ثم ذكر المؤلف دليل آخر وفي هذا الدليل فوائد منها :
1-أن الرب الذي يستحق أن يُعبَد هو الذي خلق السَّمَوات وخلق الأرض في ستة أيام وهذه الستة الأيام
بينها الله عز وجل في سورة (فصلت) حيث قال سبحانه : (( قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (10) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ))
فأوضح الله تفصيل هذه الأيام الستة وأن أربعة أيام منها لخلق الأرض خلقها في يومين بدون دحو ثم خلق بعد هذين اليومين السَّمَوات وقدَّر في كل سماء أمرها ثم دحَا الأرض بعد ذلك في يومين فصارت جملة الأيام ما ذكره الله هنا في ستة أيام .
المراد بـ دحو الأرض كما قال الله تعالى : (( وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (31) وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32) مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ )) سورة النازعات .
2- الحكمة في خلق السموات والأرض في ستة أيام مع أن الله سبحانه وتعالى وصف نفسه بأنه إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون .
قال علماء التفسير : ليُعَلِّم عباده الأناة والتدرج في الأمور
3- الإيمان بالاستواء على العرش وإثبات هذه الصفة على طريقة أهل السنة أي استوى الله عز وجل استواء يليق بعظمته وجلاله بلا تمثيل ولا تعطيل ولا تحريف ولا تكيف .
4- قوله تعالى : (( ثم استوى )) :هذا دليل على أن الإستواء على العرش كان بعد خلق السموات والأرض أما خلقُهُ (( العرش )) فهو قبلهما بخمسين ألف سنة .
5- وفيه أن صفة الإستواء صفة فعلية
6- أن هذه المخلوقات العظام مسخرات بأمر الله : (( تجرى بأمره ))
جعل الله لها حدودا وجعل لها مقادير وجعل لها أفلاكا تسير فيها وفق أمر الله الذي قدره وقضاه
جعل الله لها حدودا وجعل لها مقادير وجعل لها أفلاكا تسير فيها وفق أمر الله الذي قدره وقضاه
7- قوله : (( يطلبه حثيثا )) يأتي بعد هذا مباشرة ولا يتأخر فإذا أدبر الليل جاء النهار وإذا أدبر النهار جاء الليل مباشرة
والشمس هي الكوكب العظيم المعروف والقمر كذلك كوكب من الكواكب السبعة السيارة
وكل منهما يجري ويدور على الأرض والأرض ثابتة مستقرة جعلها قرارا أي : قارة ثابتة لمصالح العباد والشمس وسائر الأفلاك تدور عليها لا كما يقوله المتخرصون الذين يدعون المعرفة يقولون :
إن الشمس ثابتة والأرض تدور عليها هذا باطل عكس ما في القرآن ... ( (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ )) وهم يقولون الشمس ثابتة يا سبحان الله !!
8- دلت الآية على الفرق بين الخلق والأمر ففيه ردٌ على من يقولون بخلق القرآن لأن القرآن من الأمر وأمر الله ليس مخلوقا لأن الله غاير بين الخلق وبين الأمر فجعلهم شيئين متغايرين والقرآن داخل في الأمر فهو غير مخلوق .
الأمر كلام وأما الخلق فهو إيجاد وتكوين فيوجد فرق بينهما .
والإمام أحمد قال للجهمية هل القرآن من الخلق أو من الآمر قالوا الأمر قال الأمر غير مخلوق .
9- أن الأمر والخلق لله عز وجل , له الأمر يأمر بما يشاء وأعظم ما أمر به : طاعته وأشرف الطاعات وأساسها : توحيده , وله الأمر المطلق يأمر بما يشاء وينهى عما يشاء كل ذلك رحمة بالعباد وتزكية لهم وتطهيرا لنفوسهم وقلوبهم وابتلاءً واختباراً كما قال تعالى : ((لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ))
قال السعدي رحمة الله عليه : قال تعالى : قال: { لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا } أي: ليمتحنكم، إذ خلق لكم ما في السماوات والأرض بأمره ونهيه، فينظر أيكم أحسن عملا.
قال الفضيل بن عياض رحمه الله: "أخلصه وأصوبه"
قيل يا أبا علي: "ما أخلصه وأصوبه" ؟.
فقال: إن العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا، لم يقبل.
وإذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل، حتى يكون خالصا صوابا.
والخالص: أن يكون لوجه الله،
والصواب: أن يكون متبعا فيه الشرع والسنة،
وهذا كما قال تعالى: { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ }.اهـ تفسير السعدي
والصواب: أن يكون متبعا فيه الشرع والسنة،
وهذا كما قال تعالى: { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ }.اهـ تفسير السعدي
10- وفي ختام هذه الآية أثنى الله عز وجل على نفسه ونزه نفسه بهذه الجملة : (( تبارك الله رب العالمين ))
والبركة في اللغة : الزيادة , زيادة الشيء ونَمَاؤه و (( تبارك الله )) كمل سبحانه حاز الكمال كله من جميع الوجوه وتنزه وتعاظم وكثر خيره وبركته لأنه رب العالمين الخالق للعالمين .
11- هذه الكلمة ( تبارك ) لا تأتي إلا بلفظ الماضي ولا تستعمل إلا في حق الله عز وجل .
وهل يدعى بالبركة للإنسان وكيف ذلك : الجواب : الدعاء بالبركة للإنسان جائز والكيفية : هكذا : (( بارك الله لك أو بارك عليك وإلخ )) .
12-قول مبروك على فلان كذا : خاطئة ومخالفة للاستعمال الصحيح لغةً فمبروك فعلها بَرَكِ أما ((مبارك)) ففعلها بارك فلا تستعملوا مبروكا استعملوا مباركا أما فعل (مبروك) فهو برك .
قال أبو علي عفا الله عنه : الإخوة ناقشوا في هذه المسألة في منتدى الإمام الآجري فلتراجع مناقشتهم لعلك تستفيد لأنه وجد من أهل العلم من صحح هذه الكلمة .
إنتظرت عدة أيام ولم أجد أحد شارك فذكرت الفوائد التي عندي
إنتظرت عدة أيام ولم أجد أحد شارك فذكرت الفوائد التي عندي
اترك تعليق: