إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

المشي بعلم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المشي بعلم

    بسم الله الرحمن الرحيم
    المشي بعلم

    إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
    أما بعد:
    فصاحب السنة هديه وسمته ودله يسير وفق ما جاء في كتاب الله عز وجل وعلى ما صح عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، فمشيه بعلم وسيره بأدب.
    جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما: {يمشون على الأرض هونا} قال: (علماء حلماء).
    وهذا الأثر أخرجه ابن أبي حاتم في ((تفسيره)) وإسناده ضعيف فيه مسلم بياع الملائي وهو: ابن كيسان الضبي الملائي البراد أبو عبد الله الكوفي الأعور، ضعيف كما في ((التقريب)).
    وأخرج عبد الرزاق الصنعاني في ((تفسيره)) بإسناد فيه مقال عن معمر عن الحسن في قوله تعالى: {يمشون على الأرض هونا} [الفرقان: 63]، قال: (حلما علما).
    وفي رواية أخرجها ابن جرير الطبري في ((جامع البيان)) عن معمر عن الحسن قال: (علماء، حلماء، لا يجهلون).
    معمر لم يلق الحسن البصري.
    قال أبو زرعة العراقي رحمه الله في ((تحفة التحصيل في ذكر رواة المراسيل)): ((معمر بن راشد ... وقال ابو حاتم لم يسمع من الحسن شيئا ولم يره بينهما رجل)) اهـ.

    والمشي بعلم وصية سلفنا الصالح.
    قال أبو الدرداء رضي الله عنه: (من فقه الرجل مدخله وممشاه وألفه).
    أحرجه ابن أبي شيبة في ((مصنف)) والمروزي في ((زياداته على الزهد لابن المبارك)) وابن أبي عاصم في ((الزهد)) وابن عبد البر في ((جامع بيان العلم وفضله)) وأبو نعيم في ((حلية الأولياء)) وابن الأعرابي في ((معجم)) ومن طريقه الخطابي في ((العزلة))؛ وابن بطة في ((الإبانة الكبرى)) و ((إبطال الحيل)) وابن أبي الدنيا في ((الإخوان)) وابن أبي عمر العدني في ((المسند)) كما في ((المطالب العالية)) لابن حجر.
    وقال الإمام الآجري رحمه الله في ((آداب حملة القرآن)): ((إن مشى مشى بعلم)) اهـ.

    والمشي بعلم من أسباب الاستقامة وزيادة في الدين والإيمان.
    قال العلامة ابن القيم رحمه الله في ((الداء والدواء)) : ((ولهذا قيل: من حفظ هذه الأربعة أحرز دينه: اللحظات، والخطرات، واللفظات، والخطوات)) اهـ.
    فمن مشي بعلم أجر ومن كان سيره بأدب نال الثوب من الله تعالى، وفي هذه المقالة جملة من آداب المشي مستسقاة من كتاب ربنا تعالى وسنة نبينا عليه الصلاة والسلام، جمعتها تذكيرا للساهي وتنبيها للغافل وتعاليما للجاهل.

    أولا: المشي بسكينة ووقار.
    قال الله تعالى: {وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا} [الفرقان: 63].
    قال إمام المفسرين ابن جرير الطبري رحمه الله في ((جامع البيان)): ((يعني: بالرفق والسكينة والوقار)) اهـ.
    وقال الإمام البغوي رحمه الله في ((معالم التنزيل)): ((أي: بالسكينة والوقار متواضعين غير أشرين ولا مرحين، ولا متكبرين)) اهـ.
    وقال العلامة ابن القيم رحمه الله في ((الداء والدواء)) : ((وأما الخطوات: فحفظها بأن لا ينقل قدمه إلا فيما يرجو ثوابه، فإن لم يكن في خطاه مزيد ثواب، فالقعود عنها خير له، ويمكنه أن يستخرج من كل مباح يخطو إليه قربة ينويها لله، فتقع خطاه قربة.
    ولما كانت العثرة عثرتين: عثرة الرجل وعثرة اللسان، جاءت إحداهما قرينة الأخرى في قوله تعالى: {وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما} [سورة الفرقان: 63] .
    فوصفهم بالاستقامة في لفظاتهم وخطواتهم، كما جمع بين اللحظات والخطرات في قوله تعالى: {يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور} [سورة غافر: 19])) اهـ.
    وقال العلامة ابن سعدي رحمه الله في ((تيسير الكريم الرحمن)): ((أي: ساكنين متواضعين لله والخلق فهذا وصف لهم بالوقار والسكينة والتواضع لله ولعباده)) اهـ.

    ثانيا: المشي للصلاة بسكينة.
    عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: ((إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها تسعون، وأتوها تمشون وعليكم السكينة، فما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا)).
    أخرجه مسلم.
    قال العلامة النووي رحمه الله في ((شرحه على مسلم)): ((فإن أحدكم إذا كان يعمد إلى الصلاة فهو في صلاة فيه الندب الأكيد إلى إتيان الصلاة بسكينة ووقار والنهي عن إتيانها سعيا سواء فيه صلاة الجمعة وغيرها سواء خاف فوت تكبيرة الإحرام أم لا)) اهـ.
    وقال رحمه الله في ((المجموع شرح المهذب)): ((واتفقت نصوص الشافعي والأصحاب على أن السنة أن يمشي إلى الجمعة بسكينة ووقار وبه قال جمهور العلماء من الصحابة والتابعين ومن بعدهم وحكاه ابن المنذر في مطلق الصلوات عن زيد بن ثابت وأنس بن مالك وأبي ثور وأحمد واختاره ابن المنذر قال وروينا عن ابن عمر أنه أسرع حين سمع الإقامة وروي مثله عن ابن مسعود والأسود بن يزيد وعبد الرحمن بن يزيد واسحق)) اهـ.

    ثالثا: القصد في المشي.
    قال الله تعالى: {واقصد في مشيك} [لقمان: 19].
    قال الإمام البغوي رحمه الله في ((معالم التنزيل)): ((أي: ليكن مشيك قصدا لا تخيلا ولا إسراعا)) اهـ.
    وقال العلامة القرطبي رحمه الله في ((تفسيره)): ((فقال: {واقصد في مشيك} أي توسط فيه. والقصد: ما بين الإسراع والبطء، أي لا تدب دبيب المتماوتين ولا تثب وثب الشطار)) اهـ.
    وقال الإمام ابن كثير رحمه الله في ((تفسيره)): ((أي: امش مشيا مقتصدا ليس بالبطيء المتثبط، ولا بالسريع المفرط، بل عدلا وسطا بين بين)) اهـ.
    وقال العلامة الشوكاني رحمه الله في ((فتح القدير)): ((مشيك أي: توسط فيه، والقصد: ما بين الإسراع والبطء. يقال قصد فلان في مشيته إذا مشى مستويا لا يدب دبيب المتماوتين، ولا يثب وثوب الشياطين. وقد ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا مشى أسرع، فلا بد أن يحمل القصد هنا على ما جاوز الحد في السرعة)) اهـ.
    وقال العلامة ابن سعدي رحمه الله في ((تيسير الكريم الرحمن)): ((أي: امش متواضعا مستكينا، لا مَشْيَ البطر والتكبر، ولا مشي التماوت)) اهـ.
    وقال ابن مسعود: كانوا ينهون عن خبب اليهود ودبيب النصارى، ولكن مشيا بين ذلك
    ذكره ابن حيان الأندلسي في ((البحر المحيط في التفسير)).

    رابعا: النهي عن المرح في المشي.
    قال الله تعالى: {ولا تمش في الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا}.
    عن قتادة، في قوله تعالى: {ولا تمش في الأرض مرحا} [الإسراء: 37]، قال: (لا تمش كبرا ولا فخرا، فإن ذلك لا يبلغ بك أن تبلغ الجبال، ولا أن تخرق الأرض لكبرك وفخرك).
    أخرجه عبد الرزاق الصنعاني في ((تفسيره)) ورجاله ثقات.
    وقال إمام المفسرين ابن جرير الطبري رحمه الله في ((جامع البيان)): ((يقول تعالى ذكره: ولا تمش في الأرض مختالا مستكبرا)) اهـ.
    وقال العلامة عبد الهادي بن محمد بن عبد الهادي رحمه الله في ((تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد)) : ((وقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً} المختال المتكبر العظيم في نفسه الذي لا يقوم بحقوق الناس، والفخور هو الذي يفخر على الناس، ويتطاول عليهم، ختم الله هذه الآية الكريمة بهذين الوصفين المذمومين؛ لأن المختال والفخور يأنف من أقاربه الفقراء ومن جيرانه الضعفاء، فلا يحسن إليهم، ولا يلوي بنظره عليهم، ولأن المختال هو المتكبر، ومن كان متكبرًا فلا يقوم بحقوق الناس)) اهـ.
    عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((بينما رجل يمشي في حلة تعجبه نفسه، مرجل رأسه يختال في مشيته، إذ خسف الله به، فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة)).
    أخرجه البخاري ومسلم.
    ومن صور المشي متكبرا جر الثوب خيلاء.
    عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر ثوبه خيلاء)).
    متفق عليه.
    وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره خيلاء)).
    أخرجه أحمد.
    وقال محقق المسند: إسناده صحيح على شرط الشيخين.
    قال ابن العربي رحمه الله كما في ((فتح الباري)) لابن حجر: ((لا يجوز للرجل أن يجاوز بثوبه كعبه، ويقول: لا أجره خيلاء؛ لأن النهي قد تناوله لفظا، ولا يجوز لمن تناوله اللفظ حكما، أن يقول: لا أمتثله؛ لأن تلك العلة ليست في؛ فإنها دعوى غير مسلمة، بل إطالته ذيله دالة على تكبره)). انتهى ملخصا.

    خامسا: النهي عن التبختر في مشيته.
    قال تعالى: {ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى} [القيامة: 33].
    عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله: يتمطى قال: يختال.
    ذكره ابن أبي حاتم في ((تفسيره)).
    وعن قتادة رحمه الله، {ثم ذهب إلى أهله يتمطى} [القيامة: 33] أي يتبختر.
    أخرجه ابن جرير الطبري في ((جامع البيان)).
    قال العلامة البيضاوي رحمه الله في ((أنوار التنزيل وأسرار التأويل)): ((ثم ذهب إلى أهله يتمطى يتبختر افتخارا بذلك من المط، فإن المتبختر يمد خطاه فيكون أصله يتمطط، أو من المطا وهو الظهر فإنه يلويه)) اهـ.
    عن أبي هريرة رضى الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((بينما رجل يتبختر، يمشي في برديه قد أعجبته نفسه، فخسف الله به الأرض، فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة)).
    أخرجه مسلم.

    سادسا: المشي بقوة.
    قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في ((تفسيره)) : ((هذه صفات عباد الله المؤمنين {الذين يمشون على الأرض هونا} أي بسكينة ووقار من غير تجبر ولا استكبار، كقوله تعالى: {ولا تمش في الأرض مرحا} الآية. وليس المراد أنهم يمشون كالمرضى تصنعا ورياء، فقد كان سيد ولد آدم محمد صلى الله عليه وسلم إذا مشى كأنما ينحط من صبب وكأنما الأرض تطوى له، وقد كره بعض السلف المشي بتضعف وتصنع، حتى روي عن عمر أنه رأى شابا يمشي رويدا قال: ما بالك! أأنت مريض؟ قال: لا يا أمير المؤمنين، فعلاه بالدرة وأمره أن يمشي بقوة)) اهـ.

    سابعا: المشي بسرعة متزنة.
    قال الله تعالى: {يمشون على الأرض هونا} [الفرقان: 63].
    قال العلامة ابن عثيمين رحمة الله في ((تفسير القرآن الكريم سورة الفرقان)) (ص: 171) : ((هونا بدون سرعة، ولا ينافي ذلك ما ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام من أنه كان يمشي بقوة وجلد كأنما ينحدر من صبب، فإنما ذلك من لقوته، وليس هذا من باب العجلة التي تقبح، ففرق بين من إنسان يمشي كمشية المجنون غير المهذب، وإنسان يمشي بقوة ولكنه يمشي مشيا متزنا، فالأول مذموم، والثاني محمود، لأنه يدل على النشاط وعلى القوة، وأريح للبدن وأسرع في بلوغ الغاية)) اهـ.

    ثامنا: النهي عن الدبيب.
    وعن ابن مسعود رضى الله عنه: (كانوا ينهون عن خيب اليهود ودبيب النصارى ولكن مشياً بين ذلك).
    قال الإمام ابن كثير رحمه الله في ((تفسيره)) : ((وليس المراد أنهم يمشون كالمرضى تصنعاً ورياء، فقد كان سيد ولد آدم عليه الصلاة والسلام إذا مشى كأنما ينحط من صبب وكأنما تطوى الأرض له، وقد كره بعض السلف المشي بتضعف، حتى روى عن عمر أنه رأى شاباً يمشي رويداً، فقال: ما بالك أأنت مريض؟ قال: لا يا أمير المؤمنين، فعلاه بالدرة وأمره أن يمشي بقوة)) اهـ.
    وعن إبراهيم، عن علقمة، قال: (لا تدبوا بالجنازة دبيب النصارى).
    أخرجه ابن أبي شيبة في ((المصنف)) بإسناده ضعيف فيه إبراهيم هو: النخعي ثقة إلا أنه يرسل كثيرا، فقيه كما في ((التقريب)).
    وعن إبراهيم النخعي قال: (كان يقال انبسطوا لجنائزكم، ولا تدبوا بها دب اليهود).
    أخرجه ابن أبي شيبة في ((المصنف)) رجاله ثقات.

    تاسعا: النهي عن مشية الجمل الأهوج.
    قال العلامة ابن القيم رحمه الله في ((زاد المعاد)): ((وإما أن يمشي بانزعاج واضطراب مشي الجمل الأهوج، وهي مشية مذمومة أيضا، وهي دالة على خفة عقل صاحبها، ولا سيما إن كان يكثر الالتفات حال مشيه يمينا وشمالا)) اهـ.

    عاشرا: النهي عن كثر الالتفات من غير حاجة.
    كان من هدي النبي عليه الصلاة والسلام أنه لا يلتفت في الطريق.
    عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: (اتبعت النبي صلى الله عليه وسلم، وخرج لحاجته، فكان لا يلتفت، فدنوت منه).
    أخرجه البخاري.
    وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مشى لم يلتفت)).
    أخرجه الحاكم في ((المستدرك على الصحيحين)) وابن سعد في ((الطبقات الكبرى)) وأودعه الألباني في ((سلسلة الأحاديث الصحيحة)) (رقم: 2086).
    وقال عمر بن عبد العزيز رحمه الله كما في ((الآداب الشرعية)) لابن مفلح: (خصلتان لا تعدمك من الأحمق، أو قال من الجاهل: كثرة الالتفات وسرعة الجواب).
    وقال إبراهيم النخعي: (ليس من المروءة كثرة الالتفات في الطريق).
    أخرجه الدينوري في ((المجالسة وجواهر العلم)) والسلفي في ((الطيوريات)) والسمعاني في ((أدب الإملاء والاستملاء)).
    حكم عليه الألباني رحمه الله في ((سلسلة الأحاديث الضعيفة)) بصحة الإسناد.
    وقال الحافظ أبو حاتم بن حيان رحمه الله في ((روضة العقلاء ونزهة الفضلاء)): ((من علامات الحمق التي يجب للعاقل تفقدها ممن خفى عَلَيْهِ أمره سرعة الجواب وترك التثبت والإفراط في الضحك وكثرة الالتفات والوقيعة في الأخيار والاختلاط بالأشرار)) اهـ.
    وقال العلامة ابن القيم رحمه الله في ((زاد المعاد)): ((وإما أن يمشي بانزعاج واضطراب مشي الجمل الأهوج، وهي مشية مذمومة أيضا، وهي دالة على خفة عقل صاحبها، ولا سيما إن كان يكثر الالتفات حال مشيه يمينا وشمالا)) اهـ.

    الحادي عشر: ترك الكسل في المشي.
    عن ابن عباس رضي الله عنهما: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا مشى، مشى مجتمعا، ليس فيه كسل).
    أخرجه أحمد في ((المسند)).
    قال العلامة الألباني رحمه الله في ((الضعيفة)) تحت (رقم: 55) : ورواه البزار (2391 - زوائده) وسنده صحيح، وله شاهد عن سيار أبي الحكم مرسلا، رواه ابن سعد (1 / 379).
    وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي مشيا يعرف فيه أنه ليس بعاجز ولا كسلان صلى الله عليه وسلم).
    أخرجه محمد بن عبد الرحمن المخلص في ((المخلصيات)) ومن طريقه ابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) وأودعه الألباني في ((الصحيحة)) (رقم: 2140).

    الثاني عشر: النهي عن التكسر في المشي.
    قال الإمام البغوي رحمه الله في ((تفسيره)): (({ولا تبرجن} قال مجاهد وقتادة: التبرج هو التكسر والتغنج، وقال ابن أبي نجيح: هو التبختر. وقيل: هو إظهار الزينة وإبراز المحاسن للرجال، {تبرج الجاهلية الأولى})) اهـ.
    وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله في ((فتح الباري)): ((قوله: (لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين). قال الطبري: المعنى: لا يجوز للرجال التشبه بالنساء في اللباس والزينة التي تختص بالنساء ولا العكس قلت وكذا في الكلام والمشي)) اهـ.

    الثالث عشر: النهي عن مشية المعجب بنفسه.
    عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((بينما رجل يمشي في حلة، تعجبه نفسه، مرجل جمته، إذ خسف الله به، فهو يتجلجل إلى يوم القيامة)).
    متفق عليه.

    الرابع عشر: حرمة المشي على الإيقاعات الموسيقية.
    قال العلامة الألباني رحمه الله في ((سلسلة الأحاديث الصحيحة)) : ((ولذلك اتفقت المذاهب الأربعة على تحريم آلات الطرب كلها، واستثنى بعضهم - بالإضافة إلى ما ذكرنا - الطبل في الحرب، وألحق به بعض المعاصرين الموسيقى العسكرية، ولا وجه لذلك ألبتة
    لأمور:
    الأول: أنه تخصيص لأحاديث التحريم، بدون مخصص، سوى مجرد الرأي والاستحسان،
    وهو باطل.
    الثاني: أن المفروض في المسلمين في حالة الحرب أن يقبلوا بقلوبهم على ربهم، وأن يطلبوا منه نصرهم على عدوهم، فذلك أدعى لطمأنينة نفوسهم، وأربط لقلوبهم فاستعمال الموسيقى مما يفسد ذلك عليهم، ويصرفهم عن ذكر ربهم، قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا، واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون}.
    الثالث: أن استعمالها من عادة الكفار {الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر، ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله، ولا يدينون دين الحق} فلا يجوز لنا أن نتشبه بهم، لا سيما فيما حرمه الله تبارك وتعالى علينا تحريما عاما كالموسيقى.
    ولا تغتر أيها القارئ الكريم بما قد تسمع عن بعض المشهورين اليوم من المتفقهة من القول بإباحة آلات الطرب والموسيقى، فإنهم - والله - عن تقليد يفتون، ولهوى الناس اليوم ينصرون، ومن يقلدون؟ إنما يقلدون ابن حزم الذي أخطأ فأباح آلات الطرب والملاهي، لأن حديث أبي مالك الأشعري لم يصح عنده، وقد عرفت أنه صحيح قطعا، وأن ابن حزم أتي من قصر باعه في علم الحديث كما سبق بيانه، وليت شعري ما الذي حملهم على تقليده هنا دون الأئمة الأربعة، مع أنهم أفقه منه وأعلم وأكثر عددا وأقوى حجة؟ ! لو كان الحامل لهم على ذلك إنما هو التحقيق العلمي فليس لأحد عليهم من سبيل، ومعنى التحقيق العلمي كما لا يخفى أن يتتبعوا الاحاديث كلها الواردة في هذا الباب ويدرسوا طرقها ورجالها، ثم يحكموا عليها بما تستحق من صحة أو ضعف، ثم إذا صح عندهم شيء منها درسوها من ناحية دلالتها وفقهها وعامها وخاصها، وذلك كله حسبما تقتضيه قواعد علم أصول الحديث وأصول الفقه، لو فعلوا ذلك لم يستطع أحد انتقادهم ولكانوا مأجورين، ولكنهم - والله - لا يصنعون شيئا من ذلك، ولكنهم إذا عرضت لهم مسألة نظروا في أقوال العلماء فيها، ثم أخذوا ما هو الأيسر أو الأقرب إلى تحقيق المصلحة زعموا. دون أن ينظروا موافقة ذلك للدليل من الكتاب والسنة، وكم شرعوا للناس - بهذه الطريقة - أمورا باسم الشريعة الإسلامية، يبرأ الإسلام منها. فإلى الله المشتكى)) اهـ.

    الخامس عشر: المشي باتزان.
    قال الله تعالى: {يمشون على الأرض هونا} [الفرقان: 63].
    قال العلامة ابن عثيمين رحمة الله في ((تفسير القرآن الكريم سورة الفرقان)) (ص: 171) : ((يعني لست مشيتهم مشية الإنسان الذي ليس بمتزن، إنما مشيتهم مشية اتزان)) اهـ.

    السادس عشر: النهي عن حكاية المشي.
    عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما أحب أني حكيت أحدا وأن لي كذا وكذا)).
    أخرجه أبو داود في ((السنن)) والترمذي في ((السنن)) وصححه الألباني.
    ومن شؤم تقليد مشية الغير.
    قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في ((شرح الآجرومية)) (ص: 269) : ((يقولون: إن الغراب أراد أن يقلد الحمامة في المشي فمشي خطوات وعجز أن يقلدها. ثم أراد أن يرجع إلى مشيه الأول فإذا هو قد ضيعها)) اهـ.

    السابع عشر: النهي عن المشي في نعل واحد.
    عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا انقطع شسع أحدكم أو من انقطع شسع نعله فلا يمش في نعل واحدة حتى يصلح شسعه ولا يمش في خف واحد ولا يأكل بشماله ولا يحتبي بالثوب الواحد ولا يلتحف الصماء)).
    أخرجه مسلم.
    وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن المشي في النعل الواحدة، وقال: ((إن الشيطان يمشي بالنعل الواحدة)).
    أخرجه الطحاوي في ((مشكل الآثار)).
    قال العلامة السندي رحمه الله في ((حاشيته على ابن ماجه)) (3/167): ((قيل النهي عن الشهرة، وقيل: لما فيه من المثلة ومفارقة الوقار ومشابهة زي الشيطان كالأكل بالشمال وللمشقة في المشي والخروج عن الاعتدال فربما يصير سببًا للعثار)) اهـ.
    وقال العلامة الألباني رحمه الله في ((الصحيحة)) (1/683-684): ((فالحديث في النهي عن المشي في نعل واحدة صحيح مشهور، وإنما خرجت حديث الطحاوي هذا لتضمنه علة النهي، فهو يرجح قولا واحدا من الأقوال التي قيلت في تحديدها، فجاء في (الفتح) (10/261):
    ((قال الخطابي: الحكمة في النهي أن النعل شرعت لوقاية الرجل عما يكون في الأرض من شوك أو نحوه، فإذا انفردت إحدى الرجلين؛ احتاج الماشي أن يتوقى لإحدى رجليه ما لا يتوقى للأخرى، فيخرج بذلك عن سجية مشيه، ولا يأمن مع ذلك من العثار. وقيل: لأنه لم يعدل بين جوارحه، وربما نسب فاعل ذلك إلى اختلال الرأي أو ضعفه. وقال ابن العربي: قيل: العلة فيها أنها مشية الشيطان، وقيل: لأنها خارجة عن الاعتدال. وقال البيهقي: الكراهة فيه للشهرة فتمتد الأبصار لمن ترى ذلك منه، وقد ورد النهي عن الشهرة في اللباس، فكل شيء صير صاحبه شهرة، فحقه أن يجتنب)).
    فأقول: الصحيح من هذه الأقوال هو الذي حكاه ابن العربي: أنها مشية الشيطان.
    وتصديره إياه بقوله: (قيل) مما يشعر بتضعيفه، وذلك معناه أنه لم يقف على هذا الحديث الصحيح المؤيد لهذا الـ ((قيل))، ولو وقف عليه؛ لما وسعه إلا الجزم به. وكذلك سكوت الحافظ عليه يشعرنا أنه لم يقف عليه أيضا، وإلا لذكره على طريقته في جمع الأحاديث، وذكر أطرافها المناسبة للباب، لاسيما وليس في تعيين العلة وتحديدها سواه.
    فخذها فائدة نفيسة عزيزة ربما لا تراها في غير هذا المكان، يعود الفضل فيها إلى الإمام أبي جعفر الطحاوي، فهو الذي حفظها لنا بإسناد صحيح في كتابه دون عشرات الكتب الأخرى لغيره.
    (تنبيه) أما الحديث الذي رواه ليث عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت: (ربما مشى النبي صلى الله عليه وسلم في نعل واحدة)؛ فهو ضعيف لا يحتج به)) اهـ.

    الثامن عشر: المشي مختصرا.
    جاء عن مجاهد أنه قال: (وضع اليد في الخاصرة استراحة أهل النار)، قال وفي حديث آخر: (أنها مشية إبليس).
    أخرجه عبد الرزاق في ((المصنف)).
    قال الترمذي رحمه الله في ((الجامع)): ((حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح وقد كره بعض أهل العلم الاختصار في الصلاة وكره بعضهم أن يمشي الرجل مختصرا والاختصار أن يضع الرجل يده على خاصرته في الصلاة أو يضع يديه جميعا على خاصرتيه ويروى أن إبليس إذا مشى مشى مختصرا)) اهـ.
    وقال البغوي رحمه الله في ((شرح السنة)) (3/247): ((والاختصار: هو أن يضع يديه على خاصرته في الصلاة، ويقال: إن ذلك فعل اليهود، روي ذلك عن عائشة.
    وكره بعضهم أن يمشي الرجل مختصرا، ويروى أن إبليس إذا مشى مشى مختصرا، ويقال: إن إبليس أهبط إلى الأرض كذلك)) اهـ.

    التاسع عشر: الاحتفاء وهو على ضربين.
    الناظر في سنة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يجد أن سنة الاحتفاء على قسمين:
    القسم الأول: الاحتفاء بين القبور وهو على الوجوب.
    القسم الثاني: الاحتفاء أحيانًا وهو على الاستحباب.
    الأدلة:
    أولا: الاحتفاء بين القبور.
    الاحتفاء بين القبور على الوجوب جاء فيه الأمر ولم يأت ما يصرف هذا الأمر إلى الاستحباب.
    عن بشير بن الخصاصية بشير رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم رأى رجلا يمشى في نعلين بين القبور فقال: ((يا صاحب السبتيتين ألقهما)).
    أخرجه أحمد في ((المسند)) وأبو داود في ((السنن)) والنسائي في ((السنن الصغرى)) وفي ((السنن الكبرى)) وابن ماجة في ((السنن)) والبخاري في ((الأدب المفرد)) والطبراني في ((الكبير)) والبيهقي في ((الشعب)) وفي ((الآداب)) وابن أبي عاصم في ((الآحاد والمثاني)) وأبو نعيم الأصبهاني في ((معرفة الصحابة)).
    وهذا الحديث صححه وحسنه الإمام الألباني رحمه الله في ((صحيح سنن أبي داود)) و ((صحيح سنن النسائي)) و ((صحيح الأدب المفرد)) وغيرهم.
    قال أبو داود في ((مسائله)): (رأيت أحمد إذا تبع الجنازة فقرب من المقابر خلع نعليه) اهـ.
    وقال الإمام الألباني رحمه الله في ((أحكام الجنائز)): ((ولا يمشي بين قبور المسلمين في نعليه، لحديث بشير ... ثم ذكر الحديث)).

    ثانيا: الاحتفاء أحيانًا.
    وهذا الاحتفاء على الاستحباب، جاء فيه أنه يفعل مرة بعد مرة وقد نص عليه في الحديث الأمر به أحيانا.
    عن عبد الله بن بريدة أن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم رحل إلى فضالة بن عبيد وهو بمصر فقدم عليه وهو يمد ناقة له فقال: إني لم آتك زائرا إنما أتيتك لحديث بلغني عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم رجوت أن يكون عندك منه علم فرآه شعثا فقال: مالي أراك شعثا وأنت أمير البلد، قال: إن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان ينهانا عن كثير من الأرفة، ورآه حافيا فقال: مالي أراك حافيا، قال: إن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمرنا أن نحتفي أحيانا.
    أخرجه أحمد في ((المسند)) وأبو داود في ((السنن)) والبيهقي في ((الشعب)) وفي ((الآداب)) وابن أبي عاصم في ((الآحاد والمثاني)) وأبو نعيم الأصبهاني في ((معرفة الصحابة)).
    وهذا الحديث قد أودعه الإمام الألباني رحمه الله في ((صحيح سنن أبي داود)) و ((السلسلة الصحيحة)) رقم ((502)).
    وهذا نموذج من تطبيق نبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم والصحابة الكرام لهذه السنة وذلك عند عيادة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لسعد بن عبادة رضي الله عنه، أخرج مسلم في (صحيحه) عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه قال: كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذ جاءه رجل من الأنصار فسلم عليه ثم أدبر الأنصاري.
    فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: يا أخا الأنصار كيف أخي سعد بن عبادة؟
    فقال: صالح.
    فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: من يعوده منكم.
    فقام وقمنا معه ونحن بضعة عشر ما علينا نعال ولا خفاف ولا قلانس ولا قمص نمشي في تلك السباخ حتى جئناه فاستأخر قومه من حوله حتى دنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه الذين معه.
    قال العلامة منصور بن يونس البهوتي رحمه الله في ((كشاف القناع عن متن الإقناع)): ((ويسن الاحتفاء أحيانا لحديث فضالة بن عبيد)) اهـ.
    وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في ((شرح رياض الصالحين)): ((وليعلم أن لبس النعال من السنة، والاحتفاء من السنة أيضا، ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن كثرة الإرفاه، وأمر بالاحتفاء أحيانا، فالسنة أن الإنسان يلبس النعال لا بأس، لكن ينبغي أحيانا أن يمشي حافيا بين الناس، ليظهر هذه السنة التي كان بعض الناس ينتقدها، إذا رأى شخصا يمشي حافيا قال: ما هذا؟ هذا من الجهال! وهذا غلط؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينهى عن كثرة الإرفاه، ويأمر بالاحتفاء أحيانا)) اهـ.
    فالسنة السنة يا أهل السنة ففي إحيائها حياة.

    آداب مشي النساء.
    قال الله تعالى: {فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ} [القصص: 25].
    قال العلامة ابن سعدي رحمه الله في ((تيسير الكريم الرحمن)): ((وهذا يدل على كرم عنصرها، وخلقها الحسن، فإن الحياء من الأخلاق الفاضلة، وخصوصا في النساء)) اهـ.
    وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس للنساء وسط الطريق)).
    أخرجه ابن حبان في ((صحيحه)) والبيهقي في ((الشعب)) وحسنه الألباني.
    قال ابن حبان رحمه الله : ((لفظة إخبار مرادها الزجر عن شيء مضمر فيه وهو مماسة النساء الرجال في المشي إذ وسط الطريق الغالب على الرجال سلوكه والواجب على النساء أن يتخللن الجوانب حذر ما يتوقع من مماستهم إياهن)) اهـ.
    وقال الله تعالى: {ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن} [النور: 31].
    عن قتادة قال: (هو الخلخال تضرب المرأة برجلها ليسمع صوت خلخالها).
    أخرجه عبد الرزاق الصنعاني في ((تفسيره)).
    وقال الله عز وجل: {وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى} [الأحزاب: 33].

    قال الإمام البغوي رحمه الله في ((تفسيره)): (({ولا تبرجن} قال مجاهد وقتادة: التبرج هو التكسر والتغنج، وقال ابن أبي نجيح: هو التبختر. وقيل: هو إظهار الزينة وإبراز المحاسن للرجال، {تبرج الجاهلية الأولى})) اهـ.
    هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
    كتبه
    عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
    طرابلس الغرب: يوم الثلاثاء 26 ذي القعدة سنة 1442 هـ
    الموافق لـ: 6 يونيو سنة 2021 ف
يعمل...
X