إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

[بالصوت والصورة] مقصورة ابن دريد [بصوتي]

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [قصيدة صوتية] [بالصوت والصورة] مقصورة ابن دريد [بصوتي]

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه ، أما بعد ؛
    فيسعدني أن أقدم لكم تسجيلا صوتيا للقصيدة المعروفة :
    مقصورة ابن دريد
    لأبي بكر
    محمد بن الحسن بن دريد
    ت 321 هـ
    مدة التسجيل : ثلاثون دقيقة .
    مشاهدة :

    استماع :

    تحميل :
    MP3 ( الحجم 13.9 مب ) .
    DOCX ( الحجم 49 كب ) .
    PDF ( الحجم 468 كب ) .
    رابط القصيدة في مدونتي :
    بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه ، أما بعد ؛ فيسعدني أن أقدم لكم تسجيلا صوتيا للقصيدة المعروفة : مقصورة ابن دريد لأبي بكر محمد بن الحسن …


  • #2
    رد: [بالصوت والصورة] مقصورة ابن دريد [بصوتي]

    جزاكم الله خيرًا

    "القصر في اللغة ضدُّ الطول والمدّ

    والألفاظ المقصورة، مثل: رعي، يرعي، والنّهى، والعدى ، والصَّبا ، المنتهية بألف غير ممدودة حتى تصير همزة .

    والمقصورة : القصيدة المقفّاة بألفاظ تنتهي بألف غير ممدودة. " ....ثم نقله من كتاب : ( الفوائد المحصورة في شرح المقصورة )

    قيل في قصيدة ابن دريد:
    " من أسمى ما ألف في الأدب مقصورة ابن دريد فقد جمع فيها ما تفرق في شتى المعاجم من كل مقصور وأبدع نظمها وأحسن سبكها بكل مثل مأثور حتى بدت طرفة فن الأدب ونادرة المتندرين في نوادي العرب تنافس في شرحها المتنافسون وتبارى في حفظها المتسابقون."

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبيد الله الوهراني; الساعة 25-Feb-2013, 09:26 PM.
    كتبه أخوكم شـرف الدين بن امحمد بن بـوزيان تيـغزة

    يقول الشيخ عبد السلام بن برجس رحمه الله في رسالته - عوائق الطلب -(فـيا من آنس من نفسه علامة النبوغ والذكاء لا تبغ عن العلم بدلا ، ولا تشتغل بسواه أبدا ، فإن أبيت فأجبر الله عزاءك في نفسك،وأعظم أجر المسلمين فـيك،مــا أشد خسارتك،وأعظم مصيبتك)

    تعليق


    • #3
      رد: [بالصوت والصورة] مقصورة ابن دريد [بصوتي]

      مَقْصُورَةُ ابنِ دُرَيْدٍ
      يا ظَبيَةً أَشبَه شَيءٍ بِالمَها تَرعى الخُزامى بَينَ أَشجارِ النَقا
      إِمّا تَرَي رَأسِيَ حاكى لَونُهُ طُرَّةَ صُبحٍ تَحتَ أَذيالِ الدُّجى
      وَاشتَعَلَ المُبيَضُّ في مُسوَدِّهِ مِثلَ اشتِعالِ النارِ في جَزلِ الغَضى
      فَكانَ كَاللَيلِ البَهيمِ حَلَّ في أَرجائِهِ ضَوءُ صَباحٍ فَانجَلى
      وَغاضَ ماءَ شِرَّتي دَهرٌ رَمى خَواطِرَ القَلبِ بِتَبريحِ الجَوى
      وَآضَ رَوضُ اللَهوِ يَبساً ذاوِياً مِن بَعدِ ما قَد كانَ مَجّاجَ الثَرى
      وَضَرَّمَ النَأيُ المُشِتُّ جَذوَةً ما تَأتَلي تَسفَعُ أَثناءَ الحَشا
      وَاتَّخَذَ التَسهيدُ عَيني مَألَفاً لَمّا جفا أَجفانَها طَيفُ الكَرى
      فَكُلُّ ما لاقَيتُهُ مُغتَفَرٌ في جَنبِ ما أَسأَرَهُ شَحطُ النَّوى
      لَو لابَسَ الصَّخرَ الأَصَمَّ بَعضُ ما يَلقاهُ قَلبي فَضَّ أَصلادَ الصَفا
      إِذا ذَوى الغُصنُ الرَطيبُ فَاعلَمَن أَنَّ قُصاراهُ نَفادٌ وَتَوى
      شَجيتُ لا بَل أَجرَضَتني غُصَّةٌ عَنودُها أَقتَلُ لي مِنَ الشَجى
      إِن يَحم عَن عَيني البُكا تَجَلُّدي فَالقَلبُ مَوقوفٌ عَلى سُبلِ البُكا
      لَو كانَتِ الأَحلامُ ناجَتني بِما أَلقاهُ يقظانَ لأَصماني الرَدى
      مَنزلةٌ مَا خِلتها يَرضى بِها لِنَفسِهِ ذو أرَبٍ وَلا حِجى
      شيمُ سَحابٍ خُلَّبٍ بارِقُهُ وَمَوقِفٌ بَينَ ارتِجاءٍ وَمُنى
      في كُلِّ يَومٍ مَنزِلٌ مُستَوبَلٌ يَشتَفُّ ماءَ مُهجَتي أَو مُجتَوى
      ما خِلتُ أَنَّ الدَهرَ يَثنيني عَلى ضَرّاءَ لا يَرضى بِها ضَبُّ الكُدى
      أُرَمَّقُ العَيشَ عَلى بَرضٍ فَإِن رُمتُ ارتِشافاً رُمتُ صَعبَ المُنتَسَى
      أَراجِعٌ لي الدَهرُ حَولاً كامِلاً إِلى الَّذي عَوَّدَ أَم لا يُرتَجى
      يا دَهرُ إِن لَم تَكُ عُتبى فَاتَّئِد فَإِنَّ إِروادَكَ وَالعُتبى سَوا
      رَفِّه عَلَيَّ طالَما أَنصَبتَني وَاستَبقِ بَعضَ ماءِ غُصنٍ مُلتَحى
      لا تَحسبَن يا دَهرُ أَنّي جازِعٌ لِنَكبَةٍ تَعرُقُني عرقَ المُدى
      مارَستَ مَن لَو هَوَتِ الأَفلاكُ مِن جَوانِبِ الجَوِّ عَلَيهِ ما شَكا
      وَعَدَّ لَو كانَت لَهُ الدُنيا بِما فيها فَزالَت عَنهُ دُنياهُ سوا
      لَكِنَّها نَفثَةُ مَصدورٍ إِذا جاشَ لُغامٌ مِن نَواحيها عمى
      رَضيتُ قَسراً وَعَلى القسرِ رِضى مَن كانَ ذا سُخطٍ عَلى صرفِ القضا
      إِنَّ الجَديدَينِ إِذا ما استَولَيا عَلى جَديدٍ أَدنياهُ لِلبِلى
      ما كُنتُ أَدري وَالزَمانُ مولَعٌ بِشَتِّ مَلمومٍ وَتَنكيثِ قُوى
      أَنَّ القَضاءَ قاذِفي في هُوَّةٍ لا تَستَبِلُّ نَفس مَن فيها هوى
      فَإِن عَثرتُ بَعدَها إِن وَأَلَت نَفسِيَ مِن هاتا فَقولا لا لعا
      وَإِن تَكُن مُدَّتُها مَوصولَةً بِالحَتفِ سَلَّطتُ الأُسا عَلى الأَسى
      إِنَّ امرأَ القَيسِ جَرى إِلى مَدى فَاعتاقَهُ حِمامُهُ دونَ المَدى
      وَخامَرَت نَفسُ أَبي الجَبرِ الجَوى حَتّى حَواهُ الحَتفُ فيمَن قَد حَوى
      وَابنُ الأَشَجِّ القَيْلُ ساقَ نَفسَهُ إلى الرَدى حِذارَ إِشماتِ العِدى
      وَاختَرَمَ الوَضّاحَ مِن دونِ الَّتي أَمَّلَها سَيفُ الحِمامِ المُنتَضى
      وَقَد سَما قَبلي يَزيدُ طالِباً شَأوَ العُلى فَما وَهى وَلا وَنى
      فَاعتَرَضَت دونَ الَّذي رامَ وَقَد جَدَّ بِهِ الجِدُّ اللُّهَيمُ الأُرَبى
      هَل أَنا بِدعٌ مِن عَرانينَ عُلىً جارَ عَلَيهِم صَرفُ دَهرٍ وَاعتَدى
      فَإِن أَنالَتني المَقاديرُ الَّذي أَكيدُهُ لَم آلُ في رَأبِ الثَأى
      وَقَد سَما عَمرٌو إِلى أَوتارِهِ فَاحتَطَّ مِنها كُلَّ عالي المُستَمى
      فَاستَنزَلَ الزَبّاءَ قَسراً وَهيَ مِن عُقابِ لُوحِ الجَوِّ أَعلى مُنتَمى
      وَسَيفٌ استَعلَت بِهِ هِمَّتُهُ حَتّى رَمى أَبعَدَ شَأوِ المُرتَمى
      فَجَرَّعَ الأُحبوشَ سُمّاً ناقِعاً وَاحتَلَّ مِن غُمدانَ مِحرابَ الدُمى
      ثُمَّ ابنُ هِندٍ باشَرَت نيرانُهُ يَومَ أُوَارَاتٍ تَميماً بِالصَّلى
      ما اعتَنَّ لي يَأسٌ يُناجي هِمَّتي إِلّا تَحَدّاهُ رَجاءٌ فَاكتَمى
      أَلِيَّةً بِاليَعمَلاتِ يَرتَمي بِها النجاءُ بَينَ أَجوازِ الفَلا
      خوصٍ كَأَشباحِ الحَنايا ضُمَّرٍ يَرعُفنَ بِالأَمشاجِ مِن جَذبِ البُرى
      يَرسُبنَ في بَحرِ الدُجى وَبِالضحى يَطفونَ في الآلِ إِذا الآلُ طَفا
      أَخفافُهُنَّ مِن حَفاً وَمِن وَجى مَرثومَةٌ تَخضِبُ مُبيَضَّ الحَصى
      يَحمِلنَ كُلَّ شاحِبٍ مُحقَوقِفٍ مِن طولِ تدآبِ الغُدُوِّ وَالسُّرى
      بَرٍّ بَرى طولُ الطَوى جُثمانَهُ فَهوَ كَقِدحِ النَبعِ مَحنِيُّ القَرا
      يَنوي الَّتي فَضَّلَها ربُّ العُلى لَمّا دَحا تُربَتَها عَلى البُنى
      حَتّى إِذا قابَلَها استَعبَرَ لا يَملِكُ دَمعَ العَينِ مِن حَيثُ جَرى
      فَأوجَبَ الحَجَّ وثَنّى عمرةً مِن بَعدِ ما عَجَّ وَلَبّى وَدَعا
      ثُمَّتَ طافَ وَانثَنى مُستَلِماً ثُمَّتَ جاءَ المَروَتَينِ فَسَعى
      ثُمَّتَ راحَ في المُلَبّينَ إِلى حَيثُ تَحَجّى المَأزِمانِ وَمِنى
      ثُمَّ أَتى التَعريفَ يَقرو مُخبِتاً مَواقِفاً بَينَ إِلالِ فَالنَقا
      ثُمَّ أَتى المَشعَرَ يَدعو رَبَّهُ تَضَرُّعاً وَخُفيَةً حَتّى هَمى
      وَاستَأنَفَ السَبعَ وَسَبعاً بَعدَها وَالسبعَ ما بَينَ العِقابِ وَالصُوى
      وَراحَ لِلتَوديعِ فيمَن راحَ قَد أَحرَزَ أَجراً وَقَلى هُجرَ اللغا
      بَذاكَ أَم بِالخَيلِ تَعدو المَرطى ناشِزَةً أَكتادُها قُبَّ الكُلى
      شُعثاً تَعادى كَسَراحينِ الغَضا مِيلَ الحَماليقِ يُبارينَ الشَبا
      يَحمِلنَ كُلّ شَمَّرِيٍّ باسِلٍ شَهمِ الجَنانِ خائِضٍ غَمرَ الوَغى
      يَغشى صَلى المَوتِ بِخَدَّيهِ إِذا كانَ لَظى المَوت كَريهَ المُصطَلى
      لَو مُثِّلَ الحَتفُ لَهُ قِرناً لَما صَدَّتهُ عَنهُ هَيبَةٌ وَلا انثَنى
      وَلَو حَمى المقدارُ عَنهُ مُهجَةً لَرامَها أَو يَستَبيحَ ما حَمى
      تَغدو المَنايا طائِعاتٍ أَمرَهُ تَرضى الَّذي يَرضى وَتَأبى ما أَبى
      بَل قَسَماً بِالشُمِّ مِن يَعرُبَ هَل لِمُقسمٍ مِن بَعدِ هَذا مُنتَهى
      هُمُ الأُلى إِن فاخَروا قال العُلى: بِفي امرِئٍ فاخَرَكُم عَفرُ البَرى
      هُمُ الأُلى أَجرَوا يَنابيعَ النَدى هامِيةً لِمَن عَرى أَو اعتَفى
      هُمُ الَّذينَ دَوَّخوا مَنِ انتَخى وَقَوَّموا من صَعَر وَمِن صَغا
      هُمُ الَّذينَ جَرَّعوا مَن ما حلوا أَفاوِقَ الضَيمِ مُمرّاتِ الحُسا
      أَزالُ حَشوَ نَثرَةٍ مَوضونَةٍ حَتّى أُوارَى بَينَ أَثناءِ الجُثى
      وَصاحِبايَ صَارِمٌ في مَتنِهِ مِثل مَدَبِّ النَملِ يَعلو في الرُبى
      أَبيَضُ كَالمِلحِ إِذا انتَضَيتَهُ لَم يَلقَ شَيئاً حَدُّهُ إِلّا فَرى
      كَأَنَّ بَينَ عَيرِهِ وَغَربِهِ مُفتَأَداً تَأَكَّلَت فيهِ الجُذى
      يُري المَنونَ حينَ تَقفو إِثرَهُ في ظُلَمِ الأَكبادِ سُبلاً لا تُرى
      إِذا هَوى في جُثَّةٍ غادَرَها مِن بَعدِ ما كانَت خَساً وَهيَ زكا
      وَمُشرِفُ الأَقطارِ خاظٍ نَحضُهُ حابِي القُصَيْرَى جُرْشُعٌ عَرْدُ النَّسا
      قَريبُ ما بَينَ القَطاةِ وَالمطا بَعيدُ ما بَينَ القَذالِ وَالصَلا
      سامي التَليلِ في دَسيعٍ مُفعَمٍ رَحبُ الذِّراعِ في أَميناتِ العُجى
      رُكِّبنَ في حَواشِب مُكتَنَّةٍ إِلى نُسورٍ مِثلَ مَلفوظِ النَوى
      يَرضَخُ بِالبيدِ الحَصى فَإِن رَقى إِلى الرُبى أَورى بِها نارَ الحُبَا
      يُديرُ إِعليطَينِ في مَلمومَةٍ إِلى لَموحَينِ بِأَلحاظِ اللأى
      مُداخَلُ الخَلقِ رَحيبٌ شَجرُهُ مُخلَولِقُ الصَّهوَةِ مَمسودٌ وَأى
      لا صَكَكٌ يَشينُهُ وَلا فَجًا وَلا دَخيسٌ واهِنٌ وَلا شَظى
      يَجري فَتَكبو الريحُ في غاياتِهِ حَسرى تَلوذُ بِجَراثيمِ السَّحا
      لَوِ اعتَسَفتَ الأَرضَ فَوقَ مَتنِهِ يَجوبُها ما خِفْتَ أَن يَشكو الوَجى
      تَظُنُّهُ وَهوَ يُرى مُحتَجِباً عَنِ العُيونِ إِن ذَأى وَإِن رَدى
      إِذا اجتَهَدتَ نَظَراً في إِثرِهِ قُلتَ سَناً أَومَضَ أَو بَرقٌ خَفا
      كَأَنَّما الجَوزاءُ في أَرساغِهِ وَالنَّجم في جَبهَتِهِ إِذا بَدا
      هُما عتادي الكافِيانِ فَقْدَ مَن أَعدَدتُهُ فَليَنأَ عَنّي مَن نَأى
      فَإِن سَمِعتَ بِرَحىً مَنصوبَةٍ لِلحَربِ فَاعلَم أَنَّني قُطبُ الرَّحى
      وَإِن رَأَيتَ نارَ حَربٍ تَلتَظي فَاعلَم بِأَنّي مُسعِرٌ ذاكَ اللَّظى
      خَيرُ النُّفوسِ السائِلاتُ جَهرَةً عَلى ظُباتِ المُرهَفاتِ وَالقَنا
      إِنَّ العِراقَ لَم أُفارِق أَهلَهُ عَن شَنَإٍ أصَدَّني وَلا قِلى
      وَلا اطَّبى عَيْنَيَّ مُذ فارَقتُهُم شَيءٌ يَروقُ الطَّرفَ مِن هَذا الوَرى
      هُم الشَّناخيبُ المُنيفاتُ الذُّرى وَالناسُ أَدحالٌ سِواهُم وَهُوى
      هُمُ البُحورُ زاخِرٌ آذِيُّها وَالناسُ ضَحضاحٌ ثِغابٌ وَأَضى
      إِن كُنتُ أَبصَرتُ لَهُم مِن بَعدِهِم مِثلاً فَأَغضَيتُ عَلى وَخزِ السَّفا
      حاشا الأَميرَينِ الَّلذينِ أَوفَدا عَلَيَّ ظِلّاً مِن نَعيمٍ قَد ضَفا
      هُما اللَّذانِ أَثبَتا لي أَملاً قَد وَقَفَ اليَأسُ بِهِ عَلى شَفا
      تَلافَيا العَيشَ الَّذي رَنَّقَهُ صَرفُ الزَمانِ فَاستَساغَ وَصفا
      وَأَجرَيا ماءَ الحَيا لي رَغَدا فَاهتَزَّ غُصني بَعدَما كانَ ذوى
      هُما اللَّذانِ سَمَوا بِناظِري مِن بَعدِ إِغضائي عَلى لَذعِ القَذى
      هُما اللَّذانِ عَمَّرا لي جانِباً مِنَ الرَجاءِ كانَ قِدماً قَد عَفا
      وَقَلَّداني مِنَّةً لَو قُرِنَت: بِشُكرِ أَهلِ الأَرضِ عَنِّي ما وَفى
      بِالعُشرِ مِن مِعشارِها وَكانَ كَال حَسوَةِ في آذِيِّ بَحرٍ قَد طَما
      إِنَّ ابنَ ميكالَ الأَمير انتاشَني مِن بَعدِما قَد كُنتُ كَالشَيءِ اللَّقى
      وَمَدَّ ضَبْعَيَّ أَبو العَبّاسِ مِن بَعدِ انقِباضِ الذَّرعِ وَالباعِ الوَزى
      ذاكَ الَّذي ما زالَ يَسمو لِلعُلى بِفِعلِهِ حَتّى عَلا فَوقَ العُلى
      لَو كانَ يَرقى أَحَدٌ بِجودِهِ وَمَجدِهِ إِلى السَماءِ لارتَقى
      ما إِن أَتى بَحرَ نَداهُ مُعتَفٍ عَلى أُوَارَى علمٍ إِلّا ارتَوى
      نَفسي الفِداءُ لِأَميرَيَّ وَمَن تَحتَ السَماءِ لِأَميرَيَّ الفِدى
      لا زالَ شُكري لَهُما مُواصِلاً لَفظيَ أَو يَعتاقَني صَرفُ المَنى
      إِنَّ الأُلى فارَقتُ مِن غَيرِ قِلىً ما زاغَ قَلبي عَنهُمُ ولا هَفا
      لَكِنَّ لي عَزماً إِذا امتَطَيتُهُ لِمُبهَمِ الخَطبِ فَآه فَانفَأى
      وَلَو أَشاءُ ضَمَّ قُطرَيهِ الصِّبا عَلَيَّ في ظِلّي نَعيمٍ وَغِنى
      وَلاعَبَتني غادَةٌ وَهنانَةٌ تُضني وَفي ترشافِها بُرءُ الضَنى
      تَفري بِسَيفِ لَحظِها إِن نَظَرَت نَظرَةَ غَضبى مِنك أَثناءَ الحَشا
      في خَدِّها رَوضٌ مِنَ الوَردِ عَلى ال ننسرينِ بِالأَلحاظِ مِنها يُجتَنى
      لَو ناجَتِ الأَعصَمَ لانحَطَّ لَها طَوعَ القِيادِ مِن شَماريخِ الذُّرى
      أَو صابَتِ القانِتَ في مُخلَولِقٍ مُستَصعَبِ المَسلَكِ وَعرِ المُرتَقى
      أَلهاهُ عَن تَسبيحِهِ وَدينِهِ تَأنيسُها حَتّى تَراهُ قَد صَبا
      كَأَنَّما الصَهباءُ مَقطوبٌ بِها ماءُ جَنى وَردٍ إِذا اللَيلُ عَسا
      يَمتاحُهُ راشِفُ بَردِ ريقِها بَينَ بَياضِ الظَّلمِ مِنها وَاللَّمى
      سَقى العَقيقَ فَالحَزيزَ فَالمَلا إِلى النَّحِيتِ فَالقُرَيّاتِ الدُنى
      فَالمِربدَ الأَعلى الَّذي تَلقى بِه ِمَصارِعَ الأُسدِ بِأَلحاظِ المَها
      مَحَلَّ كُلِّ مُقرِمٍ سَمَت بِهِ مَآثِرُ الآباءِ في فَرعِ العُلى
      مِنَ الأُلى جَوهَرُهُم إِذا اعتَزَوا مِن جَوهَرٍ مِنهُ النَبِيُّ المُصطَفى
      صَلّى عَلَيهِ اللَهُ ما جَنَّ الدُجى وَما جَرَت في فَلَكٍ شَمسُ الضُحى
      جَونٌ أَعارَتهُ الجَنوبُ جانِباً مِنها وَواصَت صَوبَهُ يَدُ الصَبا
      نَأى يَمانِيّاً فَلَمّا انتَشَرَت أَحضانُهُ وَامتَدّ كِسراهُ غَطا
      فَجَلَّلَ الأُفقَ فَكُلُّ جانِبٍ مِنها كَأَنْ مِن قُطرِهِ المُزنُ حَبَا
      إِذا خَبَت بُروقُهُ اعْتَنَّت لَها ريحُ الصَّبا تَشُبُّ مِنها ما خَبا
      وَإِن وَنَت رُعودُهُ حَدا بِها راعي الجَنوبِ فَحَدَت كَما حَدا
      كَأَنَّ في أَحضانِهِ وَبَرْكِهِ بَرْكاً تَداعى بَينَ سَجرٍ وَوَحى
      لَم ترَ كَالمُزنِ سَواماً بُهَّلاً تَحسَبُها مَرعِيَّةً وَهيَ سُدى
      فَطَبَّقَ الأَرضَ فَكُلُّ بُقعَةٍ مِنها تَقولُ الغَيثُ في هاتا ثَوى
      يَقولُ لِلأَجرازِ لَمّا استَوسَقَت بِسَوقِهِ ثِقي بِرِيٍّ وَحَيا
      فَأَوسَعَ الأَحدابَ سَيباً مُحسِباً وَطَبَّقَ البُطنانَ بِالماءِ الرِّوى
      كَأَنَّما البَيداءُ غِبَّ صَوبِهِ بَحرٌ طَمى تَيّارُهُ ثُمَّ سَجا
      ذاكَ الجدا لا زالَ مَخصوصاً بِه ِقَومٌ هُمُ لِلأَرضِ غَيثٌ وَجَدا
      لَستُ إِذا ما بَهَظَتني غَمرَةٌ مِمَّن يَقولُ بَلَغَ السَيلُ الزُبى
      وَإِن ثَوَت بينَ ضُلوعي زَفرَةٌ تَملأُ ما بَينَ الرَجا إِلى الرَجا
      نَهنَهتُها مَكظومَةً حَتّى يُرى مَخضَوضِعاً مِنها الَّذي كانَ طَغا
      وَلا أَقولُ إِن عَرَتني نَكبَةٌ قَولَ القَنوطِ انقَدَّ في الجوفِ السَّلى
      قَد مارَسَت مِنّي الخُطوبُ مارِساً يُساوِرُ الهَولَ إِذا الهَولُ عَلا
      لِيَ التِواءُ إِن مُعادِيَّ الْتَوى وَلي استِواءٌ إِن مُوالِيَّ استَوى
      طَعميَ شَرْيٌ لِلعَدُوِّ تارَةً وَالراحُ وَالأَريُ لِمَن وُدّي ابتَغى
      لدنٌ إِذا لُويِنتُ سَهلٌ معطفي أَلوى إِذا خوشِنتُ مَرهوب الشَّذا
      يَعتَصِمُ الحِلمُ بِجَنبَي حُبوَتي إِذا رِياحُ الطَّيشِ طارَت بِالحُبى
      لا يَطَّبيني طَمَعٌ مُدَنّسٌ إِذا استَمالَ طَمَعٌ أَوِ اطَّبى
      وَقَد عَلَت بي رُتَباً تَجارِبي أَشفَينَ بي مِنها عَلى سُبلِ النُهى
      إِذا امرُؤٌ خيفَ لِإِفراطِ الأَذى لَم يُخشَ مِنّي نَزَقٌ وَلا أَذى
      مِن غَيرِ ما وَهنٍ وَلَكِنّي امرُؤٌ أَصونُ عِرضاً لَم يُدَنِّسهُ الطَّخا
      وَصَونُ عِرضِ المَرءِ أَن يَبذُلَ ما ضُنَّ بِهِ مِمّا حَواهُ وَانتَصى
      وَالحَمدُ خَيرُ ما اتَّخَذتَ عُدَّةً وَأَنفَسُ الأَذخارِ مِن بَعدِ التُقى
      وَكُلُّ قَرنٍ ناجِمٍ في زَمَنٍ فَهوَ شَبيهُ زَمَنٍ فيهِ بَدا
      وَالناسُ كَالنَّبتِ فَمِنهُ رائِقٌ غَضٌّ نَضيرٌ عودهُ مُرُّ الجَنى
      وَمِنهُ ما تَقتَحِمُ العَينُ فَإِن ذُقتَ جَناهُ انساغَ عَذباً في اللَّها
      يُقَوَّمُ الشارِخُ مِن زَيغانِهِ فَيَستَوي ما انعاجَ مِنهُ وَانحَنى
      وَالشَيخُ إِن قَوَّمتَهُ مِن زَيغِهِ لَم يُقِمِ التَثقيفُ مِنهُ ما الْتَوى
      كَذَلِكَ الغُصنُ يَسيرٌ عطفُهُ لَدناً شَديدٌ غَمزُهُ إِذا عَسا
      مَن ظَلَمَ الناسَ تَحامَوا ظُلمَهُ وَعَزَّ عَنهُم جانِباهُ وَاحتَمى
      وَهُم لِمَن لانَ لَهُم جانِبُهُ أَظلَمُ مِن حَيّاتِ أَنباثِ السَّفا
      وَالناسُ كُلّاً إِن فَحَصتَ عَنهُمُ جَميعَ أَقطارِ البِلادِ وَالقُرى
      عَبيدُ ذي المالِ وَإِن لَم يَطمَعوا مِن غَمرِهِ في جُرعَةٍ تَشفي الصَّدى
      وَهُم لِمَن أَملَقَ أَعداءٌ وَإِن شارَكَهُم فيها أَفادَ وَحَوى
      عاجَمتُ أَيّامي وَما الغِرُّ كَمَن تَأَزّرَ الدَّهرُ عَلَيهِ وَارتَدى
      لا يَنفَعُ اللُبُّ بِلا جَدٍّ وَلا يَحُطُّكَ الجَهلُ إِذا الجَدُّ عَلا
      مَن لَم تُفِدهُ عِبَراً أَيّامُهُ كانَ العَمى أَولى بِهِ مِن الهُدى
      مَن لَم يَعِظهُ الدَّهرُ لَم يَنفَعهُ ما راح بِهِ الواعِظُ يَوماً أَو غَدا
      مَن قاسَ ما لَم يَرَهُ بِما رَأَى أَراهُ ما يَدنو إِلَيهِ ما نَأى
      مَن مَلَّكَ الحِرصَ القِيادَ لَم يَزَل يَكرَعُ في ماءٍ مِنَ الذُّلِّ صَرى
      مَن عارَضَ الأَطماعَ بِاليَأسِ دَنَت إِلَيهِ عَينُ العِزِّ مِن حَيثُ رَنا
      مَن عَطَّفَ النَّفسَ عَلى مَكروهِها كانَ الغِنى قَرينَهُ حَيثُ انتَوى
      مَن لَم يَقِف عِندَ انتِهاءِ قَدرِهِ تَقاصَرَت عَنهُ فَسيحاتُ الخُطا
      مَن ضَيَّعَ الحَزمَ جَنى لِنَفسِهِ نَدامَةً أَلذَعَ مِن سَفع الذكا
      مَن ناطَ بِالعُجبِ عُرى أَخلاقِهِ نيطَت عُرى المَقتِ إِلى تِلكِ العُرى
      مَن طالَ فَوقَ مُنتَهى بَسطَتِهِ أَعجَزَهُ نَيلُ الدُّنى بَلهَ القُصا
      مَن رامَ ما يَعجِزُ عَنهُ طَوقُهُ مِ العِبءِ يَوماً آضَ مَجزولَ المَطا
      وَالناسُ أَلفٌ مِنهُمُ كَواحِدٍ وَواحِدٌ كَالأَلفِ إِن أَمرٌ عَنا
      وَلِلفَتى مِن مالِهِ ما قَدَّمَت يَداهُ قَبلَ مَوتِهِ لا ما اقتَنى
      وَإِنَّما المَرءُ حَديثٌ بَعدَهُ فَكُن حَديثاً حَسَناً لِمَن وَعى
      إِنّي حَلَبتُ الدَّهرَ شَطرَيهِ فَقَد أَمَرَّ لي حينا وَأَحياناً حَلا
      وَفُرَّ عَن تَجرِبَةٍ نابي فَقُل في بازِلٍ راضَ الخُطوبَ وَامتَطى
      وَالناسُ لِلدهرِ خَلىً يلسُّهُم وَقَلَّما يَبقى عَلى اللَّسِّ الخَلا
      عَجِبتُ مِن مُستَيقِنٍ أَنَّ الرَّدى إِذا أَتاهُ لا يُداوى بِالرُّقى
      وَهوَ مِنَ الغَفلَةِ في أَهويةٍ كَخابِطٍ بَينَ ظَلامٍ وَعَشى
      نَحنُ وَلا كُفران لِلَّهِ كَما قَد قيلَ لِلسارِبِ أَخلَى فَارتَعى
      إِذا أَحَسَّ نَبأَةً ريعَ وَإِن تَطامَنَت عَنهُ تَمادى وَلَها
      كَثَلَّةٍ ريعَت لِلَيثٍ فَانزَوَت حَتّى إِذا غابَ اطمَأَنَّت أَن مَضى
      نُهالُ لِلأَمرِ الَّذي يَروعُنا وَنَرتَعي في غَفلَةٍ إِذا انقَضى
      إِنَّ الشَّقاءَ بِالشَّقِيِّ مولَعٌ لا يَملِكُ الرَدَّ لَهُ إِذا أَتى
      وَاللَومُ لِلحُرِّ مُقيمٌ رادِعٌ وَالعَبدُ لا تَردَعُهُ إِلّا العَصا
      وَآفَةُ العَقلِ الهَوى فَمَن عَلا عَلى هَواهُ عَقلُهُ فَقَد نَجا
      كَم مِن أَخٍ مَسخوطَةٍ أَخلاقُهُ أَصفَيتُهُ الوُدَّ لِخُلقٍ مُرتَضى
      إِذا بَلَوتَ السَيفَ مَحموداً فَلا تَذمُمهُ يَوماً أَن تَراهُ قَد نَبا
      وَالطِّرفُ يَجتازُ المَدى وَرُبَّما عَنَّ لِمَعداهُ عِثارٌ فَكَبا
      مَن لَكَ بِالمُهَذَّبِ النَدبِ الَّذي لا يَجِدُ العَيبُ إِلَيهِ مُختَطى
      إِذا تَصَفَّحتَ أُمورَ الناسِ لَم تُلفِ امرءاً حازَ الكَمالَ فَاكتَفى
      عَوِّل عَلى الصَبرِ الجَميلِ إِنَّهُ أَمنَعُ ما لاذَ بِهِ أولو الحِجا
      وَعَطِّفِ النَفسَ عَلى سُبلِ الأُسى إذا استَفَزَّ القَلبَ تَبريحُ الأسى
      والدَهرُ يَكبو بِالفَتى وَتارَةً يُنهِضُهُ مِن عَثرَةٍ إِذا كَبا
      لا تَعجَبن مِن هالِكٍ كيفَ هَوى بَل فَاعجبَن مِن سالِمٍ كَيفَ نَجا
      إِنَّ نُجومَ المَجدِ أَمسَت أُفَّلاً وَظِلُّهُ القالِصُ أَضحى قَد أَزى
      إِلّا بَقايا مِن أُناسٍ بِهِمُ إِلى سَبيلِ المَكرُماتِ يُقتَدى
      إِذا الأَحاديثُ انْتَضَت أَنباءَهُم كانَت كَنَشرِ الرَوضِ غاداهُ السَّدى
      لا يَسمَعُ السامِعُ في مَجلِسِهِم هُجْراً إِذا جالَسَهُم وَلا خَنا
      ما أَنعَمَ العِيشَةَ لَو أَنَّ الفَتى يَقبَلُ مِنهُ مَوتُهُ أَسنى الرُشا
      أَو لَو تَحَلّى بِالشَبابِ عُمرَهُ لَم يَستَلِبهُ الشَّيبُ هاتيكَ الحُلى
      هَيهاتَ مَهما يُستَعر مُستَرجعٌ وَفي خُطوبِ الدَّهرِ لِلنّاسِ أُسى
      وَفِتيَةٍ سامَرَهُم طَيفُ الكَرى فَسامَروا النَّومَ وَهُم غيدُ الطُّلى
      وَاللَّيلُ مُلقٍ بِالمَوامي بَركَهُ وَالعيسُ يَنبُثنَ أَفاحيصَ القَطا
      بِحَيثُ لا تُهدَى لِسَمعٍ نَبأَةٌ إِلّا نَئيم البُومِ أَو صَوتُ الصَدى
      شايَعتُهُم عَلى السُّرى حَتّى إِذا مالَت أَداةُ الرَّحلِ بِالجِبسِ الدَّوى
      قُلتُ لَهُم إِنَّ الهُوَينا غِبُّها وَهنٌ فَجدّوا تحمَدوا غِبَّ السُّرى
      وَموحِشِ الأَقطارِ طامٍ ماؤُهُ مُدَعثَرِ الأَعضادِ مَهدومِ الجَبا
      كَأَنَّما الريشُ عَلى أَرجائِهِ زُرقُ نِصالٍ أُرهِفَت لِتُمتَهى
      وَرَدتُهُ وَالذِّئبُ يَعوي حَولَهُ مُستَكَّ سمِّ السَّمعِ مِن طُولِ الطوى
      وَمُنتَجًى أُمُّ أَبيهِ أُمُّهُ لَم يَتَخَوَّن جِسمَهُ مَسّ الضَّوى
      أَفرَشتُهُ بِنتَ أَخيهِ فَانثَنَت عَن وَلَدٍ يُورَى بِهِ وَيُشتَوى
      وَمَرقَبٍ مُخلَولِقٍ أَرجاؤُهُ مُستَصعَبِ الأَقذافِ وَعرِ المُرتَقى
      وَالشَخصُ في الآلِ يُرى لِناظِرٍ تَرمُقُهُ حيناً وَحيناً لا يُرى
      أوفَيتُ وَالشَمسُ تَمُجُّ ريقَها وَالظِلُّ مِن تَحتِ الحِذاءِ مُحتَذى
      وَطارِقٍ يُؤنِسُهُ الذِئبُ إِذا تَضَوَّرَ الذِئبُ عشاءً وَعَوى
      آوى إِلى نارِيَ وَهيَ مَألَفٌ يَدعو العُفاةَ ضَوؤُها إِلى القِرى
      لِلَهِ ما طَيفُ خَيالٍ زائِر تَزُفُّهُ لِلقَلبِ أَحلامُ الرُؤى
      يَجوبُ أَجوازَ الفَلا مُحتَقِرا هَولَ دُجى اللَيلِ إِذا اللَيلُ انبَرى
      سائِلهُ إِن أَفصَحَ عَن أَنبائِهِ أَنّى تَسَدّى اللَّيلَ أَم أَنّى اهتَدى
      أَو كانَ يَدري قَبلَها ما فارِسٌ وَما مَواميها القِفارُ وَالقُرى
      وَسائِلي بِمُزعِجي عَن وَطَنٍ ما ضاقَ بي جَنابُهُ وَلا نَبا
      قُلتُ القَضاءُ مالِكٌ أَمرَ الفَتى مِن حَيثُ لا يَدري وَمِن حَيثُ دَرى
      لا تَسأَلَنّي وَاسأَلِ المِقدارَ هَل يَعصِمُ مِنهُ وَزَرٌ ومُدَّرى
      لا بُدَّ أَن يَلقى امرُؤٌ ما خَطَّهُ ذو العَرشِ مِمّا هُوَ لاقٍ وَوَحى
      لا غَروَ أَن لجَّ زَمانٌ جائِرٌ فَاعتَرَقَ العَظمَ المُمِخَّ وَانتَقى
      فَقَد يُرى القاحِلُ مُخضَرّاً وَقَد تَلقى أَخا الإِقتارِ يَوماً قَد نَما
      يا هَؤُلَيّا هَل نَشَدتُنَّ لَنا ثاقِبَةَ البُرقُعِ عَن عَينَي طَلا
      ما أَنصَفَت أُمُّ الصَبِيَّينِ الَّتي أَصبَت أَخا الحِلم وَلَمّا يُصطَبى
      استَحيِ بيضاً بَينَ أَفوادِكَ أَن يَقتادَكَ البِيضُ اقتِيادَ المُهتَدى
      هَيهاتَ ما أَشنَعَ هاتا زَلَّةً أَطَرَباً بَعدَ المَشيبِ وَالجَلا
      يا رُبَّ لَيلٍ جَمَعَت قُطرَيهِ لي بِنتُ ثَمانينَ عَروساً تُجتَلى
      لَم يَملِكِ الماءُ عَلَيها أَمرَها وَلَم يُدَنِّسها الضِّرامُ المُحتَضى
      حيناً هِيَ الداءُ وَأَحياناً بِها مِن دائِها إِذا يَهيجُ يُشتَفى
      قَد صانَها الخَمّارُ لَمّا اختارَها ضَنّاً بِها عَلى سِواها وَاختَبى
      فَهِيَ تُرى مِن طولِ عَهدٍ إِن بَدَت في كَأسِها لِأَعيُنِ الناسِ كلا
      كَأَنَّ قرنَ الشَّمسِ في ذُرورِها بِفِعلِها في الصَّحنِ وَالكَأسِ اقتَدى
      نازَعتُها أَروعَ لا تَسطو عَلى نَديمِهِ شِرَّتهُ إِذا انتَشى
      كَأَنَّ نَوْرَ الرَّوضِ نَظمُ لَفظِهِ مُرتَجِلاً أَو مُنشِداً أَو إِن شَدا
      مِن كُلِّ ما نالَ الفَتى قَد نِلتُهُ وَالمَرءُ يَبقى بَعدَهُ حُسنُ الثَنا
      فَإِن أَمُت فَقَد تَناهَت لَذَّتي وَكُلُّ شَيءٍ بَلَغَ الحَدَّ انتَهى
      وَإِن أَعِش صاحَبتُ دَهري عالِماً بِما انطَوى مِن صَرفِهِ وَما انسرى
      حاشا لِما أَسأَرَهُ فِيَّ الحِجا وَالحِلمُ أَن أَتبَعَ رُوّادَ الخَنا
      أَو أَن أُرى لِنَكبَةٍ مُختَضِعاً أَو لِابتِهاجٍ فَرِحاً وَمُزدَهى

      التعديل الأخير تم بواسطة أبو محمد فريد القبائلي; الساعة 25-Feb-2013, 09:43 PM.
      كتبه أخوكم شـرف الدين بن امحمد بن بـوزيان تيـغزة

      يقول الشيخ عبد السلام بن برجس رحمه الله في رسالته - عوائق الطلب -(فـيا من آنس من نفسه علامة النبوغ والذكاء لا تبغ عن العلم بدلا ، ولا تشتغل بسواه أبدا ، فإن أبيت فأجبر الله عزاءك في نفسك،وأعظم أجر المسلمين فـيك،مــا أشد خسارتك،وأعظم مصيبتك)

      تعليق


      • #4
        رد: [بالصوت والصورة] مقصورة ابن دريد [بصوتي]

        جزاكم الله خيراً وحفظكم وثبتكم وجعله فى ميزان حسناتكم

        تعليق

        يعمل...
        X