بسم الله
تفريغ
وأود أن تتنبه في هذا المقام إلى [أربعة أمور]، فإنها تجلي لك حقيقة المقام أكثر. [أولا] الله -جل وعلا -يجيب دعاء المتظرع المفتقر لا دعاء المستكبر أو الشاك الذي يدعو ويريد إجابة من ربه -تبارك وتعالى-، فعليه أن يدعو دعاء اضطرار ومسكنه وافتقار دعاء عبد لربه. وليس دعاء مستكبر عن ربه. أو شاك في وجوده. أو شاك في قدرته. أو مجرب يقول دعنا نجرب ندعو ونشوف يجاب لنا أو لا يجاب. الأمر ليس كذلك. الله -سبحانه وتعالى- يقول. (ادعوا ربكم تضرعا وخفية). ثم قال (وادعوه خوفا وطمعا). دعاء عبد لربه. وليس كما يفعل بعض الناس حاله في دعائه كأنه سيد يدعو عبده. -تعالى الله- علوا كبيرا. كأن المسألة مسألة معاوضة. دعوت وها أنا أنتظر حقي. لا بد أن أعطى. شأن الله أعظم من ذلك. إنما تدعو إن أردت إجابة دعاء مضطر. دعاء عبد لربه العظيم. الذي يفوض إليه شأنه ويعلم أنه أعلم بالخير سبحانه وتعالى. الأمر [الثاني]. الله -جل وعلا- يجيب بمشيئته لا إكراه من أحد أو إلزام من أحد. (بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء). المسألة راجعة إلى مشيئة الله -تبارك وتعالى-. إذن الله -عز وجل- يجيب بمشيئته وليس بإلزام أو إكراه. -تعالى الله علوا كبيرا-. الأمر [الثالث]. الله -جل وعلا - يجيب بحكمته لا عبثا. وحكمته قد تقتضي التعجيل. وقد تقتضي التأجيل. وقد تقتضي البدل. والعباد يدعون. ولكنهم لا يعلمون. لا يعلمون. أين المصلحة. (ولو اتبع الحق أهواءهم. لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن). نحن ندعو ونظن في أنفسنا أن الخير في كذا. وأن المصلحة في كذا. ولكننا نغفل عن أن الله -سبحانه وتعالى- هو الحكيم. هو الأعلم بمواضع الخير. هو الأعلم بما فيه المصلحة للعبد. (والله يعلم وأنتم لا تعلمون). الأمر [الرابع] أن الله جل وعلا يجيب برحمته. ومن رحمته أن لا يعطي السائل أحيانا ما سأل. اعلم أن هذا ليس والله عن بخل منه، بل هو رحمة منه -سبحانه وتعالى-، فإن العبد لجهله وطيشه قد يدعو بما يضره، فالله أرحم به من نفسه لنفسه. الله سبحانه وتعالى يقول (ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير) فسرت هذه الآية بالرجل يدعو على نفسه وعلى أهله وعلى ماله بالشر وهو غاضب. الله -عز وجل- إن لم يعطك فاعلم أن هذا رحمة منه -سبحانه وتعالى- بك، والله -جل وعلا- يقول ( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم ). ثم قال. (والله يعلم وأنتم لا تعلمون). ثم من رحمته -تبارك وتعالى- أن لا يجيب أحيانا لأن هذا هو الذي فيه مصلحة. والناس تعرف في نفسها. وتعرف في غيرها. أن من الداعين. أن من الداعين من دعا بشيء نفسه معلقة به. وهو شديد الحرص عليه. ولم يعطه ولم يبلغ مأمول له. ثم بعد حين تنكشف الأمور. وإذا بالذي سأله. كان سيعود عليه بالمضرة لو حصل. أليس كذلك يا جماعة؟ الأمثلة كثيرة في أحوال الناس. (والله يعلم وأنتم لا تعلمون ).
تفريغ
وأود أن تتنبه في هذا المقام إلى [أربعة أمور]، فإنها تجلي لك حقيقة المقام أكثر. [أولا] الله -جل وعلا -يجيب دعاء المتظرع المفتقر لا دعاء المستكبر أو الشاك الذي يدعو ويريد إجابة من ربه -تبارك وتعالى-، فعليه أن يدعو دعاء اضطرار ومسكنه وافتقار دعاء عبد لربه. وليس دعاء مستكبر عن ربه. أو شاك في وجوده. أو شاك في قدرته. أو مجرب يقول دعنا نجرب ندعو ونشوف يجاب لنا أو لا يجاب. الأمر ليس كذلك. الله -سبحانه وتعالى- يقول. (ادعوا ربكم تضرعا وخفية). ثم قال (وادعوه خوفا وطمعا). دعاء عبد لربه. وليس كما يفعل بعض الناس حاله في دعائه كأنه سيد يدعو عبده. -تعالى الله- علوا كبيرا. كأن المسألة مسألة معاوضة. دعوت وها أنا أنتظر حقي. لا بد أن أعطى. شأن الله أعظم من ذلك. إنما تدعو إن أردت إجابة دعاء مضطر. دعاء عبد لربه العظيم. الذي يفوض إليه شأنه ويعلم أنه أعلم بالخير سبحانه وتعالى. الأمر [الثاني]. الله -جل وعلا- يجيب بمشيئته لا إكراه من أحد أو إلزام من أحد. (بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء). المسألة راجعة إلى مشيئة الله -تبارك وتعالى-. إذن الله -عز وجل- يجيب بمشيئته وليس بإلزام أو إكراه. -تعالى الله علوا كبيرا-. الأمر [الثالث]. الله -جل وعلا - يجيب بحكمته لا عبثا. وحكمته قد تقتضي التعجيل. وقد تقتضي التأجيل. وقد تقتضي البدل. والعباد يدعون. ولكنهم لا يعلمون. لا يعلمون. أين المصلحة. (ولو اتبع الحق أهواءهم. لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن). نحن ندعو ونظن في أنفسنا أن الخير في كذا. وأن المصلحة في كذا. ولكننا نغفل عن أن الله -سبحانه وتعالى- هو الحكيم. هو الأعلم بمواضع الخير. هو الأعلم بما فيه المصلحة للعبد. (والله يعلم وأنتم لا تعلمون). الأمر [الرابع] أن الله جل وعلا يجيب برحمته. ومن رحمته أن لا يعطي السائل أحيانا ما سأل. اعلم أن هذا ليس والله عن بخل منه، بل هو رحمة منه -سبحانه وتعالى-، فإن العبد لجهله وطيشه قد يدعو بما يضره، فالله أرحم به من نفسه لنفسه. الله سبحانه وتعالى يقول (ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير) فسرت هذه الآية بالرجل يدعو على نفسه وعلى أهله وعلى ماله بالشر وهو غاضب. الله -عز وجل- إن لم يعطك فاعلم أن هذا رحمة منه -سبحانه وتعالى- بك، والله -جل وعلا- يقول ( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم ). ثم قال. (والله يعلم وأنتم لا تعلمون). ثم من رحمته -تبارك وتعالى- أن لا يجيب أحيانا لأن هذا هو الذي فيه مصلحة. والناس تعرف في نفسها. وتعرف في غيرها. أن من الداعين. أن من الداعين من دعا بشيء نفسه معلقة به. وهو شديد الحرص عليه. ولم يعطه ولم يبلغ مأمول له. ثم بعد حين تنكشف الأمور. وإذا بالذي سأله. كان سيعود عليه بالمضرة لو حصل. أليس كذلك يا جماعة؟ الأمثلة كثيرة في أحوال الناس. (والله يعلم وأنتم لا تعلمون ).