إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

الإفساد في الأرض بعد إصلاحها

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [مقال] الإفساد في الأرض بعد إصلاحها

    بسم الله الرحمن الرحيم


    الإفساد في الأرض بعد إصلاحها


    أبو الفضيل عبد القادر عباسي

    لقد منّ الله على المسلمين ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم، بدين الإسلام الذي أصلح به البلاد والعباد، وقضى به على الفساد الذي عم أهل الأرض في جميع مجالات الدين والدنيا، قال حذيفة رضي الله عنه: " إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ فَجَاءَنَا اللَّهُ بِهَذَا الْخَيْرِ"


    وقد أمر الله المؤمنين بالإصلاح في الأرض ووعد على ذلك الفضل العظيم، قال سبحانه: (إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ) ونهى سبحانه عن الفساد وتوعد عليه بالعذاب الوبيل، قال سبحانه: (وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ).


    فالإفساد في الأرض جرم عظيم، وأعظم من ذلك أن يكون هذا الفساد بعد الصلاح، قال تعالى: (وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ).

    والإفساد في الأرض له مجالات كثيرة، وعلى رأس الإفساد إفساد عقيدة المسلمين، وصرفهم عن التوحيد إلى الشرك بالله تعالى، بعد أن منّ الله عليهم بعبادة الله وحده، كما يفعله كثير من المتصوفة ومن الكهان والعرافين من الأمر بتعظيم القبور والغلو في الصالحين والذبح لهم والحلف بهم واعتقاد معرفتهم الغيب والتصرف في الكون، وقد سمى الله سبحانه الكفر فسادا فقال: (الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ)، ومن الفساد صرف المسلمين عن دينهم، بتهجينه وتقبيحه لهم، ووصفه بالرجعية والجمود والتأخر، وأنه لا يكفل حاجيات البشر في هذا العصر.


    ومن الإفساد في الأرض إفساد دين المسلمين الذي اختاره الله ورضيه لهم بالبدع والمحدثات، وتفريغه من جوهره ولبه، واستبدالُه بطقوس وعادات واحتفالات وأذواق واستحسانات يخترعها الناس لأنفسهم بأهوائهم وعقولهم، لا علاقة لها بدين الإسلام الصحيح.


    ومن الإفساد في الأرض المجاهرة بالمعاصي، والدعوة إليها، فإن المعصية لها شؤم على العباد والبلاد إذا عمت وأعلن بها، بسبب المعاصي يمنع الله القطر من السماء، وتمسك الأرض خيراتها وتعم الأمراض وينتشر الظلم والقطيعة ويتسلط الأعداء ويسود أهل الفسق وتقوى شوكتهم، ويضعف أهل الخير وتخبو نارهم، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: (يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ؛ لَمْ تَظْهَرْ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلَّا فَشَا فِيهِمْ الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمْ الَّذِينَ مَضَوْا، وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ الْمَئُونَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنْ السَّمَاءِ وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا، وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلَّا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ، وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ).


    ومن الإفساد في الأرض تغيير الفطرة التي فطر الله الناس عليها، وهذا الإفساد من وحي الشيطان الرجيم، كما أخبر الله عنه أنه قال: (وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ) فزين للذكر التخنث وزين للأنثى الترجل، في اللباس وفي المشية وفي الكلام حتى تحق عليهما لعنة الله، كما في الحديث: (لَعَنَ اللَّهُ الْمُتَشَبِّهِينَ مِنْ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ وَالْمُتَشَبِّهَاتِ مِنْ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ) وزين لكثير من النساء تغيير خلقة الله التي خلقهن عليها بنمص الحاجبين وتفليج الأسنان والوشم، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه قَالَ: (لَعَنَ اللَّهُ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ وَالنَّامِصَاتِ وَالْمُتَنَمِّصَاتِ وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللَّهِ).


    ومن أكبر أسباب تغيير الفطرة ما ابتلي به المسلمون من القنوات الموجهة للصبية بل وللرضع، حيث يرمى الرضيع والصبي في أحضان أهل الشر القائمين على هذه القنوات، فينشّئون الصبي على حب الغناء والرقص، ويعودونه على رؤية مشاهد العري، وعلى الاختلاط بين الصبية والبنات، ولبس الملابس والأزياء الغير اللائقة، وحب العنف والمشاهد الدموية واللصوصية وغير ذلك من المفاسد التي تفسد ما فطر الله عليه الصبية عموما والإناث بصفة خاصة من الحياء والحشمة والرهبة من التعري والاختلاط.

    ومن مجالات الإفساد في الأرض إفساد العقول، وخاصة عقول الشباب بالتصورات الخاطئة والقناعات الفاسدة والمفاهيم الغربية، ورفع الشعارات الخداعة من تسامح مع المخالف وإن كان كافرا، والمساواة بين الناس برهم وفاجرهم مؤمنهم وكافرهم، والحرية المطلقة من كل قيد وشرع.

    كذا إفساد العقول بإعجاب المرء بنفسه وبعقله ورأيه حتى كان في المسلمين دعاة يقول قائلهم: لا مانع من أن تعترض على الدولة بل وتعترض على الإسلام والقرءان وعلى الرسول وتعترض على الله، لا مانع من ذلك عياذا بالله تعالى، وصدق صلى الله عليه وسلم حين أخبر أن من علامات الساعة وفساد الزمان إعجاب كل ذي رأي برأيه.


    ومن الإفساد في الأرض إفساد طبيعة المرأة، وخُلقها وتفكيرها... بعد أن أكرمها الإسلام ورفع قدرها وصانها من عبث العابثين، وحماها من طمع الطامعين، إذ بها تفارق وقارها وحشمتها وتزاحم الرجل برأيها ومنكبها وتنافسه في مجالاته وتسعى فيما فضله الله بسببه عليها، فتطلب ما ليس لها وما لا يليق بها وما لا طاقة لها به، وتطلب التكليف بما أعفاها الله منه.

    ومن الإفساد المذموم إفساد العلاقات بين المسلمين، ونشر الفرقة والخلاف والشقاق بينهم... بين الرجل وزوجه بالسحر وبالنميمة وتزهيد أحد الزوجين في الآخر، والإفساد بين الرجل وأمه أو أبيه، وبين الرجل وأخيه، وبين الصاحب وصاحبه، وبين الشريك وشريكه. وأسوء من ذلك الإفساد بين العشائر ببعث القبليات والنزعات والدعوات الجاهلية.

    ومن الإفساد في الأرض بعد إصلاحها القيام بتخريب الممتلكات العمومية والمرافق العامة التي تعد مكسبا للأمة ومغنما للمسلمين، تعود عليهم بالنفع، والتسببُ في إفلاس الشركات والمؤسسات ونهبها وسرقة عتادها.

    فكل هذا وغيره مما لم نذكره هو من الشر العظيم الذي يمقته الله ويلعن أهله، ويتوعدهم بالعقوبة العاجلة والآجلة، نعوذ بالله من زوال نعمته وتحول عافيته وفجاءة نقمته ومن جميع سخطه.


    إن الإفساد بعد الإصلاح أمر عظيم، وأعظم منه أن يُلبس الإفساد صورة الإصلاح، ويُبرر الإفساد بالمبررات الواهية، كصنيع المنافقين، الذين قال الله عنهم: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ) فالمنافقون زعموا أن فسادهم وكفرهم ومعاصيهم وموالاة أعداء الإسلام زعموا أنه إصلاح، وزعموا أن إيمان الصحابة وتركهم الديار والأموال الهجرة إلى الله ورسوله سفه وحمق وأن العقل في المداهنة والمسايرة للناس وترك الحق والخوض في الباطل.

    أما تلبيس فرعون فقد أخبر الله عنه بقوله: (قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ)

    فإظهار الإفساد في صورة الإصلاح من أبشع الجرائم، ومن ذلك أن تسمى الخمور بالمشروبات الروحية، ويسمى الربا بفوائد وخدمات، ومن التلبيس أن يبرر الاختلاط بين الشباب والشابات بأنه يكسر الحواجز والعقد ويقلل من الجموح الجنسي، ومن التلبيس أن يبرر إهمال تربة الشباب ووقايتهم من الفتن المعاصرة بأنه لابد أن يأخذوا نصيبهم من مرحلة الشباب ويعيشوا زمانهم حتى يشبعوا من الشهوات ولا يتعقدوا ولا ينحرفوا في الكبر.

    ومن التلبيس أن يسمى تقليد الكفار من اليهود والنصارى ثقافة وانفتاحا واستفادة من الحضارة وتبادلا للأفكار وعدم جمود على الرأي.


    ومن التلبيس تسمية الغناء والرقص والتمثيل وسائر الموبقات فنونا جميلة.

    ومن التلبيس تسمية الفوضى والخروج والفتن بالربيع العربي، والفوضى الخلاقة، إلى غير ذلك من تزوير الحقائق وقلب المفاهيم والتدليس والتلبيس من أجل نشر الفساد وإعطائه صبغة مقبولة عند عامة الناس، نعوذ بالله من الضلال بعد الهدى، قال تعالى: (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) اللهم أصلح لنا ديننا ودنيانا وآخرتنا وأولانا، اللهم أصلح لنا أعمالنا أقوالنا، وألهمنا رشدنا وقنا شرور أنفسنا، وصل الله وسلم على عبد ونبيك محمد وعلى آله وصحابته أجمعين.

  • #2
    رد: الإفساد في الأرض بعد إصلاحها

    مقال طيِّب جدًا أتى على حقائق كثيرة من الإفساد الذي يظهر بصور شتى في حياة النَّاس، جزاك اللهُ خيرًا أخانا الفاضل عبد القادر ونفع بما تكتب، وجعل ذلك في ميزان حسناتك.

    تعليق


    • #3
      رد: الإفساد في الأرض بعد إصلاحها

      مقال ماتع! سدد الله كلماتك الطيبة وأوصلها إلى القلوب الحية
      أعاذنا الله من الإفساد في الأرض بعد إصلاحها

      اقتراح: لو زينت مقالك بتخريج نصوص الوحيين لكان أكمل فائدة! والله أعلم.

      تعليق

      يعمل...
      X