قال المؤلف رحمه الله :
والناس إذا ماتوا يبعثون ، والدليل قولهتعالى ( منها خلقنكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى ) طه آية 55(1)
وقولهتعالى ( والله أنبتكم من الأرض نباتا ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجا ) نوح آية17 ، 18 وبعد البعث محاسبون ومجزيون بأعمالهم ، والدليل قوله تعالى : ( ولله ما فيالسموات وما في الأرض ليجزي الذين أساؤ بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى (النجم آية31 ) ومن كذب بالبعث كفر
والدليل قوله تعالى ( زعم الذين كفروا أنلن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير ) التغابنآية7 ،(2)
(1) وهذا أصل آخر من أصول هذا الدين وهو الإيمان بالبعث الكل يعلم حتى الكفار والملاحدة والزنادقة كلهم يعلمون أنه لابد من الموت لكن الخلاف في البعث الكفار ينكرونه أما أهل الإسلام فيثبتون البعث
و يمر بالإنسان ثلاثة أطوار كما في هاتين الآية :
1- طور الخلق من تراب
2- الإعادة إلى مَنشَئه وهو المَوت
3- الإخراج وهو البعث من القبور للجزاء والحساب .
ومن لم يؤمن بالبعث فإنه كافر قال تعالى : (( زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن .. )) .
قوله تعالى : (( منها خلقناكم )) يعني الأرض حينما خلق آدم عليه السلام أبا البشرية : (( وفيها نعيدكم )) يعني : بعد الموت في القبور (( ومنها نخرجكم تارة أخرة )) هذا هو البعث
وأدلة البعث تضمنت ثلاثة أشياء :
1- كمال قدرة الله كما في قوله تعالى : (( أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا )) إلى قوله : (( وجنات ألفافا )) .
2- كمال علمه : (( أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (77) وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (7
قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ )).
3- كمال عدله وحكمته وكيف ذلك ؟ ليلقى كل عامل جزاءه في الآخرة قال تعالى : (( أفنجعل المسلمين كالمجرمين *ما لكم كيف تحكمون ))
ومن باب الفائدة نذكر أدلة البعث أو نشير إليها :
1- الذي قدر على إيجاد الناس من عدم قادر على إعادتهم بعد الموت من باب أولى اقرأ سورة الروم الآية : 27 (( وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ))
2- الذي قدر على إحياء الأرض بعد موتها قادر على إحياء الأجسام بعد موتها اقرأ سورة : فصلت الآية : ((وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِ الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ))
3- أنه لو لم يكن هناك بعث للزم أن يكون خلق الناس عبثا قال تعالى : (( أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ))
4- الذي خلق السموات والأرض هذه المخلوقات الهائلة قادر على أن يعيد الإنسان لأن القادر على الشيء العظيم يقدر على ما دونه من باب أولى .
لأنه من الناحية النظرية العقلية الابتداء أصعب من الإعادة وكذلك خلق الشيء العظيم أصعب من خلق الشيء الذي هو دون الذي سبق ذكره , وليس على الله شيء صعب قال تعالى : ((إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ))
(2) بعد البعث هناك ورود الحوض والحساب وعرض الأعمال .
اختلف أهل العلم في الترتيب بين هذه الأشياء ولكن بعضهم يميل إلى أن أول شيء ورود الحوض
لأن المقام يقتضي ذلك لأن الناس يبعثون من قبورهم وهم عطاش بحاجة إلى الماء .
س: فإن قيل ما دليل الحوض ؟
ج: منها : قوله صلى الله عليه وسلم : « أنا فرطكم على الحوض » ، وقوله صلى الله عليه وسلم : « إني فرط لكم وإني شهيد عليكم ، وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن » ، وقوله صلى الله عليه وسلم : «
حوضي مسيرة شهر ، ماؤه أبيض من اللبن ، وريحه أطيب من المسك ، وكيزانه كنجوم السماء ، من شرب منه فلا يظمأ أبدا »
ولكن بعض الناس يُردُّون ويطردون من الحوض ورسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدري عن سبب طردهم لذلك يقول : (( يا رب أمتي أمتي أو : أصحابي أصحابي فيقال له : لا تدري ما أحدثوا بعد لإن هؤلاء غيروا وبدلوا بعد فيقول النبي صلى الله عليه وسلم : سحقا لمن بدل وغير )) متفق عليه
استدل على هذا الحديث على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعلم ما يحدثه بعده لأن علم الغيب العام لله وحده والأنبياء لا يعلمون في حياتهم إلا بإعلام الله إياهم بعض الأمور .
وبعضهم ذكر أن هذا الحديث يتعارض مع حديث أن الأعمال تعرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم أعمال أمته (( إن رأى خيرا حمد الله ... ))
قال أهل العلم : هذا الحديث ضعيف وضعفه الإمام الألباني رحمه الله
وعلى فرض صحته نقول يعلم بالجملة لا بالتفصيل
والناس إذا ماتوا يبعثون ، والدليل قولهتعالى ( منها خلقنكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى ) طه آية 55(1)
وقولهتعالى ( والله أنبتكم من الأرض نباتا ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجا ) نوح آية17 ، 18 وبعد البعث محاسبون ومجزيون بأعمالهم ، والدليل قوله تعالى : ( ولله ما فيالسموات وما في الأرض ليجزي الذين أساؤ بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى (النجم آية31 ) ومن كذب بالبعث كفر
والدليل قوله تعالى ( زعم الذين كفروا أنلن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير ) التغابنآية7 ،(2)
(1) وهذا أصل آخر من أصول هذا الدين وهو الإيمان بالبعث الكل يعلم حتى الكفار والملاحدة والزنادقة كلهم يعلمون أنه لابد من الموت لكن الخلاف في البعث الكفار ينكرونه أما أهل الإسلام فيثبتون البعث
و يمر بالإنسان ثلاثة أطوار كما في هاتين الآية :
1- طور الخلق من تراب
2- الإعادة إلى مَنشَئه وهو المَوت
3- الإخراج وهو البعث من القبور للجزاء والحساب .
ومن لم يؤمن بالبعث فإنه كافر قال تعالى : (( زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن .. )) .
قوله تعالى : (( منها خلقناكم )) يعني الأرض حينما خلق آدم عليه السلام أبا البشرية : (( وفيها نعيدكم )) يعني : بعد الموت في القبور (( ومنها نخرجكم تارة أخرة )) هذا هو البعث
وأدلة البعث تضمنت ثلاثة أشياء :
1- كمال قدرة الله كما في قوله تعالى : (( أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا )) إلى قوله : (( وجنات ألفافا )) .
2- كمال علمه : (( أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (77) وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (7

3- كمال عدله وحكمته وكيف ذلك ؟ ليلقى كل عامل جزاءه في الآخرة قال تعالى : (( أفنجعل المسلمين كالمجرمين *ما لكم كيف تحكمون ))
ومن باب الفائدة نذكر أدلة البعث أو نشير إليها :
1- الذي قدر على إيجاد الناس من عدم قادر على إعادتهم بعد الموت من باب أولى اقرأ سورة الروم الآية : 27 (( وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ))
2- الذي قدر على إحياء الأرض بعد موتها قادر على إحياء الأجسام بعد موتها اقرأ سورة : فصلت الآية : ((وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِ الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ))
3- أنه لو لم يكن هناك بعث للزم أن يكون خلق الناس عبثا قال تعالى : (( أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ))
4- الذي خلق السموات والأرض هذه المخلوقات الهائلة قادر على أن يعيد الإنسان لأن القادر على الشيء العظيم يقدر على ما دونه من باب أولى .
لأنه من الناحية النظرية العقلية الابتداء أصعب من الإعادة وكذلك خلق الشيء العظيم أصعب من خلق الشيء الذي هو دون الذي سبق ذكره , وليس على الله شيء صعب قال تعالى : ((إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ))
(2) بعد البعث هناك ورود الحوض والحساب وعرض الأعمال .
اختلف أهل العلم في الترتيب بين هذه الأشياء ولكن بعضهم يميل إلى أن أول شيء ورود الحوض
لأن المقام يقتضي ذلك لأن الناس يبعثون من قبورهم وهم عطاش بحاجة إلى الماء .
س: فإن قيل ما دليل الحوض ؟
ج: منها : قوله صلى الله عليه وسلم : « أنا فرطكم على الحوض » ، وقوله صلى الله عليه وسلم : « إني فرط لكم وإني شهيد عليكم ، وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن » ، وقوله صلى الله عليه وسلم : «
حوضي مسيرة شهر ، ماؤه أبيض من اللبن ، وريحه أطيب من المسك ، وكيزانه كنجوم السماء ، من شرب منه فلا يظمأ أبدا »
ولكن بعض الناس يُردُّون ويطردون من الحوض ورسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدري عن سبب طردهم لذلك يقول : (( يا رب أمتي أمتي أو : أصحابي أصحابي فيقال له : لا تدري ما أحدثوا بعد لإن هؤلاء غيروا وبدلوا بعد فيقول النبي صلى الله عليه وسلم : سحقا لمن بدل وغير )) متفق عليه
استدل على هذا الحديث على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعلم ما يحدثه بعده لأن علم الغيب العام لله وحده والأنبياء لا يعلمون في حياتهم إلا بإعلام الله إياهم بعض الأمور .
وبعضهم ذكر أن هذا الحديث يتعارض مع حديث أن الأعمال تعرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم أعمال أمته (( إن رأى خيرا حمد الله ... ))
قال أهل العلم : هذا الحديث ضعيف وضعفه الإمام الألباني رحمه الله
وعلى فرض صحته نقول يعلم بالجملة لا بالتفصيل
قال المؤلف رحمه لله :
وأرسل الله جميع الرسل مبشرين ومنذرين ، والدليل قوله تعالى : ( رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ) النساء آية 165 ، وأولهم نوح عليه السلام
وآخرهم محمد صلى الله عليه وسلم وهو خاتم النبيين والدليل على أن أولهم نوح قوله تعالى ( إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبين من بعده ) النساء آية 163 ، وكل أمة بعث الله إليهم رسولا من نوح إلى محمد يأمرهم بعبادة الله وحده وينهاهم عن عبادة الطاغوت ، والدليل قوله تعالى ( ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطغوت ) النحل آية 36 ، وافترض الله على جميع العباد الكفر بالطاغوت والإيمان بالله .
قال ابن القيم رحمه الله تعالى : معنى الطاغوت ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع والطواغيت كثيرون . ورؤسهم خمسة ، إبليس لعنه الله ، ومن عبد وهو راض ، ومن دعا الناس إلى عبادة نفسه ومن ادعى شيئا من علم الغيب ، ومن حكم بغير ما أنزل الله ، والدليل قوله تعالى : ( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغى فمن يكفر بالطغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لاانفصام لها والله سميع عليم ) البقره آية 156 وهذا هو معنى لاإله الاالله .
وفي الحديث "رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله " والله أعلم .
وأرسل الله جميع الرسل مبشرين ومنذرين ، والدليل قوله تعالى : ( رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ) النساء آية 165 ، وأولهم نوح عليه السلام
وآخرهم محمد صلى الله عليه وسلم وهو خاتم النبيين والدليل على أن أولهم نوح قوله تعالى ( إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبين من بعده ) النساء آية 163 ، وكل أمة بعث الله إليهم رسولا من نوح إلى محمد يأمرهم بعبادة الله وحده وينهاهم عن عبادة الطاغوت ، والدليل قوله تعالى ( ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطغوت ) النحل آية 36 ، وافترض الله على جميع العباد الكفر بالطاغوت والإيمان بالله .
قال ابن القيم رحمه الله تعالى : معنى الطاغوت ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع والطواغيت كثيرون . ورؤسهم خمسة ، إبليس لعنه الله ، ومن عبد وهو راض ، ومن دعا الناس إلى عبادة نفسه ومن ادعى شيئا من علم الغيب ، ومن حكم بغير ما أنزل الله ، والدليل قوله تعالى : ( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغى فمن يكفر بالطغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لاانفصام لها والله سميع عليم ) البقره آية 156 وهذا هو معنى لاإله الاالله .
وفي الحديث "رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله " والله أعلم .
اترك تعليق: