إعـــــــلان

تقليص
1 من 4 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 4 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 4 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
4 من 4 < >

تم مراقبة منبر المسائل المنهجية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-

تعلم إدارة شبكة الإمام الآجري جميع الأعضاء الكرام أنه قد تمت مراقبة منبر المسائل المنهجية - أي أن المواضيع الخاصة بهذا المنبر لن تظهر إلا بعد موافقة الإدارة عليها - بخلاف بقية المنابر ، وهذا حتى إشعار آخر .

وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه .

عن إدارة شبكة الإمام الآجري
15 رمضان 1432 هـ
شاهد أكثر
شاهد أقل

خطبة الجمعة "مستريح ومستراح منه" للشيخ عبد الرزاق البدر -حفظه الله تعالى- 1 من ذي الحجة 1432هـ [mp3]

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [صوتية] خطبة الجمعة "مستريح ومستراح منه" للشيخ عبد الرزاق البدر -حفظه الله تعالى- 1 من ذي الحجة 1432هـ [mp3]

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    ''مستريح ومستراح منه'' (خطبة الجمعة)
    للشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر ـ حفظه الله تعالى ـ
    تاريخ إلقاء الخطبة: الجمعة 1 من ذي الحجة 1432هـ الموافق ل 28/10/2011م

    للتحميل بصيغة mp3 (الحجم = 4 mb): هنــــــا
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
    المصدر: موقع الشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله www.al-badr.net
    الملفات المرفقة

  • #2
    رد: خطبة الجمعة &quot;مستريح ومستراح منه&quot; للشيخ عبد الرزاق البدر -حفظه الله تعالى- 1 من ذي الحجة 1432هـ [mp3]

    بسم الله الرحمن الرحيم

    وللتحميل (بصيغة rm - صوتية ) اضغط هنا
    وللتحميل (بصيغة doc - مقروءة ) اضغط هنا
    وفيها تنويه بوفاة أهل الطاعات من الأمراء ( الأمير سلطان –رحمه الله- ) ووفاة أهل الكبر والبغي من الأمراء ( القذافي )

    كما ورد في الحديث : عَنْ أَبِي قَتَادَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ
    أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مُرَّ عَلَيْهِ بِجِنَازَةٍ فَقَالَ: ((مُسْتَرِيحٌ وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ))
    قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا الْمُسْتَرِيحُ وَالْمُسْتَرَاحُ مِنْهُ؟
    قَالَ: ((الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ مِنْ نَصَبِ الدُّنْيَا وَأَذَاهَا إِلَى رَحْمَةِ اللَّهِ،وَالْعَبْدُ الْفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ مِنْهُ الْعِبَادُ وَالْبِلَادُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ))رواه البخاري ومسلم في صحيحهما.

    تعليق


    • #3
      رد: خطبة الجمعة &quot;مستريح ومستراح منه&quot; للشيخ عبد الرزاق البدر -حفظه الله تعالى- 1 من ذي الحجة 1432هـ [mp3]

      التفريغ منقول من موقع الشيخ عبد الرزاق البدر -حفظه الله- www.al-badr.net
      -----
      التفريغ:
      مستريح ومستراح منه
      خطبة جمعة بتاريخ / 1-12-1432 هـ

      الحمد لله ولي المتقين ، وهو يتولى الصالحين ، أحمده تبارك وتعالى بمحامده التي هو لها أهل ، وأثني عليه الخير كله لا أحصي ثناءً عليه هو جل وعلا كما أثنى على نفسه ، أحمده سبحانه وتعالى على نعمه المتوالية وآلائه المتتالية وعطاياه التي لا تُعَدُّ ولا تحصى ، أحمده سبحانه وتعالى على كل نعمةٍ أنعم بها علينا في قديمٍ أو حديث أو سرٍّ أو علانية أو خاصة أو عامة ، له الحمد تبارك وتعالى حتى يرضى وله الحمد إذا رضي ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله الأولين والآخرين وقـيُّوم السماوات والأرضين المعبود بحق ولا معبود بحق سواه ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيُّه وخليله وأمينه على وحيه ومبلِّغ الناس شرعه ، ما ترك خيراً إلا دل الأمة عليه ولا شراً إلا حذَّرها منه ؛ فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد أيها المؤمنون عباد الله : اتقوا الله تعالى ؛ فإن في تقوى الله جل وعلا خَلَفاً من كل شيء ، وليس من تقوى الله خلف .

      أيها المؤمنون عباد الله : إن الأمراء والولاة الذين يلون أمر المسلمين هم على صنفين لا ثالث لهما :
      % صنفٌ - عباد الله - قاموا في ولايتهم بالعدل والإنصاف ، والرحمة والإحسان ، والقيام بالحقوق خوفاً من الله عز وجل وطلباً لرضاه سبحانه وتعالى .
      % وصنفٌ آخر لم يكونوا كذلك بل كانوا بخلاف ذلك ؛ تعسفاً وتعدِّيا ، وظلماً وبغيا ، وتجاوزاً وعدوانا ، وتكبُّراً وطغيانا ، إلى غير ذلك من المعاني السيئات والتصرفات الرديئات التي لا تُنْبِئُ عن مخافةٍ من الله ولا سعيٍ في طلب رضاه سبحانه وتعالى .

      عباد الله : والصنف الأول من هؤلاء صنفٌ محبوب إلى القلوب ؛ يحبُّه العباد ويكثرون له من الدعاء ولا يذْكرونه إلا بالخير ، وأما الصنف الآخر فإنه صنفٌ تبغِضه النفوس وتكرهه القلوب ولا يُذكَر إلا بإساءاته وعدوانه .
      عباد الله : وتأملوا في بيان ذلك جملةً من الأحاديث الصِّحاح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مخرَّجة في الصحيحين وفي غيرهما ومن ذلكم :
      ما رواه مسلم في صحيحه عن عوف بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( خِيَارُ أَئِمَّتِكُمْ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ ، وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمْ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ )) .
      وروى الترمذي بإسناد ثابت عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخِيَارِ أُمَرَائِكُمْ وَشِرَارِهِمْ ؛ خِيَارُهُمْ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ وَتَدْعُونَ لَهُمْ وَيَدْعُونَ لَكُمْ ، وَشِرَارُ أُمَرَائِكُمْ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ )) .
      وروى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي قتادة بن رِبْعِيّ الأنصاري رضي الله عنه أنه كان يحدِّث أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرَّ عَلَيْهِ بِجِنَازَةٍ فَقَالَ : (( مُسْتَرِيحٌ وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ )) ، قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْمُسْتَرِيحُ وَالْمُسْتَرَاحُ مِنْهُ ؟ قَالَ : (( الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ مِنْ نَصَبِ الدُّنْيَا وَأَذَاهَا إِلَى رَحْمَةِ اللَّهِ ، وَالْعَبْدُ الْفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ مِنْهُ الْعِبَادُ وَالْبِلَادُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ )) .
      وعَنْ أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ : (( مُرَّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِجِنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا خَيْرًا فِي مَنَاقِبِ الْخَيْرِ فَقَالَ وَجَبَتْ ، ثُمَّ مَرُّوا عَلَيْهِ بِأُخْرَى فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا شَرًّا فِي مَنَاقِبِ الشَّرِّ فَقَالَ وَجَبَتْ ؛ إِنَّكُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ)) رواه ابن ماجه ، وهو مخرَّج في الصحيحين بنحوه من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه .

      أيها المؤمنون عباد الله : هذان صنفان من الأمراء ؛ صنفٌ بموته وفقْده يألَم المؤمنون ويحزن عباد الله ويتأثرون لفقده تأثراً عظيما ؛ لما علِموه من نبيل أخلاقه ، وجمال آدابه وحُسن وفائه ، وتمام قيامه بالعدل والإنصاف ، وحرصه على أداء الحقوق والواجبات ، مع العلم بأن كل بشرٍ لا يخلو من نقص أو تقصير ؛ لكن تلك السجايا الكريمة والمزايا العظيمة والأيادي البيضاء والبذل والإحسان لا تُنسى بل لا تزال تُذكر فتُشكر لأهل المعروف ويُدعى لهم ويُثنى عليهم والقلوب تحبهم ولا يُذكرون إلا بالخير والجميل . وأما الصنف الآخر - عباد الله - فإنَّ فقْده وهلكته يُعَدُّ فرحاً عظيما يفرح المؤمنون بفقده ويعَدُّ إنزياحه عن الناس ليس أمراً مريحاً للعباد بل كما قال عليه الصلاة والسلام : (( يَسْتَرِيحُ مِنْهُ الْعِبَادُ وَالْبِلَادُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ )) ، الله أكبر !! كل هؤلاء بهلكة الظالم الفاجر الطاغي المتكبر يستريحون لسلامتهم من شره وأذاه .

      عباد الله : وإذا كنَّا نقرأ هذه المعاني في أحاديث الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام وفي كلماته النيرات صلوات الله وسلامه عليه فإننا ولاسيما في هذه الأيام نرى شاهد الحال على ذلك واقعاً ملموساً وأمراً مشاهداً محسوسا .

      أيها المؤمنون عباد الله : كم هو ذلك الألم الذي انتاب قلوب المؤمنين عندما علموا بوفاة سلطان الخير - ولي عهد هذه البلاد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان ابن عبد العزيز آل سعود رحمه الله تعالى وغفر له - ذلكم الرجل الذي أحبه المؤمنون لأخلاقه الجميلة وفعاله النبيلة وأياديه البيضاء التي عُرف بها منذ صِغَره ونعومة أظفاره ، وكان يعرف بسلطان الخير ، ويعرف بالأمير المبتسم ، ويعرف بأوصافٍ جميلة حسنةٍ طيبة يعرفها الخاص والعام ، ولما علِم الناس بوفاته تأثروا لذلك تأثراً عظيما وحزِنوا لذلك حزناً كبيرا مع التسليم لله جل وعلا بما قضى سبحانه وقدَّر ؛ فله جل وعلا ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده إلى أجل مسمى ولا نقول إلا ما يرضي الله سبحانه وتعالى ، ونسأله جل في علاه أن يغفر للأمير سلطان ، وأن يجزيه عنا وعن المسلمين خير الجزاء ، وأن يضاعف مثوبته وأن يرفع درجته وأن يسكنه الفردوس الأعلى . وأحسب ولا أزكي على الله أحدا أن له حظاً ونصيباً من قول نبينا عليه الصلاة والسلام في خيار الأمراء قال : ((الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ وَتَدْعُونَ لَهُمْ وَيَدْعُونَ لَكُمْ)) .

      عباد الله : وإذا نظرنا في توديعه رحمه الله تعالى ؛ كيف أن الله عز وجل جمع المسلمين على الصلاة عليه - صلاة الحاضر وصلاة الغائب - ولم تؤدَّ صلاة الغائب عليه في هذه البلاد فقط ! بل أدِّيت في كثير من الأماكن من ديار المسلمين لأنه فقيد للمسلمين بما عُرف عنه من مآثر وأعمالٍ جليلات ، ووافق صلاة الغائب عليه امتلاء المسجدين المسجد الحرام ومسجد النبي صلى الله عليه وسلم بوفود الرحمن حجاج بيت الله الحرام الذين دعاهم الله عز وجل فأجابوه وسألوه سبحانه فأعطاهم ؛ وهذه كلها من مبشرات الخير .
      عباد الله : وإذا نظرنا في الشق الآخر والصنف الآخر من الأمراء الذين يلعنون الناس ويلعنهم الناس ، ويبغضون الناس ويبغضهم الناس ، ولا يُذكَرون إلا بسوء فعالهم وسيِّئ أحوالهم وشناعة تصرفاتهم ؛ فها هو شاهد الحال على ذلك : أعني ذلك الرجل الذي أمضى ما يزيد على أربعين سنة ، سنوات عجاف مؤلمات في ظلمٍ واضطهاد ، وبغيٍ وعدوان ، وجرأةٍ على دين الله تبارك وتعالى ، وتعدٍّ على عباد الله المؤمنين في صور شنيعة وأمورٍ مؤلمة فظيعة يطول المقام في عدِّها ، ولم يكتفِ في فعاله بالإساءة للعباد بل تهكم بالسنة النبوية وسخر بها ، وزعم تحريفاً للكتاب ، وسخِر بالطائفين ببيت الله العتيق ، وأنكر الشفاعة يوم القيامة إلى غير ذلكم من التجاوزات والتعدِّيات على دين الله وشرع الله سبحانه وتعالى في عنجهيَّةٍ وطغيان وظلمٍ وعدوان وتكبُّرٍ على عباد الله تبارك وتعالى وتكبر على الحق البين والهدى المستقيم ؛ فكانت قلوب أهل الإيمان ولا تزال مبغضةً له تتمنى هلكته ومفارقته لهذه الحياة وأن ينزاح هذا الهم والغم عن عباد الله المؤمنين ، والأمر لله سبحانه وتعالى من قبل ومن بعد يُمْهِلُ ولا يُهْمِل {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ }[هود:102] .

      عباد الله : وعندما هلك ذلك الرجل كانت هلكته عبرة للمعتبرين وعظة للمتعظين ؛ فلم يبقَ عنده يوم هلكته من زبانيته وأعوانه وشرذمته ومناصريه لم يبقَ من هؤلاء أي أحد بل تفرقوا عنه شذَر مذَر .

      عباد الله : وأما الصلاة عليه فإنه لم يصلِّ عليه إلا أشخاص يُعدُّون على أصابع اليدين بل لا يبلغون عدد أصابع اليدين ، نعم عباد الله ! لم يصلِّ عليه إلا ثمانية أشخاص من أقربائه والشيوخ المقربين عنده صلُّوا عليه وقاموا بمواراته ، وأما أهل الإيمان فإنهم قد حمدوا الله عز وجل أن منَّ عليهم بإزاحة هذا الظلم وإبعاد هذا الطغيان ، ولله الأمر جل في علاه من قبل ومن بعد .
      ففرقٌ - عباد الله - بين من صلى عليه كل المؤمنين وبين من حاله كما علمتم ؛ ألا فليتعظ من بقلبه إيمان وخوفٍ من الرحمن وتذكر لمفارقة هذه الحياة ، وعند المفارقة تتبين كثير من الحقائق وتتجلى كثير من الأمور .

      عباد الله : ونهنئ أنفسنا بأمر خادم الحرمين الشريفين ليلة البارحة بتولية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز ولياً للعهد ورئيساً لمجلس الوزراء ووزيراً للداخلية ؛ وهو ذلك الرجل الذي عُرف بكفاءته وقدرته وفضله ونُبله وجميل إحسانه وطيِّب أخلاقه . فنسأل الله عز وجل أن يعينه على ما ولاَّه ، وأن يسدده جل في علاه ، وأن يوفقه وأن لا يكله إلى نفسه طرفة عين ، ونسأله تبارك وتعالى أن يحفظ خادم الحرمين وأن يُمِدَّ في عمره على طاعة الله ، وأن يُعِزَّ به دينه وأن يحفظ به البلاد ، وأن يرزقه البطانة الصالحة الناصحة فحقه على المؤمنين الدعاء والنصيحة كما هو أمر النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ، ونسأله جل في علاه أن يولِّي على المسلمين في كل مكان خيارهم وأن يصرف عنهم شرارهم ؛ فهو جل وعلا ولي التوفيق والسداد .
      أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم .

      الخطبة الثانية :
      الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.
      أما بعد عباد الله : اتّقوا الله تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا }[الأحزاب:70-71] .

      أيها المؤمنون عباد الله : هنيئاً لنا أجمعين بهذه الأيام المباركات والعشر الفاضلات الكريمات المباركات ؛ العشر الأول من شهر ذي الحجة خير أيام الله وأفضلها ، ففي صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((مَا الْعَمَلُ فِي أَيَّامٍ أَفْضَلَ مِنْهَا فِي هَذِهِ ، قَالُوا وَلَا الْجِهَادُ ؟ قَالَ وَلَا الْجِهَادُ إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ))

      أيها المؤمنون عباد الله : إنها أيامٌ فاضلة وأوقاتٌ كريمة ولحظاتٌ نفيسة والتجارة فيها رابحة ، إنها أيام العمل الصالح ومجاهدة النفس على طاعة الله بأنواع الأعمال الصالحات وأبواب الخير المتنوعات ؛ فلنغتنم هذه الأيام ونحن في يومها الأول ، لنغتنم هذه الأيام حفاظاً على طاعة الله وعنايةً بعبادة الله ، وأفضل ما تقرَّب به المتقرب إلى الله المحافظة على فرائض الإسلام وواجبات الدين والتقرب إليه سبحانه بالبعد عن الحرام وتجنُّب الآثام ثم التنافس والتسابق في الخيرات والرغائب والمستحبات . فالله الله عباد الله أروا الله تعالى من أنفسكم خيرا وتعرضوا للرحمات في الأوقات الفاضلات ، وعليكم بمجاهدة النفس مع الاستعانة بالله جل وعلا . أسأل الله عز وجل أن يغنِّمنا هذه العشر ، وأن يوفقنا أجمعين لحُسن اغتنامها وحُسن العبادة فيها . اللهم أعِنَّا فيها وفي كل وقت على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك .
      واعلموا رعاكم الله أن أصدق الحديث كلام الله وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ، وعليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة .
      وصلُّوا وسلِّموا رعاكم الله على محمد بن عبد الله كما أمركم الله بذلك في كتابه فقال : ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً[الأحزاب:٥٦] ، وقال صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا)) .وأكثروا من الصلاة والسلام عليه في ليلة الجمعة ويومها لأمره صلى الله عليه وسلم بذلك ، ولذلكم قال الشافعي رحمه الله : " وأحب كثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في كل حال ، وأنا في يوم الجمعة وليلتها أشد استحبابا".

      اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد . وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين الأئمة المهديين أبى بكرٍ وعمر وعثمان وعلي ، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين ، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين ، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.

      اللهم انصر من نصر دينك وكتابك وسنة نبيك محمد صلى عليه وسلم ، اللهم وعليك بأعداء الدين فإنهم لا يعجزونك ، اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك اللهم من شرورهم . اللهم آمنا في أوطاننا ، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا ، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين .
      اللهم آت نفوسنا تقواها ، وزكها أنت خير من زكاها ، أنت وليُّها ومولاها ، اللهم يا ربنا ويا مولانا ويا ذا الجلال والإكرام أهِلَّ علينا شهرنا المبارك شهر ذي الحجة بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام والطاعة لك يا كريم يا رحمن، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا ، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا ، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا ، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير ، والموت راحةً لنا من كل شر . اللهم اغفر لنا ذنبنا كله ؛ دقه وجله ، أوّله وآخره ، سره وعلنه . اللهم اغفر لنا ما قدَّمنا وما أخرنا ، وما أسررنا وما أعلنا ، وما أنت أعلم به منا أنت المقدِّم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت ، اللهم اغفر ذنوب المذنبين ، وتب على التائبين ، واكتب الصحة والسلامة والعافية والغنيمة والأجر الموفور للحجاج والمعتمرين ولعموم المسلمين يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام .

      اللهم أغِثنا ، اللهم أغِثنا ، اللهم أغِثنا ، اللهم أعطنا ولا تحرمنا ، وزدنا ولا تنقُصنا ، وآثرنا ولا تؤثر علينا ، إلهنا وسيِّدنا وربنا ومولانا يا عظيم العطاء يا واسع المن يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام نسألك بأسمائك الحسنى وبصفاتك العليا وبأنك أنت الله لا إله إلا أنت يا منان يا بديع السماوات والأرض يا ذال الجلال والإكرام اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين ، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من اليائسين ، اللهم إنا نسألك غيثاً مُغيثا ، هنيئاً مريئا ، سَحًا طبقا ، نافعاً غيرَ ضارٍ ، عاجلاً غيرَ آجل ، اللهم يا ربنا أغث قلوبنا بالإيمان وديارنا بالمطر ، اللهم سُقيا رحمةٍ لا سُقيا هدْمٍ ولا عذَابٍ ولا غَرَقٍ ، اللهم أغِثنا ، اللهم أغِثنا ، اللهم أغِثنا ، اللهم يا ربنا هذه أيدينا إليك مُدَّت ودعواتنا إليك رُفعت وأنت يا الله لا تردُّ عبداً دعاك ولا تخيِّب مؤمناً ناجاك ، اللهم لا تردنا خائبين ، اللهم إن منعْتنا فمن الذي يعطينا ، وإن طردتنا فمن الذي يؤوينا ، اللهم رحمتك نرجو فلا تكلنا إلا إليك لا إله إلا أنت ، لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين . ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار .

      عباد الله : اذكروا الله يذكركم ، واشكروه على نعمه يزدكم ، )وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ( .

      تعليق

      يعمل...
      X