فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :
فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .
من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .
كنت ابحث عن معنى اثر ابي الدرداء وجدت هذا على عجل: اخبُر بضم الباء و كسر الام في تقلِه
مَا رُوِيَ مِنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : وَجَدْتُ النَّاسَ اخْبُرْ تَقْلِهْ ، مَعْنَاهُ : أنْ خَبُرْتَهُمْ قَلَيْتَهُمْ بحر الفوائد المسمى بمعاني الأخيارللكلاباذي
هل الأنبياء محصورون؟ قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: إنه ورد في ذلك حديث يدل على حصرهم بأربعة و عشرين ألفا ، و الرسل د ون ذلك ،لأن الأنبياء أكثر بكثير من الرسل ، وأما الرسل فأقل ،وقد ذكر في القرأن منهم خمسة وعشرون رسولا ولكنهم أكثر من هذا ،وقد يزيدون على ثلاثمائة إلا أن الله تعالى يقول:{ ولقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك}. [غافر:78].
المرجع: شرح العقيدة السفارينية لابن عثيمين ص528-529 طبعة مدار الوطن
هل انقرضت الفرق الضالة كالجهمية،والمعتزلة والقدرية
سئل العلامة زيد بن هادي المدخلي -رحمه الله- مانصه:
بعض الناس يقولون إن هذه الفرق كالجهمية و المعتزلة و القدرية قد انقرضوا فلماذا نتحدث عنهم وقد زالوا ولم يعد لهم وجود؟ فأجاب رحمه الله: أولا:أن كل بدعة نجمت من قديم الزمان لها ورثة يرثونها ،إن لم توجد في هذا المكان وجدت في أماكن من دنيا البشر
ثانيا
: أن العلماء تتابعوا على بيان مذاهب هذه الفرق ،وهو دليل على وجودهم وأنهم لم ينقرضوا بل لكل بدعة وارث
إلى أن قال رحمه الله:فالمقصود : أن هذه الفرق ماانقرضت من دنيا البشر لكن إن لم يوجد بعضها في مكان وجد في مكان آخر ،
والمهم البيان للناس تأليفا و تعليما لأنها ستأتي أجيال لا تدري ماالله صانع فيهم ،فلاب أن يكون هناك بيان للعلم الشرعي ، ولايتم معرفة الحق تماما إلا برد الباطل ، ولا تستقيم السنة على الوجه الصحيح إلا بمحاربة البدعة التي تناوئها،وأهل البدع هم يحاربون السنة وأهلها لتحل البدع التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم:"كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار"لتحل محل السنن.
[المرجع:أوضح المعاني شرح مقدمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني الصفحة 115_116ط دة
ار الميراث النبوي
عن أَبي وَاقِدٍ اللَّيْثِيَّ -واسمه الحارث بن عوف رضي الله عنه- قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ جُلُوسٌ عَلَى بِسَاطٍ : «إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتْنَةٌ»، قَالُوا : كَيْفَ نَفْعَلُ؟ قَالَ : فَرَدَّ يَدَهُ إِلَى الْبِسَاطِ فَأَمْسَكَ بِهِ، فَقَالَ : «تَفْعَلُونَ هَكَذَا». قَالَ : وَذَكَرَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتْنَةٌ»، وَلَمْ يَسْمَعْهُ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَقَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ : أَلا تَسْمَعُونَ مَا يَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالُوا : وَمَا قَالَ؟ قَالَ : يَقُولُ: «إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتْنَةٌ»، قَالُوا : فَكَيْفَ بِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكَيْفَ نَصْنَعُ؟ قَالَ : «تَرْجِعُونَ إِلَى أَمْرِكُمُ الأَوَّلِ».
رواه الطحاوي في شرح مشكل الآثار، والطبراني في المعجم الكبير والمعجم الأوسط، وابن بشران في الأمالي بإسناد صحيح. وصححه الشيخ الألباني في الصحيحة(7/ القسم الأول ص496 رقم3165) .
عن زياد بن كليب رحمه الله قال: قَالَ أَبُو حَمْزَةَ لإِبْرَاهِيمَ النخعي: يَا أَبَا عِمْرَانَ، أَيُّ هَذِهِ الأَهْوَاءِ أَعْجَبُ إِلَيْكَ؟ فَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ آخُذَ بِرَأْيِكَ وَأَقْتَدِيَ بِكَ، قَالَ: «مَا جَعَلَ اللَّهُ فِي شَيْءٍ مِنْهَا مِثْقَالَ ذَرَّةٍ مِنْ خَيْرٍ، وَمَا هِيَ إِلا زِينَةُ الشَّيْطَانِ وَمَا الأَمْرُ إِلا الأمْرُ الأَوَّلُ». رواه الآجري في الشريعة(1/ 444 رقم125)، وأبو الفضل الزهري في حديثه(رقم/31 ، وأبو نعيم في حلية الأولياء(4/ 222)، والخطيب في تلخيص المتشابه في الرسم(1/ 16 وإسناد الخطيب وأبي الفضل الزهري صحيح.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - قدس الله روحه - : فإنّ من عرف حقائقَ أقوال الناس وطرقهم التي دعتهم إلى تلك الأقوال حصل له العلم والرحمة ؛ فعلمَ الحق ، ورحم الخلق ، وكان مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، وهذه خاصة أهل السنة المتبعين للرسول صلى الله عليه وسلم فإنهم يتّبعون الحق ، ويرحمون من خالفهم باجتهاده ، حيث عذره الله ورسوله ، وأهل البدع يبتدعون بدعةً باطلةً ، ويُكفّرون من خالفهم فيها . اهـ شرح الأصبهانية ص 43
ليس من شرط أولياء الله المتقين-غير الأنبياء والرسل- العصمة
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بعد أن بين عصمة الأنبياء عليهم السلام فيما يبلغونه عن الله تعالى: "وغيرهم لا تجب عصمته من ذلك وإن كان من أولياء الله المتقين. فليس من شرط أولياء الله المتقين ألا يكونوا مخطئين في بعض الأشياء خطأ مغفورا لهم؛ ولا من شرطهم ترك الصغائر مطلقا بل ولا من شرطهم ترك الكبائر أو الكفر الذي تعقبه التوبة. وقد قال الله تعالى: {والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون} ، {لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين} ، {ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون}. فقد وصفهم الله بأنهم هم المتقون. و " المتقون " هم أولياء الله، ومع هذا فأخبر أنه يكفر عنهم أسوأ الذي عملوا. وهذا أمر متفق عليه بين أهل العلم والإيمان. وإنما يخالف في ذلك الغالية من الرافضة وأشباه الرافضة من الغالية في بعض المشايخ ومن يعتقدون أنه من الأولياء. فالرافضة تزعم أن " الاثني عشر " معصومون من الخطأ والذنب. ويرون هذا من أصول دينهم. والغالية في المشايخ قد يقولون: إن الولي محفوظ والنبي معصوم. وكثير منهم إن لم يقل ذلك بلسانه؛ فحاله حال من يرى أن الشيخ والولي لا يخطئ ولا يذنب. وقد بلغ الغلو بالطائفتين إلى أن يجعلوا بعض من غلوا فيه بمنزلة النبي، وأفضل منه، وإن زاد الأمر جعلوا له نوعاً من الإلهية. وكل هذا من الضلالات الجاهلية، المضاهية للضلالات النصرانية. فإن في النصارى من الغلو في المسيح والأحبار والرهبان ما ذمهم الله عليه في القرآن؛ وجعل ذلك عبرة لنا؛ لئلا نسلك سبيلهم ولهذا قال سيد ولد آدم: {لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم. فإنما أنا عبد فقولوا: عبد الله؛ ورسوله}".
انظر: مجموع الفتاوى (11 /66-6
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
" وإذا كان كذلك: فالالتفات إلى الأسباب شرك في التوحيد ومحو الأسباب أن تكون أسبابا نقص في العقل والإعراض عن الأسباب بالكلية قدح في الشرع؛ بل العبد يجب أن يكون توكله ودعاؤه وسؤاله ورغبته إلى الله - سبحانه وتعالى - والله يقدر له من الأسباب - من دعاء الخلق وغيرهم - ما شاء". مجموع الفتاوى (1/ 131). المصدر
قال الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله : إن خير ما تُعمر به الحياة ، وتُشغل فيه الأوقات : الاشتغال بكتاب الله عز وجل ، وسنة رسوله ï·؛ ، تعلما وتعليما .وفي ذلك (مع العمل الصالح) الظفر بخيري الدنيا والآخرة . [ شذرات في طلب العلم (4) ]
قال الله تعالى : { قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون } ؟! قال الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله : إن الله ميّز أهل العلم ، وفضّلهم على غيرهم ؛ لأنهم -بعلمهم بالحق- يسيرون إلى الله على بصيرة ، ويدعون غيرهم على هدى .فلا يستوي من هو عالم بالحق ، يستفيد ويُفيد .. ومن هو جاهل به ![ شذرات في طلب العلم (6) ]
قال ابن القيم رحمه الله : لما أعرض الناس عن تحكيم الكتاب والسنة والمحاكمة إليهما واعتقدوا عدم الاكتفاء بهما وعدلوا الى الآراء والقياس والاستحسان وأقوال الشيوخ عرض لهم من ذلك فساد في فطرهم وظلمة فى قلوبهم وكدر فى أفهامهم ومحق فى عقولهم وعمتهم هذه الأمور وغلبت عليهم حتى ربي فيها الصغير وهرم عليها الكبير فلم يروها منكرا فجاءتهم دولة أخرى قامت فيها البدع مقام السنن والنفس مقام العقل, والهوى مقام الرشد ,والظلال مقام الهدى والمنكر مقام المعروف, والجهل مقام العلم والرياء مقام الاخلاص ,والباطل مقام الحق, والكذب مقام الصدق ,والمداهنة مقام النصيحة ,والظلم مقام العدل
فصارت الدولة والغلبة لهذه الأمور وأهلها هم المشار اليهم وكانت قبل ذلك لاضدادها وكان أهلها هم المشار اليهم
فإذا رأيت دولة هذه الأمور قد أقبلت وراياتها قد نصبت وجيوشها قد ركبت فبطن الارض والله خير من ظهرها وقلل الجبال خير من السهول ومخالطة الوحش أسلم من مخالطة الناس . الفوائد
ثمن الحب في الله قال العلامة المحدث الشيخ الألباني رحمه الله تعالى سائل: الذي يحب في الله يجب أن يقول له أحبك في الله ؟ الشيخ : نعم ، ولكن الحب في الله له ثمن باهظ ، قَـلّ من يدفعه ، أتدرون ما هو ثمن الحب في الله ؟
هل أحد منكم يعرف الثمن ؟ من يعرف يعطينا الجواب... أحد الحضور : يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله " ،... منهم رجلا تحابا في الله اجتمعا على ذلك وافترقا على ذلك.
الشيخ : هذ كلام صحيح في نفسه ، ولكن ليس جواباً للسؤال ، هذا تعريف للحب في الله تقريباً وليس بتعريف كامل ،
أنا سؤالي ما الثمن الذي ينبغي أن يدفعه المتحابان في الله أحدهما للآخر ، ولا أعني الأجر الأخروي، أريد أن أقول من السؤال ما هو الدليل العملي على الحب في الله بين اثنين متحابين ؟
فقد يكون رجلان متحابان ، ولكن تحاببهما شكلي ، وما هو حقيقي فما الدليل على الحب الحقيقي؟ أحد الحضور : " أن يحب لأخيه ما يحبه لنفسه ". الشيخ : هذا صفة الحب أو بعض صفات الحب ... أحد الحضور : قال تعالى: (( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ )) " [ آل عمران 31]. الشيخ : هذا جواب صحيح لسؤال آخر .. أحد الحضور : الجواب قد يكون في الحديث الصحيح " ثلاث من كن فيه وجد في حلاوة الإيمان " .... من ضمنه الذين تحابا في الله. الشيخ : هذا أثر المحبة في الله ، ما هو ، حلاوة يجدها في قلبه. أحد الحضور : قال تعالى : (( وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) )). الشيخ : أحسنت ، هذا هو الجواب ، وشرح هذا إذا كنتُ أنا أحبك في الله فعلاً تابعتك بالنصيحة، كذلك أنت تقابلني بالمثل ، ولذلك فهذه المتابعة في النصيحة قليلة جداً بين المدعين الحب في الله ، الحب هذا قد يكون فيه شيء من الإخلاص ، ولكن ما هو كامل ،وذلك لأن كل واحد منا يراعي الآخر ، بيخاف يزعل ، بيخاف يشرد ....إلى آخره ، ومن هنا الحب في الله ثمنه أن يخلص كل منا للآخر وذلك بالمناصحة ، يأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر دائماً وأبداً فهو له في نصحه أتبع له من ظله ، ولذلك صح أنه كان من دأب الصحابة حينما يتفرقون أن يقرأ أحدهما على الآخر (( والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وتواصو بالحق وتواصوا بالصبر )). المصدر: الحاوي من فتاوى الألباني رحمه الله تعالى
ص (165-166)
الثَّبَاتُ عَلىَ السُّنَّة عن الحسنِ البصْرِي -رحِمَه اُلله تعالى- قال: السُّنَّةُ -وَالّذي لا إلهَ إِلاَّ هُو- بيْن الغَالِي والجَافي
فاصْبِروا عليها رَحِمَكُمُ اللهُ، فإنَّ أهلَ السُّنَّة كانوا أقلَّ النَّاسِ فيما مَضَى، وَهمْ أّقَلُّ الناَّس ِفِيماَ بَقِيَ:
الَّذينَ لمْ يَذهبُوا معَ أَهْلِ الإِتْرافِ في إتِراَفِهمْ، ولاَ مع أهلِ البِدَعِ في بِدَعِهمْ، صَبَرُوا علىَ سُنَّتِهِمْ حتَّى لَقَوْا ربَّهِمْ
فكذلك إن شاءَ اللهُ فَكُونُوا.
[إغاثة اللهفان، لابن القيم: 1/70.
قال شعيب بن حرب رحمه الله: لا تجلس إلا مع أحد رجلين رجل يعلمك الخير فتقبل منه
أو رجل تعلمه الخير فيقبل منك
والثالث اهرب عنه .[ صفوة الصفوة ]
فائدة في من يريد النجاة بنفسه -
قال الشيخ صالح الفوزان -حفظه الله-: فمن كان يريد النَّجاة لنفسه، ويريد قبول أعماله، ويريد أن يكون مسلمًا حقًّا؛ فعليه أن يعتني بالعقيدة؛ بأن يعرف العقيدة الصَّحيحة وما يضادُّها وما يناقضها وما يُنقِصُها، حتى يبني أعمالَه عليها، وذلك لا يكون إلا بتعلُّمِها من أهل العلم وأهل البصيرة الذي تلقَّوها عن سلف هذه الأمَّةِ .
المنتقى من فتاوى الفوزان ج22 ص1
قال أبو سليمان الدَّاراني وهو يوصي الإمام أحمد بن أبي الحواري رحمه الله : خالف نفسك في كل مراداتها فإنها الأمارة بالسُّوء، وإيَّاك أن تحقر إخوانك المسلمين ، واجعل طاعة الله دثارا، والخوف منه شعارا، والإخلاص له زادا ، والصدق حسنة، واقبل منِّي هذه الكلمة الواحدة ولا تفارقها ولا تغفل عنها:- "من استحيى من الله في كل أوقاته وأحواله وأفعاله، بلَّغه الله إلى مقام الأولياء من عباده "أهـ ،
[البداية وانهاية / جـ 10 ، صـ 349] .
قال ابن القيم رحمه الله : فإنَّ مَنْ لم يرَ نعمة الله عليه إلا في مأكله ومشربه وعافية بدنه، فليس له نصيبٌ مِن العقل البتة، فنعمة الله بالإسلام و الإيمان، وجذب عبده إلىٰ الإقبال عليه ،والتلذذ بطاعته، فهي من أعظم النعم ،وهذا إنما يُدرك : بنور العقل ،وهداية التوفيق . (مدارج السالكين 277/1)
قال الشيخ الألباني رحمه الله: "الدين ليس بالعقل ولا بالعاطفة، إنما باتباع أحكام الله في كتابه، وأحكام رسوله في سنته وفي حديثه". (سلسلة الهدى والنور 530).
كان علي رضي الله عنه إذا وصف النبي صلى الله عليه وسلم قال : كان أجودَ الناس كـفّـاً ، وأشرَحهم صدرا ، وأصدق الناس لهجة ، وألْيَنهم عريكة ، وأكرمهم عِشرة ، من رآه بديهةً هابَـه ، ومن خالطه معرفـةً أحبَّـه ، يقول ناعِتـُه : لم أرَ قبله ولا بعده مثله صلى الله عليه وسلم . رواه الترمذي وابن أبي شيبة والبيهقي في شُعب الإيمان .
ثلاث علامات تدل على محبة الله لك انظر في ثلاث علامات إذا كانت فيك فاعلم أن الله يحبك:
الأولى:
اتباع النبي صلى الله عليه وسلم في كل صغيرة وكبيرة ولا تستخف بشيء منها لا بإعفاء اللحية ولا بالسواك ولا بغيرها
قال تعالى (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيم)
[سورة آل عمران 31]
الثانية: كثرة النوافل على نفس طريقة النبي صلى الله عليه وسلم لا بما تستحسنه أنت . قال النبي صلى الله عليه وسلم : قال الله تبارك وتعالى:" وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ...".
وأما العلامة الثالثة: فمحبة الصالحين لك أو بغضهم علامة على حب الله لك أو بغضه .
قال تعالى " إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا"
قال ابن كثير رحمه الله:يخبر تعالى أنه يغرس لعباده المؤمنين الذين يعملون الصالحات ، وهي الأعمال التي ترضي الله - عز وجل - لمتابعتها الشريعة المحمدية - يغرس لهم في قلوب عباده الصالحين مودة ، وهذا أمر لا بد منه ولا محيد عنه . وقد وردت بذلك الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير وجه . قال الإمام أحمد : حدثنا عفان ، حدثنا أبو عوانة ، حدثنا سهيل ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال : يا جبريل ، إني أحب فلانا فأحبه . قال : فيحبه جبريل " . قال : " ثم ينادي في أهل السماء : إن الله يحب فلانا " . قال : " فيحبه أهل السماء ، ثم يوضع له القبول في الأرض ، وإن الله إذا أبغض عبدا دعا جبريل فقال : يا جبريل ، إني أبغض فلانا فأبغضه " . قال : " فيبغضه جبريل ، ثم ينادي في أهل السماء : إن الله يبغض فلانا فأبغضوه " . قال : " فيبغضه أهل السماء ، ثم يوضع له البغضاء في الأرض " .انتهى متفق عليه الشيخ أبو الحسن علي الرملي حفظه الله
"أن طالب العلم يجب أن يظهر عليه أثر الطاعة والتنسك لله جل وعلا قال الإمام أحمد - رحمه الله - إمام أهل السنة والجماعة في هذا قال : " طالب الحديث عندنا من يستعمل الحديث " ،وقال الإمام الحسن البصري - رحمه الله - " كان الرجل منا يطلب الحديث فما يلبث أن يظهر ذلك - أي اثر الحديث - على لسانه ويده وأخذه ومنعه وإعطائه ، يتمثل الحديث قولا وعملا " ، وعند الإمام ابن حبان - رحمه الله -في روضة العقلاء ونزهة الفضلاء " كان وكيع بن الجراح يقول :كنا نستعين على حفظ الحديث بالعمل به وعلى طلبه بالصوم " وثبت هذا أيضا عن الإمام إبراهيم بن سعيد الجوهري - رحمه الله -وغيره ، فهكذا كانت أفعالهم تسابق أقوالهم ، يطلبون العلم لله فيظهر أثر ذلك عليهم في أفعالهم وأقوالهم ما يأتون وما يذرون .
قال الشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله أن الذي ينبغي على الإنسان في الفتن هو الإقبال على العبادة، وتجنب الفتن: ليفوز بالسعادة والراحة والطمأنينة ولهذا جاء في الحديث الصحيح عن نبينا- عليه الصلاة والسلام- أنه قال: ( إن السعيد لمن جُنِّبَ الفتن ) ، وكررها- عليه الصلاة والسلام- ثلاث مرات.
اترك تعليق: