بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وصحبه وآله ومن تبعه وواله

فائدة من كتاب
لطائف المعارف

[باب وضائف شهر شعبان]

لابن رجب الحنبلي
رحمه الله


الجمع بين فعل النبي صلى الله عليه وسلم على صيام التطوع في شهر شعبان وحثه عليه، وقوله: "أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله المحرم" ؟!!

قال رحمه الله: أن جماعة من الناس أجابوا عن ذلك بأجوبة غير قوية لاعتقادهم أن صيام المحرم والأشهر الحرم أفضل من شعبان كما صرح به الشافعية وغيرهم،

والأظهر خلاف ذلك وأن صيام شعبان أفضل من صيام الأشهر الحرم ، ويدل على ذلك ما خرجه الترمذي من حديث أنس، سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الصيام أفضل بعد رمضان؟ قال: "شعبان" تعظيما لرمضان وفي إسناده مقال،
وفي سنن ابن ماجة: أن أسامة كان يصوم الأشهر الحرم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صم شوالا" فترك الأشهر الحرم فكان يصوم شوالا حتى مات وفي إسناده إرسال،
وقد روي من وجه آخر يعضده،فهذا نص في تفضيل صيام شوال على صيام الأشهر الحرم وإنما كان كذلك لأنه يلي رمضان من بعده كما أن شعبان يليه من قبله وشعبان أفضل لصيام النبي صلى الله عليه وسلم له دون شوال؛ فإذا كان صيام شوال أفضل من الأشهر الحرم فلأن يكون صوم شعبان أفضل بطريق الأولى.... ويكون قوله صلى الله عليه وسلم: "أفضل الصيام بعد رمضان المحرم" : محمولا على التطوع المطلق بالصيام ،
فأما ما قبل رمضان وبعده فإه يلتحق في الفضل كما أن قوله في تمام الحديث "وأفضل الصلاة بعد المكتوبة: قيام الليل" إنما أريد به تفضيل قيام الليل على التطوع المطلق دون السنن الرواتب عند جمهور العلماء خلافا لبعض الشافعية والله أعلم

ثم قال رحمه الله : أفضل التطوع ما كان قريبا من رمضان قبله وبعده

أفضل التطوع ما كان قريبا من رمضان قبله وبعده وذلك يلتحق بصيام رمضان لقربه منه وتكون منزلته من الصيام بمنزلة السنن الرواتب مع الفرائض قبلها وبعدها فيلتحق بالفرائض في الفضل وهي تكملة لنقص الفرائض وكذلك صيام ما قبل رمضان وبعده فكما أن السنن الرواتب أفضل من التطوع المطلق بالصلاة فكذلك صيام ما قبل رمضان وبعده أفضل من صيام ما بعد منه.

المصدر مذكور أعلاه.