(الحلقة الرابعة وهي الأخيرة):تابع لما قبله
لماذا الاستدلالُ بـ:(الكوثريّ)؟:
خاتمة:
ماذا لَوْ عاش الشيخ حماني, ليرى ويَسْمَعَ مَا يَبُثُّهُ (الإعلامُ)المُحَايِد؟!, وينصُرُهُ(الإعلاميُّ النَّاقم)؟!:
يقول الشيخ أحمد حماني: في مقاله المعنون بـ: (أيكتب لنا مستشرقون أم مسلمون؟/الزردات, وطقوس الشرك)["فتاوى الشيخ أحمد حماني"(3/312-314/منشورات قصر الكتاب/ترتيب: الربيع ميمون]: (تساءلتُ مثل هذا السؤال بعدما أدرتُ مفتاح الإذاعة الوطنية ذات صباح في يوم من الأيام الماضية[تاريخُ كتابة هذا المقال:27فيفري1993م]على الساعة7و45دقيقة فسمعت المذيع النشيط يقول: "عادة موروثة كانت منتشرة فينا ورثناها عن الأجداد وهي إقامة حفلات الزردة يتهيأ لها الناس بجمع التبرعات والطعام والشراب والحيوانات, ثم يجتمعون في أيام بمكان ولي فينحرون البقر ويذبحون الشياه ويصنع الطعام الوفير اللذيذ وتقام الاحتفالات بالحضرة والآلات والتهوال والجذب ويتضرع إلى الأولياء والصالحين فيمدونهم بالبركات والخيرات, ثم انقطعت هذه العادة أيام الثورة من 1954إلى1962 ولكنها عادت بعدها وكان الناس فيها قسمين: أنكرت ذلك جمعية العلماء وحرمته وأباح ذلك الطرقيون وقال الشعب هي عادة لنا ورثناها عن آبائنا وأجدادنا, فلماذا نتركها مع أنها تُتِيحُ لنا أيامًا بهيجة وترضي عنا الأولياء والصالحين؟ وتجيئنا منها بالخيرات والبركات بفضل دعائهم ورضاهم" وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح المفيد للأمة وجمهور السامعينأمَّا المذيع فاكتفى بالحياد والحكاية.
أفلا يحق لنا بعد سماع هذا الكلام أن نقول: هل يؤلفه مستشرق لنا؟ أم يقدمه مسلم ناصح لأمتهودينهثم نتساءل هل نحن أمة همجية ساذجة متأخرة لا نستوحي أعمالنا إلا من العادات المنحدرة من آبائنا وأجدادنا ولو كانت تعاويذ وشعوذات باطلة...إن إقامة هذه الزردات كانت من أثر التخلف والانحطاط والغفلة والجهل في أثناء العصور الأخيرة...فَلَوْ كان المذيعُ مِنَّا لاحترم نفسه كصحافيٍّ صادق يقدم لأمته الحقائق لتتمسك بما يفيدها وتهجر القبيح مما لا يفيدها ويضر بها ولا ينفعها. أما عندما يكون مستشرقًا فإنه قد يغشها ويقدم ما لا ينفعها ويدل على جهلها وتأخرها وانحطاطها وغفلتها ولا يهمه إن كان واقعًا حقًا أم هو من الخيال, وأحسن حالاته أن يلزَمَ الحِيَاد..27فيفري1993م)اهـ.
التعليقُ:
ماذا لو عاش الشيخ أحمد حماني(رحمه الله) إلى هذه الأيام!, ورأى وسمع ما تُذيعه وتدعو له وتُزَيِّنُهُ وتُحَسِّنُهُ وسائلُ الإعلام, من إذاعة وتلفزة وطنية, ومن صحف وجرائد يومية وأسبوعيَّة!!, ماذا لو قرأ لِمِثْلِ (الإعلاميّ النَّاقم)!!...والجوابُ: لأذاقهُ مُرَّ التأنيب, ولأسمعهُ لاذع الكلام!!, ولجلَدَهُ بسِيَاطِ الحُجَّةِ والإِفْحَام!, ولأنكر أشدَّ الإنكار, هذا الذي يُسَمُّونَهُ صحافةً صادقةً ناصحةً, وإعلامًا مُحَايِدًا!!, ولعلَّ القارئ تأمَّل معي, في صنيعِ الصحافي الذي أنكرَ عليهِ الشيخُ, وعدَّ عملهُ لأجل ذاكَ: من عملِ المستشرقين(وأقول: وكذا المُعَمّرِين"الكُلُون")؛ الذين ما فَتِئُوا يَدْعُونَ الشَّعْبَ النَّائم!للتمسك بعادات أجدادهم!لِيَزِيدُوا في سُبَاتِهِمْ, ويُمِدُّوا في عُمْرِ غَفْلَتِهِمْ!!...إنَّ ذاك الصحفيّ, كان أقرب إلى الحياد! من صَحَفِيِّي زماننا!!, إذْ ذكر الفئة المخالفة, وهم العلماء, ولكنَّ صَدْرَ حديثِهِ وخاتمَتَهُ, كانَ في ترجيحِ كِفَّةِ الشعب!الجاهل بدينه وبعقيدتهِ!!؛ ولا نُشَكِّكُ في (نِيَّة)الشعب الصالحة!!, فعدَّ الشيخُ -ومعهُ كلُّ منصفٍ صادقٍ في النصح لأمته, والنهوضِ بها, وإصلاحِ حالتها, مِنْ صحفيين إعلاميين وغيرهم- ذلك خيانةً, لا تختلِفُ عن خيانةِ أكثر المستشرقين لأُمَّةِ الإسلام!, فهذا -إن كان ثمَّ إنصافٌ-, هو: (التضليل الإعلاميّ)!, لكنَّ (الإعلاميَّ الناقم), لا يرى(التضليل الإعلاميّ), إلاَّ في الجهة المعكوسة, وفي الاتجاه الذي لا يوافقُ الجماهير, فلو كان هناك(حيادٌ)!: لأبانوا أنها كذلك محلُّ سخط عندَ فئةٍ(ليست بالقليلة!, ولا يزالُ رجالٌ من جمعية العلماء الأوائل وأنصارها القُدامى ومن الآخِرِين, أحياءً بين أظهرنا) كما هي محلُّ رضا وفرح وبهجة عند هذا الجمّ الغفير!, فيذكرون القولين والموقفين, ولا يُقْصُونَ واحدًا من الجماعتين!!, لَوْ كانوا مُحَايِدِينَ! لَنَقَلُوا واقع هؤلاء الناس المجتمعين(المُزْدَرِدِينَ)(المُوَعِّدِينَ)! وذكروا مواقف وملاحظات آخرين منها؛ من شيوخ وأئمةٍ ومعلمين ومثقفين...لكن هؤلاء: يُرِيدُونَ أَنْ يُسْكِتُوا القول الآخر وَيُعْدِمُوهُ(وهم أهلُ الرأي والرأي الآخر!), وهُمْ في ذلك: يَرَوْنَ الفئة الأُخْرَى لا تُمَثِّلُ (الشعب)!, ولا تُنْبِئُ عن (قناعاته)! ولا تَتَمَشَّى مع مَا يُريده من إِحياء(موروثاته)!, ويزيدون على ذلك: أن مواقف هذه الفئة(وليست قليلة!) دخيلةٌ عليه!, بل هي(ضدَّهُ), و(ضدَّ) مصالحه, وضدَّ(أصالته), وضدَّ(جذوره), وضدَّ (وطنه)! وضدَّ(ثورته التحريرية)!...إلى آخر القائمة السوداء, لأجل التَّشْوِيهِ والتَّنْفِير والتَّشْهِيرِ السَّيِّء, بكُلِّ(مُوَحِّدٍ), (يَسْتَنْكِرُ)ما يعملون, واللهُ المستعان.
ـ أمَّا محاولةُ(الإعلامي) الفاشلة, في التَّعْمِيَةِ على كُلِّ هذه الحوادث, والكَتْمِ على هذه الحقائق, التي هي جزءٌ لا يُمْحَى مِنْ تاريخنا المعاصر, وقطعةٌ مِنْ الجهاد والنضال من أجل استرجاعِ هَوِيَّتِنَا الحَقَّة, تُبْطِلُ ما نَسَجَهُ مِنْ خُيُوطٍ وَاهِيَةٍ وَاهِنَةٍ, فهذا العامِّيُّ الذي وصفه(الإعلاميُّ الناقم) بالعفوية, وعدم إخفاء أيةِ مصلحة أو غرضٍ غير سليم, قد نُسَلِّمُهُ لَهُ, لكن مع إضافةِ ما لم يُضِفْهُ, أو قُلْ: مَا جَحَدَهُ! لأنه ينقضُ ويَنْكُثُ غَزْلَهُ الواهي, وهو أنَّ هذا العامي الذي يتحرك بتلكم العفوية, فَيُصَدِّقُ مَا لاَ يُصَدَّقُ, ويُؤمنُ بما يجب الكفران بِهِ والبراءةُ مِنْهُ, ما وَجَدَ إلاَّ أولئك الذين تسلَّطُوا عليه, وأَرْهَقُوهُ وأَوْعَدُوهُ, أكثر ممَّا مَنَّوْهُ ووَعَدُوهُ!, فلمَّا بلغَ سَمْعَهُ صيحةُ المُوَحِّدِين السَّلَفِيِّين, انكشفَ عَنْهُ ذلك الحجاب الكثيف, الذي أعماه زمانًا طويلاً, وتمثلت الحقائق المحجوبة أمام عينيه؛ فانضمَّ إلى مَنْ أَخْلَصُوا له الدعاء(أي الدعوة), ولم يبتغوا منه أجرًا ولا خدمة, لذلك لم يكن للإمام ابن باديس وإخوانه المصلحين أَيَّةُ مشكلة مع عامة الناس, ولم يجدوا أيَّةَ صُعوبة مع الشعب الجزائري, حتى (المنتمين إلى التصوف)؛ لأنه عَرَفَ(عفويته), و(نيته الصالحة) و(غرضه السليم), يوضح ذلك ابن باديس في تنقلاته ورحلاته, إذ بيَّن أن هذا الشعب ما كان ينقصه إلا العالم الذي يهديه, والمرشد الذي يدعوه بعلم وحكمة[ومن جميل عبارات ابن باديس أنه عقَّب على بعض المخلصين؛ وهو يَنْزِعُ بقول القائل:"لا حياة لمن تنادي"!, فقال له:بل, قل: "لا مُناديَ يُنادي"/ذكره الأستاذ باعزيز بن عمر في"ذكرياتي عن الإمامين ابن باديس والإبراهيمي"(ص:1], فإذا وجده انقاد له, وقد وجده فعلاً في الإمام ابن باديس وإخوانه وتلاميذه: الذين بثهم في أرجاء الوطن؛ معلمين ومرشدين, وموجهين وواعظين!
ـ يقول ابن باديس تحت عنوان(للتعارف والتذكير):(عرفتني تنقلاتي في بضع القرى, ما في قلوب عامة المسلمين الجزائريين من تعظيمٍ للعلم وانقيادٍ لأهله إذا ذَكَّرُوهُمْ بحكمة وإخلاصما حَلَلْتُ بقعة إلا الْتَفَّ أهلها حولي يسألون ويستمعون في هدوء وسكون, وكلُّهم أو جُلُّهُمْ مُنْتَمُونَ للطرق من مقدم وشاوش وخوني).[ أقول : إن ابن باديس أدرك أنه يستطيع الوصول إلى قلوب عامة الناس الذين يسيطر عليهم شيوخ الطرق, إذا ذكَّرَهُمْ بحكمة وإخلاص, وعرفَ أنَّ لديهم الإستعداد والقابلية للخضوع للعلم والحق والإنقياد لأهل العلم إذا سلك أهلُ العلم الحكمة في تذكيرهم, وهذا ما لمسه هو بنفسه في تنقلاته.... فكان يتكلم ويخاطب الناس ويُعَرِّفُهُمْ بالحق برفق وبحكمة ,خصوصًا أن غالب من يخاطبهم: هم طرقيون أو منقادون للطرقية معظمون مقدسون لها ولشيوخها, فكان ابن باديس يُذَكِّرُهُمْ ويُعلمهم دون أن يُعَنِّفَهُمْ أو يهاجمهم لأنهم (ضحايا تآمُر!), و(صَرْعَى تخدير)!]ثم قال: (وما كنت أدعوهم في مجالسي إلاَّ لتوحيد الله, والتفقه في الدين, والرجوع إلى كتاب اللهوسنة رسوله ورفع الأمية).
وإنما الصعوبةُ والعَقَبَةُ الكَأْدَاءُ التي اعْتَرَضَتْهُمْ(أي: المصلحين) هُمُ الرؤوس والأسياد والمالكون لرقاب العامة, المتسلطون عليهم, والأرهاط ومرضى القلوب الذين يَؤُزُّهُمْ أسيادُهُمْ لاعتراض دعوة الإصلاح وإِسكاتِ نداء اليقظة!
لذلك قال ابن باديس يخاطب هؤلاء:
(احتجاجنا لدى الأمة:أيتها الأمة الجزائرية المسلمة!
قد دعاك العلماء إلى العلم واحترام العلم واتباع العلم
لمَاَّ دعاك أضدادُهُمْ إلى الجهل وما يجر إليه الجهل,
قد دعاك العلماء إلى التفكير في الدنيا والآخرة,
لمَاَّ دعاك أضدادُهُمْ إلى الجمود والخمول في الدنيا والدين,
...قد دعاك العلماء إلى الله وعبادته وحده
لمَاَّ دعاك أضدادُهُمْ إلى أنفسهم وتقديسهم,
قد دعاك العلماء إلى كتاب الله,
لَمَّا دعاك أضدادُهُمْ إلى خرافاتهم,
قد دعاك العلماء إلى اتباع رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم- والسلف الصالح-رضي الله عنهم-,
لَمَّا دعاك أضدادُهُمْ إلى اتباع أسلافهم وبدعهم وقبيح عاداتهم,
قد دعاك العلماء إلى البذل في سبيل الخير العام..
لَمَّا دعاك أضدادُهُمْ إلى البذل لهم وملء خزائنهم.
هؤلاء العلماء-أيتها الأمة الكريمة- الذين دعوك دعوة الحق لا يريدون منك جزاء ولا شكورا, وهم يتحملون في سبيلك ما تعلمين وما لا تعلمين.)["الشريعة", العدد: (6), 29 ربيع الثاني1352هـ/21أوت1933م/"آثار ابن باديس" ].
وأخيرًا:
تَكَلَّمَ(الإعلامي الناقم) عَمَّا لاحظه زميلُهُ الإعلاميُّ صاحبُ التحقيق حول "وعدة سيدي الحسني" من (وجود تجاوزات في السلوك الأخلاقي لبعض الزوار), بقوله: (وهذا أمر وارد في جميع الحالات والمواقع التي يتجمهر فيها الناس مثل الملاعب وقاعات السينما وغيرها), ثم ليقفز مباشرةً إلى تحميل الدولة مسؤوليةَ تنظيم هذه التظاهرة[فَعَرَفَ بحيلةٍ وذكاءٍ! كيف يستثمر هذه (الإدانة) لصالحه وصالحِ من نصَّبَ نفسه للدفاع عنهم, وإبقاء مكانتهم المَوْهُومَة في نفوس المُتَوَهِّمِينَ من الناس!] و(الإلتفات إلى ملف السياحة الدينية والتهيئة الحقيقية لا السطحية أو التجميلية, لهذه الأضرحة والمقامات...)اهـ.
والتعليق:
ـ لم يُعَلِّقْ (الإعلاميُّ الناقم) إلاَّ على: افتراش الزوار للأرصفة المحيطة بالزاوية للبيات عندها, ولم يُعَلِّقْ على اختلاط النساء بالرجال في (هذه السياحة الدينية)! وعلى اجتماع الأخدان(من العشاق والعشيقات)!! والمخمورين....ولم يتحدث عن البنادر والمزامر عند قبر الولي الصالح!...
هلْ قال أو يقول بهذا أحدٌ من علماء الإسلام الذين يُعْتَدُّ بِهِمْ, ويُعْتَبَرُ بكلامهم؟!
أم أنها عند(الإعلامي الناقم) من جملة القضايا التي هي محلُّ خلاف! لا محلَّ إجماع!!, فَلْنَتْرُكْ إذن هؤلاء الناس و(عَفْوِيَّتَهُمْ), و(أغراضهم السليمة), و(نواياهم الحسنة)!
ـ قال الشيخ محمد بن قدور(البليدي) من معلمي مدارس جمعية العلماء-التي هِيَ، وَهُمْ عند (الناقم)!:الذينَ أَفْسَدُوا العقليات, وعَبَثُوا بالأصيل والتُّرَاث!, فَهِيَ، وَهُمْ مَحَلُّ السَّخَط والنِّقْمة!-: (وهل يصحُّ في الأذهان شيءٌ إذا احتجنا لإقامة البرهان على تحريم هذه الزردات؟ بحيثُ تصير المقابر عبارة عن مقهى و مطعم ومركز للبيع والشراء! والعاقلُ تكفيه الإشارة...دَعْنَا من هذا
ولنتكلَّمْ على النذور التي تقدم إلى الأضرحة في قطرنا وزماننا, لا يخفى عن جنابك المحترم أنَّ جميع الحيوانات التي تُقَدَّمُ بصفة هدايا أو نذور لأضرحة الأولياء –قدَّسَ اللهُ سِرَّهُمْ- فيها أمور تَسُوءُ من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر وكان مفتوح البصر والبصيرة مُحَكِّمًا الدين لا الهوى فَمِنْ ذلك أنَّ الثيران والشياه التي تُقَدَّمُ لتلك الأضرحة يطوفون بها في الأَزِقَّةِ مُزَيَّنَةً (بالحَوَاشِ) المُلَوَّنَة وأَرْدِيَةِ الحرير على ظهورها والمُزَمِّرُ يُزَمِّرُ عليها والعَامَّةُ تَتْبَعُهَا حَيْثُ مَا سَرَتْ كأنه ألعوبة"سِرْكْ عَمَّارْ" باسم "زيارة" أو "زردة" هَلْ هذا يفعله عاقل وهل هو من التقرب إلى الله في شيء؟ سبحان الله ولا حول ولا قوة إلا بالله. إنَّ هذا واللهِ لَمُزْرٍ و مُزْرٍ جِدّاً بأُمَّةٍ تزعمُ أنها تدين بالإسلام الحنيف...
والله يا أخي المحترم إنْ حَقَّقْتَ النَّظَرَ وَرَجَّعْتَ البصر في هذا الأمر لا تجدُ من يعمل هذه الزردات أو الزيارات إلاَّ من لا يُعْتَدُّ بِعِلْمِهِ ولا برأيه وعلى كلِّ حالٍ تَمَعَّنْ في هذه العجالة وتذكَّرْ يومَ لا ينفع مال ولا بنون إلاَّ من أتى الله بقلب سليم.)اهـ.
لماذا الاستدلالُ بـ:(الكوثريّ)؟:
ـ أمَّا الكوثري الذي لقبه بـ(المحدث الشهير), وهَوَّلَ أَمْرَهُ؛ بأَنَّهُ استدل(بالمئات من النصوص القرآنية والحديثية)!![هكذا], فلا نعجبُ مِنْ ذِكْرِهِ لَهُ, إذْ كان ولا يزالُ عند مُرِيدِي القبور, وراجي بركتها, ومُرَاوِدِي المجانين! ومُؤَلِّهِي البَشَر!! رائدًا ومَرْجِعًا, فهو بِحَقٍّ: (شيخُ القبورية في هذا العصر)(وحاملُ لِوَاءِ الجَهْمِيَّة- مُعَطِّلَةِ الصفات الإلهية ومُحَرِّفِيهَا باسم "عَقْدِ الأَشْعَرِي", أو"عقد الماتريدي"-في هذا الزمان).
ـ وسَأَكْتُبُ قريبًا-إنْ شاءَ الله- ما أَذْكُرُ فِيهِ شيئًا من حقيقة هذا الرجل لـ(هذا الإعلامي الناقم) ولمن يَغُرُّهُ بَهْرَجُهُ, ويُغْوِيهِ زُخْرُفُ قَوْلِهِ!, في تهجماته على (الوهابية), وادعائه النسبة إلى الإمام مالك, وأتباعه من السادة المالكية!, فهل يَسْلَمُ للإعلامي (الناقم) تمسكُهُ بأمثال الكوثري في نفي الإجماع على ما هو من القطعيات, لينقله إلى قسم الخلافيات, ثم لِيَتَسَنَّى لَهُ بعد ذلك أن يَدَّعِيَ أنَّ لهذه الأمة ولهذا الشعب الجزائري مِنَ الخصوصيات, ما يجعلُهُ يرفضُ الوهابية الحنبلية, التي أَتَتْهُ من المشرق, وهو مالكيٌّ سُنِّيّ, وما يجعله يَصْمُدُ أمام محاولات غزوه واحتلاله؟[كتب (الإعلامي الناقم) مقالةً عنونها بـ:(حتى لا يحتلَّنَا الوهابيون), سَنَنْقُضُُ بَعْضَ مَا وَرَدَ فيها, في مقالةٍ أخرى إن شاء الله], وزحزحته عن أصالته[المزعومة], ومسخِ أو تغييرِ هَوِيَّتِهِ(الصوفية الأشعرية)[التي ندري إن كان هو يدري أو لا يدري, متى ومَنْ أحدثها لأهل المغرب, بل وللمسلمين عامَّة!!]
خاتمة:
ـ ذكر أن هذه (الأيدلوجية)! أو الرؤية التي اكتسحت الشعب الجزائري في مرحلة من المراحل [عَيَّنَهَا وسَمَّاهَا], سَادَتْ (لدى قطاعات واسعة) منه, (هي التي ما يزال الإعلام أو بعضه مع الأسف, يستغلها للمتاجرة من خلال الشحن الأيديولوجي والعاطفي, في ظل غياب نقاش أو حوار ديني وثقافي حقيقي في هذا الجانب الحساس والجوهري في ثقافتنا)اهـ
ـ كُلُّ هذا(التحرق) من (الإعلامي الناقم) لأَنَّهُ وَجَدَ مِنْ بعض الإعلاميين-وهذا(البعضُ) لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة في العَدِّ, إن لم يكن واحدًا وحيدًا- مَنْ يَسْتَنْكِرُ هذه الممارسات, ويَنْعَتُهَا بِنَعْتِهَا الحقيقي وهيَ أولى به, وهو"الشرك", و"التدجيل", مع أنَّ الإعلام قد أكثر في هذه الأيام من الدعاية لهذه الممارسات, مع التَّحْبيذِ والتَّحْسِين!! والتَّمْجِيدِ لها ولأعلامها وراياتها[من شخصيات, ومِنْ قِطَعِ قُمَاشَات, ملونات!!]-على اختلاف أساليب, منها ما ذكرناهُ في سطورٍ تقدمت, في مهمة الإعلامي وحياده المزعوم!-, فلماذا كلُّ هذا التأسف, والكُرَةُ في مَلْعَبِكُمْ-كما يقال-, والجَوْلَةُ والدَّوْلَةُ لكم!!
فهل أَحْرَجَكُمْ حتَّى هذا الصوتُ الخافت الضعيف, وهذه الصرخة في واد! فأَرَدْتُمْ وَأْدَهَا, وكَتْمَ أنفاسها, وإِعْدَامَ قائلها, بالتهويلِ عليه, والإشارة بأصابع الاتهام إليه, فَرُحْتُمْ تُرْهبونه, وتَنْسِبُونَهُ إلى (التضليل الإعلامي) تارة, وبِتَخَطِّي حُدُودِ المهنة تارةً أخرى,
فماذا تُسَمُّونَ ما تفعلونه الآن ويفعله الكثيرون من أمثالكم وحاملي فكرتكم, ومَنْ على شاكلتكم, في الترويج لبضاعة التصوف الفاسدة, والتَّنْفِيقِ لِسِلْعَتِهَا الكاسدة, والتي أحياها داعي الشيطان بعد أن عفا عليها الزمان, وفَضَحَتْهَا شواهدُ الأيام, فَجَعَلْتُمْ تُزَيِّنُونَهَا وتُجَمِّلُونَ قَبِيحَ أوصافها, لتُظْهِرُوهَا كما يُحاولُ أهلُ العروس القبيحة الشَّمْطَاء إظهارَها لِتَنَالَ اسْتِحْسَانَ الناظرين إليها!!
ثم بعد هذا كله: أَأَنْتَ هنا(إعلامي) و(صحفي) مُحَايِد؟!, أم (مجادلٌ)و(محارب), و(مناضلٌ) عن البدع والشركيات, والسَّخفِ والتَّخْرِيفَات, التي تَدَّعِي أَنَّهَا مِنْ صَمِيمِ هَوِيَّتِنَا وثقافتنا الروحية, فاسمع يا هذا: (إن الدعوةَ إلى الكتاب والسنة وعمل السلف الصالح؛ هي الدعوة الأصيلة في هذه الديار), وهي الغالبةُ المُنتصرةُ, ولوْ بعدَ حين.
لكاتب هذه السطور, عودةٌ أخرى, لكشفِ ادِّعاءاتِ(الإعلاميِّ الناقم)!, الذي لا زالت مقالاتُهُ, المملوءةُ بالمغالطات, تُنْشَرُ علينَا وعلى النَّاس, حينًا بعدَ حين, فإلى الموعِدِ قريبًا إن شاء الله تعالى.
اترك تعليق: