105- طلْبَةٌ لِلْعِبادِ كَانَتْ لِإِسْكَنْـ *** ـدرَ فِي نَيْلِهَا الْيَدُ الْبَيْضَاءُ
اللغة:
(الطِّلْبَةٌ): بكسر فسكون؛ ما كان لك عند آخر من حق تطالبه به،
و(الْطَّلِبَة): بفتح فكسر: ما طلبته من شيء.
وهل المراد هنا أمنية؟ إذْ إنهم لم يكن لهم حق عند الإسكندر فيطالبونه به فانتفت (الطِّلْبَةٌ)
كما أنه لا يُعْرَفُ أنهم كانوا يراسلونه ليأتي إليهم فيخلصهم من الفُرْسِ فانتفت (الطَّلِبَةٌ) أيضا
فينبغي النظر في ذلك فلعلهم كانوا يطلبون ذلك ويسعون فيه فراسلوه لما كان قريبا منهم محاصرا غزةَ ولهذا لم يقاوموه لما دخل مصر بل استقبلوه استقبال الفاتح المحرِّر، ولكني لم أقف على ذلك الآن،
وعلى هذا فيكون الأقرب للمعنى (الطَّلِبَةٌ) بفتح الطاء وكسر اللام وسُكِّنَتْ للوزن، فيكون الأصحُ ضبطَ الطاء في البيت بالفتح هكذا (طَلْبَةٌ)، ولعل هذا الوجه أحسن من جعلها بمعنى رَغْبَة أي رَغْبَةٌ للعباد، فحَمْلُ الكلام على الحقيقة أولى من حمْلِه على المجاز، والشاعر معروف عنه أنه كان ممن تملك ناصية اللغة فالأَوْلَى عدمُ الإقدام على تخطئته إلا مع يقين المخالفة، وليتأمل هذا الموضع جيدا، والله أعلم.
(الإسكندر): هو الإسكندر المقدونى الذى افتتح مصر في سنة 332 ق.م. وقضى على حكم الفرس وأنشأ مدينة الإسكندرية.
المعنى:
وقد أكثر الفرس من الظلم والاستبداد بالمصريين، مما جعلهم يتمنون التخلص منهم ولو بمحتل آخر، وكانوا يسمعون عن الإسكندر المقدونى وبطولاته وفتوحاته فكانوا يتمنون أن يأتيهم ليخلصهم من هذه الأمة المفسدة الظالمة ولعلهم سَعَوْا في ذلك فراسلوه لما جاء وحاصر صُورَ وغزةَ حصارا طويلا فإنه لما استولى عليهما ثم عَبَرَ من غزة إلى مصر قابله المصريون باعتباره محررا لهم لا باعتباره غازيا.
106- شَادَ إِسْكَنْدرٌ لِمِصْرَ بِنَاءً *** لَمْ تَشِدْهُ الْمُلُوكُ وَالْأُمَرَاءُ
اللغة:
ظاهرة
المعنى:
فجاء الإسكندر إلى مصر وقمع الفرس وأخرجهم منها سنة 332 ق.م. وبنى بناءً عظيما لم يبنِ مثلَه الملوكُ والأمراءُ وهو مدينة الإسكندرية.
اترك تعليق: