بسـم الله الرحمن الرحيم

مسئوليَّة طالب العلم عظيمة
فمَن تعلَّم التوحيد وجب عليه أنْ يُعلِّم النَّاس بقدر علمه

مقطع من أسئلة الدرس (13)
يوم الجمعة 2-1-1437
للشيخ الفاضل سليمان بن سليم الله الرحيلي


.
للإستماع


... وهذا يا إخوة يجعلُ على أهل التَّوحيد مسئوليَّة عظيمة.

مَن رزقهُ اللهُ التَّوحيدَ المبنيّ على الكتاب والسُّنَّة يجبُ أنْ يُعلِّم النَّاس، يجبُ أنْ يُعلِّم النَّاس التَّوحيد.

إذا ذهب إلى بلاده، إذا جاءه قومٌ مِن بلاده، إلى الحجِّ، إلى العمرة، إلى الزيارة، يُعلِّمهم التَّوحيد.
أمَّا أنْ يأتي بعض النَّاس يقول: لا لا تُعلِّمهم التَّوحيد حتَّى يُزكِّيك العُلماء، ويبقى النَّاس على الشِّرك؛ هذا جهلٌ!
مَن تعلَّم التَّوحيد وجبُ عليه شرعًا أنْ يُعلِّم النَّاس التَّوحيد، وإذا رآهم على الشِّرك ويقول: أنا لا زلتُ حتّى أحْصُلَ على الشَّهادة العُليا أو أحْصُلَ على شهادة مِن شيخ! وأرى أبي يُشرك، وأُمِّي تُشرك، واُختي تُشرك، وأبقى أتفرَّج على قومي يُشرِكُون بالله، وأقول: حتَّى أُزكَّى!
لا! والله ما يجوز، بل الواجب أنْ يدعو الإنسانُ إلى التَّوحيد، وأنْ يُعلِّم النَّاس التَّوحيد بمقدار علمه، ولا يزيد على ذلك.

واجبنا عظيمٌ يا إخوة، أهل الشَّرِّ يجتهدُون ليلاً ونهارًا يُعلِّمون النَّاس الشِّرك، يُعلِّمون النَّاسَ البدعة، ونحن نُريد مِن أهل السُّنَّة أنْ يتقاعسوا حتَّى تشيب لحاهم، ويقولون حصَّلنا العلم!
نحن وسطٌ، نُعلِّم ما علِمنا، وننهى عن المُنكر حيث علِمنا، ولا نتجاوز ذلك.

وهذا الواجب يا طُلاَّب العلم! يا أهل الخير! يا مَن جئتُم إلى الحجِّ وتعلَّمتم التَّوحيد، إذا عُدتم إلى بلادكم كونوا نورًا، انشُروا التَّوحيد، علِّموا التَّوحيد، انهوا عن المُنكر، انهوا عن الشِّرك؛ أعظم ما يُنهى عنه الشِّرك، والنَّاس مساكين، كثير مِن النَّاس ما وصلهم إلاَّ عِلمٌ مُزيَّفٌ.
يقولون لهم: إذا ذهبتم إلى أصحاب القبور زادتْ منزلتكم عند الله، أنتم مُتلوِّثون بالذُّنوب؛ الشَّيخ طاهر -اذهبوا إليه- يرفع دُعاءكُم! والنَّاس مساكين، وطُلاَّب العلم الَّذين تعلَّموا العلمَ يبقون في غفلة؟! ما يُعلِّمون النَّاس التَّوحيد؟!
والله يا إخوة هذا فرضٌ عين على مَن تعلَّم، ويدخُلُ دُخولاً أوَّليًّا في قول النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "مَن تعلَّم عِلمًا فكتمهُ أُلجِمَ بلِجامٍ مِن نارٍ يوم القيامة".

فالله الله يا إخوة في هذه الأمانة، والله لو بقيتَ تدعو إلى التَّوحيد؛ وآمن معك واحدٌ تَرَكَ الشِّرك إلى التَّوحيد؛ لكُنتَ مِن الرَّابحين ولو لم تربح في الدُّنيا إلاَّ هذا، بل أنا أقول: والله إنَّ دعوتَك مُسلِمًا إلى التَّوحيد خيرٌ لك مِن أنْ تقرأ الكثير مِن الكُتب، ولكنَّ الجمع بين المصالح مطلوبٌ.

فالإنسان يدعو ويتعلَّم، يُبيِّن ويقرأ ولا سيما في هذا الباب العظيم دعوة النَّاس إلى الإسلام، ودعوة المُسلمين الَّذين لُبِّس عليهم إلى التَّوحيد، بل الدَّعوة إلى التَّوحيد للجميع حتَّى في بلاد التَّوحيد، حتَّى في الحرميْن الشَّريفيْن، يُعلَّم التَّوحيد، ويُقرَّر التَّوحيد؛ لأنَّ الشَّيطان لا يغفل عن هذا الباب لا مِن الجنِّ ولا مِن الإنس، وإنْ غفلنا أوتينا مِن مقتل، شياطين الإنس والجِنِّ يدعون إلى الشِّرك، ويُنبِّشون مِن هنا وهناك؛ فيجبُ أنْ لا نغفل أيُّها الإخوة عن هذا الباب العظيم.
الملفات المرفقة