إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

العبور على الصراط للشيخ عبد الله الذماري -حفظه الله تعالى- [mp3]

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [صوتية] العبور على الصراط للشيخ عبد الله الذماري -حفظه الله تعالى- [mp3]

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    (محاضرة)
    :: العبور على الصراط ::
    للشيخ عبد الله بن عثمان الذماري -حفظه الله تعالى-
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    للتحميل بصيغة mp3 (الحجم = 7 mb): هنــــــا
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    المصدر: موقع علماء ومشايخ الدعوة السلفية باليمن
    http://www.olamayemen.net/
    الملفات المرفقة

  • #2
    تفريغ المحاضرة

    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
    تفريغ محاضرة قيِّمة بعنوان
    العبور على الصراط
    لفضيلة الشيخ
    عبد الله بن عثمان الذماري حفظه الله

    التفريغ

    إنَّ الحمد لله نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلَّا الله وحده لا شريك له وأشهد أنَّ محمَّدًا عبده ورسوله
    ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ[1].
    ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا[2].
    ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا[3].
    أمَّا بعد؛ فإنَّ خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمَّد صلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم، وشرَّ الأمور مُحْدَثَاتُهَا وكلَّ مُحْدَثَةٍ بدعة وكلَّ بدعة ضلالة وكلَّ ضلالة في النَّار، أعاذنا الله وإياكم من النار.
    أيها المؤمنون؛ الحمد لله الذي يسَّر لنا زيارتكم إلى هذا المسجد المبارك نلتقي فيه على كتاب الله الكريم وعلى سنة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
    لقاءات أهل السنة والجماعة من أجل تصحيح المفاهيم ومن أجل شحذ الهمم وتقوية العزائم ومن أجل أن يتعاهدوا قلوبهم لإصلاحها فهذه المجالس مجالس إصلاح القلوب وهذه المجالس مجالس العلم والفضيلة.
    إخوة الإيمان؛ جاء عند الإمام الطبراني واللفظ له وعند الحاكم وابن أبي الدنيا وغيرهم من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلَّم: " يجمع الله الأولين والآخرين لميقات يوم معلوم قياما أربعين سنة ينتظرون فصل القضاء وينزل الله سبحانه وتعالى في ظلل من الغمام من العرش إلى الكرسي وينادي منادٍ: يا أيُّها الناس؛ ألا ترضون حكم ربكم الذي خلقكم والذي رزقكم وأمركم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا أن يولِّي كل أناس منكم ما كانوا يوالون في الدنيا ويعبدون في الدنيا؟ أليس هذا حكما عدلا من ربكم؟ قالوا: بلى. فينطلق فينطلقون وتنطلق كل أمة إلى ما كانت تعبد وتمثل لهم آلهتهم التي كانوا يعبدونها في الدنيا وأشباهها فينطلق الذين كانوا يعبدون الشمس والذين كانوا يعبدون القمر والذين كانوا يعبدون الأوثان من الأحجار وأشباهها ويتمثَّلُ للذين كانوا يعبدون عيسى شيطانُ عيسى ويتمثَّل للذين كانوا يعبدون عزيرا شيطانُ عزير، ويبقى محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأُمَّتُه فيأتيهم رب العالمين ويقول لهم: لماذا لم تنطلقوا كما انطلق الناس؟ فيقولون: إن لنا إِلَهًا ما رأيناه بعد. فيقول لهم: هل إذا جاءكم تعرفونه؟ فيقولون: إن بيننا وبينه علامة فإذا رأيناها عرفناه. فيقول: وما هي العلامة؟ فيقولون: يكشف عن ساقه. فيكشف الرحمن عن ساقه فيعرفونه ويخِرُّ كل من كان " أي ساجدا، يخرون جميعا ساجدين " يخر كل من كان " أي من الحاضرين طَبْقٌ " ويريد أن يسجد كل من كان يسجد في الدنيا تقية ورياءً فتكون ظهورهم كصياصِيِّ البقر كلما أرادوا أن يسجدوا يخرون على قفاهم ﴿ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ [4] ثم يقول الله لهم: ارفعوا رؤوسكم. فيرفعون رؤوسهم فيعطيهم الله سبحانه وتعالى أنوارهم منهم من يُعطى نورًا كالجبل العظيم بين يديه، ومنهم من يُعطى أصغرَ من ذلك ومنهم من ُيعطى نورا كالنخلة عن يمينه ومنهم من يُعطى أصغر من ذلك حتى يكون آخرهم رجلٌ يعطى نوره في إبهام قدمه يضيء له تارة وينطفئ تارة ورب العالمين بين أيديهم فيمرُّ على النار فيبقى أثره كحد السيف مَدَلَّة ثم يمرون فمنهم من يمر كالطرف، ومنهم من يمر كالبرق، ومنهم من يمر كالسحاب، ومنهم من يمر كانقضاض الكوكب، ومنهم من يمر كالريح، ومنهم من يمر كشَدِّ الخيل، ومنهم من يمر كشد الرَّجُل، حتى يكون آخرهم ذلك الرجُلُ الذي يُعطى نوره في إبهام قدمه فيمشي تارة ويتوقف تارة ويحبو على وجهه ويديه وقدميه فتعلق قدَم وتزل قدم وتزل يد وتعلق يد وتصيب جوانبَه النار حتى إذا نجا " أي بعد مشقة " وقف والتفت إليها " أي إلى النار " وقال: الحمد لله الذي نجاني منكِ بعدئذ رأيتُكِ وأعطاني ما لم يعطي أحدًا من خلقه " وذكر الحديث وإن شاء الله نُتم الحديث في آخر الكلمة بعون الله.
    هذا الحديث حديث عظيم، هذا الحديث صححه الإمام الألباني رحمه الله، وصححه حمدي السلفي في معجم الطبراني كما في المجلد التاسع كتب الله أجره؛ فهو حديث عظيم ومع صحة سنده فألفاظه تُشابه ما في الصحيحين من الأحاديث المرويَّة في الصحيحين.
    هذا الحديث يقول فيه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: " يجمع الله الأولين والآخرين لميقات يوم معلوم " هذا الجمع هو يوم القيامة كما قال ربنا في كتابه الكريم: ﴿ قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ (٤٩) لَمَجْمُوعُونَ إِلَىٰ مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ [5] وكما قال ربنا في كتابه الكريم: ﴿ إِنَّ فِي ذَ‌ٰلِكَ لَآيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآخِرَةِ ۚ ذَ‌ٰلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَ‌ٰلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ (١٠٣) وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ[6].
    فالرحمن يجمع الأولين والآخرين يقومون من قبورهم وينتفضون من قبورهم انتفاضة واحدة فينطلقون بعد خروجهم من القبور إلى أرض المحشر؛ تلك الأرض التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ففي الصحيحين من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: " يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء كقرصة النقي ليس فيها عَلَمٌ لأحد " وفي لفظ " ليس فيها مَعْلمٌ لأحد " فالرحمن يجمع الخلائق في ذلك اليوم وتقف الخلائق بين يدي الله ففي هذا الحديث " يجمع الله الأولين والآخرين لميقات يوم معلوم قياما أربعين سنة " أربعين سنة! هذا القيام الذي لا تتحرَّك فيه الأبدان ولا تتحول فيه الأقدام ولا يتحول الأشخاص من أماكنهم إلا من شاء الله؛ قياما على أقدامهم يوم يقوم الناس لرب العالمين؛ هذا هو القيام أخبر عنه رب العالمين ولهذا يقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: " أربعين سنة " أربعين سنة هذا القيام الطويل! يتمنى أهل المعاصي والذنوب أن يتحولوا ولو إلى النار يتمنى فيه الكفار أن يتحولوا منه لشدة الضيق ولشدة الوهَج والحر الذي يُصيبهم والذي يُغمرهم ولشدة العرق الذي يتصبَّب من أجسامهم لأن العرق يتصبب من تلك الأجسام الملتحمة والمزدحمة لشدة الضيق ولكثرة العدد وكذلك لدنو الشمس من رؤوس الخلائق تدنو منهم حتى ما يكون بينهم وبينها إلا مقدار ميل فهناك يضيق بهم الموقِف.
    أربعين سنة وهُم وقوف! والأبصار متجهة نحو السماء قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: " أبصارهم شاخصة نحو السماء " أي لا تتحول يَمنة ولا يَسرة قال ربنا في كتابه الكريم: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ ۖ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ[7] أي تبقى أبصارهم مشدودة نحو السماء لا ترتد إليهم ولا يمنة ولا يسرة بل تبقى أبصارهم مشدودة نحو السماء ينتظرون قضاء الله فيهم فالقاضي يوم القيامة في الخلائق هو الله، هو الله.
    هذا موقف تشيب لهوله الرؤوس، موقف ما عرفه التاريخ وما ألِفَه البشر! كيف لا وقد قام الكل من لَدُنِ آدم عليه الصلاة والسلام إلى قيام الساعة، قام جنُّهم وقام إنسهم بل وقامت الوحوش والأنعام والحيوانات والطيور والهوام وجميع المخلوقات قال ربنا في كتابه الكريم: ﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ ۚ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ[8] فقد حشِر الكل وجُمِع الكل، بل وجاءت ملائكة السماوات السبع وملائكة الأراضين فأصبحوا من خلف الخلائق صفوفا وأسوارا مُحكمة قال ربنا في كتابه الكريم: ﴿يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا ۖ لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَـٰنُ وَقَالَ صَوَابًا[9] وقال ربنا في كتابه الكريم ﴿وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا[10] وقال ربنا في كتابه الكريم ﴿هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ ۚ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ[11] وقال ربنا في كتابه الكريم: ﴿وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا[12].
    فجميع اللائكة تحضر وتشهد الموقف وقد وقف الكل وانتظر الكل لفصل القضاء؛ والرحمن ينظر إلى خلْقِه وقد جُمعوا ينظر إلى الجميع وقد حضروا ولم يتأخَّر أحد، الكل حضر ﴿ إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ [13] حضر الكل فوقف الناس ووقفت ملائكة الرحمن والكل قد نكَّس رأسه والكل ينظر إلى السماء ينزل الرحمن لفصل القضاء والكل قد امتلأ قلبه خوفا ورُعبًا وبلغت قلوب الخلائق الحناجر ﴿ وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ ۚ[14] من شدة الخوف الأبصار مشدودة لا يلتفت أحد إلى أحد ولا ينظر أحد إلى أحد وفي هذا القيام الطويل ينزل الرحمن من عرشه ويبرز لخلقه ﴿ وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا [15] ؛ ﴿ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ ۚ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ [16] يقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: " فينزل الله سبحانه وتعالى في ظلل من الغمام من فوق العرش إلى الكرسي " ونزول الرحمن نزول يليق بجلاله ويليق بعظمته فهو ينزل لفصل القضاء كما قال الله: ﴿ وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (٢٢) وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ ۚ[17] وفي هذا الموطن وبعد قيام طويل " يأمر الله مناد ينادي يقول: يا أيها الناس، ألا ترضون من ربكم الذي خلقكم والذي رزقكم والذي أمركم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا أن يوَلِّي كل أناس منكم ما كانوا يتولون في الدنيا ويعبدون في الدنيا؟ " وجاء في لفظ عند الطبراني " في الدين " أليس هذا عدلا من ربكم؟ فيقول الكل بلى، أي هذا عدل هذا من العدل؛ فعندها يقول الله وكما جاء في الصحيحين " لتتبع كل أمة ما كانت تعبد " وفي هذا الحديث " فينطلقون تنطلق كل أمة إلى ما كانت تعبد وتتمثَّل لهم آلهتهم التي كانوا يعبدون في الدنيا ينطلق من كان يعبد الشمس إلى الشمس ومن كان يعبد القمر إلى القمر ومن كان يعبد الأوثان إلى الأوثان والحجارة وإلى أشباهِها تتَّبع كل أمة ما كانت تعبد " وفي هذا الموطن صرَّحت به الأحاديث الأخرى الصحيحة أنه حين تتبع كل أمة ما كانت تعبد يتساقطون في النار" يتساقطون جميعا في النار ويتمثَّلُ لمن كان يعبد عيسى شيطانُ عيسى " يتمثل بعيسى ليتبعه من كان يعبد عيسى ليقودهم إلى جهنم ويتمثل من كان يعبد عزيرا شيطان عزير فتلتحق النصارى واليهود بمعبوداتهم ليتساقطوا في النار.
    أنظر إلى أحوالهم! ويبقى محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأمَّتُه وفيهم الفجار والمنافقون وقد جاء أيضا في الحديث الذي في الصحيحين من حديث أبي سعيد وجاء في حديث أبي هريرة " ويبقى المسلمون فيهم المنافقون " فيهم المنافقون وفي هذا الحديث " فيبقى محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأمته " أي من كان يعبد الله من المسلمين، يبقى المسلمون فيأتيهم رب العالمين فيتمثَّل لهم رب العالمين فيقول لهم: لماذا لا تنطلقون مثل الناس؟ فيقولون: إن لنا إلها ما رأيناه بعد. أي إلى الآن ما رأيناه ولا نظرناه فيقول لهم: هل بينكم وبينه علامة أو إذا جاءكم هل تعرفونه؟ فيقولون نعم، إن بيننا وبينه علامة. فيقول لهم: وما هي العلامة التي بينكم وبينه؟ فيقولون: يكشف عن ساقه. وهذا معنى قول الله عز وجل: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ[18] وقد جاء في البخاري أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال في الحديث الطويل: " فتبقى هذه الأمة وفيها منافقوها " يبقى المسلمون " وفيها منافقوها وهُبَّر من أهل الكتاب " أي وقلائل من أهل الكتاب من اليهود والنصارى "فيقال للنصارى: ما كنتم تعبدون؟ قالوا كنا نعبد عيسى بن الله. فيقال لهم: كذبتم ما اتخذ صاحبة ولا ولدا ما تبغون؟ فيقولون: عطشنا ربنا فاسقنا " طلبنا الوحيد ومطلبنا الوحيد أن تسقينا فقد اشتد علينا الظمأ " فيقال لهم ألا ترِدون؟ فيرِدون جهنم كأنها سراب فيتساقطون فيها، ويقال لليهود: ما كنتم تعبدون؟ قالوا كنا نعبد عزيرا بن الله قيقال كذبتم ما تخذ من صاحبة ولا ولد، ما تبغون؟ فيقولون: عطشنا ربنا فاسقنا فيقال لهم ألا تردون؟ فيردون جهنم كأنها سراب يأكل بعضها بعضا " من شدة حرارتها يأكل بعضها بعضا ويبقى المسلمون فيهم المنافقون وهنا يقول الله لهم كنا جاء في الصحيح في البخاري " لماذا لم تتبعوا الناس؟ فيقولن: فارقناهم أحوج ما كنا إليهم. فيقال: ماذا تنتظرون؟ فيقولون ننتظر ربنا فيقول الله لهم: أنا ربكم. ويأتيهم بالصورة التي لا يعرفونه بها فيقولون نعوذ بالله منك لا نشرك بالله شيئا فيقال هل بينكم وبينه علامة قالوا نعم. فيكشف الرحمن عن ساقه فيسجد الجميع يسجد كل من سجد لله سبحانه وتعالى طوعا ويذهب يسجد من كان يسجد في الدنيا رياء فيكون ظهره طبقا واحدا فيخر على قفاه لا يستطيع " وفي هذا الحديث " ويكشف الرحمن عن ساقه فيسجد كل من " أي كان موجودا ويذهب يسجد من كان لله رياء فتكون ظهورهم كصياصي البقر لا يستطيعون " ﴿ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ[19] فإذا سجدوا يقول الله لهم: ارفعوا رؤوسكم. فيرفعون رؤوسهم فيُعطيهم الله أنوارهم " فيعطيهم الله أنوارهم على حسب أعمالهم " فمنهم من يُعطى نورا كالجبل العظيم بين يديه ومنهم من يعطى نورا أصغر من ذلك ومنهم من يُعطى نورا كالنخلة عن يمينه ومنهم من يعطى نورا أصغر من ذلك وآخرهم رجل يعطى نوره في إبهام قدمه ينطفئ تارة ويضيء تارة " وانظر إلى الوضع العظيم وهذا الوضع كما بيَّنته الأحاديث الأُخر كما في البخاري وغيره أنه بعد أن يسجد المسلمون لرب العالمين يأمر الله بالصراط أن ينصب فيُنصب الصراط؛ والصراط يا إخوة هو جسر على متن جهنم ينصب من شاطئ جهنم من جهة ساحة الحساب إلى الشاطئ الآخر من قِبل الجنة وهذا هو الجسر الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقد سُئل: أين الناس يوم تُبدل الأرض غير الأرض والسماوات؟ قال: " قال هم في الظلمة عند الجسر " وفي رواية: " هم على جسر جهنم " هذا الجسر جاء في هذا الحديث أنه أدق من الشعرة " ولهذا قال أبو سعيد الخذري في هذا الجسر قال: (( أدق من الشعرة وأحد من ذبابة السيف )) وقال بعض العلماء: (( وطوله مسافة ثلاثة آلاف سنة ارتفاعا ومسافة ثلاثة آلاف سنة استواء ومسافة ثلاثة سنة هبوطا )) وأنت تستطيع أن تفهم أنه كذلك لأنه من شاطئ جهنم هذا إلى الشاطئ الآخر من شفير جهنم إلى الشفير الآخر وجهنم كم تضم من الملايين من البشر! والواحد من هؤلاء الكفار يعظُم في جهنم حتى يكون ما بين منكبيه مسافة ثلاثة أيام الشخص الواحد يكون ما بين منكبيه مسافة ثلاثة أيام ومجلسه في النار كما بين مكة والمدينة مسافة أربعمائة وخمسين كيلو متر مجلس واحد من أهل النار، وهذا يدل على سعة النار وأنها واسعة فهذا الجسر ليس للمسلمين طريق يصلون بها إلى الجنة إلا عن طريق هذا الجسر، وهذا الجسر تُلقى فيه ظلمة لا يستطيع الشخص أن يرى نفسه، ظلمة شديدة وهنا تُقسَّم الأنوار وهذا النور الذي يُقسَّم والله يقول في كتابه الكريم: ﴿ يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَىٰ نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ [20] فالرسول يبيِّن أن الله يُعطي المسلمين أنوارهم بقدر أعمالهم فمنهم من يعطى نورا كالجبل العظيم بين يديه ومنهم من يُعطى نورى أصغر من ذلك ومنهم من يعطى نورا كالنخلة ومنهم من يعطى نورا أصغر من ذلك ثم تتدرَّج القسمة الإلهية بقدر أعمال العباد حتى يكون آخر من يعطيه الرحمن نورا رجل يعطى نورا في إبهام قدمه يضيء تارة وينطفئ تارة ويكون الناس في مشيهم على هذا الجسر على قدر أعمالهم وعلى قدر أنوارهم التي أُعطوها فكلنا كان النور عظيما كلما كان المشي سريعا بإذن الله ولهذا أيها المسلم الكريم إذا أردت نورا كاملا يوم القيامة حافظ على الصلوات في أوقاتها في بيوت الله جاء عند أبي داود والترمذي من حديث بُريدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: " بشِّر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة " هو هذا اليوم هذا النور وهذه المرحلة أصعب المراحل في حياة المسلمين هذه المرحلة أصعب المراحل وأشد المراحل فمن تجاوز فقد نجا ومن سقط فالويل له والصراط لا يعبر عليه إلا المسلمون الكفارُ يتساقطون في النار قبل أن يُنصب الجسر وأما الصراط لا يعبر عليه إلا المسلمون فمع هذا فأعداد من يتساقطون في النار أكثر ممن ينجو؛ الذنوب، المعاصي تجعل العباد يتساقطوا في النار من جسر جهنم ولهذا النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول عندما قال: " وينصب الصراط، أتدرون ما الصراط؟ الصراط مزلة " أي تزِل فيه الأقدام وتتزحلق فيه الأقدام " وعليه خطاطيف كشوك السعدان " قال عليه الصلاة والسلام: " أتدرون ما شوك السعدان؟ شوك عطيف " أي معطوف " إلا أنه لا يعلم بعِظمها إلا الله " لا يعلم بعِظم تلك الخطاطيف التي قد تمثلت للعابرين على الجسر وتلك الخطاطيف هي الذنوب، هي الذنوب تتحوَّل إلى خطاطيف على جِسر جهنم فمنهم من ينتفض به الجسر ويسقط من ذلك الجسر ومنهم من يمر بأمر رب العالمين ومنهم من تتحول تلك الذنوب إلى أغصان شائكة تخدش صاحبها وتجرحه ومنهم من يسقط في نار جهنم عياذا بالله، والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: " يُحمل الناس على جسر جهنم فيتصادع بهم تصادع الفراش " يتصادع يُلقيهم في النار بعضهم على بعض؛ هؤلاء من المسلمين منِ الذي جعلهم يتصادون في النار بعضهم على بعض؟ الربا، الزنا، الخمر، الكذب، عقوق الوالدين، التهاون في الصلاة، الظلم، الحكم بغير ما أنزل الله، الرشوة، الخداع، المكر، الاعتداء على الأموال، الاعتداء على الأعراض، الاعتداء على الدماء... المعاصي بجميع أنواعها هي التي كانت سببا لتساقط تلك الأعداد الهائلة؛ ولهذا يتقدم جماهير المؤمنين وأنوارهم تُضيء بين أيديهم وعن أيمانهم بإذن الله رب العالمين، فيتقدمون ويتقدمهم رب العالمين يتقدمهم على الله ويترك آثارا أي يترك الصراط أدق من الشعرة كما يُخبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بذلك فالرحمن يعبر ثم يتوجه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بين بيدي أمته ولهذا يقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: " نحن أول من يُجيز على الصراط " أول من يجيز على محمد صلى الله عليه وسلم وأمته؛ ثم يقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولا يتكلم أحد إلا الرسل وكلام الرسل يومها: " ربِّ سلِّم رب سلم سلم " فهنا تتقدم تلك الأعداد الهائلة وهي تنظر إلى الجسر ما أطوله! وتنظر إلى النار ما أوسعها! والكل على وَجَل والكل على خوف لأنه يعلم أنه إذا زلَّت قدمه زلت قدمه إلى النار.
    الرحمن يُلقي ظلمة شديدة على جسر جهنم فتتقدم تلك الجماهير ويتقدم من كانت أنوارهم كبيرة من كان نوره كالجبل فينطلق كالطرف أي كطرف العين بإذن الله في غمضة وفي لفتة نظر وإذا به قد عبر الجسر بأمر رب العالمين سبحانه وتعالى عبر الجسر ثم تتقدم أيضا جماهير المؤمنين فالرسول يقول: " منهم من يمر كالطرف ومنهم من يمر كالبرق ومنهم من يمر كالسحاب ومنهم من يمر كانقضاض الكوكب ومنهم من يمر كالريح ومنهم كشد الخيل أي كالخيل المسرع ومنهم من يمر كشد الرجل أي كسرعة الرجل ومنهم من يحبو حبوا وآخرهم ذاك الذي أعطي نورا في إبهامه فهو يضيء له تارة وينطفئ تارة فإذا أضاء له مشى وإذا انطفأ قام ثم يمشي حبوا على وجهه ويده أو ويديه ورجليه قال تزل قدم وتعلق قدم وتعلق قدم وتزل يد وتعلق يدل وهكذا كلما زلت يد تمسك بالأخرى وكلما زلت قدم تمسك بالأخرى وتصيب جوانبه النار وهو يحبو وبعد جُهد جهيد وبعد شدة شديدة يُنجيه الله سبحانه وتعالى من النار ويخرج ويعبر على ذلك الصراط فإذا خرج من الصراط التفت إلى النار وقال الحمد لله الذي نجاني بعدئذ رأيتها والذي أعطاني ما لم يعطِ أحدا من خلقه " نجاني منها بعدئذ رأيتها قال الرسول: " فينطلق به إلى غدير على باب الجنة فيُغسل فتعود إليه صور أهل الجنة ورائحتهم فيقول: يا رب. قال فينظر إلى الجنة من شق الباب فيقول يا رب أدخلني الجنة فيقول أتسأل الجنة وقد نجيتك من النار؟ فيقول يا رب اجعل بيني وبينها حاجزا " أي بيني وبين النار " فيؤمر به فيدخل الجنة فيرى قصرا في غاية الجمال والحسن لكنه يرى قصرا أجمل مما هو فيه ومن الموضع الذي هو فيه كأنه بالنسبة على ما هو فيه كأنه حلم فيقول يا رب أعطني ذلك القصر فيقول يا ابن آدم عساك إن أعطيتكه أن تسألني غيره فيقول لا والله يا رب لا أسألك غيره وأنَّا قصر أحسن منه " أي من أين يوجد أحسن من هذا القصر لا يوجد أحسن من هذا القصر " فيعطيه الله ذلك القصر ثم يستبين له قصر آخر كأنه بالنسبة إلى ما هو فيه حُلم أي أجمل وأجمل بكثير مما هو فيه فيقول يا رب اعطني ذلك القصر فيقول يا ابن آدم عساك إن اعطيتكه أن تسألني غيره فيقول لا والله يا رب لا أسألك غيره وأنا قصر أحسن منه أي لا يوجد أحسن منه قال فإن أعطاه ثم يسكت فيقول الله: ما لك سكتت فيقول يا رب قد وعدتك وأخلفتك حتى استحييت وحلفت لك حتى استحييتك فيقول الله له: ألا ترضى أن أعطيك مثل الدنيا منذ خلقتها حتى أفنيتها وعَشْرَ أمثالها؟ فيقول الرجل: أتستهزئ بي وأنت رب العزة؟ وكان ابن مسعود إذا بلغ هذا الموطن يضحك فقال له رجل: والراوي عن ابن مسعود مسروق بن الأجدع فقال له رجل: ’’ يا أبا عبد الرحمن لقد سمعتك تُحدث بهذا الحديث مِرارًا فكلما وصلت إلى هذا الموضع تضحك! ‘‘ فقال: (( سمعته من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم مرارا وكان إذا وصل إلى هذا الموطن يضحك )) فيقول الله: لا، أي أنا لا أستهزئ بك ولكني على ذلك قادر سل، أي سل ما شئت فيقول يا رب ألحقني بالناس وهذا يدل أنه كان في جانب من جوانب الجنة لكنه ما قد دخل بين الناس فيقول الله له انطلق، انطلق فادخل بالناس قال فينطلق في الجنة يُهرول يمشي مهرولا قال: فإذا بقصر من ذُرَّة يظهر له فيجرُّ ساجدا فيقال له ما لك؟ فيقول رأيت ربي أو ترآى لي ربي فيُقال له: إنما هو قصر من قصورك هذا الذي سجدت عندما شع منه النور وعندما وضح منه النور هذا قصر من قصورك فيقوم فينطلق فبينما هو كذلك إذ رأى رجلا فتهيَّأ للسجود فيقال له: ما لك؟ فيقول: ظننتك ملكا، فيقول له إنما أنا عبد من عبيدك وخادم من خُدَّامك تحت يدي ألف قهرمان على ما أنا عليه أي من مثلي وهذا يدل على أن أقل رجل في الجنة يُعطيه الله ألف خادم يخدمونه تحت يديه ألف قهرمان ثم ينطلق بين يديه هذا الخادم هذا الذي وليس بالخادم الذي يفهمه الناس في الدنيا الأسود وإنما من الغلمان الذين قال عنهم ربنا في كتابه الكريم: ﴿يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ (١٧) بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ [21] وكما قال ربنا في كتابه الكريم: ﴿۞ وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا [22] فهم كاللؤلؤ المنثور؛فينطلق هذا الذي هو آخر من يدخل الجنة عند العبور على الصراط فينطلق الغلامبين يديه حتى يأتي القصر الذي هو من دُرَّة فيفتح القصر فيُفضي إلى جوهرةخضراء مبطنة بحمراء وتلك الجوهرة تفضي إلى سبعين بابًا وكل باب يفضي إلىجوهرة حمراء مبطنة بأخرى ثم إلى جواهر ثم،يقول الرسول سقائفه أي هذا القصر سقائفه وأبوابه وأغاليقه ومفاتيحه منهفهو قصر من دُرة قصر من درة مجوفة أي من درة واحدة، السقائف سقفه وكذلكأبوابه وكذلك أغاليقه وكذلك مفاتيحه منه من أصل القصر، ثم يفتح هذا القصرويُفضي إلى جوهرة حتى يُفضي إلى جوهرة خضراء ومبطنة بحمراء وكلُّ جوهرةتُفضي إلى كذا كذا.. ثم قال: " وفي كل جوهرة وصائف وجوار وزوجات أقلُّهنحوراء عيناء " أي أقل واحدة من هؤلاء في الجمال وفي الحسن حوراء عيناء " يرى مخ ساقها " أي عليها سبعون حُلة يرى مخ ساقها من وراء تلك الحُلل " كبده مرآتها كبدها مرآته إذا أعرض عنها إعراضة " وهذه من أقل الجواري " إذاأعرض عنها إعراضة ازدادت على ما كانت عليه سبعين ضعفًا وإذا أعرضت عنهإعراضة ازداد سبعين ضعفا على ما كان عليه " أي يزداد جمالها عند أن يعرضعنها إعراض ينظر إلى جانب آخر ثم يلتفت إليها فيجدها قد ازدادت سبعين ضعفاعلى الجمال الذي كانت عليه من قبل ذلك سبعين ضعفا فيقول لها والله لقدازددتِ سبعين ضعفا وتقول له وأنت والله لقد ازددت سبعين ضعفا بمجرد أنهيلتفت عنها أو أنها تلتفت عنه يتجدد جمال الاثنين بأمر الله رب العالمين ثميقول له أُنظر في ملكِك! فإذا ملكُه مسافة مائة عام ينفذه بصره " أي يرىمن طرف ملكه إلى طرفه هذا أقل رجل يُعطيه الرحمن في الجنة كما سمعت ولهذاالحديث شواهد كثيرة منها ما في الصحيحين من حديث ابن مسعود رضي الله عنهقال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: " إني لأعلم آخر أهلالجنة دخولا الجنة وآخر أهل النار دخولا النار هو رجل يخرج من النار فيقالله اذهب وادخل الجنة فيقول كيف أدخل؟ فيقول يا رب وجدتها ملأى، فيقول اللهله: اذهب وادخل الجنة؛ فيأتي إليها فيتخيلها ملأى فيقول يا رب وجدتها ملأى؛فيقول: أدخل الجنة فقد أعددت لك مثل الدنيا وعشر أمثالها ".
    هكذا يقول الرسول، فأنظر إلى هذا أيها الأخ الكريم أليس جديرا بكل مؤمن أنيجتهد ويجِدَّ في العبادة حتى يصل إلى هذا المُلك العظيم؟!﴿وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا[23].
    هذه امرأة من الحور الرسولُ يُبِّن أن هذه المرأة كما سمعتَ كبدها مرآةلزوجها وكبد زوجها مرآة لها وأنه يُرى مُخ ساقها من وراء سبعين حلَّة وأنزوجها إذا أعرض عنها اعراضة ازدادت سبعين درجة في الجمال! سبعين مرة علىجمالها الأول وكلَّما أعرض عنها ازداد جمالها.
    لهذا إخوة الإيمان والإسلام جِدوا واجتهدوا في طلب هذه الجنة وفي الأعمالالصالحة فالجنة ليست للكسالى والجنة ليست للخاملين والجنة ليست للكفارالذين يكفرون العمال الصالحة الجنة لأهل الإيمان والعمل الجنة لمن بذلقيمتها " ألا إن سِلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة ".
    نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من أهل الجنة إنه أرحم الراحمين.
    تم بحمد الله

    [1] سورة آل عمران:102.
    [2] سورة النساء:1.
    [3] سورة الحزاب:70، 71.
    [4] سورة القلم: 43.
    [5] سورة الواقعة: 49، 50.
    [6] سورة هود: 103، 104.
    [7] سورة إبراهيم: 43.
    [8] سورة الأنعام: 38.
    [9] سورة النبأ: 38.
    [10] سورة الفجر: 22.
    [11] سورة البقرة: 210.
    [12] سورة الفرقان: 25.
    [13] سورة يس: 53.
    [14] سورة غافر: 18.
    [15] سورة الفجر: 22.
    [16] سورة البقرة: 210.
    [17] سورة الفجر: 22، 23.
    [18] سورة القلم: 42.
    [19] سورة القلم: 43.
    [20] سورة الحديد: 12.
    [21] سورة الواقعة: 17، 18.
    [22] سورة الإنسان: 19.
    [23] سورة الإنسان: 20.

    الملفات المرفقة
    التعديل الأخير تم بواسطة أم سلافة; الساعة 17-Jan-2012, 08:54 PM. سبب آخر: تنسيق

    تعليق

    يعمل...
    X