إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

[ إنها العجوز الشمطاء ] :: للشيخ ماهر بن ظافر القحطاني حفظه الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [خطبة جمعة] [ إنها العجوز الشمطاء ] :: للشيخ ماهر بن ظافر القحطاني حفظه الله

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الجمعة 11/جمادى الأولى/1432هـ الموافق 15/05/2011م

    مدة الخطبة
    20 دقيقة

    التحميل من الآجري
    الحجم 4.45 ميغابايت


    الملفات المرفقة

  • #2
    رد: [ إنها العجوز الشمطاء ] :: للشيخ ماهر بن ظافر القحطاني حفظه الله

    مجلة معرفة السنن والآثار العلمية
    إنها العجوز الشمطاء
    تفريغ خطبة منبرية
    فريق التفريغ بمجلة معرفة السنن والآثار العلمية
    02 ‏/07‏/ 32 هجرية
    خطبة قيمة ألقاها فضيلة الشيخ أبي عبد الله ماهر بن ظافر القحطاني حفظه الله بمسجده حول حب الدنيا المذموم عبد الله جل وعلا

    الخطبة الأولى

    إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلَّا الله وحده لا شريك له وأشهد أنَّ محمَّدًا عبده ورسوله.

    ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾.

    ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾.

    ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾.

    أمَّا بعد؛ إنَّ خير الحديث كتاب الله وأفضل الهدي هدي محمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم، وشرَّ الأمور مُحْدَثَاتُهَا وكلَّ مُحْدَثَةٍ بدعة وكلَّ بدعة ضلالة وكلَّ ضلالة في النَّار.

    أيُّها النَّاس، اتَّقوا الله حقَّ التَّقوى وراقبوه في السِّرِّ والنَّجوى واعلموا أن أجسادَكم على النَّار لا تقوى، وأن الدنيا مزرعة الآخرة، وأنها دارُ ممر، والآخرة هي دار المستقر؛ فتزوَّدوا من ممرِّكم إلى مستقركم، وتأهَّبوا ليوم العرض على ربكم وحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزنوا؛ فاليوم عمل ولا حساب وغدًا حسابٌ ولا عمل.

    واعلموا عباد الله أن رأسَ كلِّ خطيئة كما قال بعض الحكماء: (( حب الدنيا )) تلك العجوز الشمطاء التي تتزيَّن بثياب شابة حسناء أهلكت خطابها وأسقمتهم؛ الحب الذي نهى الله عنه للدنيا هو الحب الذي يكون من جرائه تضييع لحقوق الله أو حقوق الخلق فذلك الحب الذي يورِّث صاحبَه الذل والهوان والغم والهم ونكد العيش وقلة الرزق أو قلة البركة في الرزق ولو كان ثريًّا؛ حب الدُّنيا رأسُ كلِّ خطيئة.

    فاقتدوا عباد الله بنبيِّكم الَّذي أمر الله بالاقتداء به صلَّى الله عليه وسلَّم فقال سبحانه: ﴿لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّـهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾، فقد خرَّج البخاري في صحيحه عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنه قال: " ما لي وللدُّنيا إنما مثلي ومثل الدنيا كمن قال تحت ظل شجرة في يوم صائف ثم ارتحل وتركها "؛ هكذا ضرب النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم مثل الدُّنيا وأنها في القِصَر وسرعة الزَّوال كمن كان مسافرا في يوم صائف فاستراح تكت الظِّل.

    فمنهم العاقل الذي يعرف أن هذه استراحة مسافر فلم يبنِ فيها البناء الذي يعتقد أنه مخلَّد فيه بل إنه استعد للرحيل فهذا هو العاقل وأعقل الناس رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم والذي كان أبعد الناس عن حب الدنيا فمن دخل بيته صلَّى الله عليه وسلَّم عرف منزلة الدنيا من قلبه فصلَّى الله عليه وسلَّم كان بيته كما قال بعض السلف: ((ليت بيوت أو حجرات النبي صلَّى الله عليه وسلَّم باقية ليعرف الناس كيف يعيش رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ))كان لو مد الرجل يده في حُجرة أمنا عائشة مثلا وكان متوسِّط القامة لمس سقفها، وكان إذا نام أحد بعرض الحجرة كعائشة يستغرق عرضها؛ فلذلك كان النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم إذا أراد أن يسجد غمز قدمها وهو أرفق النَّاس بأهله " خيركمْ خيركُم لأهله وأنا خيركم لأهلي "؛ فلماذا يغمز قدمها وهي تريد أن تنام مستريحة؟ لأنه صلَّى الله عليه وسلَّم لم يجد مكانا ليسجد بجبينه واتخذ الجدار تجاه القبلة الذي فيه منام عائشة سُترة؛ فحينئذ يحتاج لأنها استغرقت عرض الحجرة أن يغمز قدمها صلَّى الله عليه وسلَّم لكي يجد مكانا لجبهته الشَّريفة فإذا قام من السُّجود مدَّت قدمها رضي الله تعالى عنها. لم يكن في منزل أمنا عائشة رضي الله عنها بيت خلاء وهو ما يُسمَّى اليوم حمَّاما ولا حمَّامين ولا مطبخ ولا جلسة استقبال للضيوف للنساء وأخرى للرجال حجرة واحدة كان النبي يُعمرها بالذكر والتقوى فكان هو وأهلُه أسعدَ النَّاس بتقوى رب النَّاس سبحانه وتعالى.

    ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّـهِ حَقٌّۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَاۖ وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّـهِ الْغَرُورُ (٥)﴾ ، ﴿وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُۗ وَكَانَ اللَّـهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِرًا (٤٥)﴾.

    ضُرب لابن آدم كما روى الطبراني في معجمه عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم أنه قال: " إن مطعم ابن آدم ضُرب للدنيا مثلا وإن قزَّحه وملَّحه فأنظروا إلى ما يصير " مهما زين الرجل من طعامه فأتى بأحسن الطباخين فجمَّله وقزَّحه أي وضع فيه الأبزار لتحسين ذوقه وملَّحه وطيَّبه فأنظر يا عبد الله إذا امتلأت به المعدة إلى أي شيء يصير؟؟ إلى أنتن ما يكون.

    وكذلك كانت الدنيا مهما تأنَّقت يا عبد الله في ملبسك ومظهرك ومخبرك فإنك حينئذ تعلم انه لو كشف عليك قبرك بعد ثلاثة أيام أو شهر لكنت من أنتن جيف الأرض تأكل منك الديدان من كل مكان، جثمان ولو كنت في الدنيا ذا جاه فلان بن فلان. فاعمل لذلك موقِفا يا عبد الله.
    عَجِبْتُ لِأَمْرِكَ لاَهِيًا تَضْحَكُ
    وَقَبْرُكَ مَكْتُـــــــــــــــــوبٌ بِاسْمِكَ يَرْقَبُ

    أَعَمِلْتَ لِذَلِكَ مَوْقِفًا يَا فَتَى؟؟
    تُسَاقُ عَلَى أَكْتَافِ النَّاسِ تَرْكَبُ

    ومن حب الدنيا المبغوض عند الرَّب -سبحانه وتعالى- المحجبوب قلبُ صاحبه بالهموم والغموم إرضاء الناس بسخط الرَّب سبحانه وتعالى فقد خرَّج البيهقي رحمة الله عليه في كتاب الأسماء والصفات عن أمِّنا عائشة أنها قالت " من أرضى الله بسخط الناس كفاه الله مُؤنة الناس ومن أسخط الله برضى الناس وكله الله إلى الناس " وفي رواية أنها كتبت لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله قالت تأمره وتحذِّره قالت: (( من أرضى اللهَ بسخط الناس رضي اللهُ عنه وأرضى عنه الناس ومن أسخط اللهَ برضى الناس عاد مادحه ذامًّا له )).

    فإذا أرضيت أحدا بسخط الله، هذا الذي تُرضيه بسخط الله وتعتقد أنك بسخط الله توافقه وتُرضيه فإنه يقلب قلبه ساخطا عليك لأنك أرضيته بسخطه سبحانه وهو مقلب القلوب -لا إله إلا هو- كما قال النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: " قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يُقلِّبهما كيف يشاء ".

    فإيَّاك ثم إيَّاك أيها العبد العاصي الذي تقربت إلى خَلْقِ الله بالمعاصي أن تعتقد أنهم يحبوك من صميم قلوبهم إنما هم يجاملوك لدنيا يُصيبونها منك أو عرَض زائل؛ والله لن يحبوك حتى تكون تقيًّا قال الله في كتابه: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَـٰنُ وُدًّا (٩٦)﴾، جاء في تفسير الآية: (( يخلق الله في قلوب عباد الله الصالحين محبةَ الرجل يعمل الصالحات ويترك المنكرات ))؛ فكلما صنعت منكرا ولَّد ذلك بغضا في قلوب الخلق على منكرك وإنما يحبونك لأمور عارضة كقرابة أو دنيا يصيبونها ونحو ذلك، لن يحبوك من صميم قلوبهم حتى يعطف الله قلوبهم عليك ولن يعطفها إلا إذا كنت عبدا رضيًّا وزكيًّا؛ والحمد لله.


    الخطبة الثانية

    إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلَّا الله وحده لا شريك له وأشهد أنَّ محمَّدًا عبده ورسوله.

    أيها الناس، إذا علمتم أن من أرضى النَّاس بسخط الله يسخط الله عليه ويُسخط عليه النَّاس وأن الرَّب سبحانه وتعالى يُنادي في السماء جبرائيل كما جاء في صحيح مسلم " يا جبريل إني أُبغِض فلانًا من أهل الأرض " يسميه -لا إله إلا هو- يسميه لجبريل إني أبغض فلان ولن يبغضه إلا إذا كان له عصيًّا ولم يكن زكيًّا؛ فحينئذ يُبغضه جبرائيل فيأمر أهل السماء أن يُبغضوه: إن ربَّكم أبغض فلانا فأبغضوه، فيبغضه أهل السماء ويُنشر له البغض في الأرض فلا يحبه إلا مجاملا له لا يحبه أحد في صميم قلبه إلا لمصلحة عارضة لأنه عبدٌ عاصٍ وليس بعبدٍ صالح.

    والآخر وهو الذي يحبه الرَّب لمسابقته في الخيرات وترك المنكرات وقيامه بحقوق رب الأرض والسماوات؛ فإنه يُنادي اللهُ جبريلَ " إني أحب فلانا فأحبه فيحبه جبرائيل فيقول جبرائيل لأهل السماء " إن رب الأرض والسماء " إن الله أحب فلانا فأحبوهفيحبونه فيُنشر له القبولفي الأرض ".

    فكونوا مثل ها الرجل المسارع في طاعة الله حتى يُحبكم الله قال بعض السلف: (( ليس الشَّأن أن تُحب )) يمكن في كل مجلس أن تتغنى بأنك تحب الله وأنك تغار على دينه وأنَّك وأَنك.. دعاوى (( لكن الشأن أن تحب من قِبل الرب بأن تأتي طاعته وتترك معصيته )).

    مرتبتك من الله تعرفها يا عبد الله حتى تنظر إلى منزلتك منزلتها من العمل القلبي والجوارحي؛ فإن الله لا ينظر يا عباد الله إلى أجسامكم، لا ينظر إلى صوَّركم، لا ينظر إلى جاهكم وأموالكم وثراء بيوتكم وغير ذلك؛ إنما ينظر سبحانه إلى أعمالكم وإلى قلوبكم كما روى ذلك مسلم في صحيحه عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم أنه قال: " إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى أموالكم ولكن ينظر إلى أعمالكم وإلى قلوبكم ".

    فهذا يدل على غلط منتشِر بين كثير من الناس تقول له: ’’ اتَّقِ ربَّ النَّاس في هذا المنكر الذي تتعاطاه ‘‘ من شُرب خمر أو شُرب دخَّان أو غير ذلك من معصية الرحمن؛ فيقول: ’’ التقوى ها هنا ‘‘ فيفعل ما شاء من معصية ويقول: ’’ أهم شيء هذا ‘‘ ويشير إلى قلبه عياذا بالله من تحريف الكلم عن مواضعه؛ فإن النَّبي لما قال: " التَّقوى ها هنا " لم يعنِ صلَّى الله عليه وسلَّم أن الرجل يصنع ما شاء من معصية رب الأرض والسماء ثم يقول التقوى ها هنا. أيحب هذا الرجل الذي يقول: ’’ التقوى ها هنا ‘‘ أن يُصفع على رأسه فيقول لمَ تصفعني؟! فيقال: ’’ التقوى ها هنا ‘‘ كلا لن يرضَى بذلك.

    فعليه إذن أن لا يرضى بمعصية الله سبحانه وتعالى ثم يقول: ’’ التقوى ها هنا ‘‘ لو كان هناك تقوى في القلب لظهرت على الجوارح لأن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قال: " ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلُحت صلح الجسد كلُّه وإذا فسدت فسد الجسد كله " فهذا يدل على قلب متهالك ضعيف، ملِكٍ مريضٍ حينئذ كانت الجنود تبعا لأوامر ذلك الملِك كما قال ابن القيم: (( فإن القلب بمثابة الملِك والجوارح بمثابة الجنود إذا مرض الملِك أو ضعُف ضعُفت جنوده )).

    فَقَوِّ قلبك بالإيمان بالله يا عبد الله حتى تستقيم جوارحك على طاعة الله فمما يقوِّي إيمانك بالله سبحانه وتعالى كثرة الاستغفار فإنه من أكثر من الاستغفار جعل الله له من كل ضيق فرجا ومن كل هم فرجا وكثَّر ماله وولده وأصحَّ بدنه وقوَّاه -لا إله إلا هو- فقال: ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (١٠) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا (١١) وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا (١٢) مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّـهِ وَقَارًا (١٣) وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا (١٤)﴾.

    فإن سبب الاستغفار وكثرته وطاعة الله تعظيمٌ للرَّب ولذلك قال بِشْر الحابي: (( لو أن القوم عظَّموا الله حق عظمَته لَمَا عصوه )) وحينئذ يكثر الاستغفار من العبد الذي رأى أنه لم يُوقِّر الله حق توقيره فأتى معصيته فإنه يترك تلك المعصية ويستبدلها باستغفار فمن فعل ذلك سعِد في هذه الحياة الدنيا ودخل جنة الواحد الغفَّار سبحانه وتعالى فقد كان النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يُكثر من الاستغفار كما روى مسلم في صحيحه من حديث ابي هريرة قال: قال صلَّى الله عليه وسلَّم: " إنه ليغال على قلبي فأستغفر اللهَ مائة مرة " وقد سُئل ابن عمر كما عند الترمذي: كيف كان النَّبيُّ يستغفر اللهَ مائة مرة؟ فقال ابن عمر: عُدَّ للنَّبيِّ في المجلس الواحد " ربِّ اغفر لي وتب علي إنَّك أنت التَّواب الغفور ". وقد جاء في حديث أبي يسار رضي الله عنه عند الترمذي " من قال في يوم أستغفر اللهَ الذي لا إله إلا هو الحي القيُّوم وأتوب إليه غُفرت له خطاياه وإن فرَّ يومَ الزحف "؛ وذلك إذا كان استغفاره مقرونا مع توبة فإن هذا هو استغفار الصادقين أما استغفار الكاذبين يستغفر اللهَ وهو مستمر على معصية رب العالمين ﴿ وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ﴾، ولذلك النَّبيُّ كان يقرن الاستغفار بالتوبة " ربِّ اغفر لي وتُبْ عليَّ إنَّك أنت التَّوَّابُ الغفور ".

    أسأل الله ان يجعلنا من أهل ذلك وأن يجعلنا ننال الجنة وما هنالك من الفضل.

    اللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت وتولنا فيمن توليت وبارك لنا فيما أعطيت.

    اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين.

    اللهم وآتِ نفوسنا تقواها زكِّها أنت خير من زكَّاها أنت وليها ومولاها.

    والحمد لله رب العالمين.
    تمَّ بحمد الله ومنَّته

    تعليق

    يعمل...
    X