إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

حثُّ الأحبةِ على الاستغفارِو التوبةِ [9].

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [متجدد] حثُّ الأحبةِ على الاستغفارِو التوبةِ [9].

    تكفيرُ أركانِ الإسلامِ للذنوبِ وَ الآثامِ
    إن الله تعالى ختم رسالاته برسالة محمد عليه الصلاة و السلام، و جعله خير الأنبياء و الأنام، بعثه بدين الإسلام، ليهدي بني إلى الإنسان إلى عبادة الرحمن، و اعتناق شريعة الإسلام، لدخول الجنة بسلام.
    و إن الله تعالى جعل للإسلام فضلا كبيرا، و فضله يكون في أمور ثلاثة :
    قال الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله في شرح فضل الإسلام (ص 12) : "فضل الإسلام يريد به أمورا :
    الأمر الأول : فضل الإسلام في نفسه على غيره من الملل، و الإسلام يشمل الدين كله بمراتبه المختلفة : الإسلام و الإيمان و الإحسان، و يشمل أيضا الدين من جهة العقيدة، و الشريعة، و السلوك، و الجزاء، و نحو ذلك.
    الأمر الثاني : أن فضل الإسلام على أهله الذين اعتنقوه و دخلوا فيه، و استقاموا عليه ظاهرٌ في الدنيا و الآخرة في النصوص، فيبين المؤلف بعضا من النصوص التي تدل على فضل الإسلام على أهل الإسلام، و آثار الإسلام المباركة على عباد الله المؤمنين.
    الأمر الثالث : أن الإسلام تحمله أمة، و هذه الأمة لأجل حملها للإسلام صارت مفضلة على غيرها، وصارت خيرا من غيرها، كما قال تعالى {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران 110]".
    و إن فضل الإسلام عظيم من جهة الجزاء، كيف لا و الله تعالى جعل الإسلام سببا للمغفرة هادما لما قبله من الشرك و المعاصي و الآثام.
    فالإسلام يجُبُّ ما قبله :
    روى البخاري في صحيحه عن أبي سعيد الخدري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "إذا أسلم العبد فحسن إسلامه، يكفر الله عنه كل سيئة كان زلفها، وكان بعد ذلك القصاص : الحسنة بعشر أمثالها إلى سبع مائة ضعف، والسيئة بمثلها إلا أن يتجاوز الله عنها".
    و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لعمرو بن العاص لما جاء للمبايعة فيما رواه مسلم عنه : "أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله؟".
    قال النووي رحمه الله في شرح مسلم (1/155) : " (الإسلام يهدم ما كان قبله) أي : يسقطه و يمحو آثاره".
    ثم قال (1/155) : "أما أحكامه ففيه : عظم موقع الإسلام و الهجرة و الحج، و أن كل واحد منها يهدم ما كان قبله من المعاصي".
    و ينبغي لمن علم هذا الفضل أن يعلم : ما هو الإسلام؟ و تعلم أركانه التي بني عليها.
    ما هي أركان الإسلام؟ :
    روى مسلم في صحيحه عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا".
    و روى الشيخان و غيرهما عن ابن عمر، رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان".
    قال ابن رجب رحمه الله في جامع العلوم و الحكم (1/145) : "و المراد من هذا الحديث أن الإسلام مبني على هذه الخمس، فهي كالأركان و الدعائم لبنيانه، و قد خرجه محمد بن نصر المروزي في كتاب الصلاة، و لفظه : "بني الإسلام على خمس دعائم" فذكره".
    تعريف الإسلام :
    قال الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في ثلاثة الأصول : "هو الاستسلام لله بالتوحيد و الانقياد له بالطاعة و البراءة من الشرك و أهله.
    و هو ثلاث مراتب : الإيمان و الإسلام و الإحسان".
    قال الشيخ زيد بن هادي رحمه الله في طريق الوصول إلى إيضاح الثلاثة الأصول (ص 134) : "و هذا تعريف شامل للإسلام".
    و لكل من هذه الأركان الخمسة الفضل العظيم، من تكفير السيئات و محو الذنوب، و سيأتي ذكر كل ركن -مع جزئياته و أنواعه- ما ثبت فيه من أثر في تكفير الذنوب و محوها.
    مسألة : ما هي الذنوب التي تكفرها الأعمال الصالحة؟
    قال ابن حجر رحمه الله في الفتح (2/343) :"(غفر له ما تقدم من ذنبه) ظاهره غفران جميع الذنوب الماضية، و هو محمول عند العلماء على الصغائر".
    قال النووي رحمه الله في شرح مسلم (3/121) : "و المراد بالغفران : الصغائر دون الكبائر".
    فالأعمال الصالحة تكفر الصغائر من الذنوب، أما الكبائر فتحتاج إلى التوبة منها وفق ما تقدم من الشروط.
    شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله :
    1 _ روى الترمذي في السنن عن عبد الله بن عمرو، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما على الأرض أحد يقول : لا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله، إلا كفرت عنه خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر" حسنه الألباني رحمه الله في صحيح سنن الترمذي (3460).
    قال المباركفوري رحمه الله في تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي (9/40 : "قوله (إلا كفرت) من التكفير أي : محيت ز أزيلت".
    2 _ روى ابن حبان و ابن ماجه و الترمذي و غيرهم عبد الله بن عمرو بن العاص، يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن الله سيخلص رجلا من أمتي على رءوس الخلائق يوم القيامة فينشر عليه تسعة وتسعين سجلا كل سجل مثل مد البصر، ثم يقول : أتنكر من هذا شيئا؟ أظلمك كتبتي الحافظون؟ فيقول : لا يا رب، فيقول : أفلك عذر؟ فيقول : لا يا رب، فيقول : بلى إن لك عندنا حسنة، فإنه لا ظلم عليك اليوم، فتخرج بطاقة فيها : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، فيقول : احضر وزنك، فيقول : يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات، فقال : إنك لا تظلم"، قال : "فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة، فطاشت السجلات وثقلت البطاقة، فلا يثقل مع اسم الله شيء" صححه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع (1776).
    قال المباركفوري رحمه الله في تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي (7/439) : "(و لا يثقل) أي : و لا يرجح و لا يغلب (مع اسم الله شيء) و المعنى : لا يقاومه شيء من المعاصي، بل يترجح ذكر الله تعالى على جميع المعاصي".
    3 _ روى الحاكم في المستدرك و الترمذي و عن علي رضي الله عنه قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يا علي [–ليست عند الترمذي-]، ألا أعلمك كلمات، إن قلتهن غفر الله لك على أنه مغفور لك : لا إله إلا الله العلي العظيم، لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، والحمد لله رب العالمين" صححه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع (2621).
    4 _ روى مسلم و أبو داود و الترمذي و ابن ماجه عن سعد بن أبي وقاص، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : "من قال حين يسمع المؤذن أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، رضيت بالله ربا وبمحمد رسولا، وبالإسلام دينا، غفر له ذنبه".
    5 _ روى الشيخان و غيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال : "من قال : لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، في يوم مائة مرة، كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به، إلا أحد عمل أكثر من ذلك".
    قال النووي رحمه الله في شرح مسلم (17/21) : "و ظاهر إطلاق الحديث أنه يحصل هذا الأجر المذكور في هذا الحديث لمن قال هذا التهليل مئة مرة في يومه، سواء قالها متوالية أو متفرقة في مجالس أو بعضها أول النهار، و بعضها آخره، لكن الأفضل أن تأتي متوالية في أول النهار، لتكون حرزا له في جميع نهاره".
    6 _ روى أحمد و أبو داود عن أبي عياش زيد بن الصامت الزرقي، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال : "من قال إذا أصبح : لا إله إلا الله وحده، لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، كان له عدل رقبة من ولد إسماعيل، وكتب له عشر حسنات، وحط عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، وكان في حرز من الشيطان حتى يمسي، وإن قالها إذا أمسى كان له مثل ذلك حتى يصبح" صححه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع (641.
    7 _ روى ابن حبان في صحيحه عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "من قال حين يأوي إلى فراشه : لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، غفر الله ذنوبه أو خطاياه -شك مسعر- وإن كان مثل زبد البحر" صححه الألباني رحمه الله في صحيح الترغيب و الترهيب (607).
    8 _ روى ابن ماجه في السنن عن معاذ بن جبل قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما من نفس تموت تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله صلى الله عليه وسلم، يرجع ذلك إلى قلب موقن إلا غفر الله لها" حسنه الألباني رحمه الله في صحيح سنن ابن ماجه (3864) و في الصحيحة (227.
    قال السندي رحمه الله في شرح سنن ابن ماجه (ص 1377) : "(يرجع ذلك إلى قلب موقن) أي يكون ناشئا عن قلب موقن، و يكون أصله ذلك كأنه تفرع عن أصل رجع إليه".
    فهذه بعض الأحاديث الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم، فيها بيان فضل لا إله إلا الله و أنها سبب لتكفير الذنوب و المعاصي.
    يوسف صفصاف

  • #2
    رد: حثُّ الأحبةِ على الاستغفارِو التوبةِ [9].

    إقامة الصلاة :
    معنى إقامة الصلاة :
    قال النووي رحمه الله في شرح مسلم (1/235) :"و أما معنى إقامة الصلاة، فقيل فيه قولان :
    أحدهما : أنه إدامتها و المحافظة عليها.
    و الثاني : إتمامها على وجهها.
    قال أبو علي الفارسي : "و الأول أشبه". قلت : و قد ثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : "اعتدلوا في الصفوف، فإن تسوية الصفوف من إقامة الصلاة" معناه –و الله أعلم- من إقامتها المأمور بها في قوله تعالى {وَ أَقِيمُوا الصَّلَاةَ} [البقرة 43]، و هذا يرجح القول الثاني و الله أعلم".
    قال القرطبي رحمه الله في الجامع لأحكام القرآن (1/251) : "و إقامة الصلاة : أداؤها بأركانها و سننها و هيئاتها في أوقاتها".
    و للصلاة عموما فضائل في تكفير الذنوب، و لبعض شروطها و أركانها و سننها فضائل خاصة في تكفير الذنوب لمن قام بها، فسأذكر ما للصلاة من فضائل تكفير الذنوب و ما لكل جزئية منها –مما ثبت النص فيه- فضائلها، ابتداءا من الأذان إلى الأذكار ما بعد التسليم.
    الذكر بعد سماع الأذان :
    1 _ روى مسلم عن سعد بن أبي وقاص، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : "من قال حين يسمع المؤذن أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، رضيت بالله ربا وبمحمد رسولا، وبالإسلام دينا، غفر له ذنبه".
    قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرح رياض الصالحين (5/42) : "أما من قال –حين يسمع النداء- (أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، رضيت بالله ربا وبمحمد رسولا، وبالإسلام دينا)، فهذه تقال إذا قال المؤذن : أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدا رسول الله، و قلت معه فقل : (رضيت بالله ربا وبمحمد رسولا، وبالإسلام دينا)".
    الوضوء :
    1 _ روى مسلم و أحمد عن عثمان بن عفان، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده، حتى تخرج من تحت أظفاره".
    2 _ روى مسلم عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "إذا توضأ العبد المسلم -أو المؤمن- فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء -أو مع آخر قطر الماء-، فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة كان بطشتها يداه مع الماء -أو مع آخر قطر الماء- ، فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء -أو مع آخر قطر الماء- حتى يخرج نقيا من الذنوب".
    3 _ روى مالك في الموطأ و الحاكم في المستدرك عن عبد الله الصنابحي ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "إذا توضأ العبد المؤمن، فتمضمض خرجت الخطايا من فيه وإذا استنثر خرجت الخطايا من أنفه، فإذا غسل وجهه خرجت الخطايا من وجهه، حتى تخرج من تحت أشفار عينيه، فإذا غسل يديه خرجت الخطايا من يديه، حتى تخرج من تحت أظفار يديه. فإذا مسح برأسه خرجت الخطايا من رأسه، حتى تخرج من أذنيه. فإذا غسل رجليه خرجت الخطايا من رجليه، حتى تخرج من تحت أظفار رجليه" قال : "ثم كان مشيه إلى المسجد وصلاته نافلة له" صححه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع (449) و في المشكاة (297).
    4 _ روى أحمد في المسند و الطبراني في الكبير عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذا توضأ الرجل المسلم خرجت ذنوبه من سمعه وبصره ويديه ورجليه، فإن قعد قعد مغفورا له" حسنه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع (44.
    قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرح رياض الصالحين (5/11) : "(من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه) تخرج الخطايا مع هذا الوضوء حتى من تحت أظفاره، و على هذا فالوضوء يكون سببا لكفارة الخطايا حتى من أدق مكان و هو تحت الأظفار".
    قال النووي رحمه الله في شرح مسلم (3/149) : "قال القاضي : و المراد بخروجها مع الماء المجاز و الاستعارة في غفرانها، لأنها ليست بأجسام فتخرج حقيقة، و الله أعلم".
    قال المباركفوري رحمه الله في تحفة الأحوذي (1/35) : "(حتى يخرج نقيا من الذنوب) قال ابن الملك : أي حتى يفرغ المتوضئ من وضوئه طاهرا من الذنوب، أي : التي اكتسبها بهذه الأعضاء، أو من جميع الذنوب من الصغائر، و قيل : حتى يخرج المتوضئ إلى الصلاة طاهرا من الذنوب".
    قال ابن عبد البر رحمه الله في الاستذكار (2/202) : "و في هذا الحديث تكفير الخطايا بالوضوء، و أن أعمال البر تكفر الذنوب بها، و هو معنى قول الله تعالى {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هود 114]".
    المشي إلى الصلاة :
    1 _ روى مالك في الموطأ هريرة يقول : "من توضأ فأحسن وضوءه، ثم خرج عامدا إلى الصلاة، فإنه في صلاة مادام يعمد إلى الصلاة. وإنه يكتب له بإحدى خطوتيه حسنة، ويمحى عنه بالأخرى سيئة. فإذا سمع أحدكم الإقامة فلا يسعَ، فإن أعظمكم أجرا أبعدكم دارا"، قالوا : لم يا أبا هريرة؟ قال : "من أجل كثرة الخطا" صححه الألباني رحمه الله في صحيح الترغيب و الترهيب (297).
    2 _ روى مسلم عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات؟" قالوا بلى يا رسول الله قال : "إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط".
    3 _ روى الحاكم في المستدرك عن علي بن أبي طالب، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إسباغ الوضوء على المكاره، وإعمال الأقدام إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة يغسل الخطايا غسلا" صححه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع (926).
    قال المباركفروي رحمه الله في تحفة الأحوذي (1/187) : "(وكثرة الخطا إلى المساجد) الخطا، بضم الخاء المعجمة : جمع خطوة، و هي : ما بين القدمين".
    قال النووي رحمه الله في شرح مسلم (3/15 : "و كثرة الخطا تكون ببعد الدار و كثرة التكرار".
    الصلاة :
    1 _ روى ابن خزيمة في صحيحه عن حمران بن أبان أنه أخبر قال : رأيت عثمان بن عفان دعا بوضوء فتوضأ على البلاط، فقال : أحدثكم بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "من توضأ فأحسن الوضوء، وصلى، غفر له ما بينه وبين الصلاة الأخرى".
    2 _ روى الحاكم في المستدرك و أبو داود و أحمد في المسند عن زيد بن خالد الجهني، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من توضأ فأحسن وضوءه، ثم صلى ركعتين لا يسهو فيهما غفر له ما تقدم من ذنبه" حسنه الألباني رحمه الله في صحيح سنن أبي داود (905).
    3 _ روى أحمد في المسند عن يوسف بن عبد الله بن سلام، قال : أتيت أبا الدرداء في مرضه الذي قبض فيه فقال لي : يا ابن أخي ما أعمدك في هذا البلد -أو ما جاء بك-؟ قال : قلت : لا إلا صلة ما كان بينك وبين والدي عبد الله بن سلام فقال : أبو الدرداء بئس ساعة الكذب هذه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "من توضأ فأحسن وضوءه ثم قام فصلى ركعتين، أو أربعا -شك سهل- يحسن فيهما الذكر، والخشوع ثم استغفر الله عز وجل غفر له" حسنه الألباني رحمه الله في صحيح الترغيب و الترهيب (230).
    4 _ روى ابن ماجه عن أبي أيوب قال : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "من توضأ كما أمر، وصلى كما أمر، غفر له ما تقدم من عمل" أكذلك يا عقبة؟ قال : نعم. حسنه الألباني رحمه الله في صحيح سنن ابن ماجه (1416).
    قال السندي رحمه الله في شرح سنن ابن ماجه (ص 560) : "(كما أمر) ظاهره الأمر وجوبا فيكفي في هذا الاقتصار على الواجبات.
    و يحتمل أن المراد مطلق الطلب الشامل للواجب و المندوب فلابد في العمل بهذا من غتيان المندوب".
    قال ابن حجر في الفتح (1/341) : "(لا يحدث فيهما نفسه) المراد به ما تسترسل النفس معه و يمكن المرء قطعه؛ لأن قوله يحدث يقتضي تكسبا منه، فأما ما يهجم من الخطرات و الوساوس و يتعذر دفعه فذلك معفو عنه".
    قال النووي رحمه الله في شرح مسلم (3/122) : "(يحدث نفسه) فيه إشارة إلى أن ذلك مما يكتسب لإضافته لنفسه".
    الصلوات الخمس :
    1 _ روى الشيخان عن أبي هريرة، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمسا، ما تقول : ذلك يبقي من درنه؟" قالوا : لا يبقي من درنه شيئا، قال : "فذلك مثل الصلوات الخمس، يمحو الله به الخطايا".
    2 _ روى الطبراني في الصغير عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "تحترقون تحترقون، فإذا صليتم الفجر غسلتها، ثم تحترقون تحترقون، فإذا صليتم الظهر غسلتها، ثم تحترقون تحترقون فإذا صليتم العصر غسلتها، ثم تحترقون تحترقون فإذا صليتم المغرب غسلتها ثم تحترقون تحترقون فإذا صليتم العشاء غسلتها، ثم تنامون، فلا يكتب عليكم حتى تستيقظوا" قال الألباني رحمه الله في صحيح الترغيب و الترهيب (357) : حسن صحيح.
    قال الألباني رحمه الله في صحيح الترغيب و الترهيب معلقا (1/265) : "(تحرقون تحرقون) أي : تقعون في الهلاك بسبب الكثيرة".
    3 _ روى الطبراني في المعجم عن عبد الله بن مسعود، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : "يبعث مناد عند حضرة كل صلاة فيقول : يا بني آدم، قوموا فأطفئوا عنكم ما أوقدتم على أنفسكم، فيقومون فيتطهرون وتسقط خطاياهم من أعينهم، ويصلون فيغفر لهم ما بينهما، ثم يوقدون فيما بين ذلك، فإذا كان عند صلاة الأولى نادى : يا بني آدم، قوموا فأطفئوا ما أوقدتم على أنفسكم، فيقومون فيتطهرون ويصلون فيغفر لهم ما بينهما، فإذا حضرت العصر فمثل ذلك، فإذا حضرت المغرب فمثل ذلك، فإذا حضرت العتمة فمثل ذلك، فينامون وقد غفر لهم"، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "فمدلج في خير، ومدلج في شر" حسنه الألباني رحمه الله في صحيح الترغيب و الترهيب (359).
    4 _ روى مسلم عن عثمان : حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عند انصرافنا من صلاتنا هذه -قال مسعر : أراها العصر- فقال : "ما أدري أحدثكم بشيء أو أسكت؟" فقلنا يا رسول الله إن كان خيرا فحدثنا، وإن كان غير ذلك فالله و رسوله أعلم، قال : "ما من مسلم يتطهر، فيتم الطهور الذي كتب الله عليه، فيصلي هذه الصلوات الخمس، إلا كانت كفارات لما بينها".
    5 _ روى مسلم عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، كفارات لما بينهن".
    6 _ و له عنه ايضا : "الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات ما بينهن إذا اجتنب الكبائر".
    قال النووي رحمه الله في شرح مسلم (3/126) : "معناه : أم الذنوب كلها تغفر إلا الكبائر، فإنها لا تغفر، و ليس المراد أن الذنوب تغفر ما لم تكن كبيرة؛ فإن كانت لا يغفر شيء من الصغائر، فإن هذا و إن كان محتملا فسياق الأحاديث بأباه، قال القاضي عياض : "هذا المذكور في الحديث من غفران الذنوب ما لم تؤت كبيرة، هو مذهب أهل السنة، و أن الكبائر تكفرها التوبة أو رحمة الله تعالى و فضله، و الله أعلم".
    و قال رحمه الله (3/127) : "و قد يقال : إذا كف الوضوء فماذا تكفر الصلاة، و إذا كفرت الصلاة فماذا تكفر الجمعات و رمضان، و كذلك صوم يوم عرفة كفارة سنتين، و يوم عاشوراء كفارة سنة، و إذا وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه. و الجواب ما أجابه العلماء : أن كل واحد من هذه المذكورات صالح للتكفير؛ فإن وجد ما يكفره من الصغائر كفره، و إن لم يصادف صغيرة و لا كبيرة كتبت به حسنات، و رفعت به درجات، و إن صادفت كبيرة أو كبائر و لم يصادف صغيرة رجونا أن يخفف من الكبائر، و الله أعلم".
    من وافق تأمينه تأمين الملائكة :
    1 _ روى الشيخان عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "إذا أمن القارئ فأمنوا، فإن الملائكة تؤمن، فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه".
    2 _ و لهما عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذا قال أحدكم : آمين. والملائكة في السماء : آمين. فوافقت إحداهما الأخرى. غفر له ما تقدم من ذنبه".
    قال النووي رحمه الله في شرح مسلم (4/145) : "معناه : وافقهم في وقت التأمين، فأمن مع تأمينهم، فهذا هو الصحيح و الصواب".
    قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في تنبيه الأفهام شرح عمدة الأحكام (1/197) : "(من وافق تأمينه تأمين الملائكة) أي صادفه في الزمن، و المراد بالملائكة هنا : من أذن لهم بالتأمين مع الإمام لا جميع الملائكة فيما يظهر".
    معنى "آمين" :
    قال الشيخ علي آدم الإثيوبي حفظه الله في البحر المحيد الثجاج في شرح صحيح مسلم بن الحجاج (10/14) : "و "آمين" من أسماء الأفعال مثل "صه" للسكوت، و تفتح في الوصل؛ لأنها مبنية بالاتفاق مثل "كيف" و إنما لم تكسر لثقل الكسرة بعد الياء، و معناها : اللهم استجب، عند الجمهور".
    قال الحافظ ابن حجر في الفتح (2/343) : "قال ابن المنير : الحكمة في إيثار الموافقة في القول و الزمان أن يكون المأموم على يقظة للإتيان بالوظيفة في محلها؛ لأن الملائكة لا غفلة عندهم، فمن وافقهم كان متيقظا".
    من وافق قول الملائكة في قول اللهم ربنا لك الحمد :
    1 _ روى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال : "إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده ، فقولوا : اللهم ربنا لك الحمد فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه".
    السجود :
    1 _ روى مسلم عن معدان بن أبي طلحة اليعمري، قال : لقيت ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت : أخبرني بعمل أعمله يدخلني الله به الجنة؟ أو قال قلت : بأحب الأعمال إلى الله، فسكت. ثم سألته فسكت. ثم سألته الثالثة فقال : سألت عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال : "عليك بكثرة السجود لله، فإنك لا تسجد لله سجدة، إلا رفعك الله بها درجة، وحط عنك بها خطيئة".
    2 _ روى ابن ماجه عن أبي فاطمة الليثي، حدثه قال : قلت : يا رسول الله، أخبرني بعمل أستقيم عليه وأعمله، قال : "عليك بالسجود؛ فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة، وحط بها عنك خطيئة" قال الألباني رحمه الله في صحيح سنن ابن ماجه (1443) : حسن صحيح.
    قال النووي رحمه الله في شرح مسلم (4/227) : "السجود غاية التواضع و العبودية لله تعالى. و فيه : تمكين أعز أعضاء الإنسان و أعلاها –و هو وجهه- من التراب الذي يداس و يمتهن".
    التسبيح دبر كل صلاة :
    1 _ روى مسلم عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "من سبح الله في دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين، وحمد الله ثلاثا وثلاثين، وكبر الله ثلاثا وثلاثين، فتلك تسعة وتسعون، وقال : تمام المائة : لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر".
    قال الحافظ رحمه الله في الفتح (2/424) : "و ظاهر قوله (كل صلاة) يشمل الفرض و النفل، و لكن حمله أكثر العلماء على الفرض، و قد وقع في حديث كعب بن عجرة عند مسلم التقييد بالمكتوبة، و كأنهم حملوا المطلقات عليها".
    صلاة الجمعة :
    1 _ روى مسلم و أبو داود و ابن ماجه و الترمذي عن أبي هريرة، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من توضأ فأحسن الوضوء، ثم أتى الجمعة، فاستمع وأنصت، غفر له ما بينه وبين الجمعة، وزيادة ثلاثة أيام، ومن مس الحصى فقد لغا".
    قال النووي رحمه الله في شرح مسلم (6/166) : "(فاستمع وأنصت) هما شيئان متمايزان و قد يجتمعان، فالاستماع الإصغاء، و الإنصات السكوت، و لهذا قال الله تعالى {وَإِذَا قُرٍئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَ أَنْصِتُوا} [الأعراف 204ـأأأأأأأأأأأأأأأأأأأ]".
    2 _ روى ابن خزيمة في صحيحه عن سلمان قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : "...ما من رجل يتطهر يوم الجمعة كما أمرتم يخرج من بيته حتى يأتي الجمعة فيقعد، فينصت حتى يقضي صلاته، إلا كان كفارة لما قبله من الجمعة" صححه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع (5710).
    3 _ روى الطبراني في المعجم عن أبي مالك الأشعري، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "الجمعة كفارة لما بينها وبين الجمعة التي قبلها وزيادة ثلاثة أيام، وذلك بأن الله عز وجل قال : {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثََالِهَا}" صححه الألباني رحمه الله في صحيح الترغيب و الترهيب (65.
    قال النووي رحمه الله في شرح مسلم (6/166) : "(وزيادةَ ثلاثة أيام) هو بنصب "فضلَ" و "زيادةَ" على الظرف. قال العلماء : معنى المغفرة له ما بين الجمعتين و زيادة ثلاثة أيام أن الحسنة بعشر أمثالها، وصار يوم الجمعة الذي فعل فيه هذه الأفعال الجميلة في معنى الحسنة التي تجعل بعشر أمثالها. قال بعض أصحابنا : و المراد بالجمعتين : من صلاة الجمعة و خطبتها إلى مثل الوقت من الجمعة الثانية، حتى تكون سبعة أيام بلا زيادة و لا نقصان، و يضم إليها ثلاثة فتصير عشرة".
    قيام اليل :
    1 _ روى ابن خزيمة و الحاكم و الترمذي و غيرهم عن أبي أمامة الباهلي : عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، وهو قربة لكم إلى ربكم، ومكفرة للسيئات، ومنهاة عن الإثم" حسنه الألباني رحمه الله في صحيح الترغيب و الترهيب (642).
    قال المباركفوري رحمه الله في تحفة الأحوذي (9/510) : "قوله (عليكم بقيام الليل) أي : التهجد فيه، (فإنه دأب الصالحين) بسكون الهمزة و يبدل و يحرك؛ أي : عادتهم و شأنهم. قال الطبيبي : "الدأب : العادة و الشأن، و قد يحرك و أصله من دأب في العمل، إذا جد و تعب (و إن قيام الليل قربة إلى الله) أي : مما يتقرب به إلى الله تعالى، (و منهاة) مصدر ميمي بمعنى اسم الفاعل، أي : ناهية (عن الإثم) أي : عن ارتكابه قال الله تعالى {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هود 114] و قال {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَ الْمُنْكَرِ} [العنكبوت 45] (و تكفير السيئات) أي : مكفرة للسيئات، و ساترة لها".
    قيام ليلة القدر :
    1 _ روى الشيخان عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من يقم ليلة القدر، إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه".
    2 _ روى أحمد في المسند عن عبادة بن الصامت، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "ليلة القدر في العشر البواقي من قامهن ابتغاء حسبتهن، فإن الله يغفر له ما تقدم من ذنبه، وما تأخر، وهي ليلة وتر تسع أو سبع أو خامسة أو ثالثة أو آخر ليلة" حسنه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع (4572).
    قال الحافظ رحمه الله في الفتح (4/319) : "(إيمانا) أي : تصديقا بوعد الله بالثواب عليه (و احتسابا) أي : طلبا للأجر لا لقصد آخر من رياء و نحوه".

    تعليق


    • #3
      رد: حثُّ الأحبةِ على الاستغفارِو التوبةِ [9].

      الزكاة :
      1 _ قال الله تعالى {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا} [التوبة 103].
      قال العلامة ابن ناصر السعدي رحمه الله في التيسير (32 : "(تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا) أي : من الذنوب و الأخلاق الرذيلة".
      2 _ روى الترمذي عن كعب بن عجرة قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم : "...، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار" صححه الألباني رحمه الله في صحيح سنن الترمذي (614),
      3 _ روى الطبراني في المعجم عن عقبة بن عامر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن الصدقة لتطفئ عن أهلها حر القبور، وإنما يستظل المؤمن يوم القيامة في ظل صدقته" حسنه الألباني رحمه الله في صحيح الترغيب و الترهيب (873) و في الصحيحة (3484).
      4 _ روى الطبراني في المعجم عن معاوية بن حيدة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "إن صدقة السر تطفئ غضب الرب تبارك وتعالى" صححه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع (3759) و في الصحيحة (190.
      قال المباركفوري رحمه الله في تحفة الأحوذي (3/285) : "(و الصدقة تطفئ الخطيئة) التي تجر إلى النار؛ يعني : تذهبها و تمحو أثرها".
      قال الشوكاني رحمه الله في التنوير شرح الجامع الصغير (3/501) : "(إن الصدقة لتطفئ عن أهلها حر القبور) من عذابها أو حرها نفسها لما فيها من الضيق و الانسداد".

      تعليق


      • #4
        رد: حثُّ الأحبةِ على الاستغفارِو التوبةِ [9].

        الصيام :
        1 _ روى الشيخان عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من صام رمضان، إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه".
        2 _ روى الشيخان عن حذيفة، قال : كنا جلوسا عند عمر رضي الله عنه، فقال : أيكم يحفظ قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفتنة، قلت أنا كما قاله : قال : إنك عليه أو عليها لجريء، قلت : "فتنة الرجل في أهله وماله وولده وجاره، تكفرها الصلاة والصوم والصدقة، والأمر والنهي".
        3 _ روى مسلم عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : "الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات ما بينهن إذا اجتنب الكبائر".
        4 _ روى الترمذي في جامعه عن معاذ بن جبل، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "من صام رمضان وصلى الصلوات وحج البيت -لا أدري أذكر الزكاة أم لا- إلا كان حقا على الله أن يغفر له، إن هاجر في سبيل الله، أو مكث بأرضه التي ولد بها" صححه الألباني رحمه الله في صحيح سنن الترمذي (2530).
        قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرح رياض الصالحين (5/272) : "أذا صام إيمانا بالله، و احتسابا بثواب الله فإن الله تعالى يغفر له ما تقدم من دنبه".
        قال المباركفوري رحمه الله في تحفة الأحوذي (3/420) : "(من صام رمضان و قامه إيمانا) أي : تصديقا بأنه فرض عليه حق، و أنه من أركان الإسلام، و مما وعد الله عليه بالثواب و الأجر، قاله السيوطي، و قال الطيبي : نصب على أنه مفعول له؛ أي : للإيمان؛ و هو التصديق بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم و الاعتقاد بفرضية الصوم، (و احتسابا) أي : طلبا للثواب منه تعالى، أو : إخلاصا؛ أي : باعثه على الصوم ما ذكر، لا الخوف من الناس، و لا الاستحياء منهم، و لا قصد السمعة و الرياء عنهم".
        فيتلخص لنا في معنى قوله صلى الله عليه و سلم "إيمانا" :
        1 _ إيمانا بالله.
        2 _ إيمانا بفرضيته من الله.
        3 _ إيمانا بثواب الله عليه.
        و من قوله "احتسابا" :
        1 _ طالبا الثواب عليه من الله.
        2 _ إخلاصا لله.
        صوم يوم عرفة :
        1 _ روى مسلم عن أبي قتادة الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم : سئل عن صوم يوم عرفة؟ فقال : "يكفر السنة الماضية والباقية".
        2 _ روى أحمد في المسند عن أبي قتادة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "صوم يوم عرفة يكفر سنتين ماضية ومستقبلة" صححه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع (3806).
        3 _ روى الطبراني في المعجم عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "صوم يوم عرفة كفارة السنة الماضية والسنة المستقبلة" صححه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع (3805).
        4 _ روى ابن ماجه عن قتادة بن النعمان، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "من صام يوم عرفة غفر له سنة أمامه، وسنة بعده" صححه الألباني رحمه الله في صحيح ابن ماجه (1757).
        5 _ روى ابن أبي شيبة في المسند عن سهل بن سعد، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من صام يوم عرفة، غفر له سنتين متتابعتين" صححه الألباني رحمه الله في صحيح الترغيب و الترهيب (1012).
        قال المناوي رحمه الله في فيض القدير شرح الجامع الصغير (4/230) : "(صيام عرفة إني أحتسب على الله) أي : أرجو من الله، قال ابن الأثير : الاحتساب على الله البدار إلى الأجر و تحصيله باستعمال أنواع البر".
        قال النووي رحمه الله في شرح مسلم (8/55) : "معناه : يكفر ذنوب صائمه في السنتين".
        قال المناوي رحمه الله في فيض القدير شرح الجامع الصغير (4/230) : "(و السنة التي بعده) بمعنى أن الله تعالى يحفظه أن يذنب فيها، أو يعطى من الثواب ما يكون كفارة لذنوبها، أو يكفرها حقيقة و لو وقع فيها يكون المكفر مقدما على المكفر".
        صوم يوم عاشوراء :
        1 _ روى أحمد في المسند عن أبي قتادة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "صوم عاشوراء يكفر سنة ماضية" صححه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع (3806).
        2 _ روى مسلم عن أبي قتادة الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم : سئل عن صوم يوم عاشوراء ؟ فقال : "يكفر السنة الماضية".
        3 _ روى ابن حبان عن أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : "صيام يوم عاشوراء إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله" صححه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع (3853).
        تنبيه مهم :هذا في حق من لم يحج، أما الحاج الواقف بعرفة فالسنة له أن يفطر لحديث لما رواه الترمذي عن ابن عباس قال : "أن النبي صلى الله عليه وسلم أفطر بعرفة، وأرسلت إليه أم الفضل بلبن فشرب" صححه الألباني رحمه الله في صحيح سنن الترمذي (750).

        تعليق


        • #5
          رد: حثُّ الأحبةِ على الاستغفارِو التوبةِ [9].

          الحج :
          1 _ روى مسلم عن عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : "الحج يهدم ما كان قبله".
          2 _ روى الطبراني في المعجم عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه و سلم قال للأنصاري الذي جاء يسأل عما في لأعمال الحج من الثواب : "أما خروجك من بيتك تؤم البيت فإن لك بكل وطأة تطأها راحلتك يكتب الله لك بها حسنة، ويمحو عنك بها سيئة، وأما وقوفك بعرفة فإن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا فيباهي بهم الملائكة فيقول : "هؤلاء عبادي جاءوني شعثا غبرا من كل فج عميق يرجون رحمتي، ويخافون عذابي، ولم يروني، فكيف لو رأوني فلو كان عليك مثل رمل عالج، أو مثل أيام الدنيا أو مثل قطر السماء ذنوبا غسلها الله عنك، وأما رميك الجمار فإنه مذخور لك، وأما حلقك رأسك، فإن لك بكل شعرة تسقط حسنة فإذا طفت بالبيت خرجت من ذنوبك كيوم ولدتك أمك" حسنه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع (1360).
          قال النووي رحمه الله في شرح مسلم (2/155) : "أما أحكامه ففيه : عظم موقع الإسلام و الهجرة و الحج، و أن كل واحد منهم يهدم ما كان قبله من المعاصي".
          الحج المبرور :
          و الحج المبرور ما اجتمعت فيه أوصاف أربعة :
          1 _ الإخلاص.
          2 _ المتابعة.
          3_ أن يكون من مال مباح.
          4 _ أن يجتنب فيه الرفث و الفسوق و الجدال.
          1 _ روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : "من حج لله فلم يرفث، ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه".
          قال النووي رحمه الله في شرح مسلم (9/131-132) : "الرفث : اسم للفحش من القول، و قيل هو الجماع، و هذا قول الجمهور في الآية".
          ثم قال : "و معنى (كيوم ولدته) أمه أي بغير ذنب، و أما الفسوق : فالمعصية، و الله أعلم".
          قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرح رياض الصالحين (5/323) : "أي رجع من الذنوب نقيا لا ذنوب عليه كيوم ولدته أمه".
          المتابعة بين الحج العمرة :
          1 _ روى ابن خزيمة في صحيحه عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما تنفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد، والذهب والفضة، وليس للحجة المبرورة ثواب دون الجنة" صححه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع (2901) و في الصحيحة (1200).
          قال السندي رحمه الله في شرح سنن النسائي (3/249) : "(تابعوا بين الحج و العمرة) أي : اجعلوا أحدهما تابعا للآخر واقعا على عقبه أي : إذا حججتم فاعتمروا، و إذا اعتمرتم فحجوا، فإنهما متابعان".
          قال المباركفوري رحمه الله في تحفة الأحوذي (3/635) : "(ينفيان الفقر) أي : يزيلانه؛ و هو يحتمل الفقر الظاهر بحصول غنى اليد، و الفقر الباطن بحصول غنى القلب. (و الذنوب) أي : يمحوانها".
          التماس الحجر الأسود :
          1 _ روى ابن خزيمة في صحيحه عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "مسح الحجر والركن اليماني يحط الخطايا حطا" صححه الألباني رحمه الله في صحيح الترغيب و الترهيب (1139).
          قال في النهاية ابن الأثير رحمه الله في غريب الحديث (ص 215) : "تحط عنه خطاياه و ذنوبه، و هي فعلة من حط الشيء يحطه إذا أنزله و ألقاه".

          تعليق

          يعمل...
          X