بسم الله
المصدر
تفريغ :
اما اهل الهداية. اهل الايمان والتوحيد فانهم مستغنون بالله لا عنه. اهل الايمان والتوحيد يعتقدون ان الله خير وابقى. يستغنون بالله والاستغناء بالله. هو عين الافتقار اليه. فمن افتقر الى الله. فقد استغنى بالله. ومن استغنى بالله أغناه الله عن خلقه. فحقيقة الفقر الممقوت المذموم هو الفقر الى الخلق. وحقيقة الفقر الممدوح هو الفقر الى الحق وحقيقة الغنى الممدوح هو الغنى بالله - تبارك وتعالى -. والتحقيق ان الغنى الذي سأله النبي - صلى الله عليه وسلم - ربه انما هو غنى القلب بالله - تبارك وتعالى -. اما الغنى بالمال فانه قد يكون عند الصالح والطالح، وهذا من حيث هو لا يمدح ولا يذم، انما الممدوح مطلقا هو غنى القلب بالله - تبارك وتعالى - وفقره اليه. والمذموم ان يفتقر الانسان الى غير الله - تبارك وتعالى - . الحقيقة التي لا يجوز ان يغفل عنها مسلم انه لا غنى عن الله - تبارك وتعالى -، كما انه لا وجود بغيره - تبارك وتعالى -. واذا اردت ان تكون من اهل الغنى. اعني ان تكون من اهل الافتقار الصادق الى الله - تبارك وتعالى -. فعليك ان تجاهد نفسك في ان ترى كل ذرة فيك ظاهرة أو باطنة مفتقرة الى الله - تبارك وتعالى - من حيث كونه ربا ومن حيث كونه إلها معبودا. وهذا انما يتحقق بسببين. الأول معرفة حقيقة الربوبية والالوهية. والثاني معرفة حقيقة النفس والعبودية. من جاهد نفسه بتحقيق هذين الامرين والوصول اليهما فليبشر بأنه قد وصل بتوفيق الله عز وجل وإنعامه الى الافتقار الى الله اعني الى الاستغناء به و الله - جل وعلا - اعلم.
المصدر
تفريغ :
اما اهل الهداية. اهل الايمان والتوحيد فانهم مستغنون بالله لا عنه. اهل الايمان والتوحيد يعتقدون ان الله خير وابقى. يستغنون بالله والاستغناء بالله. هو عين الافتقار اليه. فمن افتقر الى الله. فقد استغنى بالله. ومن استغنى بالله أغناه الله عن خلقه. فحقيقة الفقر الممقوت المذموم هو الفقر الى الخلق. وحقيقة الفقر الممدوح هو الفقر الى الحق وحقيقة الغنى الممدوح هو الغنى بالله - تبارك وتعالى -. والتحقيق ان الغنى الذي سأله النبي - صلى الله عليه وسلم - ربه انما هو غنى القلب بالله - تبارك وتعالى -. اما الغنى بالمال فانه قد يكون عند الصالح والطالح، وهذا من حيث هو لا يمدح ولا يذم، انما الممدوح مطلقا هو غنى القلب بالله - تبارك وتعالى - وفقره اليه. والمذموم ان يفتقر الانسان الى غير الله - تبارك وتعالى - . الحقيقة التي لا يجوز ان يغفل عنها مسلم انه لا غنى عن الله - تبارك وتعالى -، كما انه لا وجود بغيره - تبارك وتعالى -. واذا اردت ان تكون من اهل الغنى. اعني ان تكون من اهل الافتقار الصادق الى الله - تبارك وتعالى -. فعليك ان تجاهد نفسك في ان ترى كل ذرة فيك ظاهرة أو باطنة مفتقرة الى الله - تبارك وتعالى - من حيث كونه ربا ومن حيث كونه إلها معبودا. وهذا انما يتحقق بسببين. الأول معرفة حقيقة الربوبية والالوهية. والثاني معرفة حقيقة النفس والعبودية. من جاهد نفسه بتحقيق هذين الامرين والوصول اليهما فليبشر بأنه قد وصل بتوفيق الله عز وجل وإنعامه الى الافتقار الى الله اعني الى الاستغناء به و الله - جل وعلا - اعلم.