وأنهم كانوا يتحلون بالصدق في كلامهم
    وهذا من مكارم الأخلاق التي كانوا يحافظون عليها مع ما فيهم من الشجاعة والفحولة والرجولة وإكرام الضيف وتعظيمهم لبيت الله الحرام و إطعام الطعام
    قال الإمام ناصر الدين الألباني رحمه الله في (السلسلة الصحيحة 1/ 43):
    ((إطعام الطعام ، و هو من العادات الجميلة التي امتاز بها العرب على غيرهم من الأمم ، ثم جاء الإسلام و أكد ذلك أيما توكيد كما في هذا الحديث الشريف ، بينما لا تعرف ذلك أوربا ، و لا تستذوقه ، اللهم إلا من دان بالإسلام
    منها كالألبان و نحوهم ، و إن مما يؤسف له أن قومنا بدؤوا يتأثرون بأوربا في طريقة حياتها ، ما وافق الإسلام منها و ما خالف ، فأخذوا لا يهتمون بالضيافة و لا يلقون لها بالا ، اللهم إلا ما كان منها في المناسبات الرسمية ، و لسنا نريد هذا بل إذا جاءنا أي صديق مسلم وجب علينا أن نفتح له دورنا ، و أن نعرض عليه ضيافتنا ، فذلك حق له علينا ثلاثة أيام ، كما جاء في الأحاديث الصحيحة ،و إن من العجائب التي يسمعها المسلم في هذا العصر الاعتزاز بالعربية ، ممن لا يقدرها قدرها الصحيح ، إذ لا نجد في كثير من دعاتها اللفظيين من تتمثل فيه الأخلاق العربية ، كالكرم ، و الغيرة ، و العزة ، و غيرها من الأخلاق الكريمة التي هي من مقومات الأمم ،
    و رحم الله من قال :و إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا و أحسن منه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنما بعثت لأتمم مكارم ( و في رواية صالح ) الأخلاق " .)) انتهى
    و قال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في شرح حديث أبي سفيان صخر بن حرب رضي الله عنه ـ سابق الذكر ـ في قصة هرقل أنه قال له (( فماذا يأمركم يعني النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو سفيان قلت يقول اعبدوا الله وحده لا تشركوا به شيئاً واتركوا ما يقول آباؤكم ويأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والصلة )) متفق عليه قال في شرح رياض الصالحين ((ويقول اتركوا ما كان عليه آباؤكم انظر كيف الصدق بالحق كل ما كان عليه آباؤهم من عبادة الأصنام أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بتركه وأما ما كان عليه آباؤهم من الأخلاق الفاضلة فإنه لم يأمرهم بتركه كما قال الله تعالى{ قل إن الله لا يأمر بالفحشاء } فالحاصل أن الرسول عليه الصلاة والسلام أمر أمته الذين باشر دعوتهم أن يدعو ما كان عليه آباؤهم من الإشراك بالله .)) انتهى
    فما يرجى من قوم أهل الجاهلية أصدق منهم وأخلق ؟!!!!
    أي علم سيبثونه وأي جيل سيربونه وأي مستقبل سيبنونه وأي نصر سيظفرون به بالله عليكم
    ولو تفحص وتدبر وتأمل الحصيف ما هو السبب الذي أوقع القوم فيما هم فيه من التهور والطيش والسفه ودنأة الأخلاق وفساد المعيار والمزاج
    لوجد أن القوم دخلهم الخلل وأتوا الفساد بسبب فقدان موانع التدين والخوف من رب العالمين وغيرهما من الموانع التي ذكرها العلامة عبد الرحمن المعلمي رحمه الله في كتابه ( التنكيل ) فوقعوا فيما لم يقع فيه غالب أصحاب الرأي وغلاة المقلدين واكثر المتكلمين من الكذب الصراح واتهام أئمة الحديث والرواة الذين وثقهم أهل الحديث وإنما يحملون على الخطأ والغلط والتأويل وذلك معروف في كتب أصحاب الرأي والمقلدين
    أما قومنا فلا ، إنما يكيلون لأئمتنا بكيل التهم الباطلة والبهتان واختلاق الكذب الصراح مما تضحك منه الثكلى وسلفهم في ذلك كتاب العصر المقتدون بكتاب الإفرنج ومحمد زاهد الكوثري وتلامذته
    قال العلامة عبد الرحمن المعلمي اليماني رحمه الله في كتابه القيم ( التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل ) ( ج 1 ص 27ـ 28 ـ 29 ـ 30 ط مكتبة المعارف ) :
    ((ومع هذا كله فغالب أصحاب الرأي وغلاة المقلدين وأكثر المتكلمين لم يقدموا على اتهام الرواة الذين وثقهم أهل الحديث، وإنما يحملون على الخطأ والغلط والتأويل وذلك معروف في كتب أصحاب الرأي والمقلدين، أما الأستاذ ـ أي : الكوثري ـ فبرز على هؤلاء جميعاً!
    وأما كتاب العصر فإنهم مقتدون بكتاب الإفرنج الذين يتعاطون النظر في الإسلاميات ونحوها وهم مع ما في نفوسهم من الهوى والعداء للإسلام إنما يعرفون الدواعي إلى الكذب ولا يعرفون معظم الموانع منه.فمن الموانع التدين والخوف من رب العالمين الذي بيده ملكوت الدنيا والآخرة وقد قال سبحانه {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللَّهِ} وفي (الصحيح) عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم «علامة المنافق ثلاث وإن صام وزعم أنه مسلم إذا حدث كذب وإذا أتمن خان وإذا وعد أخلف» وإخلاف الوعد أغلب ما يكون إذا كان الوعد كذباً، والخيانة تعتمد الكذب كما لا يخفى.
    وقال أبو بكر الصديق «الكذب مجانب للإيمان» فأما توهم حل الكذب في مصلحة الدين فلا يكون إلا من أجهل الناس وأشدهم غفلة لأن حظر الكذب مطلقاً هو من أظهر الأحكام الشرعية.
    وأولئك الكتاب لا يعرفون هذا المانع لأنهم لا يجدونه في أنفسهم ولا يجدون فيمن يخالطونه من تقهرهم سيرته على اعتقاد اتصافه بهذا المانع لضعف الإيمان في غالب الناس ورقة التدين. ولا يعرفون من أحوال سلف المسلمين ما يقهرهم على العلم باتصافهم بذلك المانع لأنهم إنما يطالعون التواريخ وكتب الأدب كـ (الأغاني) ونحوها وهذه الكتب يكثر فيها الكذب والحكايات الفاجرة، كان فجرة الإخباريين يضعون تلك الحكايات لأغراض منها دفع الملامة عن أنفسهم - يقولون ليس هذا العيب خاصاً بنا بل كان من قبلنا كذلك حتى المشهورون بالفضل. ومنها ترويج الفجور والدعاية إليه ليكثر أهله فيجد الداعي مساعدين عليه ويقوي عذره.
    ومنها ترغيب الأمراء والأغنياء في الفجور وتشجيعهم عليه ليجد الدعاة المتأدبون مراعي خصبة يتمتعون فيها بلذاتهم وشهواتهم.
    ومنها التقرب إلى الأمراء والأغنياء بالحكايات الفاجرة التي يلذ لهم سماعها إلى غير ذلك. وما يوجد في تلك الكتب من الصدق إنما يصور طائفة مخصوصة كالأمراء المترفين والشعراء والأدباء ونحوهم. ولو عكف أولئك الكتاب على كتب السنة ورجالها وأخبارهم لعلموا أن هذه الطائفة وهي طائفة أصحاب الحديث كان ذلك المانع غالباً فيهم. وقد احتج بعضهم بما في (الأغاني) في أخبار عمر بن أبي ربيعة من طريق عبد العزيز بن أبي ثابت (وهو عبد العزيز بن عمران) عن محمد بن عبد العزيز عن ابن أبي نهشل عن أبيه قال قال لي أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث ابن هشام ... » ولو راجع تراجم هؤلاء في كتب رجال الحديث وفكر في أحوالهم وفي حال القصة لعلم بطلان القصة حتماً.
    ومن الموانع خوف الضرر الدنيوي، وأولئك الكتاب يعرفون شرط هذا المانع وهو الضرر المادي فإنهم يعلمون أن أرباب المصانع والمتاجر الكبيرة يتجنبون الخيانة والكذب في المعاملات خوفاً من أن يسقط اعتماد المعاملين عليهم فيعدلوا إلى معاملة غيرهم. بل أصحاب المصانع والمتاجر الصغيرة يجرون على ذلك غالباً وإلا لكانت الخصومات مستمرة في الأسواق بل لعلها تتعطل الأسواق فليتدبر القارئ ذلك. فأما الشطر المعنوي فإن أولئك الكتاب لا يقدرون قدره فأقول: كان العرب يحبون الشرف ويرون أن الكذب من أفحش العيوب المسقطة للرجل وفي أوائل (صحيح البخاري) في قصة أبي سفيان بن حرب أن هرقل لما جاءه كتاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم دعا بمن كان بالشام من تجار قريش فأتى بأبي سفيان ورهط معه قال «ثم دعاهم ودعا ترجمانه وقال: أيكم أقرب نسباً بهذا الرجل الذي يزعم أنه نبي؟ قال أبو سفيان: قلت: أنا أقربهم نسباً، قال أدنوه مني وقربه أصحابه فجعلوهم عند ظهره، ثم قال لترجمانه: قل لهم أني سائل هذا عن هذا الرجل فإن كذبني فكذبه قال: فوالله لولا الحياة من أن يأثروا عليَّ كذباً لكذبت عليه قال ابن حجر في «فتح الباري» : وفي قوله يأثروا دليل دون قوله يكذبوا دليلاً على أنه كان واثقاً منهم بعدم التكذيب أن لو كذب لاشتراكهم معه في عداوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لكنه ترك ذلك استحياءً وأنفة من أن يتحدثوا بعد أن يرجعوا فيصير عند سامعي ذلك كذاباً وفي رواية ابن اسحق التصريح بذلك» أقول وهذا هو الذي أراده هرقل ثم جاء الإسلام فشدد في تقبيح الكذب جداً حتى قال الله عز وجل {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللَّهِ} وروي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن رجلاً كذب عليه فبعث علياً والزبير وقال «أذهبا فإن أدركتماه فاقتلاه» .
    وتوهم رجل من صغار الصحابة أمراً وأخبره بما توهمه وما يقتضيه ففضحه الله عز وجل إلى يوم القيامة إذ أنزل فيه {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا} ، ثم كان الصحابي يرى إكرام التابعين له وتوقيرهم ويبجلهم ما لا يخفي أثره على النفس ويعلم أنه إن بان لهم من أنه كذب كذبة سقط من عيونهم ومقتوه واتهموه بأنه لم يكن مؤمناً وإنما كان منافقاً.
    وقد كان بين الصحابة ما ظهر واشتهر من الاختلاف والقتال ودام ذلك زماناً ولم يبلغنا عن أحد منهم أنه رمى مخالفه بالكذب في الحديث، وكان التابعون إذا سمعوا حديثاً من صحابي سألوا عنه غيره من الصحابة ولم يبلغنا أن أحداً منهم كذب صاحبه غاية الأمر أنه قد يخطئه، وكان المهلب بن أبي صفرة في محاربته الأزارقة يعمل بما رخص فيه للمحارب من التورية الموهمة فعاب الناس عليه ذلك حتى قيل فيه:
    أنت الفتى كل الفتى ... لو كنت تصدق ما تقول
    ثم كان الرجل من أصحاب الحديث يرشح لطلب الحديث وهو طفل، ثم ينشأ دائباً في الطلب والحفظ والجمع ليلاً ونهاراً ويرتحل في طلبه إلى أقاصي البلدان ويقاسى المشاق الشديدة كما هو معروف في أخبارهم ويصرف في ذلك زهرة عمره إلى نحو ثلاثين أو أربعين سنة وتكون أمنيته الوحيدة من الدنيا أن يقصده أصحاب الحديث ويسمعوا منه ويرووا عنه، وفي (تهذيب التهذيب) ج 11ص 183 «قال عبد الله بن محمود المروزي: سمعت يحيى بن أكثم يقول: «كنت قاضياً وأميراًووزيراً ما ولج سمعي أحلى من قول المستملي (1) من ذكرت؟ رضي الله عنك» وفيه ج 6 ص 314: «روي عن عبد الرزاق أنه قال: حججت فمكثت ثلاثة أيام لا يجيئني أصحاب الحديث فتعلقت بالكعبة وقلت: يا رب مالي أكذاب أنا؟ أمدلس أنا؟ فرجعت إلى البيت فجاءوني» وقد علم طالب الحديث في أيام طلبه تشدد علماء الحديث وتعنتهم وشدة فحصهم وتدقيقهم حتى إن جماعة من أصحاب الحديث ذهبوا إلى شيخ ليسمعوا منه فوجدوه خارج بيته يتبعوا بغلة له قد انفلتت يحاول إمساكها وبيده مخلاة يريها البغلة ويدعوها لعلها تستقر فيمسكها فلاحظوا أن المخلاة فارغة فتركوا الشيخ وذهبوا وقالوا أنه كذاب كذب على البغلة بإيهامها أن المخلاة شعيراً والواقع أنه ليس فيها شيء. وفي (تهذيب التهذيب) ج 11ص 284 «وقال هارون بن معروف: قدم علينا بعض الشيوخ من الشام فكنت أول من بكر عليه فسألته أن يملي علي شيئاً فأخذ الكتاب يملي فإذا بإنسان يدق الباب فقال الشيخ من هذا؟ ... فإذا بآخر يدق الباب قال الشيخ من هذا؟ قال: يحيى بن معين، فرأيت الشيخ ارتعدت يده ثم سقط الكتاب من يده. وقال جعفر الطيالسي عن يحيى بن معين: «قدم علينا عبد الوهاب ابن عطاء فكتب إلى أهل البصرة: وقدمت بغداد وقبلني يحيى ابن معين والحمد لله»
    فمن تدبر أحوال القوم بان له أنه ليس العجب ممن تحرز عن الكذب منهم طول عمره وإنما العجب ممن اجترأ على الكذب، كما أنه من تدبر كثرة ما عندهم من الرواية وكثرة ما يقع من الالتباس والاشتباه وتدبر تعنت أئمة الحديث بان له أنه ليس العجب ممن جرحوه بل العجب ممن وثقوه.
    ومن العجب أن أولئك الكتاب يلاحظون الموانع في عصرهم هذا بل في وقائعهم اليومية فيعلمون من بعض أصحابهم أنه صدوق فيثقون بخبره ولو كان مخالفاً لبعض ما يظهر لهم من القرآن بحيث لو كان المدار على القرائن لكان الراجح خلاف ما في الخبر، ويعرفون آخر بأنه لا يتحرز عن الكذب فيرتابون في خبره ولو ساعدته قرائن لا تكفي وحدها لحصول الظن، وهكذا يصنعون في أخبار مكاتبي الصحف وفي الصحف أنفسها فمن الصحف ما تعود الناس منها أنها لا تكاد تنقل إلا الأخبار الصحيحة فيميلون إلى الوثوق بما يقع فيها وإن خالف القرائن، وفيها ما هو على خلاف ذلك. وبالجملة فلا يرتاب عاقل أن غالب مصالح الدنيا قائمة على الأخبار الظنية، ولو التزم الناس أن لا يعملوا بخبر من عرفوا أنه صدوق حتى توجد قرائن تغني في حصول الظن عن خبره لاستغنوا عن الأخبار بل لفسدت مصالح الدنيا.
    ولست أجهل ولا أجحد ما في طريقة الكتاب من الحق ولكني أقول: ينبغي للعاقل أن يفكر في الآراء التي يتظناها العقلاء في عصرهم نفسه بناء على العلامات والقرائن أليس يكثر فيها الخطأ؟ هذا مع تيسر معرفتهم بعصرهم وطباع أهله وأغراضهم وسهو لة الإطلاع على العلامات والقرائن، فما أكثر ما يقع لأحدنا كل يوم من الخطأ يتراءى أن القرائن والأمارات تقتضي وقوع العمر ثم لا يقع، وتقتضي أن لا يقع، ثم يقع، فما بالك بالأمور التي مضت عليها قرون ولا سيما إذا لم يتهيأ للناظر تتبع ما يمكن معرفته من القرائن والأمارات ولم يلاحظ الموانع، فأما إذا كان له هوى فالأمر أوضح. والناظر إنما يشتد حرصه على الإصابة في القضايا العصرية لأنه يخشى انكشاف الحال فيها على خلاف ما زعم، فأما التي مضت عليها قرون والباحثون عنها قليل فإنه لا يبالي، اللهم إلا أن يكون متديناً محترساً من الهوى، على أن الأستاذ لم يخلص لطريقة الكتاب بل كثيراً ما يرمي بالقرائن القوية والدلالات الواضحة خلف ظهره ويحاول اصطناع خلافها وسد الفراغ بالتهويل والمغالطة كما سترى أمثلة من ذلك في هذا الكتاب وأسال الله لي وله التوفيق. )) انتهى كلامه رحمه الله
    فليتدبر طالب العلم الحصيف الذكي كلام الشيخ الهمام عبدالرحمن المعلمي قدس الله روحه جيدا ففيه فوائد جمة وأصول مهمة وأداب رفيعة ينبغي لطالب العلم والحديث أن يتحلى بها
    والحمد لله رب العالمين

    أبو أنس بشير بن سلة
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو عاصم عمرو بن حسين; الساعة 06-Feb-2011, 09:12 PM.
يعمل...
X