زجر الموظفين المتساهلين المتشبهين بالشياطين الذين يعملون خوفا من السلاطين
(بتعليق الشيخ الفاضل زاهد الساحلي حفظه الله)
الحمد لله ولي الصالحين، والصلاة والسلام على من أرسل للإنس والجن أجمعين، وعلى أهله وصحبه المجاهدين، ومن تبعهم واقتفى أثرهم إلى يوم الدين.
أما بعدُ:
فكثير من الموظفين والعمال يتكاسل في عمله ويقصر في شغله إذا كان بعيدا عن الأنظار، ويجد ويجتهد ويعمل بإتقان مادام هناك من هو عليه قائما.
وحال هؤلاء حال الشياطين الذين كانوا يعملون بجد واجتهاد عند نبي الله سليمان عليه الصلاة والسلام لظنهم أنه يراقبهم.
قال الله تعالى: {وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلاً دُونَ ذَلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ} [الأنبياء: 82].
وقوله تعالى: {مِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ} [سبأ: 14].
في آية سورة الأنبياء جاء لفظ الشياطين وفي سورة سبأ بلفظ الجن – يشمل الشياطين وغيرهم - وهو من باب ذكر العام والمراد به الخاص.


ولو علموا بموته لتركوا العمل.
وقال الله تعالى: {فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ} [سبأ: 14].


فمثل الموظف والعامل الذي لا يعمل بإتقان ويتساهل في عمله في غياب المراقب مثله كمثل الشياطين الذين كانوا يعملون عندى سليمان عليه الصلاة والسلام.
هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
✍️ كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: ليلة السبت 23 رجب سنة 1440 هـ
الموافق لـ: 30 مارس سنة 2019 ف


قال الشيخ الفاضل زاهد الساحلي حفظه الله: ((ماشاء الله بارك الله فيك وفي جهدك المتميز استنباط موفق وفهم عميق جرى مجرى الاستنباط الصحيح ليس فيه تكلف او تحميل للنص بعيد بل هو منتظم ضمن إطار شمولية النصوص العامة ومن جنس اشارة البراهين القريبة)) اهـ.