إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

مجموعة فوائد ونفائس للإمام الواعظ أبو الفرج ابن الجوزي - رحمه الله وعفا عنه -

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [جمع] مجموعة فوائد ونفائس للإمام الواعظ أبو الفرج ابن الجوزي - رحمه الله وعفا عنه -

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين وبه نستعين :
    فهذه مجموعة فوائد ونفائس استخرجتها من كتاب :

    التذكرة في الوعظ

    للإمام الواعظ ابن الجوزي رحمه الله

    والشيخ رحمه الله عرف بوعظه البليغ ورقة كلماته وإكثاره في هذا الباب
    وأنه من أئمة الوعظ والتفسير والتاريخ ( كما ذكر شيخنا السعدي رحمه الله )
    إلا إنه رحمه الله لم يسلم كغيره من أهل العلم من الوقوع في بعض الأخطاء ويكفينا ما قاله الشيخ السعدي - رحمه الله - فيه :

    ابن الجوزي رحمه الله وغفر له إمام في الوعظ والتفسير والتاريخ، وكذلك هو أحد الأصحاب المصنفين في فقه الحنابلة، ولكنه رحمه الله خلّط تخليطا عظيما في باب الصفات وتبع في ذلك الجهمية والمعتزلة ، فسلك سبيلهم في تحريف كثير منها وخالف السلف في حملها على ظاهرها، وقدح في المثبتين، ونسبهم إلى البلاهة.
    وهذا الموضوع من أكبر أغلاطه، ولذلك أنكر عليه أهل العلم، وتبرّأ منه الحنابلة في هذا الباب، ونزهوا مذهب الإمام أحمد عن قوله وتخبيطه فيه، ومع وذلك فإن له في المذهب كتاب "المذهب" وغيره، وله تصانيف كثيرة جدا حسنة فيها علم عظيم، وخير كثير، وهو معدود من الأكابر الأفاضل، ولكن كل أحد مأخوذ من قوله ومتروك سوى النبي صلى الله عليه وسلم، فكلامه في كتاب التأويل، وكلامه في الفصول التي في أول "صيد الخاطر" كما أشرتم إليها يجب الحذر منها والتحذير، ولولا أن هذه الكتب موجودة بين الناس لكان للإنسان مندوحة عن الكلام فيه، لأنه من أكابر أهل العلم وأفاضلهم، وهو معروف بالدين والورع والنفع، ولكن لكل جواد كبوة، نرجو الله أن يعفو عنا وعنه، وفي "صيد الخاطر" أيضاً أشياء تنتقد عليه، ولكنها دون كلامه في الصفات، مثل كلامه عن أهل النار، وفي الخوض في بعض مسائل القدر وأشياء يعرفها المؤمن الذكي، وإننا نأسف على صدورها من قبل هذا الرجل الكبير القدر".
    الفتاوى السعدية (ص86).
    (منقول،،،،،)

    وما قاله ابن قدامة المقدسي وابن تيمية - رحمهما الله - فيه :

    الإمام الحافظ موفق الدين إبن قدامة المقدسي - تلميذ ابن الجوزي - :

    قال عنه : ) كان ابن الجوزي إمام أهل عصره في الوعظ، وصنف في فنون العلم تصانيف حسنة. وكان صاحب قبول. وكان يدرس الفقه ويصنف فيه. وكان حافظًا للحديث. وصنف فيه، إلا أننا لم نرض تصانيفه في السنة، ولا طريقته فيها. ( ذيل طبقات الحنابلة لإبن رجب عند ترجمة الحافظ ابن الجوزي.

    شيخ الإسلام الإمام الحافظ تقي الدين أحمد بن تيمية
    - من تلامذة تلامذة ابن قدامة المقدسي -


    قال رحمه الله :

    ( أن أبا الفرج نفسه متناقض في هذا الباب لم يثبت على قدم النفي ولا على قدم الإثبات بل له من الكلام في الإثبات نظما ونثرا ما أثبت به كثيرا من الصفات التي أنكرها في هذا المصنف فهو في هذا الباب مثل كثير من الخائضين في هذا الباب من أنواع الناس يثبتون تارة وينفون أخرى في مواضع كثيرة من الصفات كما هو حال أبي الوفاء بن عقيل وأبي حامد الغزالي( مجموع الفتاوى ج 4 ص 166

    وقد ذكرنا ما تقدم من كلام أهل العلم فيه نقداً وثناءاً براءة للذمة وليكون الأخوة على بيّنة عند قراءة كتبه - غفر الله له وعفا عنه -
    وأني أدعو نفسي أولاً ومن ثم إخواني إلى قراءة هذه النفائس والرقائق العظيمة والتمعّن فيها وتدبرها
    لعل قلوبنا القاسية تلين وتخرج من غفلتها وركونها إلى الدنيا وزينتها الزائلة
    لترجع إلى الله وإلى تحصيل ما ينفعها يوم التلاق حينها والله لا ينفع مال ولا بنون
    لعله تخرج من غرقها في شهوات الزائلة وتتهيئ لنيل تلك الباقية
    فأعظم لذة في الأولى لا تساوي عشر معشار أقل لذة في الآخرة
    وأشد عذاب في الأولى لا يساوي عشر معشار أخف عذاب في الآخرة
    فلنفهم ذلك جيداً ولنتنبه ..

    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وبارك على نبينا محمداً وعلى آله وصحبه وسلم.

    نبدأ مستعينين بالله :

    قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى :


    • [*=center]من صفا مع الله صافاه , ومن أوى إلى الله آواه , ومن فوض أمره إلى الله كفاه , ومن باع نفسه من الله اشتراه , وجعل ثمنه جنته ورضاه .

    وعد صادق , وعهد سابق : } وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ { التوبة الآية 111 .

    التذكرة في الوعظ لابن الجوزي ص - 4 -

    • [*=center]من سلك سبيل أهل السلامة سلم , ومن لم يقبل مناصحة الناصحين ندم .


    التذكرة في الوعظ لابن الجوزي ص - 4 -

    • [*=center]لا رزية كرزية من حرم الاقتداء بشرائع المسلمين.

    لا بلية كبلية من مات مصراً على مخالفة رب العالمين .
    الحياة كلها في إدامة الذكر , والعافية كلها في موافقة الأمور , والنجاة من الهلاك في ركوب سفينة الكتاب والسنة , والفوز فوز من زحزح عن النار وأدخل الجنة .

    التذكرة في الوعظ لابن الجوزي ص - 4 -

    • [*=center]ليس الميت من خرجت روحه من جنبيه , وإنما الميت من لا يفقه ماذا لربه من الحقوق عليه .


    التذكرة في الوعظ لابن الجوزي ص - 4 -

    • [*=center]الكرامة كرامة التقوى , والعز عز الطاعة , والأنس أنس الإحسان , والوحشة وحشة الإساءة , وكل مصيبة لا يكون الله عنك فيها معرضاً فهي نعمة .


    التذكرة في الوعظ لابن الجوزي ص - 4 -

    • [*=center]كونوا كما أمركم الله , يكن لكم كما وعدكم .

    أجيبوا الله إذا دعاكم , يجيبكم إذا دعوتموه .
    اعطوا الله ما طلبه من طاعته , يعطكم من رحمته ما طلبتموه .

    التذكرة في الوعظ لابن الجوزي ص - 4 -

    • [*=center]مثل العبادة بغير إخلاص , مثل الحَدَقَةِ بلا ناظر .


    التذكرة في الوعظ لابن الجوزي ص - 4 -

    • [*=center]قتل ملك الأرض كلها ببعوضة دخلت أنفه , وأغرق الذي قال : }أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ { (النازعات الآية 24) بقطرة أوردته حتفه ,

    وهل أغرق فرعون من تيار ذلك الماء إلا قطرة حالت بينه وبين شم الهواء .
    يجوع الملك العظيم من ملوك الأرض ساعة , ثم يلقى كسرة فتملأ قلبه سروراً.
    ويبتلى الأسد الضاري بذبابة يسقط على عينه , فيظل في قبضته أسيراً .
    ويسلط الحية الصغيرة على الفيل العظيم , فيخر منجدلاً ( منكسراً ) عقيراً .
    }وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ ۚ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا { ( فاطر الآية 44).

    التذكرة في الوعظ لابن الجوزي ص - 6 -

    • [*=center]ينبغي للعبد المؤمن بربه إذا نظر إلى زهرة الدنيا , فدعته إلى نفسها , برونقها البهيج , أن يقول لها بلسان الحال : إليك عني يا سريعة الزوال ! إنما تصلحين للتشويق إلى دار ليس لساكنها عنها انتقال , أنت خزف فانٍ , وتلك جوهر باقٍ ,

    فلتفرق بين الدارين عقول الرجال !! .

    التذكرة في الوعظ لابن الجوزي ص - 9 -

    • [*=center]من كان مقيد الجوارح عن محارم الله فهو رأس الخائفين .

    ومن كان لا يسكن بقلبه إلى شيء سوى الله فهو سلطان العارفين , فارغبوا في القرب من الله .

    التذكرة في الوعظ لابن الجوزي ص - 12 -

    • [*=center]لله دُرَّ أقوامٍ عكفوا بقلوبهم عليه , وتقرّبوا بذبح نفوسِهم إليه , لا يسمعون في محبته عذل العاذلين , ولا يعتذرون بالإنفاق في سبيله بِنِحل النحالين .

    أبغضوا كل من سواه ليكون منهم دانياً , وخرجوا من كل شيء ليدخلوا إليه , وظعنوا * عن كل شيء ليقدموا عليه , وهجروا كل حبيب في طلب وِصَالِه , وأعرضوا عن كل قريب في إقباله .
    فلو قيل لهم : من معبودكم ؟ لقالوا : الله . ولو سئلوا : ما مقصدكم ؟ لقالوا : الله .
    فالله سبحانه هو معبودهم الذي يعبدونه , ومقصودهم الذي لا يستقرون دونه .
    • [*=center]ظعنوا : ساروا ورحلوا


    التذكرة في الوعظ لابن الجوزي ص - 12 -

    • [*=center]واعلموا أن سرور المؤمنين يوم يعبرون القناطر , ويأمنون المعائر , فذلك يوم عيدهم , وطالع شعورهم .

    وما داموا في دار الغرور فلا غبطة ولا سرور , وأي سرور لمن الموت معقود بناصيته , والذنوب راسخة في آنيته , والنفس تقوده إلى هواها , والدنيا تتزين في عينه بمشتهاها , والشيطان مُستبطنٌ فقار ظهره , ولا يفتر عن الوسوسة في صدره , ونفسه , وماله , بعرضِهِ الحوادث , لا يدري في كل نفس ما عليه حادث .

    التذكرة في الوعظ لابن الجوزي ص - 18 -

    أربعة أعمال قطعت أعناق الرجال :
    • [*=center]أولها الكفر ! وهو قسمان :

    كفر الشك : كفر فرعون , حين قال : {لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَىٰ إِلَٰهِ مُوسَىٰ } ( القصص الآية 38 ) .
    وكفر السخط : كفر إبليس , حين قال : { أَرَأَيْتَكَ هَٰذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ } ( الاسراء الآية 62 ) .
    وجميع أقسام الكفر مشتقة من هذين القسمين .
    وكفر السخط بليته أعظم البليتين , لأن الشّاك قد يؤمن إذا اتضح اليقين.
    وأما السخط فعلى بصيرةٍ كَفَر بربّ العالمين .
    • [*=center]ثانيها : البــدعـــة وهي قسمان :

    مكفرة , ومضللة . فمن سلم منهما فقد سلم إسلامه وهداه , ومن ابتلى بإحداهما فقد حاد عن طريق الإسلام أو تاه عن سبيل النجاة .
    • [*=center]ثالثها : الغفلة عند ذكر الله ! فإن المعصية إلى الغافل أسرع من انحدار الصخرة إلى المكان السافل .

    • [*=center]ورابعها حب الدنيا ! فإن مثل المحب لها , ولو كابد العبادة , كمثل ناشر الأرز , يرفع رجلاً ويضع أُخرى ومن مكانه لا يبرح .

    وكذلك الذي شغل بحب الدنيا قلبه , وبالعباد جوارحه , تراه طول عمره يتقرب إلى الله بظواهره , ويبعد عنه بقلبه .

    التذكرة في الوعظ لابن الجوزي ص – 19/20 -

    • [*=center]المحبون لله قوم شغلهم حبه عن حب سواه , فهم في قبضة محبته أُسراء , وعلى كل من دونه أُمراء .

    إذا علت أصوات العباد , إذ غلت أسعار الأقوات , وجدوا من ذكره قوتاً غازياً , وإذا مرضت أمزجة أبدانهم صادفوا من كتابه دواء شافياً ,وإذا خافت السبل سلكوا إليه طريقاً أميناً , وإذا انقطعت الأسباب أمسكوا من يقينهم حبلاً متيناً , واشوقاه إليهم , بل والهفاه عليهم .

    التذكرة في الوعظ لابن الجوزي ص - 21 -

    فصل : تضرع العبد بالدعاء عند نزول البلاء

    لو أن بنا حياة لأحسسنا بما نحن فيه من جهد البلاء .
    ولو أحسسنا ببلائنا لانقطعت أصواتنا من الدعاء , وقرحت أجفاننا من البكاء , ولكنا طردنا , فما أحدٌ على نفسه حزيناً , ونمنا ملء عيوننا , وضحكنا ملء أفواهنا , كأن لم يأكل الكلب لنا عجيناً .
    وكأن من الواجب على قوم حرموا لذة مناجاة الله , وطردوا عن مجالس أولياء الله , أن يحثوا على رءوسهم التراب , ويخرجوا إلى الصعيد يَجَارون .
    {فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَٰكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } ( الأنعام الآية 43 ) .
    فابكوا على أنفسكم بكاءً طويلاً , ولا تقيلوا إلى الدنيا أيها العباد , فما اتخذها عاقل مقيلاً .

    التذكرة في الوعظ لابن الجوزي ص - 21/22 -

    • [*=center]من لم يعتز بطاعة الله لم يزل ذليلاً , ومن لم يستشف بكتاب الله لم يزل عليلاً .

    ومن لم يستغن بالافتقار إلى الله , فهو الدهر فقيراً .
    ولم يتحقق بالعبودية لله , فهو لكل شيء عبدٌ , وفي قبضة الله كل أسير .
    ومن لن يتترس بترس التوكل على الله , أصابه كل رامٍ .
    ومن يحتم بحماية الله , لم يحمه سواه حام .

    التذكرة في الوعظ لابن الجوزي ص - 22 -

    • [*=center]لولا التفريط في حفظ الأصول , لكان لكل ساعٍ إلى النجاة وصول , ولكل واقف على الباب دخول .

    وإنما الوصول إحكام العمل , بإحكام العمل المنقول , مما أنزله الله في كتابه وشرعه على لسان الرسول .

    التذكرة في الوعظ لابن الجوزي ص - 24 -

    • [*=center]شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم سفينة مأمونة , من اعتصم بركوها نجا , ومحجة من سلك طريقها وصل إلى نيل المنى , لأنه صلى الله عليه وسلم مؤيد بالعصمة فما ينطق عن الهوى .


    التذكرة في الوعظ لابن الجوزي ص - 24 -

    • [*=center]إنما الشغل بالله عما سواه مرتبة العارفين , فأما من لم يبلغ شأنهم فالأولى به مقام الخائفين .


    التذكرة في الوعظ لابن الجوزي ص - 26 -

    • [*=center]القرآن دليل لا يضل في السلوك من تابعه , وناصر لا يخشى الخذلان من شائعه , ومشيره لا يخطئ الصواب من طاوعه .


    التذكرة في الوعظ لابن الجوزي ص - 28 -

    • [*=center]على قدر قرب العبد من الله يكون حظّه , وكلما توفّر نصيب العَالِم من العلم اشتد حذره .


    التذكرة في الوعظ لابن الجوزي ص - 29 -

    • [*=center]ومن عرف مكر الله بأعدائه لم يغتر بطول الحلم , فإن العواقب عنا مغيبات , وسهام الأقضية إلينا مصوّبات .


    التذكرة في الوعظ لابن الجوزي ص - 29 -

    • [*=center]فانتبه أيها العبد الفقير الضعيف , واغتنم شرف هذا الوقت الشريف , فكم لله في مثل هذه الساعة من نعمة أسداها , وحاجة لعبد مضطر قضاها .


    التذكرة في الوعظ لابن الجوزي ص - 30 -

    • [*=center]انتهز فرصة الزمان قبل تعذر الإمكان , قبل أن تنقل من اسم مازال إلى خبر كان , فما كل حين ممكن الفوز بالمنى , ولا كل وقت يرفع الحجب للعبد .


    هذه سوق المعاملة قائمة , فأين طلَّاب الأرباح .
    هذه مقصورات الخيام بارزة , فأين خُطّاب المِلاح .
    لو أن حوراً طلعت إلى الدنيا لملأتها نوراً وعطراً .
    فهل إلى مقارنة هذه القرين الصالح مرتاح .

    التذكرة في الوعظ لابن الجوزي ص - 31 -

    • [*=center]كيف ينفزع لخطبة الحور , من هو مخلد إلى دار الغرور , إن هجرته الدنيا فهو محرور , وإن وصلته فهو مسرور , قد خدعته أباطيل المنى , وغرّه بالله الغرور .


    التذكرة في الوعظ لابن الجوزي ص - 31 -

    • [*=center]إن بين العبد وبين ربه مسافة , لا تقطع إلا بقطع العلائق , ورفض العوائق .

    وعلى مرآة القلب صدأ , لا يجلوه إلا نسيان الخلق في جنب ذكر الخالق .
    فمن أراد أن يصل إلى ربه , فليتفرغ لمواصلة السِّرى .
    ومن آثر جلاء مرآة قلبه , فليتناسى ذكر الورى .
    كيف يصل إلى الله من لا يسير , وهو في قبضة العوائق أسير .

    التذكرة في الوعظ لابن الجوزي ص - 32 -

    • [*=center]الأمر كله في حرفين :
      [*=center]أحدهما الإعراض عما سوى الله
      [*=center]والآخر : الإقبال عليه .

    فمن لم ينقطع عما سواه , لم يمله الاتصال به , ولا الوصول إليه .

    التذكرة في الوعظ لابن الجوزي ص - 33 -

    • [*=center]ففرِّغ إلى الله قلبك , فنعم بالله بالاً , وواصل إلى الله مسيرك , تنل من الله وصالاً .


    التذكرة في الوعظ لابن الجوزي ص - 34 -

    طريق الأنام إلى دار السلام

    أبصر القوم قصرهم , وبذلوا في الطلب جهدهم , وعلموا أن العلائق عوائق , وأن المخف هو السائق , فخففوا أنفسهم وأظهرهم من أثقال الأشغال , لعلهم بأن الطريق كثير المزالق .
    هذه سنة الكرام , في طلب ذي الجلال والإكرام , فأين المقتدون ؟
    هذه سبيل هداة الأنام , ودار السلام , فأين المهتدون ؟
    عاقنا والله عن اقتفاء آثارهم , والتعلق بأذيال غبارهم , فضول الكلام والطعام , وشغل القلب والجوارح بكسب الحطام والآثار .
    استنفرنا في سبيل الله في سبيل الله فثبطنا , ودعينا إلى الجناب العالي فأبينا , إن لهم دنيه لا تشتاق إلى العالي , لا تنافس في طلب الغالي , ولا تأنف من الهواء ولا تبالي .

    التذكرة في الوعظ لابن الجوزي ص – 34/35 -

    • [*=center]من تفرغ من هموم الدنيا قلبه قل تعبه , وتوفر من العبادة نصيبه , واتصل إلى الله مسيره , وارتفع في الجنة مصيره , وتمكن من الذكر , والفكر , والورع , والزهد , والاحتراس , من غوائل النفس , ووساوس الشيطان .


    التذكرة في الوعظ لابن الجوزي ص - 35 -

    • [*=center]ومن كثر في الدنيا شغله , اسوّد قلبه , وأظلم طريقه , وكثر همه , ونصب بدنه , وصار مهون الوقت , طائش العقل , معقود اللسان عن الذكر , مقيد الجوارح عن الطاعة , من قلبه في كل وادٍ شعبة , ومن عمره لكل شغل حصة .


    فاستعذ بالله من فضول الأعمال والهموم , فكل ما شغل العبد عن الرب فهو مشئوم , ومن فاته القرب من مولاه , فهو لو جازت يداه نعيم الخلد محروم .

    التذكرة في الوعظ لابن الجوزي ص – 35/36 -

    • [*=center]كل العافية في الذكر والطاعة , وكل البلاء في الغفلة والمخالفة , وكل الشفاء في الإنابة والتوبة .


    التذكرة في الوعظ لابن الجوزي ص - 36 -

    • [*=center]لا تقدر على التخلص من بلوى المعصية إلا بالتخلص من سجن الغفلة ولا تتخلص من الغفلة إلا بتضمير البطن ( أي إضمارها بالجوع ) , وتفريغ القلب , ومواصلة الذكر .

    فجوّع بطنك , وارفض شغلك , واذكر ربك , يعتزلك شيطانك .

    التذكرة في الوعظ لابن الجوزي ص - 36 -

    • [*=center]إن الشيطان حامل على العصيان , والعصيان جنون , ومن لم يحضره الشيطان فليس بمجنون .


    التذكرة في الوعظ لابن الجوزي ص - 36 -

    • [*=center]طوبى لمن كان كلامه مناجاة الله , وعمله معاملة مع الله , وفكره في تدبر الله , والاعتبار بصنع الله , ونيته خالصة لوجه الله , يزاحم العلماء بركبتيه , ويقبض على العلم بكلتى يديه , عبادته مؤسسة على القواعد , وعلى تصحيح العقائد .


    التذكرة في الوعظ لابن الجوزي ص - 36 -

    فضل العلم النافع والعلماء المخلصين
    • [*=center]وفي الأثر عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه : إذا مات العالم انثلم في الإسلام ثلمة , لا يسدها إلا خلف مثله .

    وعن أبي الأسود , قال : الملوك حكام على الناس , والعلماء حكام على الملوك .
    وقال فتح الموصلي : أليس المريض إذا منع من الطعام والشراب والدواء يموت ؟ قيل له : بلى . قال : فكذلك القلب إذا منع عنه العلم والحكمة ثلاثة أيام يموت .
    وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : من حدّث بحديث فَعُمل به , فله أجر مثل ذلك العمل .
    وقال الحسن ( الحسن بن يسار ) : لولا العلماء لصار الناس أمثال البهائم .

    فيا من خلقه الله إنساناً , لا تجعل نفسك بقلة العلم بهيمة , ونافس في إعلاء قيمتك بالعلم .
    من ليس له علم فليس له قيمة .
    اغتنم تعلم العلم , واحضر مجالسه , فمن ليس بعالم ولا متعلم .. فهو بمنزلة البهيمة , وليست فطرته سليمة .

    التذكرة في الوعظ لابن الجوزي ص - 37/38 -

    • [*=center]إن جهلنا العلم .. فما نحن بجهله معذورين .

    وإن تعلمنا ولم نعمل به .. كنا على ذلك مؤاخذين .
    وإن علمنا وعملنا وأخلصنا .. لم نكن بالقول واثِقين .
    فما لنا عن التنبه لهذا الخطر العظيم غافلين , فكأننا بصحائف أعمالنا عند حضور آجالنا وقد طويت , ثم كأننا يوم القيامة وقد نشرت , وكأننا بسوءاتنا يوم القيامة وقد كشفت ,
    فيا خجلتنا !! يوم الوقوف بين يدي الله ,
    ويا حسرتنا !! على ما فرطنا في جنب الله .

    التذكرة في الوعظ لابن الجوزي ص - 38/39 -

    • [*=center]كفى بالمسيء جزاء على إساءته أن يفوته بياض وجوه المحسنين , وعلو درجات المقربين .

    فكيف وقد أوجب لنفسه سوء الحساب , وأليم العذاب , والفضيحة على رءوس الخلائق , والتوبيخ على التقصير بين يدي الخالق .
    واغوثاه بالله ! يفوتنا الخير ونحصل على الشر , وتدركنا العقوبة ولا نحصل الأجر , هذا والله هو الخسران المبين .

    التذكرة في الوعظ لابن الجوزي ص - 39 -

    • [*=center]الذكر له شرطان :

    حضور القلب في تحريره , وبذل الجسد في تكثيره .
    فإن أحببت أن تكون في الراسخين الأقدام في هذا المقام , فحرر الذكر على الإحسان , وكثِّر بقدر الإمكان .

    التذكرة في الوعظ لابن الجوزي ص - 41 -

    • [*=center]لا تطلب الحياة إلا بالعافية , ولا تتم العافية إلا بالرضا , وإنما يرضى الله على من تاب من مخالفته , من أهل موافقته .


    التذكرة في الوعظ لابن الجوزي ص - 43 -

    • [*=center]من لم يلزم نفسه بتقوى الله فهو لئيم , ومن لم يرض بما قسم الله له فهو عديم .


    التذكرة في الوعظ لابن الجوزي ص - 43 -

    • [*=center]الشأن كله في أن تفهم عن الله ثلاثة أصول :

    أولها : أن تعرف الله بما تعرف به إليك بما هو أهله , وتعرف ما فرض الله عليك معرفته من أحكام شريعته .
    ثانيها : أن تطيعه في فعل الواجبات وترك المحرمات .
    ثالثها : أن تشتاق إلى ما شوق إليه , وتخاف ما خوف منه .
    فإذا أحكمت هذه الأصول , لم يتأخر عنك الوصول .
    لأن العالم بصفات الله وأحكامه أعلم العالمين , والعامل بطاعة الله فيما أمره ونهاه أعمل العاملين .

    التذكرة في الوعظ لابن الجوزي ص - 43 -

    • [*=center]ذهب الزاهدون بالراحة , وحصل العابدون على المثوبة , ونجا الورعون من المناقشة , وتحضر المتقون من العقوبة , وفاز المتقربون من القرب , والقرب من الله نظام رغائب الطالبين , وغاية مطالب الراغبين .


    التذكرة في الوعظ لابن الجوزي ص - 43 -

    • [*=center]وليس للقرب من الله نهاية تنتهي إليها المساعي , فطالب القرب على قدم الجد في الدنيا ساع , لا تستقر به دار , ولا يقر له قرار , كلما بلغ من القرب غاية علم بأن وراءها عليه أخرى , فهو سائر إلى الله أبداً لا يفتر .


    التذكرة في الوعظ لابن الجوزي ص - 43 -

    هذا ما تيسر لي جمعه من أول أربعين صفحة من الكتاب
    وسأقوم بوضع بقية الفوائد في الأيام المقبلة أن أحيانا الله وشاء لنا ذلك .

    ***




    قــام بـتجمــيعهــا وتــنسيـــقــها
    الفقيــر إلــى عــفـو ذي الجـــلال والإكـــرام
    أخيـــكـم
    أبـو محــمـد الســوري
    عـفـا الـلـه عـنـه


يعمل...
X